اخذت يراعي وشرعت بالكتابة
بدات الكلمات تنهال على اوراقي بعنف
لا اعرف ما الذي دهى بهذا اليراع
هربت الكلمات مني وتسربت من على حبره المحبوس داخل انبوبه
رسمت على سطور اوراقي اجمل الحروف
لم احرك هذا اليراع ابداً هو الذي كان يتحكم بيدي
يكتب على هواه مايحلو له وعلى حافته الصغيرة
تخيل هو مايريد ان يكتبه على اوراقي
اراد ان يخرج من صمتي الذي طال
تحدث عن دواخلي التي اخفيتها تمام
اباح عني وفضح هذا الكتمان
اختار من الكلمات ما لم اصرح به لانسان
تحكم بكل حواسي وارقصها كالاطفال
جعلها تطير وتقفز من هنا وهناك
جعلني كطفلة في ربيعها الاول تتعلم الكلام
جعلني كطفلة تحتاج للرعاية والحنان
جعلني كطفلة تركض في احضان والديها تطلب الامان
جعلني كطفلة تلهو بين اترابها في الرياض
جعلني كطفلة تمرح وتلعب بالتراب
جعلني كطفلة تضرخ وتبكي من شدة العقاب
جعلني كوردة تفتحت في صباح الربيع
كوردة نشرت عبيرها ففاح بالطيب
كوردة بيضاء جميلة تبهر وتنير
تقطر منها الندى كدمعة على خد اسيل
كماسة ببريقها المشع تثير
كحورية البحار بجمالها تتباهى وتميل
افرحني اسعدني كسر حواجزي العنيدة
يراعي استطاع ان يعمل من اجلي لاجلي
يراعي استطاع ان يصنع فيني حب نفسي
يراعي استطاع ان ينقذني من حبل اعدامي
يراعي استطاع ان يخرجني من سجن حبست به نفسي
جعلني اقول حريتي حريتي كرهين في يد مستعمر
جعلني استنطق الحق لحبي ومملكتي
ماذا اقول له فلم يجعل لي اي قول
انه ملاكي ومنقذي ومعلمي
شكرا يراعي لاني بسببك ولدت من جديد
لاني بسببك حييت بعد ان مت موتاً بطيء
اخرجتني من ظلمتي التي احكمت عليها زماناً
شكرا يراعي شكرا يراعي بفخر واحترام