رحلة الى المدينة المنورة
13/8/2009 by ZiNc - Kalimat First Post -->
المدينة المنورة هي مدينة في المملكة العربية السعودية. كانت أول عاصمة للدولة الإسلامية عرفت قبل الإسلام باسم يثرب. بها المسجد النبوي ثاني أهم مكان مقدس لدى المسلمين بعد مكة. وتعرف بطيبه وطابه وتحدها لابتان وجبلين ، هي المدينة التي هاجر إليها محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو رسول الإسلام من مكة المكرمة. وفيها بدأت نواة الدولة الإسلامية.وبها المسجد النبوى الذي أسسه النبي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك بها مسجد قباء و مسجد القبلتين، ومسجد الميقات،إحداثياتها على الخريطة 24° 28' 48 شمالا 39° 35' 24 شرقا. وتعتبر المدينة الخامسة من حيث عدد السكان في السعودية.
جغرافيتها
تعتبر المدينة المنورة واحة زراعية تمتد على فسيح من الأرض الخصبة تكتنفها حرار ذات حجارة سوداء نخرة هي من بقايا الرواسب والطفوحات البركانية وقد سميت تاريخياً بلابتي المدينة المنورة، وتتميز بخصوبة أرضها ووفرة مائها وعذوبته بالإضافة إلى إحاطة هذه الواحة بمحميات تضاريسية طبيعية تمثل في مجموعهن الجبال والهضاب والأودية.
و تحتل المدينة المنورة مكانة جليلة بين مدن العالم الإسلامي، ولها قدسيتها وخصوصيتها في قلوب المسلمين، فهي دار الهجرة ومهبط الوحي ومثوى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها مسجده الشريف، وهي دار المجتمع الإسلامي الأول وسيدة البلدان وعاصمة الإسلام الأولى، تجتمع فيها معالم تاريخية ومعان إيمانية جمة، وتملأ أمجادها وفضائلها الأسماع والأبصار، وقد ورد في فضلها وتحريمها أحاديث نبوية كثيرة تبين جوانب هذه الفضائل، فعن عبدالله بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها، وحرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة)، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أخذتموه يقطع من الشجر شيئاً (يعني شجر الحرم فلكم سلبه لا يعضد)، فرأى سعد غلماناً يقطعون فأخذ متاعهم، فانتهوا إلى مواليهم فأخبروهم أن سعداً فعل كذا وكذا، فأتوه فقالوا: يا أبا إسحاق، إن غلمانك أو مواليك أخذوا متاع غلماننا، فقال: بل أنا أخذته، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من أخذتموه يقطع من شجر الحرم فلكم سلبه) ولكن سلوني من مالي ما شئتم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المدينة حرم، فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه عدل ولا صرف، وذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلماً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا صرف).
ولم يكن للمدينة المنورة في القرنين الأول والثاني الهجريين سور، وفي القرن الثالث الهجري لهجمات متعددة كان آخرها هجوم بني كلاب عليها عام 263هـ حيث جاء الصريخ إلى بغداد فجمعت الأموال من التجار وأرسلت إلى المدينة، فقام أميرها محمد بن إسحاق الجعدي ببناء سور من الطوب واللبن وجعل له أربعة أبواب: باب في المشرق يخرج منه إلى بقيع الغرقد، وباب في المغرب يخرج منه إلى العقيق وإلى قباء، وباب ما بين الشمال إلى الغرب، وباب آخر يخرج منه إلى قبور الشهداء بأحد.
ولم يمض على السور قرنان من الزمان حتى تهدم ولم يبق منه إلا آثاره ورسمه، فقام جمال الدين محمد بن أبي المنصور المعروف بالجواد الأصبهاني عام 540هـ بتجديد سور محكم للمدينة حفظ أهلها من الأعادي، وفي عام 558هـ أقام نور الدين زنكي سوراً آخر أحاط بالسور القديم والتجمعات السكانية التي أقيمت خارجه، وبعد استتباب الأمن في هذه البلاد حماها الله لم يعد هناك داع لهذه الأسوار فتم هدمها في عام 1950م ولم يبق منها في ذلك العصر غير أجزاء من الباب المصري تم إزالتها نهائياً في السنوات اللاحقة.
