بسم الله الرحمن الرحيم
التنافس المحمود والمذموم
ألقى فضيلة الشيخ عبد البارئ بن عواض الثبيتي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "التنافس المحمود والمذموم"، والتي تحدَّث فيها عن التنافس في الخيرات، والمبادرة والمسارعة لفعل الطاعات، ذاكرًا النماذِج العديدة من سيرة الأنبياء والصحابة في التسابُق إلى الخير، كما أشارَ إلى التنافُس المذموم، وبيَّن صُوره التي ينبغي أن يحذرَ منها كل مسلم.
[]]الخطبة الأولى
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مُبارَكًا فيه، حثَّ على المُسابَقة في البرِّ وحبِّ التنافُس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نرَى آياتِ إعجازِه في التزاوُج والتلاقُح، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه دعا إلى الرحمة والتسامُح، صلَّى الله عليه وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].
وقال تعالى: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين: 26].
يُنافِسُ المُسلم في الطاعة، ويُسارِعُ في الخير؛ لأن الأعمارَ قصيرة، والآجالَ محدودة، واللبيبُ العاقلُ يُبادِرُ قبل العوائِق والعوارِض، فلا يستوِي مُبادِرٌ إلى الخير ومُتباطِئ، ومُسابِقٌ في الفضل ومُتثاقِل.
التنافُسُ المحمود يُثرِي الحياة، ويجعلُ المُسلمَ يطمَحُ إلى السمُوِّ بنفسِه والارتِقاء بعلمِه وعملِه للسعيِ إلى الكمال.
سرَت روحُ التنافُس في نفوس أصحابِ الهِمَم، وأعلاهُم قدرًا أنبياءُ الله - صلوات ربي وسلامُه عليهم -؛ فنبيُّ الله موسى - عليه السلام - بكَى لما تجاوزَه النبي - صلى الله عليه وسلم - غِبطةً، فقيل له: ما يُبكِيكَ؟ فقال: "أبكِي لأن غُلامًا بُعِث بعدِي يدخل الجنةَ من أمَّته أكثرُ ممن يدخلُها من أمَّتي".
وكان يقول رسولُنا الكريمُ - صلى الله عليه وسلم -: «فأرجُو أن أكون أكثرَهم تابِعًا يوم القيامة».
بثَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابِه مبدأَ التنافُس وخُلُق التسابُق؛ ليرتَقُوا سُلَّم الوصول،ورسمَ لهم أهدافًا سامِقة في أحاديث لا حصرَ لها، منها:
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تنافُسَ بينَكم إلا في اثنتَين: رجلٌ أعطاه الله - عز وجل - القرآن، فهو يقوم به الليلَ والنهار، فيتتبَّعُ ما فيه، فيقول الرجلُ: لو أعطاني الله مثلَ ما أعطَى فلانًا فأقومُ به مثلَ ما يقومُ به فُلان. ورجلٌ أعطاه الله مالاً يُنفِقُ ويتصدَّق، فيقول رجلٌ مثلَ ذلك».
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من قامَ بعشر آياتٍ لم يُكتَب من الغافِلين، ومن قام بمائة آيةٍ كُتِب من القانِتين، ومن قام بألفِ آيةٍ كُتِب من المُقنطَرين».
ومما رغَّبَ فيه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - المنافسةُ على الصفِّ الأول، وفي الحديث: «لو يعلمُ الناسُ ما في النداءِ والصفِّ الأولِ ثم لم يجِدوا إلا أن يستهِمُوا عليه لاستهَمُوا، ولو يعلَمون ما في التهجِير لاستَبَقُوا إليه، ولو يعلَمون ما في العتَمَةِ والصُّبحِ لأتَوهُما ولو حبوًا».
أما الصحابيَّان الجليلان أفضل الأمة بعد رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: أبو بكر وعُمر، فقد صالَت عزائِمُهم، وجالَت هِممُهم في رِحابِ المُنافَسة، وصعِدوا بأعمالهم مراتِب عليَّة، ولن يبلُغ أحدٌ مبلغَهما.
