[center][b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِيْنُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ،
وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا .مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم
أما بعد :
صراط واحد وسبل متفرقة
الله -جل وعلا- وحَّدَ الصراط المستقيم فقال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:6]. يعني: هو صراط واحد، وذَكَرَ سبحانه في آخر سورة الأنعام أنّ هناك غير هذا صراطه سُبُلٌ متفرقة، فقال جل وعلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام:153]. فإذن
صراط الله -جل وعلا- واحد وغيره سبل متعددة، وسيرك على هذا الصراط الواحد
تتجه فيه إلى واحد وهو الله -جل وعلا-،فكما أن الصراط واحد فهو يوصل إلى
إله وهو واحد، فالصراط واحد، وأنت تتجه إلى واحد -جل وعلا-،
لا تشرك في سيرك معه غيره -سبحانه وتعالى- أبدًا، وأنت تحتاج في سيرك على
هذا الصراط إلى دليل يوضح لك كيفية السير فيه وتحتاج إلى بينة تبين لك
عقبات هذا الطريق، وهذا الدليل هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو توحيد المتابعة، متابعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي دل عليه القِسْمُ الثاني من الشهادة، وهو قولنا: "وأشهد أن محمدًا رسول الله" يعني: أن طريقة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وسُنَّته وشَرْعه هو المقتفَى وحدَه، لا نقتفي غيره أبدًا.
فإذن كان السبيل واحدًا وهو الصراط،
والمرجو والمراد واحد وهو الله جل وعلا، والدليل واحد وهو الرسول -صلى
الله عليه وسلم- فجمعت هذه الآية بلوازمها ثلاثة أنواع من التوحيد، فانظر قلبك كيف إذا كان عالماً بهذه المعاني؟
الشيخ: صالح آل الشيخ