أخي وأختي، نعلم أنا وأنت جميعًا أن الضيف الكريم - شهر رمضان - قد اقترب من الباب، ففي أيِّ لحظة من الآن سيطرق أبواب المؤمنين، الذين طالما انتظروه.
فهل من استعداد لاستقباله؟ وهل لنا أن نصوم قبل دخوله ما لم يكن علينا شيء من صوم واجب؟ فإنا قد سمعنا من يفعل ذلك احتياطا لرمضان، وأنت قد عرفت أن العمل أيا كان، لا يُقبل حتى يوجد فيه شرط الإخلاص لله تعالى ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؟
اعلم أيها المبارك أن رمضان له فضل بل فضائل على بقية شهور السنة، فهو شهر مضاعفة الأجور في جميع الطاعات، وجميع الأعمال الصالحات، غير أنك تعرف أن العبادات توقيفية، لا نفعل ولا نقوم بشيء منها إلا وفق الضوابط الشرعية، ومن ذلك كون العبادة مشروعة من قبل الشارع الكريم.
فكون الشخص يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين احتياطا، ويقول: أصوم قبله بيوم أو يومين احتياطًا، فهذا لا دليل عليه، بل ورد النهي عنه، لكن هذا يختلف عن شخص له عادة، مثل أن يكون الشخص من عادته صوم يومي الاثنين والخميس فصادف ذلك أحد هذين اليومين قبل رمضان بيوم أو يومين، فلا بأس به، أو يكون من عادته صوم أيام البيض، ولم يتمكن من صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ولم يتيسَّر له صومها إلا قبل رمضان بيوم أو يومين، فهذا لا بأس به أيضًا.
وأما أن يفعل ذلك احتياطا، فهذا قد جاء نهي النبي عليه الصلاة والسلام عنه، كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا يتقدَّمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصُم ذلك اليوم } ( متفق عليه ) ، فإن هذا يُستفاد منه أن المقصود بالنهي الخوف من أن يحتاط الإنسان لدخول رمضان ( شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:5 /279. ) ، وإنك لتجد أو تسمع عن أولئك الذين يفعلون هذا سواء في العالم الإسلامي أو غيره، فأين طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام في أمره، وأين اجتناب نهيه، وتصديق خبره، بل أين اتباعه في شرعه في العبادة؟ إن كنَّا مؤمنين به حقا ! ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ ( سورة آل عمران: 31 ) .
وكما أنه لا يجوز صوم تلك الأيام احتياطا لرمضان، كذلك لا يجوز صوم يوم الشكِّ، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في الليلة غيم أو قطر مثلا، وقد منع ذلك من رؤية الهلال مطلقًا، وأنت تنوي اعتداد ذلك اليوم من رمضان؛ لأن من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، كما عند أبي داود والترمذي من حديث عمَّار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما.
وأما قضية الاستعداد، فلا مانع من الاستعداد لهذا الشهر الكريم، فإنك إن كنت كريما، فمن الكرم إكرام الكرماء، فاستعدادك لتضمين شهر رمضان بأكبر قدر ممكن من العبادات والطاعات المتنوعة، من سنن الصلوات والنوافل الكثيرة، والصدقة على المعدمين، بل تعجيل أداء زكاة مالك إن استطعت، وقطع شيء من حسابك في البنك لإفطار المسلمين هنا وهناك، إلى غير ذلك، من الاستعداد الممدوح لهذا الشهر الكريم. وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه...
فهل من استعداد لاستقباله؟ وهل لنا أن نصوم قبل دخوله ما لم يكن علينا شيء من صوم واجب؟ فإنا قد سمعنا من يفعل ذلك احتياطا لرمضان، وأنت قد عرفت أن العمل أيا كان، لا يُقبل حتى يوجد فيه شرط الإخلاص لله تعالى ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فما هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك؟
اعلم أيها المبارك أن رمضان له فضل بل فضائل على بقية شهور السنة، فهو شهر مضاعفة الأجور في جميع الطاعات، وجميع الأعمال الصالحات، غير أنك تعرف أن العبادات توقيفية، لا نفعل ولا نقوم بشيء منها إلا وفق الضوابط الشرعية، ومن ذلك كون العبادة مشروعة من قبل الشارع الكريم.
فكون الشخص يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين احتياطا، ويقول: أصوم قبله بيوم أو يومين احتياطًا، فهذا لا دليل عليه، بل ورد النهي عنه، لكن هذا يختلف عن شخص له عادة، مثل أن يكون الشخص من عادته صوم يومي الاثنين والخميس فصادف ذلك أحد هذين اليومين قبل رمضان بيوم أو يومين، فلا بأس به، أو يكون من عادته صوم أيام البيض، ولم يتمكن من صيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ولم يتيسَّر له صومها إلا قبل رمضان بيوم أو يومين، فهذا لا بأس به أيضًا.
وأما أن يفعل ذلك احتياطا، فهذا قد جاء نهي النبي عليه الصلاة والسلام عنه، كما في حديث أبي هريرة المتفق عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا يتقدَّمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصُم ذلك اليوم } ( متفق عليه ) ، فإن هذا يُستفاد منه أن المقصود بالنهي الخوف من أن يحتاط الإنسان لدخول رمضان ( شرح رياض الصالحين لابن عثيمين:5 /279. ) ، وإنك لتجد أو تسمع عن أولئك الذين يفعلون هذا سواء في العالم الإسلامي أو غيره، فأين طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام في أمره، وأين اجتناب نهيه، وتصديق خبره، بل أين اتباعه في شرعه في العبادة؟ إن كنَّا مؤمنين به حقا ! ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ ( سورة آل عمران: 31 ) .
وكما أنه لا يجوز صوم تلك الأيام احتياطا لرمضان، كذلك لا يجوز صوم يوم الشكِّ، وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في الليلة غيم أو قطر مثلا، وقد منع ذلك من رؤية الهلال مطلقًا، وأنت تنوي اعتداد ذلك اليوم من رمضان؛ لأن من صام اليوم الذي يُشَكُّ فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، كما عند أبي داود والترمذي من حديث عمَّار بن ياسر رضي الله تعالى عنهما.
وأما قضية الاستعداد، فلا مانع من الاستعداد لهذا الشهر الكريم، فإنك إن كنت كريما، فمن الكرم إكرام الكرماء، فاستعدادك لتضمين شهر رمضان بأكبر قدر ممكن من العبادات والطاعات المتنوعة، من سنن الصلوات والنوافل الكثيرة، والصدقة على المعدمين، بل تعجيل أداء زكاة مالك إن استطعت، وقطع شيء من حسابك في البنك لإفطار المسلمين هنا وهناك، إلى غير ذلك، من الاستعداد الممدوح لهذا الشهر الكريم. وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه...