إكتشف علماء بريطانيون امواجاً عميقة تتحرك في عمق المحيط الهادي و ذلك عن طريق روبوتات
خاصة والذي كشفت عن وجود امواج تتحرك شرقا وعلى عمق ميل من السطح. العلماء يشرحون
منشأ الامواج الغريبة: الامواج المعروفة بأمواج كلفن هي اعرض و اطول و ابطئ من تلك الامواج
الموجودة على الشاطئ، و يتسبب بنشوئها مجموعة التغيرات في حالة الطقس في المحيط
الهادي الاستوائي. و هي معروفة بوجودها قرب سطح المحيط الا ان العلماء تفاجؤوا
حينما اكتشفوها في أعماق المحيط. البروفسور كارن هايوود، و هو عالم محيطات في جامعة
ايست انجليا ( المملكة المتحدة) و احد معدي البحث يقول "لقد غمرتنا حالة من البهجة
و السرور في نفس الوقت" و يكمل قائلا "كنا نتوقع اكتشاف شيء من هذا على عمق 50 متراً
لان صور الاقمار الصناعية تبين ذلك لكن كنا متحمسين جداً حين وصلتنا البيانات من عمق
1500 متر تدل على وجود تلك الامواج و هذا يفتح امامنا آفاق للبحث في اعماق
اكبر لإحتمال وجودها هناك". و يقول الدكتور أدريان ماثيو و هو عالم احوال جوية في
معهد علوم البيئة في (المملكة المتحدة ) و قائد مجموعة البحث "كنا جميعنا نعتقد بعدم
وجود اي منها على عمق أكبر من 200 متر"، و يكمل قائلا:"كثير من البهجة و السرور،
كيف لا و قد وجدنا تلك الامواج على اعماق سحيقة بلغت 1500 متر فقد كانت امواج عادية
من حيث درجة الحرارة و درجة الملوحة، تتحرك شرقا كل شهرين عبر المحيط الهادي
الاستوائي". قد يكون الاكتشاف مهم جدا في توقع التغيرات في حالة المناخ و توقعات
حالة الطقس في المناطق الاستوائية. يعتقد العلماء ان سبب تلك الامواج المحيطية
يرجع الى تغير المناخ المعروف بـ 'تذبذب مادن جوليان ' Madden Julian Oscillation - MJO
و التي قد تتحول لتكون نقطة انطلاق لظاهرة النينيو في نظام الغلاف الجوي في منطقة
المحيط الهادي الاستوائي مما يؤثر على حالة الجو في العالم كله. تذبذب مادن جوليان
يعد واحداً من المصادر الرئيسية لتغيرات حالة الجو و المناخ في المنطقة الاستوائية على
حد قول الدكتور ماثيو، فهو يقول " هي تعمل اختلاف كبير في حياة الشعوب في اماكن
مثل الهند و اندونيسيا، ففي اسبوع يكون هناك هطول شديد للامطار و بعد بضعة اسابيع
يكون هناك جفاف غير طبيعي ثم العودة الى الامطار الغزيرة من جديد و هكذا". استعمل
فريق البحث روبوتات عائمة حرة تعرف ب ARGO FLOATS و هي تعمل على عمق 1000
متر و تصعد للسطح مرة كل 10 ايام و هي تعمل على قياس درجة احرارة و ملوحة المياه.
وعند صعودها الى السطح فهي تقوم بإرسال كل البيانات عبر القمر الصناعي و من ثم
ترجع الى عملها في الاعماق. البرفسور هايوود يقول: " خلال العامين الاخيرين حصلت
ثورة في طريقة استكشافنا للمحيط، فقد عمل علماء المحيطات عبر العالم على تجنيد
جيش من الروتوتات العائمة قاربت 3000 و كنتيجة لذلك فقد اصبحنا اكثر قدرة على ملاحظة
التغيرات في مناخ المحيط و اكثر قدرة على الحصول على القياسات و البيانات أكثر من اي
وقت آخر علما ان علم المحيطات قد ظهر قبل حوالي 100 سنة ". الاعجاز العلمي :
وصف القرآن لهذه الأسرار والحقائق البحرية :قال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ
مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا
وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ(40)﴾ [النور:40].
· أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجى) ليعلم قارئ
القرآن أن هذه الظلمات لاتكون إلا في بحر لجي أي عميق،﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾
ويخرج بهذا القيد البحر السطحي الذي لا توجد فيه هذه الظلمات.
· وقد بين أهل اللغة والتفسير معنى لفظ (لجي)، فقال قتادة وصاحب تفسير الجلالين:
لجي هو العميق، وقال الزمخشري:اللجي العميق الكثير الماء، وقال الطبري:ونسب البحر إلى
اللجة بأنه عميق كثير الماء، وقال البشيري: هو الذي لا يدرك قعره واللجة معظم الماء،
والجمع لجج، والتج البحر إذا تلاطمت أمواجه.
· وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق التي سبق
الإشارة إليها. قال تعالى﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ﴾. قال الزمخشري :(بظلمات متراكمة
من لج البحر والأمواج والسحاب)،وقال الخازن:(كظلمات في بحر لجي أي عميق كثير الماء …
معناه أن البحر اللجي يكون قعره مظلماً جداً بسبب غمورة الماء)وقال المراغي:
(فإن البحر يكون مظلم القعر جداً بسبب غور الماء …).
· وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.
قال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ... ﴾ .
وذكرت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول قال تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ... ﴾
…وهذه صفة للبحر وهي:وجود موجين في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً
متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.