قال عمرُ بن الخطاب - رضي الله عنه -: أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أن نتصدَّق، فوافَقَ ذلك مالاً عندي، فقلتُ: اليوم أسبِقُ أبا بكرٍ إن سبقتُه يومًا. قال: فجِئتُ بنِصفِ مالي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما أبقَيتَ لأهلِك؟»، قلتُ: مثلَه. وأتَى أبو بكرٍ بكلِّ ما عندَه، فقال: «يا أبا بكر! ما أبقيتَ لأهلِك؟»، قال: أبقيتُ لهم الله ورسولَه. قلتُ: والله لا أسبِقُه إلى شيءٍ أبدًا.
تأجَّجَت في حياة الصحابة - رضوان الله عليهم - جَذوةُ المُنافسَة الشريفة، فاغتَنَموا الأوقات، واستثمَروا الأعمار، وصارُوا أعلى شأنًا، وأرفعَ علمًا وعملاً؛ بل غدَوا أصحابَ فضلٍ وسبقٍ.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «يدخلُ من أمَّتي الجنةَ سبعون ألفًا بغير حسابٍ». فقال رجلٌ: يا رسول الله! ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: «اللهم اجعله منهم»، ثم قام آخر فقال: يا رسول الله! ادعُ الله أن يجعلني منهم، قال: «سبقَك بهم عُكاشَة».
وفي يوم أُحُد استثَارَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - رُوحَ المُنافسَة الشريفة بين أصحابِه فقال: «من يأخُذُ هذا السيفَ بحقِّه؟». فقام أبو دُجانة سِماكُ بن خَرَشَة فقال: أنا آخُذُه يا رسول الله بحقِّه، فما حقُّه؟ قال: «ألا تقتُلَ به مُسلِمًا، ولا تفِرَّ به عن كافِر». قال: فدفعَه إليه، وكان أبو دُجانة رجلاً شُجاعًا.
ربَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابَه على المُبادَرة إلى الخيرات، والتسابُق في الطاعات، والتنافُس في أعمال البرِّ؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء الفُقراءُ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ذهبَ أهلُ الدُّثور من الأموال بالدرجَات العُلى والنَّعيم المُقيم؛ يُصلُّون كما نُصلِّي، ويصومون كما نصُوم، ولهم فضلٌ من أموالٍ يحُجُّون بها ويعتمِرُون ويُجاهِدون ويتصدَّقُون.
قال: «ألا أُحدِّثُكم بأمرٍ إن أخذتُم به أدركتُم من سبَقَكم، ولم يُدرِككم أحدٌ بعدَكم، وكُنتُم خيرَ من أنتُم بين ظهرانَيه إلا من عمِلَ مثلَه: تُسبِّحون وتحمَدون وتُكبِّرون خلفَ كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين».
التنافُسُ - عباد الله - يظهرُ أثرُه في الآخرة، ويمتدُّ إلى الجنة، فيصعَدُ أهلُ القرآن درجَات الجنة بمِقدار ما يقرؤون ويُرتِّلون، يقال لصاحبِ القرآن: «اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ تُرتِّلُ في الدنيا؛ فإن منزِلَتك عند آخرِ آيةٍ تقرأُ بها».
هذا التنافُسُ المحمودُ الذي ربَّانا عليه الإسلام، يُولِّدُ التفوُّق، ويُعزِّزُ الطموحَ، ويزيدُ التنميَةَ والإنجازَ، ويستعذِبُ فيه المُسلمُ المُرَّ، ويستقرِبُ البعيد، ويتجاهَلُ المُعوِّقات.
يسمُو التنافُسُ بصاحبِه إلى المراتِبِ السنيَّة حين يُؤسَّس على نيَّةٍ خالِصةٍ صادِقة، ويُطهَّرُ من لَوثات القلوبِ التي تُفسِدُ العمل وتجعلُه هباءً منثورًا.
