يعيش الإتحاد التونسي لكرة القدم هذه الأيام أزمة حادة
ويتعرض إلى انتقادات حادة من كل صوب مما اضطر رئيسه أنور الحداد إلى إعلان
موعد للانتخابات خلال الأيام القادمة في حين بقيت عدة نقاط غامضة سعى موقع
كووورة إلى توضيحها من خلال هذه المقابلة مع أنور الحداد رئيس الإتحاد
التونسي.
ويتعرض إلى انتقادات حادة من كل صوب مما اضطر رئيسه أنور الحداد إلى إعلان
موعد للانتخابات خلال الأيام القادمة في حين بقيت عدة نقاط غامضة سعى موقع
كووورة إلى توضيحها من خلال هذه المقابلة مع أنور الحداد رئيس الإتحاد
التونسي.
يتعرض الإتحاد التونسي لكرة القدم لانتقادات بالجملة ما انفكت فما هو مردود ذلك؟
أستغرب
أحيانا من بعض الاتهامات والإشاعات التي تلتصق بنا ولكن ضمائرنا مرتاحة و
نعمل بكل إخلاص إلى أن يأتي يوم الرحيل.
لقد دفع الاتحاد ثمن أخطاء عديدة لا يتحمل مسئوليتها بتاتا وكان ضحية
المطالبة بالتغيير في كل القطاعات والمجالات وكل شيء بات محسوبا على العهد
البائد وذهب البعض في الاعتقاد أن هذه القائمة مسنودة ولا بد لها من الرحيل
بأي شكل من الأشكال حتى لو نجحت في كل مساعيها وتحقيق أهدافها وبالتالي
كان الصراع ضد التيار ،وفضلنا ألا نسبح ضده ووافقنا على إجراء انتخابات في
الشهر القادم.
ولكن ألا يعد هذا إستسلاما؟
سمه
كذلك إن شأت ولكن مللنا الضربات من كل جهة حتى من الوزارة التي كانت
مطالبة بمساعدتنا ،هل تتصور مسئولا بارزا من المسنودين والمقربين من شخصية
فاعلة في العهد السابق يسعى بكل ما أوتي من جهد لعرقلتنا ووصل به الأمر إلى
حد حث الأعضاء في الإتحاد على تقديم الاستقالة حتى يتم حله بشكل قانوني في
حين أن ما يرمون إليه اليوم من إجبارنا على القيام بانتخابات غير قانوني
بالمرة ولو بلغ الأمر علم الإتحاد الدولي لألزمهم بالعدول عن هذا الأمر
وحتى نجنب الرياضة التونسية عقوبات هي في غنى عنها وافقنا على هذا الطلب
وضبطنا موعدا لإجراء انتخابات جديدة.
ولماذا لا تبلغ الإتحاد الدولي لكرة القدم بما يجري؟
نحن
نفكر في المصلحة العامة قبل المصلحة الخاصة ولو كنا كما يتوهم البعض نبحث
عن المناصب لفعلنا ذلك خاصة وأن بلاتر رئيس الإتحاد طلب مني ألا أتردد في
إبلاغه إذا تعرضت يوما إلى ضغوطات من طرف سلطة الإشراف في تونس،وفعلت ذلك
من أجل مصلحة تونس تماما مثلما قبلت "هدية مسمومة"بالموافقة على رئاسة
الإتحاد.
صدقني لو كنت أعلم هذا المصير الذي ينتظرني وهذا الجحود لرفضت هذا المنصب
من اليوم الأول فعندما وافقت على هذه المسئولية كان في ظرف دقيق للغاية بعد
الثورة المباركة وبعد انسحاب الرئيس السابق علي الحفصي الذي كان أذكى مني
وفضل الانسحاب حينها لم أفكر إلا في مصلحة الكرة التونسية ومصير الدوري
التونسي والتزامات المنتخب والفرق التونسية من خلال المشاركة الإفريقية
ورميت نفسي رفقة زملائي في بحر هائج مثل الجندي الذي وجد نفسه في ساحة
المعارك يدافع عن وطنه.
