نخصّ حديثنا وكلامنا هنا بنوع من أنواع العبادات، هي من أجلّ العبادات السنوية وهي صوم رمضان، نعم، عبادة الصيام التي لم تختص بها هذه الأمة المحمدية وحدها، بل كان الصيام مشروعًا فيمن كان قبلنا، مما يدلك أيها الحبيب، أيها المشمِّر للسلعة الغالية، سلعة الرحمن، الجنة أيها المؤمن، يدلك كون الصيام مشروعًا منذ تلك الأزمان، أقول يدل ذلك كلِّه على أهمية هذه العبادة، وأنَّها من أحب ما تتقرب به إلى ربك.
وكيف تشكُّ في كلامي؟ وربك يقول: { إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به } ( متفق عليه ) ، ولئن سألتني: وَلِــمَ كان الصيام بتلك المنزلة من الرب تبارك وتعالى؟ فسأجيبك قائلا: ذلك أن الصائم يترك شهوات نفسه وملذات بدنه، لا لشيء آخر، بل يتركها لله سبحانه وتعالى، وهو ما ذكره في تمام الحديث السابق بقوله: { يدع شهوتَه وطعامَه من أجلي .. } ( متفق عليه ) ، أرأيت أيها المبارك!
فإنه لما صبرتْ نفسي ونفسُك على ترك المباح والحلال من الشهوات والأطعمة والملذات، وتحمَّلتَ الجوع والعطش وعدم الاستمتاع بالأزواج؛ رغبةً فيما عند الله تعالى؛ وامتثالا لأمره واجتنابا لنهيه، كان جزاء الصيام عظيما وكبيرا، بأن أضاف الله تعالى الصوم إلى نفسه: { .. إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به.. } ( متفق عليه ) ، وكيف لا يكون الصوم بهذه المكانة! وهو من أكثر العبادات تحقيقا للإخلاص وإبعادًا عن مراءاة المخلوقين.
وإذا كنت - أخي - تتفق معي أن أخصَّ أسرار العبادة، بل أخص شروطها هو إخلاصها لله تعالى، وما في الصوم من تدريب النفس وترويضها على الصبر وتحمُّل المشاقّ إلى غير ذلك من الحِكَمِ، وعرَفْت أن الصيام هو أكثر العبادات التي يتحقق فيها هذا السرُّ وهذا الشرط، أدركت السبب في فرضه على أمة رسولك محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، ومَنْ قبلها مِنَ الأمم.
هذا، وقد جاء في كتاب الله تعالى ما يدل على مشروعية الصوم، وفرضه على هذه الأمة ومن قبلها من الأمم مثل قوله جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ . سورة البقرة: 183. فتأمَّل آخر هذه الآية الكريمة ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ! فهذه الآية الكريمة أيها المحب، إذا كُنت تدبَّرْتَها جيِّدا كما فَعَلْتُ أنا، فستجد أنها تتضمن أمورًا ينبغي أن نقف أنا وأنت معها وقفة. فمن هذه الأمور:
1. بدأت الآية بالنداء للمؤمنين أي أهل الإيمان.
2. وثنَّت الآية الكريمة بإخبارك أن ربك الكريم فرض عليَّ وعليك الصوم.
3. وثلَّثت بإخبارك أن فَرْض الصيام كان مشروعا ومفروضا على من سبقك من الأمم.
4. ثم ختمت الآية الكريمة بذكر الغاية والمقصود أو قُلْ الحكمة من فرض الصيام.
فالأمر الأول: نداء للمؤمنين؛ لأنهم الذين حققوا أركان الإيمان التي هي في جملتها غيب غير مشاهد، آمنوا بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره منه تبارك وتعالى، فهؤلاء هم أهل التكليف الذين اقتضى إيمانهم امتثال فرائض ربهم، وتحمُّل تكاليفه جل وعلا، ولا أشك أنك منهم، وأنك من المتسابقين في الخيرات طلبا لمرضاة الله تعالى، جعلني الله تعالى وإياك من المؤمنين حقا والموقنين بوعود الله تعالى آمين آمين، وإلى الأمر الثاني إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة.
وكيف تشكُّ في كلامي؟ وربك يقول: { إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به } ( متفق عليه ) ، ولئن سألتني: وَلِــمَ كان الصيام بتلك المنزلة من الرب تبارك وتعالى؟ فسأجيبك قائلا: ذلك أن الصائم يترك شهوات نفسه وملذات بدنه، لا لشيء آخر، بل يتركها لله سبحانه وتعالى، وهو ما ذكره في تمام الحديث السابق بقوله: { يدع شهوتَه وطعامَه من أجلي .. } ( متفق عليه ) ، أرأيت أيها المبارك!
فإنه لما صبرتْ نفسي ونفسُك على ترك المباح والحلال من الشهوات والأطعمة والملذات، وتحمَّلتَ الجوع والعطش وعدم الاستمتاع بالأزواج؛ رغبةً فيما عند الله تعالى؛ وامتثالا لأمره واجتنابا لنهيه، كان جزاء الصيام عظيما وكبيرا، بأن أضاف الله تعالى الصوم إلى نفسه: { .. إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به.. } ( متفق عليه ) ، وكيف لا يكون الصوم بهذه المكانة! وهو من أكثر العبادات تحقيقا للإخلاص وإبعادًا عن مراءاة المخلوقين.
وإذا كنت - أخي - تتفق معي أن أخصَّ أسرار العبادة، بل أخص شروطها هو إخلاصها لله تعالى، وما في الصوم من تدريب النفس وترويضها على الصبر وتحمُّل المشاقّ إلى غير ذلك من الحِكَمِ، وعرَفْت أن الصيام هو أكثر العبادات التي يتحقق فيها هذا السرُّ وهذا الشرط، أدركت السبب في فرضه على أمة رسولك محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، ومَنْ قبلها مِنَ الأمم.
هذا، وقد جاء في كتاب الله تعالى ما يدل على مشروعية الصوم، وفرضه على هذه الأمة ومن قبلها من الأمم مثل قوله جل شأنه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ . سورة البقرة: 183. فتأمَّل آخر هذه الآية الكريمة ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ! فهذه الآية الكريمة أيها المحب، إذا كُنت تدبَّرْتَها جيِّدا كما فَعَلْتُ أنا، فستجد أنها تتضمن أمورًا ينبغي أن نقف أنا وأنت معها وقفة. فمن هذه الأمور:
1. بدأت الآية بالنداء للمؤمنين أي أهل الإيمان.
2. وثنَّت الآية الكريمة بإخبارك أن ربك الكريم فرض عليَّ وعليك الصوم.
3. وثلَّثت بإخبارك أن فَرْض الصيام كان مشروعا ومفروضا على من سبقك من الأمم.
4. ثم ختمت الآية الكريمة بذكر الغاية والمقصود أو قُلْ الحكمة من فرض الصيام.
فالأمر الأول: نداء للمؤمنين؛ لأنهم الذين حققوا أركان الإيمان التي هي في جملتها غيب غير مشاهد، آمنوا بالله تعالى وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره منه تبارك وتعالى، فهؤلاء هم أهل التكليف الذين اقتضى إيمانهم امتثال فرائض ربهم، وتحمُّل تكاليفه جل وعلا، ولا أشك أنك منهم، وأنك من المتسابقين في الخيرات طلبا لمرضاة الله تعالى، جعلني الله تعالى وإياك من المؤمنين حقا والموقنين بوعود الله تعالى آمين آمين، وإلى الأمر الثاني إن شاء الله تعالى في الحلقة القادمة.