أسماء المدينة
للمدينة أسماء كثيرة تدل على مكانتها العالية في قلوب المسلمين، فهي عاصمة الإسلام الأولى، ومثوى جسد الحبيب الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تتبع المؤرخون هذه الأسماء فأوصلها بعضهم إلى مائة اسم، غير أن الأسماء التي وردت في الآثار الصحيحة وخاصة القرآن الكريم والحديث النبوي دون ذلك بكثير، وأما بقية الأسماء فيبدو أنها اشتقت من بعض صفاتها ومن الأحداث الجليلة التي مرت بها ومن مكانتها العالية أما الأسماء التي وردت في الآثار الصحيحة فهي يثرب، المدينة، طابة، طيبة، الدار والإيمان.
ومن صفاتها وبعض الأحداث التي وردت عنها سميت المسكينة، الجبارة، المجبورة، الجابرة، المحبوبة، القاسمة، دار الأبرار، دار الهجرة، دار السلام، دار الفتح، المختارة، الصالحة، المنورة، دار المصطفى، قرية الأنصار، ذات النخل، سيدة البلدان، ذات الحرار، دار الأخيار، المرحومة، الخيرة، الشافعة، المباركة، المؤمنة، المرزوقة... إلخ.
حدود حرم المدينة المنورة
1 ـ قال أبوهريرة رضي الله عنه : (حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها ـ أي حرتيها وهي الحجارة السوداء ـ، ـ قال: يريد المدينة ـ قال : فلو وجدت الظباء ساكنة ما ذعرتها). رواه الإمام أحمد.
2 ـ وفي حديث آخر : (أنه صلى الله عليه وسلم لما أشرف على المدينة قال : اللهم إني أحرم ما بين لابتيها مثل ما حرم إبراهيم مكة اللهم بارك في مدهم وصاعهم). رواه الإمام أحمد.
3 ـ وفي حديث آخر : (قال عليه الصلاة والسلام : المدينة حرم ما بين عير إلى ثور... الحديث). رواه البخاري.
واللابتان داخلتان في التحريم, كما أن حرتيها الجنوبية والشمالية داخلتان في مفهوم اللابتين ،لأنها إمّـا تابعة للشرقية أو للغربية. وعير جبل جنوب المدينة وثور جبل آخر شمال المدينة وبالتحديد من الجهة الشمالية لجبل أحد.
ودعونى ايها الأعضاء الكرام أن أبحر معكم في أهم المعالم الإسلامية والتاريخية في المدينة المنورة:
المسجد النبوي الشريف
ثاني الحرمين الشريفين وأهم معالم المدينة المنورة وثاني مسجد تشد إليه الرحال، اختار موقعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إثر وصوله إلى المدينة مهاجراً وشارك في بنائه بيديه الشريفتين مع أصحابه رضوان الله عليهم وصار مقر قيادته وقيادة الخلفاء الراشدين من بعده، ومنذ ذلك التاريخ وهو يؤدي رسالته موقعاً متميزاً للعبادة، ومدرسة للعلم والمعرفة، ومنطلقاً للدعوة، وظل يتسع ويزداد، ويتبارى الملوك والأمراء والحكام في توسعته وزيادته حتى آل إلى ما هو عليه الآن بعد توسعته التوسعة السعودية الثانية توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، وقد وردت في فضائل المسجد الشريف أحاديث نبوية كثيرة تبين أهميته ومكانته العظيمة بين كافة مساجد الإسلام، ووردت هذه الأحاديث في معظم كتب الحديث والتاريخ في باب الحديث عن المدينة المنورة وعن المسجد النبوي بشكل خاص، ومن هذه الأحاديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاتشد الرحـال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هـذا، والمسجد الأقصى.
