رشيد
هي ذلك المثلث الساحلي الذي يحده النيل شرقًا في فرعه المسمى باسمها ، و البحر المتوسط شمالا ، أما الضلع الثالث فهو قاعدة المثلث التي يبلغ طولها 22كم ويضم مليون نخلة .
وهي مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى ما قبل الأسرة الأولى في التاريخ الفرعوني ، لأن الملك مينا كان قد زحف إليها في ثورته الأولى سعيًا وراء تحقيق الوحدة بين الوجهين القبلي والبحري فاصطدم بأهل هذه المدينة الذين كانوا يسمون " رخيتو " أي عامة الناس .
وفي الأسرة التاسعة عشرة ، أقام الملك منفتاح استحكاماته على الضفة الغربية لفرع النيل برشيد لصد هجمات الإغريق والصقليين وقد انتصر المصريون لأول مرة في معركة حربية مع أوروبا وقد جرت وقائعها في رشيد ، كما أقام الملك "بسماتيك الأول" عام 366 ق.م معسكرًا على ساحل رشيد وأوقف ثلاثين سفينة لحمايتها .
ودخلت رشيد في الإسلام على يد عمرو بن العاص بعد فتح الإسكندرية عام 20 هـ ، وكان حاكم رشيد القبطي " قزماس " قد عقد صلحًا مع ابن العاص وأدى الجزية وظلت الكنائس على حالها لمن بقي على دينه من أهلها.
وفي القرن الثالث الهجري كانت رشيد مدينة عامرة آهلة بها ميناء بحري يجري فيه النيل إلى البحر المالح وتدخله المراكب حتى تصير في النيل ، أما في القرن الرابع الهجري فقد تعرضت رشيد لمعارك حربية جرت بين العباسيين والمغاربة عام 306 هـ انتصر خلالها العباسيون .
وقد بلغت رشيد أوج حضارتها في القرن العاشر الهجري ، فقد حظيت هذه المدينة بعد أن أصبحت أقرب الثغور المصرية من اسطنبول بعد الفتح العثماني لمصر عام 924 هـ - 1571 م بمزيد من الاهتمام حيث حفلت بالمنشآت العثمانية وكان يوجد بها مؤسسات أوروبية وقناصل يمثلونها ، إلا أن القرن الثاني عشر قد شهد انحدار المدينة شأنها في ذلك ش؟أن المدن المصرية على أيدي المماليك المتناحرين .
ومع مطلع الثاني من شهر يوليو 1798 كتب فصل جديد من التاريخ المصري حين حط نابليون بونابرت بقواته في الإسكندرية تمهيدًا لاحتلال مصر وبعد مقاومة باسلة في الإسكندرية تم استقرار الحال لبونابرت فبادر بالتوغل في البلاد لإتمام فتحها فأرسل قوة إلى رشيد لأهميتها غير أن رشيد لم تكن فريسة سهلة في أيدي الفرنسيين بسبب المقاومة الشعبية الباسلة .
وفي 2 مارس 1799 تمت المصاهرة الفرنسية المصرية بعقد قران الجنرال جاك مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية والذي أشهر إسلامه وأطلق على نفسه اسم عبد الله على غادة رشيد " زبيدة "بنت محمد البواب وكان من كبار تجار رشيد .
وما كادت سحب الغزو الفرنسي لمصر تتبدد حتى وصلت الحملة الإنجليزية إلى الإسكندرية في 16 مارس 1708 واتجهت أنظار قائد الحملة فريزر إلى رشيد إلى رشيد في 20 مارس لتأمين التموين القادم منها وفي 29 مارس تقدمت قوة إنجليزية قوامها 1400 جندي بقيادة الجنرال ودكوب لاستيلاء على رشيد إلا أن الحملة منيت بهزيمة نكراء حيث قاد الدفاع عن المدينة حاكمها علي بك السلانكي والشيخ حسن كريت وقد اشترك سكان المدينة رجالا ونساءً وغلمانًا في الدفاع عنها .
والثابت تاريخيًا أن هزيمة الإنجليز في رشيد قد أجلت الإنجليزي لمصر نحو 75 عامًا إلى أن عادوا مرة أخرى إلى مصر عام 1882 .
آثار مدينة رشيد
كانت رشيد هي المفتاح السحري الذي فتح رحاب التاريخ المصري القديم للإنسانية ، فقد تمكن الفرنسي جاك فرانسوا شامبليون من فك رموز الهيروغليفية ومعرفة معانيها وقواعدها وأسرارها المحفورة على حجر رشيد الذي عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية ويسمى " بوشار " حين كان يقوم ببعض الترميمات لقلعة قايتباي برشيد .
