الحمد لله الذي أنزل القرآن، وجعله لعباده واضح البيان، وأرسل به محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام يدعو به إلى الرضوان، ويقود به إلى برِّ الأمان، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الجزاء والإحسان، أما بعد:
فأهلاً ومرحبًا بالأحبة الكرام إلى هذه الحلقة من حلقات رمضان، ذلك الموسم المبارَك، موسم التجارة في مكاسب الدُنْيَا والآخرة، .. وَلِمَ لا أقول كذا..؟ ؟ وأنت ترى الناس يوميا يخرجون من بيوتهم صباحًا، كما تراهم يرجعون إليها مساءً .. فلو سألتُك لماذا الخروج صباحًا والرجوع مساءً ..؟ ؟ لأجبتني بدون أدنى تردُّد أو شكِّ: يخرجُون بحثًا عن لقمةِ العيش وما تقوم به حياتهم. نعم، طلبًا وبحثًا عن لقمة العيش وما تقوم به حياتهم، فمنهم الموظَّفُون الإداريُّون، كما أن منهم التُّجار والمستثمرين الذين بأعمالهم تقوم اقتصاديات دول العالم غالبًا، حتى صار هناك دول تُسمى بالصناعية المصدرة وأخرى استهلاكية مستوردة.
إذن، هذا يدلُّ على أهمية مهنة التجارة والاستثمار والتُّجَّار في أيِّ دولة، وأن التجارة من أهم أنواع المكاسب، أليس كذلك؟ بلى، يدل على ذلك. وإنَّك إن تأمَّلتَ معي حال كثير من هؤلاء الذين يخرجون من بيوتهم صباحًا ويعودون مساءً، ستجدُهم تُجَّارا، ولا غرابةَ لهذا أيها المُصْغِي، فإن التجارة كانت ولا تزال من أشرفِ المِهَن التي يُزاولها الشريف قبل الوضيع؛ لكثرة ما تحقِّقه التجارة للتجار من العوائد والأرباح التجارية والاستثمارية، خاصةً أيام المواسم .. ألا ترى أن الحركة تكثر في المواسم التجارية المعروفة لدى أصحاب الشأن؟ والأسواق تزدحم؟ وتجد التُّجارَ قبل تلك المواسم يراجعون حساباتهم، ويستعدون للتعويض عن الناقص، واستدراك ما فات قبل الموسم! .
استعدادات كبيرة، وتبادل للصَّفقات، وحركة قويَّة، يا تُرى لماذا كل ذلك؟ ، أقول لك: كما أشرْتُ إليه قبل، أنه لا شك أن تلك المواسم فرصة للتعويض، وإكمال الناقص، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح؛ لأنك أخي تدرك معي أن المواسم خاصة التجارية لا تكرَّر في السنة إلا مرَّة ً أو مرَّتين.
وبعد هذا، أظنُّك الآن أدركت بركة رمضان في دنيا الناس، وكيف أنهم يستعدون له استعدادا هائلا، وتَذْكر أننا قلنا: رمضان ذلك الموسم المبارَك، موسم التجارة في مكاسب الدُنْيَا والآخرة ..، فكيف إذن تكون التجارة فيه للآخرة؟ .. هذا ما يتبادر إلى الذهن الآن من السؤال !
فأقول لك: إذا كنتَ تُقِرُّ أن الدنيا دار ممرٍّ وليست دار مقرِّ، وأدركتَ أن التجارة الدنيوية إنما هي لما تسعد به حياتك في دنياك، والتجارة الأخروية لما تسعد به في أخراك، وأنت مؤمن ولا شك، وأَقْرَرت أن لتجارة الدنيا مواسم كما لتجارة الآخرة مواسم ومنها رمضان، فتجارتك في رمضان تكون مع ربك تبارك وتعالى. وهل تعرف ما صفقات هذه التجارة؟! نعم تعرف كما أني أعرف، ولا أطيل عليك أخي الحبيب، فالصفقات إنما هي الأعمال الصالحة من الصلاة، والصدقة ومنها زكاة مالك، والتوبة، والاستغفار، والذكر ومنه قراءة القرآن، إلى غير ذلك..
ولذا تجد رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعوك في أحاديثه كلما اقترب رمضان، موسم المراجعة، والتَّشْمِير لجنة الله تعالى ورضوانه، والكَفِّ عن نواهيه وعصيانه، يقول: { قد جاءكم رمضان، شهرٌ مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يُفتح فيه أبواب الجنة، ويُغلق فيه أبواب الجحيم، ويُغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِم خيرها فقد حُرم } ( رواه أحمد في المسند، والنسائي وابن أبي شيبة. ) ، بل يُنادي منادٍ وذلك كلَّ ليلة:.. يا باغي الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشرِّ أَقْصِرْ..، نعم،، أقبل على المُبتغى وأقصر عن الهوى..، فهل أنت بعد ذلك ممن تُلهيهم تجارة الدنيا عن تجارة الآخرة؟! وهل أنت ممن استثمر مواسم الآخرة استثمارك في مواسم الدنيا؟ نرجو ذلك منك، كيف لا؟ وأنت تطمع وتستشرف لهذا المدح: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ ( سورة النور: 37 - 38 . ) . فالله الله في استغلال هذا الموسم، ذلك الشهر الذي كلما ذُكر عند المؤمنين حقًّا، ابتهجوا ورأيت الشوق إليه يهز قلوبهم..كيف لا؟ وهو شهر الرَّوْح والرَّيحان، والذِّكر والقرآن، والتقرُّب إلى الرحمن، والتزكية وترك العصيان، والتوبة من الإدمان، لمن في قلبه إسلام وإيمان، فهذه هي التبادلات والصفقات في رمضان، فاللهم بارك لنا في شعبان وبلِّغنا ربنا رمضان. آمين.. .