مسجد قباء
أول مسجد بني في الإسلام، فقد خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده عندما وصل المدينة مهاجراً من مكة وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته، وقد جاء في الحديث (من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة) وفي حديث آخر (من خرج حتى يأتي هذا المسجد (يعني مسجد قباء) فصلى فيه كان كعدل عمرة)، وقد اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي العهد السعودي الزاهر لقي مسجد قباء عناية كبيرة فرمم وجددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ، وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهدم المبنى القديم وضمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، ولكن جعلت له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً، وقد بني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقاً وغرباً برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 متراً و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وتظلل الساحة مظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تطوى وتنشر حسب الحاجة، وقد بلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13.500 متر مربع، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين، والجدير بالذكر أنه تم تجديد المسجد في زمن قياسي هو اثنا عشر شهراً فقط، وكان العمل يسير على مدار الساعة.
مسجد أبي ذر
يقع في الجهة الشمالية للمسجد النبوي على بعد 900 متر منه، وأطلق عليه أسماء عدة منها مسجد السجدة ومسجد الشكر لسجوده صلى الله عليه وسلم في موضعه سجدة الشكر حين بشره جبريل بأن من صلى عليه صلى الله عليه ومن سلم عليه سلم الله عليه في حديث ورد عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
وهو معروف الآن بمسجد أبي ذر، ونظراً لأهميته التاريخية فقد أعيد بناؤه وتوسعته على طراز حديث في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، حيث يتألف من بناء مساحته 182.3 متر مربع في ركنه منارة جميلة تقام فيه الصلوات الخمس.
مسجد أبي بكر الصديق
يقع في زقاق العريضة، في الجهة الغربية الجنوبية للمسجد النبوي الشريف قرب مسجد المصلى (الغمامة)، وهو من الأماكن التي صلى فيها الرسول صلى الله عليه وسلم العيد ثم من بعده الصديق رضي الله عنه فنسب إليه، وهو مربع الشكل طول ضلعه تسعة أمتار تقريباً بني بالحجارة البازلتية وطلي من الداخل بالورقة (البياض) ودهن بالكلس (الجير)، مدخله في الحائط الشرقي، وعن يمين ويسار المدخل نافذتان مستطيلتان، يؤدي المدخل إلى صالة الصلاة مباشرة وهي مسقوفة بقبة يزيد ارتفاعها من الداخل على 12 متراً، وفي أعلى عنق القبة ثمان نوافذ صغيرة للإنارة، ويتوسط المحراب جدار المسجد الجنوبي يبلغ ارتفاعه مترين تقريباً وسعة فتحته حوالي 80 سم، والمئذنة في الركن الشمالي الشرقي منه جزؤها السفلي منخفض الارتفاع ذو قطاع مربع، يليه جزء منتفخ قليل الارتفاع أيضاً، بعده جسم أسطواني ينتهي بشرفة محمولة على مقرنصات، ثم جسم أسطواني آخر ينتهي من أعلى بمخروط معدني يعلوه هلال، وفي الجهة الشرقية من المسجد فناء مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب 13م تقريباً وعرضه 6 أمتار، بابه إلى الشمال يطل على ميدان مسجد الغمامة، كسي الجدار الشرقي بالحجر الأسود وطليت القبة والمنارة باللون الأبيض، فاجتمع اللونان في تناسق جميل.
مسجد الشجرة أو الميقات أو ذي الحليفة
عرف هذا المسجد بمسجد الشجرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم عند خروجه إلى مكة للعمرة أو الحج كان ينزل تحت ظل شجرة في هذه الناحية يصلي ثم يهل محرماً يريد العمرة أو الحج، ويطلق عليه مسجد ذي الحليفة، وذو الحليفة (اسم المنطقة التي يقع فيها المسجد)، وهي ميقات أهل المدينة ومن يمر بها، لذلك يسمى أيضاً بمسجد الميقات، ويعرف أيضاً بالحسا وبالمحرم وبأبيار علي، ويقع المسجد على الجانب الغربي من وادي العقيق، ويبعد عن المسجد النبوي قرابة أربعة عشر كيلومتراً.