وحجر رشيد الذي تم العثور عليه عام 1799 م هو عبارة عن حجر من البازلت الأسود يحمل نسخة من مرسوم أصدره بطليموس الخامس عام 196 ق. م مدون بخطوط ثلاثة هي اللغة المصرية القديمة ، والديموطيقية وهي اللغة المصرية الشعبية واليونانية . وقد آل الحجر طبقًا لشروط معاهدة 1801 بين الفرنسيين والإنجليز ألى الإنجليز وهو الآن من أهم الآثار المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن .
من الجدير بالذكر أنه لم يجتمع في مدينة مصرية من البيوت الأثرية مثلما اجتمع في رشيد وذلك بعد القاهرة ونظرًا لأنها كانت أغنى مدينة في العصر العثماني فقد عكست هذه البيوت ما تميز به أهل رشيد من تقدم في فن النجارة والعمارة والبناء . وتضم رشيد 22 بيتًا أثريًا منها منزل الأمصيلي ، وزبيدة البواب فضلاً عن 12 مسجدًا ترجع إلى أصول تاريخية إسلامية مختلفة وأربعة آثار أخرى هي طاحونة أبو جاهين وحمام عزوز وبوابة أبو الريس و قلعة قايتباي وتعكس هذه الآثار الطابع الإسلامي والمتأمل لها يقف كثيرًا أمام المشربيات وصالات الاستقبال والنقوش الخزفية وأشغال الصدف فضلاً عن السراديب وهي غاية في التعقيد والسرية كما كانت هذه البيوت مزودة بصهاريج المياه العذبة .
ومن الآثار الإسلامية الهامة ذات البعد الروحي مسجد أبو مندور وتنحصر المميزات الفنية والزخرفية للمساجد في رشيد على النحو التالي :
• تعدد المداخل
• تحتوي هذه المساجد على أروقة وأكتاف تحمل أسقفًا خشبية أو قبابًا
• اعتناء الفنان بالأضرحة والمقاصير فزخرف واجهات بعضها بالطوب الرشيدي المبخور
• استخدام القيشاني في زخرفة الجدران وفي المآذن كما في مسجد دومقسيس .
• استخدام الزخارف المشعة في المحاريب وفي القباب
ومن الملاحظ أيضًا كثرة عدد المقاهي في رشيد وهي عبارة عن صالات واسعة ترتفع جدرانها ويوجد بها منصات ؟أو مصاطب يجلس عليها الناس ليشربو القهوة ويدخنوا النرجيلة ويوجد الآن حوالي 120 مقهى بالمدينة بعض الصور لمدينه رشيد
جامع دومقسيس برشيد 1116 هجرية = 1704م. أنشأ هذا المسجد صالح أغا دومقسيس فى سنة 1116 هجرية = 1704م ويقع فى وسط مدينة رشيد وهو من المساجد المعلقة أى المشيدة مرتفعة عن منسوب الطريق ويصعد إليه ببضع درجات، ويشغل الدور الأرضى حواصل ودكاكين يعلوها المسجد مما يجعله منفردا بتلك الميزة عن بقية مساجد هذه المدينة. وهو مبنى على رقعة مستطيلة، ويوجد على امتداد جدار الجنب البحرى منه شرفة خشبية مسقوفة محمولة على كوابيل ترتكز بأطرافها على أعمدة حجرية وتنثنى هذه الشرفة إلى أن تتصل بدرج السلم الموصل للمدخل الرئيس. والمسجد مسقوف بسقف خشبى بسيط محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية. وأهم ما يتميز به هذا المسجد محرابه المكسو بترابيع من القاشانى المزخرف الجميل، ووزرة جدار القبلة المكونة من ترابيع من الرخام الأبيض عليها كتابات مختلفة الخطوط، وترابيع أخرى من القاشانى المزخرف. وإلى جوار المحراب منبر خشبى دقيق الصنع، وتقع المنارة فى منتصف الوجهة البحرية، وهى مثمنة حتى دورة المؤذن، تحليها زخارف وتقاسيم جصية تتخللها ترابيع من القاشانى الملون. وتتكون دورة المؤذن هذه من مقرنصات متعددة الحطات، ويبرز منها عمود أسطوانى محلى سطحه بقنوات رأسية وينتهى من أعلى بالخوذة، وهذا الطراز من المنارات هو الشائع فى كل من رشيد ودمياط وفى مدن الوجه البحرى
هي ذلك المثلث الساحلي الذي يحده النيل شرقًا في فرعه المسمى باسمها ، و البحر المتوسط شمالا ، أما الضلع الثالث فهو قاعدة المثلث التي يبلغ طولها 22كم ويضم مليون نخلة .
