تؤكّد دراسة أكاديمية في العلاقات الزوجية، أجريت على 291 زوجاً، أنّه لا صحة للاعتقاد بأنّ الأزواج
يجب أن يكمل كل منهما نقص الآخر، وبالتالي يجب ألا يكونا مختلفين.. إنّ تشابه الزوجين هو ما يضمن
انسجامهما، ويقرب من فرص التفاهم بينهما، ويساعدهما على اتخاذ قرارات يوافق عليها الاثنان، على
عكس الاختلاف في الشخصية الذي يؤدي إلى وجود صراعات ومشاحنات يومية دائمة.
وإذا كانت الدراسة قد أوجبت ضرورة أن يقوم المقدم على الزواج بدراسة شخصية الطرف الآخر بجدية،
إلى جانب ضرورة اختيار الشخص الأكثر توافقاً معه اجتماعياً وبيئياً، إلا أنّه على الرغم من صعوبة
وجود تشابه كامل بين الأشخاص لضمان نجاح الزواج، فإن بعض الأشخاص ينجحون في اختيارهم
بصورة ملحوظة، خاصة إذا ما تجنب حديثو الزواج الاختلافات البسيطة التي تظهر خلال الأعوام الأولى
من الزواج، والتي يعتبر النجاح في معالجتها من مظاهر صحة الزواج، الذي يكون قد نجح في إنتاج
نقاط توافقية بين الزوجين تسمح بالمزيد من المكاشفة والتفهم.
وتحذر الدراسة من إضفاء نقاط الاختلاف بين الزوجين أو تجاهل معالجتها؛ لأن ذلك يؤدي إلى حدوث خلل
في توازن العلاقة بين الشخصين، حيث يقوم أحد الاثنين بالتنازل لصالح الآخر، وهو ما يؤدي لحدوث نوعٍ
من الكبت لدى الشخص كثير التنازل، الأمر الذي يجعله عصبياً في معالجة المشكلات بعد ذلك، ويزيد
من صعوبة الوصول إلى صيغة توافق، وهنا تبدأ العلاقة الزوجية في الانهيار نتيجة اختلاف دعائمها، إذ
يمنع الكبت التوافق، ويجمد العلاقة لتصبح غير صحيّة.
إذا كان التشابه بين الزوجين ينحصر دوره في إيجاد مناخ من التعاطف بين الزوجين يزداد كلما طالت
فترة الزواج، فإنّه من الضروري أن يقوم طرفا العلاقة الزوجية بإبراز شخصيتهما، مع الحرص على
المكاشفة وعدم اليأس السريع عند بروز اختلافات بينهما، كما يجب التعامل مع كل اختلاف على
أنّه فرصة مدعمة للعلاقة بين الطرفين والفهم الأكبر للآخر.
ومن الأهمية بمكان أيضاً أن تتم بين الزوجين المكاشفة والمصارحة بالاختلافات؛ لأنّه كلما تم ذلك سريعاً
نضجت العلاقة بصورة أسرع، وزادت مقدرة الطرفين على اتخاذ قرارات سليمة، وواقعية حول حقيقة علاقتهما.