أما موتُ رُوح التنافُس فإنه يُحوِّلُ الأمةَ إلى مُجتمعٍ مُتهالِكٍ مُتهافِت، يسُودُه التواكُل والتخلُّف، ويُفرِزُ البَطالَةَ والقُعود، ويُنشِئُ جيلاً هزيلاً فَاتِرَ العزيمة.
وفي المُقابِل .. نهَى الإسلام عن التنافُس المذموم، ومَنشَؤُه التنافُس في الدنيا واتباعُ الأهواء، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «فواللهِ ما الفقرَ أخشَى عليكم، ولكنِّي أخشَى أن تُبسطَ عليكم الدنيا كما بُسِطَت على من قبلَكم، فتنافَسُوها كما تنافَسُوها، وتُهلِكَكم كما أهلكَتهم».
يكونُ التنافُسُ مذمومًا على الدنيا حين تُلهيكَ عن الله والدار الآخرة، وتحمِلُك على القبائِح والمُنكَرات، وتقُودُك إلى منعِ واجِبٍ، أو أخذِ حرامٍ، أو اعتِداءٍ على حُقوقِ الآخرين.
أدَّى التنافُسُ على الدنيا إلى التصارُع بين الإخوة والأقارِب، وسبَّب القطيعةَ والبَغضاءَ والشَّحناءَ، فكثُرَت الخُصومات، واشتدَّت المُنازَعات.
وكان الحسنُ - رحمه الله - يقول: "من نافسَك في دينِك فنافِسه، ومن نافَسَك في دُنيا فألقِها في نحرِه".
الحسَدُ - عباد الله - من أشدِّ أسباب التنافُس المُهلِك الذي يُقوِّضُ بناءَ الأُخُوَّة الإسلاميَّة، ويُفقِدُ المُسلمين الأمنَ؛ لأن الحاسِدَ يتمنَّى زوالَ نعمةِ أخِيه، وقد يتسبَّبُ في زوالِها بالقوَّة.
ومن المُنافسَة المذمُومَة: ما يحصُلُ بين الأقرانِ والمُتقارِبين في الفضائِل، أو الرِّئاسَة الدينيَّة أو الدنيويَّة، وقد يذمُّ المرءُ غيرَه بذِكرِ مساوِئِه وغضِّ الطرفِ عن محاسِنِه؛ لوجود عداوةٍ أو بَغضاء، قال الله تعالى: ولا تبخسوا .. أشياءهم .
وقد تُفضِي المُنافَسَة إلى المُجافاة والتحقير والبغي والعُدوان والاستِطالة على الآخرين، وقد تقعُ المُنافَسةُ المذمومةُ في التجارة، لذا ضبَطَ الإسلامُ المُنافَسةَ في الأعمال الاقتِصاديَّة بقواعِد وأحكامٍ شرعيَّة. رسَّخ القِيَم والمبادِئ والأخلاق، فحرَّم الاحتِكارَ بكل صُورِه، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحتكِرُ إلا خاطِئ».
حرَّم الحِيلَ، والغشَّ، والغَرَر، والخِداعَ، والتدليسَ، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «ومن غشَّنا فليس منَّا».
أعطَى الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - الحقَّ في الخِيار لمن كان في عقلِه ضعفٌ، كما في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما -: أن رجُلاً ذكرَ للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يُخدَعُ في البُيوع، فقال: «إذا بايَعتَ فقُل: لا خِلابَة».
قال الله تعالى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، أحمدُه - سبحانه - وأشكرُه في الحال والمآل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربُّ الأرباب، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه نبيُّ الهُدى بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه أجمعين.
أما بعد:
فأُوصِيكم ونفسي بتقوى الله، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
ومن التنافُس المذموم: تنافُس القنوات الفضائيَّة في إغواء الناس وإغرائِهم بالمُحرَّمات؛ حيث يُزيِّنُ لهم الشيطانُ سوءَ أعمالهم. يتنافَسُون على الخُسران المُبين، فتفسد العقول، وتُلوَّثُ الفِطَر، وتُحطَّمُ الأخلاق.