وهي مدينة قديمة يرجع تاريخها إلى ما قبل الأسرة الأولى في التاريخ الفرعوني ، لأن الملك مينا كان قد زحف إليها في ثورته الأولى سعيًا وراء تحقيق الوحدة بين الوجهين القبلي والبحري فاصطدم بأهل هذه المدينة الذين كانوا يسمون " رخيتو " أي عامة الناس .
وفي الأسرة التاسعة عشرة ، أقام الملك منفتاح استحكاماته على الضفة الغربية لفرع النيل برشيد لصد هجمات الإغريق والصقليين وقد انتصر المصريون لأول مرة في معركة حربية مع أوروبا وقد جرت وقائعها في رشيد ، كما أقام الملك "بسماتيك الأول" عام 366 ق.م معسكرًا على ساحل رشيد وأوقف ثلاثين سفينة لحمايتها .
ودخلت رشيد في الإسلام على يد عمرو بن العاص بعد فتح الإسكندرية عام 20 هـ ، وكان حاكم رشيد القبطي " قزماس " قد عقد صلحًا مع ابن العاص وأدى الجزية وظلت الكنائس على حالها لمن بقي على دينه من أهلها.
وفي القرن الثالث الهجري كانت رشيد مدينة عامرة آهلة بها ميناء بحري يجري فيه النيل إلى البحر المالح وتدخله المراكب حتى تصير في النيل ، أما في القرن الرابع الهجري فقد تعرضت رشيد لمعارك حربية جرت بين العباسيين والمغاربة عام 306 هـ انتصر خلالها العباسيون .
وقد بلغت رشيد أوج حضارتها في القرن العاشر الهجري ، فقد حظيت هذه المدينة بعد أن أصبحت أقرب الثغور المصرية من اسطنبول بعد الفتح العثماني لمصر عام 924 هـ - 1571 م بمزيد من الاهتمام حيث حفلت بالمنشآت العثمانية وكان يوجد بها مؤسسات أوروبية وقناصل يمثلونها ، إلا أن القرن الثاني عشر قد شهد انحدار المدينة شأنها في ذلك ش؟أن المدن المصرية على أيدي المماليك المتناحرين .
ومع مطلع الثاني من شهر يوليو 1798 كتب فصل جديد من التاريخ المصري حين حط نابليون بونابرت بقواته في الإسكندرية تمهيدًا لاحتلال مصر وبعد مقاومة باسلة في الإسكندرية تم استقرار الحال لبونابرت فبادر بالتوغل في البلاد لإتمام فتحها فأرسل قوة إلى رشيد لأهميتها غير أن رشيد لم تكن فريسة سهلة في أيدي الفرنسيين بسبب المقاومة الشعبية الباسلة .
وفي 2 مارس 1799 تمت المصاهرة الفرنسية المصرية بعقد قران الجنرال جاك مينو القائد الثالث للحملة الفرنسية والذي أشهر إسلامه وأطلق على نفسه اسم عبد الله على غادة رشيد " زبيدة "بنت محمد البواب وكان من كبار تجار رشيد .
وما كادت سحب الغزو الفرنسي لمصر تتبدد حتى وصلت الحملة الإنجليزية إلى الإسكندرية في 16 مارس 1708 واتجهت أنظار قائد الحملة فريزر إلى رشيد إلى رشيد في 20 مارس لتأمين التموين القادم منها وفي 29 مارس تقدمت قوة إنجليزية قوامها 1400 جندي بقيادة الجنرال ودكوب لاستيلاء على رشيد إلا أن الحملة منيت بهزيمة نكراء حيث قاد الدفاع عن المدينة حاكمها علي بك السلانكي والشيخ حسن كريت وقد اشترك سكان المدينة رجالا ونساءً وغلمانًا في الدفاع عنها .
والثابت تاريخيًا أن هزيمة الإنجليز في رشيد قد أجلت الإنجليزي لمصر نحو 75 عامًا إلى أن عادوا مرة أخرى إلى مصر عام 1882 .
آثار مدينة رشيد
كانت رشيد هي المفتاح السحري الذي فتح رحاب التاريخ المصري القديم للإنسانية ، فقد تمكن الفرنسي جاك فرانسوا شامبليون من فك رموز الهيروغليفية ومعرفة معانيها وقواعدها وأسرارها المحفورة على حجر رشيد الذي عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية ويسمى " بوشار " حين كان يقوم ببعض الترميمات لقلعة قايتباي برشيد .
