لجمعه 21/12/2012 قبل يوم من نهاية العالم حسب تقويم حضارة المايا الساعه الرابعه فجرا...
في حواري "ما قبل الأخير" مع شبح يدّعي أنه من أحفاد يوشع بن نون
كان الحوار عندما اقتحموا بيتنا للمرة الأولى حيث الأنبياء والوطن "وشرعية ادم" ربما كان هو لاغيره الضابط المسئول لكني لم أرى أحدا سواي ومكاني من حولي لكن شبحا ما حاورني حاملا سلاحه قلت لنفسي "السلاح لا يعود سلاحا بيد أشباه الرجال" بدا لي شكله سخيفا...فالسلاح لا تحمله إلا سواعد الرجال ولا يشعر السلاح بشرعيته إلا بيدي الأنبياء...وما أكد رأيي أكثر.. ذاك المشهد لعيون أحدهم يقف بصمت يُتَوّجهُ الخوف أمام صور أبناء خالي الشهداء "فايز وفراس الجابر" كان ينظر بتمعن وصمت عميق حتى انه لم يُدخِل الهواء إلى رئتيه تجمد أمام الصور كأنه رأى الموت...نظرت إليه وعرفت انه يحسدهم حيث كانوا فهو يتمنى لو انه كان يوما ما رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ربما لو كان كذلك لكان الآن يصور سور عكا ويبحث في تاريخ آسيا القديم ويرجع لأبنائه في باريس ...روما...أو موسكو او غيرها ليخبرهم الحقيقة عن أحقية ادم في أرضه والسماء وعن أسبقية اللغة الكنعانية بالنبر والنداء...لكنه لم يكن... فوقف كمسمار دُقَ في جوف الأرض لا يحرك ساكنا كنت أرى واسمع الكلمات التي لم ينطق بها حين نظر إلى شموخ جباههم كالجبال وابتسامة النصر تزين وجوههم كالشمس تخترق حدود السماء ورأى البندقية السمراء بين أيديهم بشكل آخر لم يره سابقا لم يكن يشبه المنظر بين يديه رغم انه كان نفس السلاح كان يعرف هذا أكثر من غيره فوحدهم أشباه الرجال يعرفون أكثر من غيرهم قيمة أن تكون رجلا بحق... فكيف وهو ينظر إلى رجال قطعوا الطريق الى النبوة والخلود...
سألني قبل التطرق إلى الحديث: هل تتحدث العبرية؟!!
فقلت: ولماذا افعل؟؟؟وسألت هل هي لغة دارجة وأنا لا اعلم ؟؟!
قال: كيف لا تتحدثها وأنت طالب جامعي؟!
فقلت: لا اعترف بها كلغة أصلا وان كنت أتقنها فلا تحلم أن أتحدث بها يوما من الأيام فلغتي جذورها تمتد منذ بدء التكوين إلى ما بعد الخلود وهي أحق بي من غيرها...
قال لي بلكنة مهجنه:إن استمريت بالتهكم سأسجنك
ابتسمت ابتسامة ساخرة ونظرت إلى يدي المكبلتين بالسلاسل وقلت:أحقا تستطيع !! وان فعلت فلا فرق هنا أوهناك فأنا في كلا الحالتين سجين لكنك ربما تخدمني أكثر إن فعلت لأشعر حقا أن لحياتي معنى أو لأسدد على الأقل بعض ديني لوطني ورددت بالفصحى"وطني لذة في القيود" لكني أظنه ما فهم جملتي الأخيرة....عذرته فكيف يفهم كلماتي عن الوطن والتضحية من لا وطن ولا تاريخ له؟!!
راح يغير مسار الحديث فقال لي :إن لم يأتي أخوك الآن فأنه سيؤثر عليكم أكثر وأكثر....عليك ألا تستخف بنا ولا تنسى أن دولة "إسرائيل" لا تنسى فهي تمتد جيلا وراء جيل...
هنا حقا استفز هويتي روحي والقلب لكن برود الحديد في تعابير وجهي وكلماتي التي يملأ جليدها الجو بخارا سيطرت على صمت الموقف أكثر ولم اعطه اللذة التي يشتهيها فقلت له: لا علاقة لكَ بأخي ودعني أسألك سؤالا آخر أحقا تريد مني ألا استخف بكم !! كيف هذا وأنت من تدعي بأنكم أقوياء وأصحاب دولة كيف لدولة كاملة أن تخشى أخي الأصغر وبيده حجر!! وكيف لكتيبة مدججة بالسلاح والدروع أن تأتي لاعتقال شاب أعزل لم يبلغ التاسعة عشره بعد وتريدني ألا استخف بكم؟!!...وتقول لي أن ما تسمونه اليوم بإسرائيل لا تنسى وأنها بتعاقب مستمر جيلا بعد جيل..في الحقيقة نعم انتم لا تنسون لا لشيء بل لأن تاريخكم الخفيف الذي يتناثر غبارا مع أول نسمة هواء قادمة من بحر عكا إلى السور يُحَمِّلها برائحة الغابرين على دروب الملح ...هذا هو تاريخكم الذي لم يتعدى ال65عاما هذا إن كان حقا لكم تاريخ ووجود وان اعترفت به اصلا فماذا ستنسون ؟؟ وخمس وستون عاما لا تحتاج إلى ذاكرة أصلا تكفي أن اختصرها بكلمتين "مملكة الغبار" هنا قاطعني وصاح بي متعجرفا وقال لا تتحدث هكذا وإلا أطلقت عليك النار قلت إذن فأفعل ونظرت في عينيه فلم أرى إلا الخوف والضعف رغم تقنعهما بالقوة إلا أن الأقنعة ألمزيفه وان دججت بالسلاح سرعان ما تزول أمام اعصار الحقيقة المجرده فقلت له: تأتي وتتحدث بعنجهية وتعجرف وتقول لي في أرضي أن إسرائيل دوله وأنها تمتد جيلا وراء جيل وأنا لم أرى لكم إلا جيلين هنا وامتدادي أنا منذ ادم وتاريخي بتاريخ التكوين وتريد مني ألا أتحدث معك بأسلوبي الذي يفرض نفسه على فساد الواقع؟؟! صمت هنيهة يمتص غضبه تلفت بعدها إلي وكتب ورقة بالعبرية لأعطيها لأخي أخذتها من يده وابتسمت ابتسامة المنتصر ولم اتلفت ورائي كنت منتشيا وشعرت حقا بهواء البحر قادما من عكا يداعب وجنتي ويرسم ابتسامة من نوع آخرعلى سماء أغنيتي...كما كنت اعلم أنه لا شيء هناك ورائي إلا الوراء وعدت إلى البيت أكمل نومي حتى أنني لم أحادث أخي هاتفيا فروح أمي التي تسكنني تخبرني انه بخير ولم ارغب بأن أيقظ حلمه من اجل شبح وحدث عابر...اكتفيت بإرسال روحي لتحرس حلمه من شبح تافه وغبار متناثر...
قلت حواري ما قبل الاخير لأن حواري الاخير قطعا لن يكون بالكلام....