بصراحة هل ساهم تضاؤل حظوظ المنتخب في الترشح إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في تعميق أزمة الإتحاد؟.
ربما
ولكن صدقني حتى لو ترشح المنتخب لبحثوا لنا عن وسائل أخرى وطرق مختلفة
للإطاحة بنا،كل الإنجازات التي نحققها يتم تصغيرها وتحقيرها أما العثرات
والهفوات فتتحول إلى كارثة وطامة كبرى.
لنتحدث بصراحة،الإتحاد نجح في
الوصول بالدوري التونسي إلى بر الأمان وسط أمواجا هائجة ورياح عاتية بعد
الثورة أيام الإعتصامات والاحتجاجات واجتياح الميادين من طرف الجماهير
والاعتداء على الحكام والفرق المنافسة وغياب شبه كلي للأمن.
وما الذي ساعدكم على النجاح؟.
لم يكن أحدا يعتقد أننا سننجح في إنهاء الدوري بسلام وأكثر من 90 بالمائة
رجحوا إمكانية إلغاء مسابقة الكأس إلا أن إصرارنا على الكفاح كان أكبر
وأنهينا الالتزامات بسلام ودون مشاكل ،لماذا لم يتحدث البعض بشكل يليق
بحصول المنتخب التونسي للاعبين المحليين ببطولة أمم إفريقيا واعتبروها أقل
حتى من الفوز بمباراة ودية؟ عندما تحملت مسئولية الرئاسة كان المنتخب
التونسي قد انهزم على أرضه وأمام جماهيره أمام منتخب بوتسوانا وتعادل على
أرضه أمام المالاوي ومع ذلك لم أسعى إلى التنصل من المسؤولية إيمانا مني
بأن العمل مشترك والمصلحة واحدة هي الكرة التونسية ،تحملت المسئولية
والاتحاد يمر بأزمة مالية خانقة ولكن أوفينا بالتزاماتنا مع كل
الأطراف،حققنا العديد من المكاسب على مستوى الاعلانات والنقل التلفزيوني
للمباريات إلا أن التخطيط كان محكما لإجبارنا على الانسحاب لقد وضعونا بين
المطرقة والسندان فإما مغادرة الإتحاد في صمت أو رفع شكوى إلى الفيفا وما
ينجر عن ذلك من عقوبات قد تلحق الكرة التونسية وكانوا واثقين من أن غيرتنا
على وطننا ستسبق بكل تأكيد منا صب ستزول مع مرور الأيام.
ولكن عديد الفرق بدورها سحبت ثقتها من الإتحاد التونسي لكرة القدم؟
عندما
تكون مسئولا في الإتحاد من الصعب عليك أن تنجح في إرضاء كل الفرق فكل فريق
يفشل في تحقيق انتصار أو يخطئ حكما في حقه يوجه مباشرة غضبه إلى الإتحاد،
وهذا غير معقول البعض الآخر سحب ثقته من أجل التقدم في قائمة انتخابية
والبعض الآخر احتج على قرار عدم هبوط الفرق إلى الدرجة الثانية ولا أحد
يتصور حقيقة ما كان سيحدث لو لم نتخذ ذلك القرار التاريخي الشجاع الذي أنقذ
البلاد من كارثة حقيقية..
وما الذي دفعك لإتخاذ هذا القرار؟.
قبل أيام من اتخاذ القرار وبالاتفاق مع وزارة الرياضة تلقيت مكالمات هاتفية
من رؤساء المحافظات يحملونني مسؤولية ما سينجر في صورة عدم التحرك بسرعة
لاقتراح حل قادر على إخماد نيران الغضب المنتشرة في كل المحافظات وقد يغضب
فريق أو اثنين من ذلك القرار ولكن التاريخ سيشهد يوما بما أنجزناه... لأول
مرة يتحول رئيس اتحاد بنفسه للدفاع عن مصلحة الفرق والسيد عثمان جنيح
والدكتور حامد كمون شاهدان على ما بذلته من جهد في سبيل إنقاذ النجم من
عقوبة قاسية قد تصل إلى الحرمان من المشاركة الإفريقية لمدة قد لا تقل عن
الثلاث سنوات وجمال العتروس رئيس النادي الإفريقي يعلم أني لم أدخر جهدا في
سبيل تجنيب الفريق عقوبات جمة بعد الأحداث التي عرفتها مباراته مع الهلال
السوداني واسألوا حمدي المدب عن الجهود التي بذلتها في سبيل الدفاع عن
مصلحة الترجي لدى الإتحاد الإفريقي ونوفل الزحاف رئيس النادي الصفاقسي يعرف
حقيقة العقوبات المالية التي كانت ستسلط على الفريق وعن طريقة تسديدها...