وحجر رشيد الذي تم العثور عليه عام 1799 م هو عبارة عن حجر من البازلت الأسود يحمل نسخة من مرسوم أصدره بطليموس الخامس عام 196 ق. م مدون بخطوط ثلاثة هي اللغة المصرية القديمة ، والديموطيقية وهي اللغة المصرية الشعبية واليونانية . وقد آل الحجر طبقًا لشروط معاهدة 1801 بين الفرنسيين والإنجليز ألى الإنجليز وهو الآن من أهم الآثار المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن .
من الجدير بالذكر أنه لم يجتمع في مدينة مصرية من البيوت الأثرية مثلما اجتمع في رشيد وذلك بعد القاهرة ونظرًا لأنها كانت أغنى مدينة في العصر العثماني فقد عكست هذه البيوت ما تميز به أهل رشيد من تقدم في فن النجارة والعمارة والبناء . وتضم رشيد 22 بيتًا أثريًا منها منزل الأمصيلي ، وزبيدة البواب فضلاً عن 12 مسجدًا ترجع إلى أصول تاريخية إسلامية مختلفة وأربعة آثار أخرى هي طاحونة أبو جاهين وحمام عزوز وبوابة أبو الريس و قلعة قايتباي وتعكس هذه الآثار الطابع الإسلامي والمتأمل لها يقف كثيرًا أمام المشربيات وصالات الاستقبال والنقوش الخزفية وأشغال الصدف فضلاً عن السراديب وهي غاية في التعقيد والسرية كما كانت هذه البيوت مزودة بصهاريج المياه العذبة .
ومن الآثار الإسلامية الهامة ذات البعد الروحي مسجد أبو مندور وتنحصر المميزات الفنية والزخرفية للمساجد في رشيد على النحو التالي :
• تعدد المداخل
• تحتوي هذه المساجد على أروقة وأكتاف تحمل أسقفًا خشبية أو قبابًا
• اعتناء الفنان بالأضرحة والمقاصير فزخرف واجهات بعضها بالطوب الرشيدي المبخور
• استخدام القيشاني في زخرفة الجدران وفي المآذن كما في مسجد دومقسيس .
• استخدام الزخارف المشعة في المحاريب وفي القباب
ومن الملاحظ أيضًا كثرة عدد المقاهي في رشيد وهي عبارة عن صالات واسعة ترتفع جدرانها ويوجد بها منصات ؟أو مصاطب يجلس عليها الناس ليشربو القهوة ويدخنوا النرجيلة ويوجد الآن حوالي 120 مقهى بالمدينة بعض الصور لمدينه رشيد
جامع دومقسيس برشيد 1116 هجرية = 1704م. أنشأ هذا المسجد صالح أغا دومقسيس فى سنة 1116 هجرية = 1704م ويقع فى وسط مدينة رشيد وهو من المساجد المعلقة أى المشيدة مرتفعة عن منسوب الطريق ويصعد إليه ببضع درجات، ويشغل الدور الأرضى حواصل ودكاكين يعلوها المسجد مما يجعله منفردا بتلك الميزة عن بقية مساجد هذه المدينة. وهو مبنى على رقعة مستطيلة، ويوجد على امتداد جدار الجنب البحرى منه شرفة خشبية مسقوفة محمولة على كوابيل ترتكز بأطرافها على أعمدة حجرية وتنثنى هذه الشرفة إلى أن تتصل بدرج السلم الموصل للمدخل الرئيس. والمسجد مسقوف بسقف خشبى بسيط محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية. وأهم ما يتميز به هذا المسجد محرابه المكسو بترابيع من القاشانى المزخرف الجميل، ووزرة جدار القبلة المكونة من ترابيع من الرخام الأبيض عليها كتابات مختلفة الخطوط، وترابيع أخرى من القاشانى المزخرف. وإلى جوار المحراب منبر خشبى دقيق الصنع، وتقع المنارة فى منتصف الوجهة البحرية، وهى مثمنة حتى دورة المؤذن، تحليها زخارف وتقاسيم جصية تتخللها ترابيع من القاشانى الملون. وتتكون دورة المؤذن هذه من مقرنصات متعددة الحطات، ويبرز منها عمود أسطوانى محلى سطحه بقنوات رأسية وينتهى من أعلى بالخوذة، وهذا الطراز من المنارات هو الشائع فى كل من رشيد ودمياط وفى مدن الوجه البحرى