ومن التنافُس المذموم: الإسرافُ والبَذخُ في الأفراح، وعدمُ احتِرام النِّعمة، والمُنكَرات المُخالِفةُ في هذه الاحتِفالات في ظلِّ غِيابِ مُراقَبَة الله والعقلِ والحِكمة، مع عدمِ الاعتِبار بما يمُوجُ في العالَم من فقرٍ وشِدَّةٍ وضِيقِ حالٍ.
ومن التنافُس المذموم: المُمارساتُ الخاطِئة في الميدان الرياضِيِّ الذي أدَّى إلى التناحُر والتنافُر والتنابُذ والتباغُض، حتى انحرَفَت عن أهدافِها ومقاصِدها.
قال الله تعالى: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [الحديد: 21].
وصلُّوا - عباد الله - على رسول الهُدى؛ فقد أمرَكم الله بذلك في كتابه، فقال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما صلَّيتَ على آل إبراهيم، وبارِك على محمدٍ وأزواجِه وذريَّته، كما باركتَ على آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عن خلفائِه الأربعة الراشِدين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن الآلِ والصَّحبِ الكِرام، وعنَّا معهُم بعفوِك وكرمِك ومنِّك يا أرحَمَ الرَّاحِمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمُسلمين، وأذِلَّ الكفرَ والكافِرين، ودمِّر اللهم أعداءَك أعداءَ الدين، واجعل اللهم هذا البلدَ آمنًا مُطمئنًّا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافَك واتَّقاك، واتبعَ رِضاك يا أرحم الراحمين.
اللهم انصُر من نصرَ الدِّين، واخذُل اللهم من خذَلَ الإسلامَ والمُسلمين، اللهم انصر دينَك وكتابك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المؤمنين، اللهم انصر دينَك وكتابك وسُنَّة نبيِّك وعبادَك المؤمنين، اللهم انصُر المُجاهدين لإعلاء كلمتِك في كل مكان، اللهم اربِط على قلوبِهم، ووحِّد صُفوفَهم، واجمَع كلمتَهم، وسدِّد رميَهم، وانصُرهم على عدوِّك وعدوِّهم يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الجنةَ وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل، ونعوذُ بك من النار وما قرَّب إليها من قولٍ وعمل.
اللهم أصلِح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا، وأصلِح لنا دُنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خيرٍ، والموتَ راحةً لنا من كل شرٍّ يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألُك الهُدى والتُّقَى والعفاف والغِنَى، اللهم أعِنَّا ولا تُعِن علينا، وانصُرنا ولا تنصُر علينا، وامكُر لنا ولا تمكُر علينا، واهدِنا ويسِّر الهُدى لنا، وانصُرنا على من بغَى علينا.
اللهم اجعلنا لك ذاكِرين، لك شاكِرين، لك مُخبتين، لك أوَّاهين مُنيبين.
اللهم تقبَّل توبتَنا، واغسِل حوبتَنا، وثبِّت حُجَّتنا، وسدِّد ألسِنَتنا، واسلُل سخيمةَ قلوبِنا.
اللهم فرِّج همومَنا، ونفِّس كروبنا، وارحم موتانا، واشفِ مرضانا إنك على كل شيء قدير.
اللهم ابسُط علينا من بركَاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك، اللهم ابسُط علينا من بركَاتِك ورحمتِك وفضلِك ورِزقِك يا رب العالمين.
اللهم وفِّق إمامنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، ووفِّق نائبَيْه لما تحبُّ وترضى يا رب العالمين.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف: 23]، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: 10]، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [البقرة: 201].
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90].
فاذكروا اللهَ يذكُركم، واشكُروه على نعمِه يزِدكم، ولذِكرُ الله أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنَعون.]