قد يؤاخذني البعض على قرارات لا تتماشى مع أهوائه وهذا ليس عيبا ولكن أحمد
الله أن لا أحد شكك في نزاهتي وحرصي على بذل كل ما أوتيت من جهد في سبيل
الكرة التونسية وحتى أكبر أعدائي وهذا في حد ذاته كسب لي.
هل ندمتم على مواصلة المشوار مع سامي الطرابلسي كمدرب للمنتخب ؟
بعد
عودة المنتخب التونسي متوجا ببطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين كان كل
الرياضيين في تونس وكل وسائل الإعلام تطالب بضرورة تعيين سامي الطرابلسي
مدربا للمنتخب الأول ،وحتى الفنيين الذين تمت استشارتهم وافقوا على هذا
المقترح وكان بالتالي قرار بالإجماع أما اليوم وبعد أن فشل المنتخب في
العودة بالانتصار من مالاوي سنتراجع في تقييمنا لهذا المدرب !،الفشل لا بد
أن تتحمله كل الأطراف ومن الضروري معالجة الأمر بحكمة وتروي فلا الطرابلسي
مسئولا عن فشل المنتخب في الترشح "لا قدر الله" ولا الحداد مسئولا عن تراجع
الكرة التونسية في تلك الفترة، وبالمناسبة حرام أن نتهم اللاعبين بالضحك
بعد التعادل في مالاوي أو مطالبة اللاعبين بشروط مادية لقد آلمني هذا
الكلام لأنه بعيد عن الحقيقة وعيب أن نتهم لاعبين لم يتحدثوا مطلقا عن
المسائل المادية وصدقني لم يتناول أي لاعب طعام الأكل أثناء العودة إلى
تونس حسرة على المباراة.وهذه طريقة أخرى يستعملها البعض لضرب الإتحاد
ما هو الجديد على مستوى بيع حقوق النقل التلفزيوني؟
عدة
نقاط جديدة حيث قسمنا حقوق النقل إلى تسعة أجزاء خلافا لما كان هو معمول
به سابقا ولكن من الأشياء البارزة هو فتح المجال أما القنوات الأجنبية
والعربية لدخول المناقصة وقد عبرت بعضها عن استعدادها للحصول على حقوق
النقل وأذكر من بينها قناة"الجزيرة الرياضية"
مجددا يتعرض الترجي والنادي الإفريقي إلى العقوبات من الإتحاد الإفريقي؟
سأغادر
تونس بعد يومين للحضور في اجتماع للجنة الخاصة للاعبين المحليين وستكون
الفرصة مواتية لأسعى كعادتي إلى بذل كل ما أوتيت من جهود للدفاع عن مصلحة
الترجي الرياضي والنادي الإفريقي وكذلك العقوبة المسلطة على المدرب فوزي
البنزرتي ومن جهة أخرى أعددنا ملفا كبيرا لتقديمه إلى الإتحاد الإفريقي
لتوضيح المسائل القانونية بخصوص مسألة ترتيب المنتخب التونسي وحظوظه في
التأهل في صورة التساوي في النقاط مع منتخب مالاوي وذلك في اجتماع هذا
السبت وكل ما أتمناه أن يترشح المنتخب التونسي إلى نهائيات كأس إفريقيا
مهما كانت الطريقة حتى أغادر الإتحاد التونسي وأنا مطمئن على المنتخب.