بني المسجد في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز عندما ولي إمارة المدينة عام 87 -93هـ، وكان صغيراً جداً مبنياً من اللبن والحجارة ولم يكن الحجاج والمعتمرون في المواسم يجدون راحتهم فيه، فأمر الملك فيصل رحمه الله بتجديده وتوسعته، ومع زيادة عدد الحجاج والمعتمرين أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله بمضاعفة حجمه عدة أضعاف وتزويده بالمرافق اللازمة فأصبح المسجد محطة متكاملة للمسافرين، فقد بني على شكل مربع مساحته 6.000 متر مربع، ويتكون من مجموعتين من الأروقة تفصل بينهما ساحة واسعة مساحتها ألف متر وله أقواس تنتهي بقباب طويلة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 16 متراً، ويتسع المسجد ل5000 مصل على الأقل، وللمسجد مئذنة متميزة على شكل سلم حلزوني ارتفاعها 62 متراً، وتتصل بالمسجد مباني الإحرام والوضوء حيث يحوي 567 حماماً للاغتسال و512 دورة مياه و64 غرفة لتبديل الملابس، كما بني من جهته الشرقية سوق لتأمين حاجات الحجاج، وأنشئت في الجهة الغربية منه مواقف سيارات وحديقة نخل واسعة.
مسجد الجمعة
يسمى أيضاً مسجد الوادي، كما يطلق عليه اسم مسجد عاتكة ومسجد القبيب نسبة إلى المحل الذي بني فيه، وسبب تسميته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلى قباء مهاجراً أقام فيها عدة أيام ثم خرج منها ضحى يوم الجمعة متوجهاً إلى المدينة فأدركته صلاة الجمعة في هذا المكان وكان يسكنه بنو سالم بن عوف من الأنصار، فنزل فيه وصلى الجمعة بمن معه، فكانت أول جمعة تقام بعد هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
يقع المسجد على مسيل وادي رانوناء شمالي مسجد قباء، ويبعد عنه مسافة 900 متر تقريباً، وقد جدد في عهد عمر بن عبد العزيز مرة ثانية، وكان المسجد قبل التوسعة الأخيرة مبنياً فوق رابية صغيرة طوله 8 أمتار وعرضه 4.5 متر وارتفاعه 5.5 متر وله قبة واحدة مبنية بالطوب الأحمر، وفي شماله رواق طوله 8 أمتار وعرضه 6 أمتار، وقامت وزارة الأوقاف بإعادة بنائه وتوسعته وفق تصميم هندسي جميل وضاعفت مساحته عدة أضعاف.
وهذا المسجد الرائع يقع في وسط بساتين وحدائق في منطقة مسجد قباء الذي يبعد عنه مسافة 500 متر تقريباً.
مسجد الراية
يقع على جبل صغير يسمى الراية، أو جبل ذباب شمالي جبل سلع وقريباً منه، يروى أنه سمي مسجد الراية لأنه نصبت عليه قبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب فركزها فوقه، وأنه سمي أيضاً بمسجد ذباب نسبة إلى رجل من أهل اليمن جاء إلى المدينة في إمارة مروان بن الحكم وقتل أحد موظفي الإمارة فقتل قصاصاً وصلب على هذا الجبل، والأخبار عنه قليلة، أهمها أنه بني في عهد عمر بن عبدالعزيز وتهدم في القرن الثالث، وقد عنيت به وزارة الأوقاف وحافظت على شكله القديم ليبقى معلماً تراثياً، يبلغ طوله 4 أمتار وارتفاعه 6 أمتار وفوقه قبة.
