السؤال:
ما صحة هذه العبارة "الصلاة على الرسول عبادة لا تحتاج إلى نية"
وإذا كانت خاطئة ، فهل هناك عبادة بدون نية؟
الجواب :
الحمد لله
لا
شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجلّ العبادات وأفضل القربات ، قال
الله عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب / 56
.
وروى مسلم (408) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا ) .
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة .
والقول بأن هناك عبادة لا تحتاج إلى نية قول غير صحيح ، بل كل عبادة لا بد لها من
نية ، وهي أن يعملها العبد ينوي بها وجه الله .
روى
البخاري (1) ومسلم (1907) عن عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّمَا
الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) .
قال
النووي رحمه الله :
"
قَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ أَهْل الْعَرَبِيَّة وَالْأُصُول وَغَيْرهمْ :
لَفْظَة ( إِنَّمَا ) مَوْضُوعَة لِلْحَصْرِ , تُثْبِت الْمَذْكُور , وَتَنْفِي مَا
سِوَاهُ . فَتَقْدِير هَذَا الْحَدِيث : إِنَّ الْأَعْمَال تُحْسَب بِنِيَّةٍ ,
وَلَا تُحْسَب إِذَا كَانَتْ بِلَا نِيَّة . وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ
الطَّهَارَة وَهِيَ الْوُضُوء وَالْغُسْل وَالتَّيَمُّم لَا تَصِحّ إِلَّا
بِالنِّيَّةِ , وَكَذَلِكَ الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصَّوْم وَالْحَجّ
وَالِاعْتِكَاف وَسَائِر الْعِبَادَات " انتهى .
وبهذا يتبين أن جميع العبادات لا تصح ، إلا بنية خالصة لله ، فإذا انضم إلى ذلك
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم كان العمل مقبولاً ، كما قال تعالى : ( فَمَنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف / 110 .
قال
ابن القيم رحمه الله :
"
فهذا هو العمل المقبول الذي لا يقبل الله من الأعمال سواه ، وهو أن يكون موافقا
لسنة رسول الله مرادا به وجه الله " انتهى .
"مفتاح دار السعادة" (1 / 85).
والله تعالى أعلم .
ما صحة هذه العبارة "الصلاة على الرسول عبادة لا تحتاج إلى نية"
وإذا كانت خاطئة ، فهل هناك عبادة بدون نية؟
الجواب :
الحمد لله
لا
شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أجلّ العبادات وأفضل القربات ، قال
الله عز وجل : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) الأحزاب / 56
.
وروى مسلم (408) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا ) .
فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة .
والقول بأن هناك عبادة لا تحتاج إلى نية قول غير صحيح ، بل كل عبادة لا بد لها من
نية ، وهي أن يعملها العبد ينوي بها وجه الله .
روى
البخاري (1) ومسلم (1907) عن عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّمَا
الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى ) .
قال
النووي رحمه الله :
"
قَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ أَهْل الْعَرَبِيَّة وَالْأُصُول وَغَيْرهمْ :
لَفْظَة ( إِنَّمَا ) مَوْضُوعَة لِلْحَصْرِ , تُثْبِت الْمَذْكُور , وَتَنْفِي مَا
سِوَاهُ . فَتَقْدِير هَذَا الْحَدِيث : إِنَّ الْأَعْمَال تُحْسَب بِنِيَّةٍ ,
وَلَا تُحْسَب إِذَا كَانَتْ بِلَا نِيَّة . وَفِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ
الطَّهَارَة وَهِيَ الْوُضُوء وَالْغُسْل وَالتَّيَمُّم لَا تَصِحّ إِلَّا
بِالنِّيَّةِ , وَكَذَلِكَ الصَّلَاة وَالزَّكَاة وَالصَّوْم وَالْحَجّ
وَالِاعْتِكَاف وَسَائِر الْعِبَادَات " انتهى .
وبهذا يتبين أن جميع العبادات لا تصح ، إلا بنية خالصة لله ، فإذا انضم إلى ذلك
متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم كان العمل مقبولاً ، كما قال تعالى : ( فَمَنْ
كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ
بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ) الكهف / 110 .
قال
ابن القيم رحمه الله :
"
فهذا هو العمل المقبول الذي لا يقبل الله من الأعمال سواه ، وهو أن يكون موافقا
لسنة رسول الله مرادا به وجه الله " انتهى .
"مفتاح دار السعادة" (1 / 85).
والله تعالى أعلم .