أغداً ألقاك ..
ياحلماً قطّبت به أفواه الجراح المفتوحة ..
فغفت أزمنة دون سد جوعها بنزف يهلكني ..
ودون أن تنذر بمأساة ظننتها ستريق دمي بعجل ..
أغداً ألقاك ..
ياوطناً به الأسر حرية نبض وصخب حديث ..
يتبتل اليه قلبي في الخفاء فيّهدى الأنس رفيقاً لايُمل ..
ليُحَرّم دونك العيش ان لم تكن ..
أنت قاتل اليأس رديف الأمل ..
أغداً ألقاك ..
ياسارقاً كلّي وجارياً بدمي ..
وساكناً في مدارك فكري ..
فكان الحد حكماً قضى ..
بالحاق الكل روحاً لأجلك تقتتل ..
لأكون بكاملي ملكاً لك حياة ..
ومابعد الحياة لاأرضى البدل ..
أغداً ألقاك ..
ياواهباً عمري لذة يُعاشرها العشق في الظلام ..
فتسير معلنة نصرها بامتلاء الجوف بك دون حَبَل ..
خطيئة ينمّيها الشروق لتورق اشتهاء ..
يطلب رجفة منك دون وصل !!
أغداً ألقاك ..
يامُجهداً حسّي المعذّب في غرس بذور الرضى ..
يأتيك بكف قاصر مملوءاً بجوع عطا ..
لينال ابتسامة بها الشفاء من سقمي المغلف بالخجل ..!
أغداً ألقاك ..
ياموجداً راحتي وموقد رغبتي لتعانق المدى ..
يامشعلاً شموع السعد تريق الضياء في كل السبل ..
ياضجيج الشوق في العروق ..
حريقي الذي تُذكيه دموع المُقل !
أغداً ألقاك ..
إذن فليكن مبيتي هذه الليلة ..
بجوف وردة إلى ربها تبتهل ..
بأن يكون اللقاء بقاءً ..
ينمو على صدر الوجود أهازيج ربيعٍ..
به الحياة تراقص القطر غدقاً كل حين فتحتفل ..!!
وحيــن اللقاء ..
سنغيب بجوف سحابة بيضاء تحملنا بمايُثقلنا ..
تظل تسير بنا الهوينا لتعانق الصحو فيبتسم ..
فنقاسمه انعكاس الطيف الملون بالحلم ..
لنرسم وشم الخلود على وجه الزمان بلذيذ قُبل .