فأهلاً ومرحبًا بالأحبة الكرام إلى هذه الحلقة من حلقات رمضان، ذلك الموسم المبارَك، موسم التجارة في مكاسب الدُنْيَا والآخرة، .. وَلِمَ لا أقول كذا..؟ ؟ وأنت ترى الناس يوميا يخرجون من بيوتهم صباحًا، كما تراهم يرجعون إليها مساءً .. فلو سألتُك لماذا الخروج صباحًا والرجوع مساءً ..؟ ؟ لأجبتني بدون أدنى تردُّد أو شكِّ: يخرجُون بحثًا عن لقمةِ العيش وما تقوم به حياتهم. نعم، طلبًا وبحثًا عن لقمة العيش وما تقوم به حياتهم، فمنهم الموظَّفُون الإداريُّون، كما أن منهم التُّجار والمستثمرين الذين بأعمالهم تقوم اقتصاديات دول العالم غالبًا، حتى صار هناك دول تُسمى بالصناعية المصدرة وأخرى استهلاكية مستوردة.
إذن، هذا يدلُّ على أهمية مهنة التجارة والاستثمار والتُّجَّار في أيِّ دولة، وأن التجارة من أهم أنواع المكاسب، أليس كذلك؟ بلى، يدل على ذلك. وإنَّك إن تأمَّلتَ معي حال كثير من هؤلاء الذين يخرجون من بيوتهم صباحًا ويعودون مساءً، ستجدُهم تُجَّارا، ولا غرابةَ لهذا أيها المُصْغِي، فإن التجارة كانت ولا تزال من أشرفِ المِهَن التي يُزاولها الشريف قبل الوضيع؛ لكثرة ما تحقِّقه التجارة للتجار من العوائد والأرباح التجارية والاستثمارية، خاصةً أيام المواسم .. ألا ترى أن الحركة تكثر في المواسم التجارية المعروفة لدى أصحاب الشأن؟ والأسواق تزدحم؟ وتجد التُّجارَ قبل تلك المواسم يراجعون حساباتهم، ويستعدون للتعويض عن الناقص، واستدراك ما فات قبل الموسم! .
استعدادات كبيرة، وتبادل للصَّفقات، وحركة قويَّة، يا تُرى لماذا كل ذلك؟ ، أقول لك: كما أشرْتُ إليه قبل، أنه لا شك أن تلك المواسم فرصة للتعويض، وإكمال الناقص، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح؛ لأنك أخي تدرك معي أن المواسم خاصة التجارية لا تكرَّر في السنة إلا مرَّة ً أو مرَّتين.
وبعد هذا، أظنُّك الآن أدركت بركة رمضان في دنيا الناس، وكيف أنهم يستعدون له استعدادا هائلا، وتَذْكر أننا قلنا: رمضان ذلك الموسم المبارَك، موسم التجارة في مكاسب الدُنْيَا والآخرة ..، فكيف إذن تكون التجارة فيه للآخرة؟ .. هذا ما يتبادر إلى الذهن الآن من السؤال !
فأقول لك: إذا كنتَ تُقِرُّ أن الدنيا دار ممرٍّ وليست دار مقرِّ، وأدركتَ أن التجارة الدنيوية إنما هي لما تسعد به حياتك في دنياك، والتجارة الأخروية لما تسعد به في أخراك، وأنت مؤمن ولا شك، وأَقْرَرت أن لتجارة الدنيا مواسم كما لتجارة الآخرة مواسم ومنها رمضان، فتجارتك في رمضان تكون مع ربك تبارك وتعالى. وهل تعرف ما صفقات هذه التجارة؟! نعم تعرف كما أني أعرف، ولا أطيل عليك أخي الحبيب، فالصفقات إنما هي الأعمال الصالحة من الصلاة، والصدقة ومنها زكاة مالك، والتوبة، والاستغفار، والذكر ومنه قراءة القرآن، إلى غير ذلك..
ولذا تجد رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعوك في أحاديثه كلما اقترب رمضان، موسم المراجعة، والتَّشْمِير لجنة الله تعالى ورضوانه، والكَفِّ عن نواهيه وعصيانه، يقول: { قد جاءكم رمضان، شهرٌ مبارك، افترض الله عليكم صيامه، يُفتح فيه أبواب الجنة، ويُغلق فيه أبواب الجحيم، ويُغلُّ فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهرٍ، من حُرِم خيرها فقد حُرم } ( رواه أحمد في المسند، والنسائي وابن أبي شيبة. ) ، بل يُنادي منادٍ وذلك كلَّ ليلة:.. يا باغي الخير أَقْبِلْ، ويا باغي الشرِّ أَقْصِرْ..، نعم،، أقبل على المُبتغى وأقصر عن الهوى..، فهل أنت بعد ذلك ممن تُلهيهم تجارة الدنيا عن تجارة الآخرة؟! وهل أنت ممن استثمر مواسم الآخرة استثمارك في مواسم الدنيا؟ نرجو ذلك منك، كيف لا؟ وأنت تطمع وتستشرف لهذا المدح: ﴿ رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ ( سورة النور: 37 - 38 . ) . فالله الله في استغلال هذا الموسم، ذلك الشهر الذي كلما ذُكر عند المؤمنين حقًّا، ابتهجوا ورأيت الشوق إليه يهز قلوبهم..كيف لا؟ وهو شهر الرَّوْح والرَّيحان، والذِّكر والقرآن، والتقرُّب إلى الرحمن، والتزكية وترك العصيان، والتوبة من الإدمان، لمن في قلبه إسلام وإيمان، فهذه هي التبادلات والصفقات في رمضان، فاللهم بارك لنا في شعبان وبلِّغنا ربنا رمضان. آمين.. .