مسجد السبق
يقع في الجهة الغربية الشمالية للمسجد النبوي على بعد 500 متر منه، ويقال أنه سمي بالسَّبْق لأنه أقيم في موقع سباق الخيل الذي كان يجري في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويتألف مبناه من دورين، الدور الأرضي فيه مرافق الوضوء ومحلات تجارية، والدور العلوي فيه المسجد الذي يصعد إليه بدرج من الجهة الشمالية، وتبلغ مساحته 896 متراً مربعاً، وفي ركنه الغربي الشمالي منارة جميلة، وقد قام بتجديده الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله سنة 1391هـ.
مسجد الغمامة (المصلى)
يقع في الجهة الغربية الجنوبية للمسجد النبوي الشريف على بعد 500 متر من باب السلام، وكان هذا المكان آخر المواضع التي صلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وسمي بالغمامة لما يقال من أن غمامة حجبت الشمس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند صلاته، بني المسجد في ولاية عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه على المدينة، والمسجد مستطيل الشكل، يتكون من جزئين: المدخل، وصالة الصلاة، أما المدخل فهو مستطيل طوله 26 متراً وعرضه 4 أمتار سقف بخمس قباب كروية محمولة على عقود مدببة أعلاها القبة الوسطى التي تنتصب فوق مدخل المسجد الخارجي، وهذه القباب أقل ارتفاعاً من القباب الست التي تشكل سقف الصالة، ينفتح المدخل من الجهة الشمالية على الشارع عن طريق عقود مدببة.
وأما صالة الصلاة فيبلغ طولها ثلاثين متراً وعرضها خمسة عشر متراً، وقسمت إلى رواقين، وسقفت بست قباب في صفين متوازيين أكبرها قبة المحراب، وفي جدار الصالة الشرقي نافذتان مستطيلتان تعلو كل واحدة نافذتان صغيرتان فوقهما نافذة ثالثة مستديرة، ومثل ذلك في جدار الصالة الغربي، ويتوسط المحراب جدار الصالة الجنوبي، وعن يمين المحراب منبر رخامي له 9 درجات تعلوه قبة مخروطية الشكل وبابه من الخشب المزخرف عليه كتابات عثمانية، وأما المئذنة فهي في الركن الشمالي الغربي، جسمها السفلي مربع بارتفاع حائط المسجد، ثم يتحول إلى مثمن، وينتهي بشرفة لها درابزين من الخشب، ويعلوها جسم أسطواني به باب للخروج إلى الشرفة المذكورة، وتنتهي المئذنة بقبة منخفضة مشكلة بهيئة فصوص، يعلوها فانوس، ويتوجها هلال، كسي المسجد من الخارج بالأحجار البازلتية السوداء وطليت القباب فوقه بالنورة (البياض)، ومن الداخل طليت الجدران وتجاويف القباب بالنورة (البياض) وظللت الأكتاف والعقود باللون الأسود مما أعطى المسجد منظراً جميلاً بتناسق اللونين.
مسجد العنبرية
يقع المسجد في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف في منطقة العنبرية بجوار مبنى سكة حديد الحجاز، وبقرب باب الحميدية (العنبرية)، بدأ العمل به في نهاية عام 1325هـ وانتهى في نهاية عام 1326هـ، ويتكون مبنى المسجد من جزئين: رواق المدخل، وصالة الصلاة، والرواق مستطيل الشكل يقع في الجهة الشمالية ويتكون من خمس وحدات فراغية مغطاة بقباب كروية، وتم التركيز على المدخل برفع الجزء الأوسط من الواجهة على محور المبنى وبخفض منسوب الأرضية أمام المدخل عن بقية منسوب أرضية الرواق، وينفتح الرواق على الخارج عن طريق خمسة عقود مدببة محمولة في الجزء الأوسط (منطقة المدخل) على عمودين لهما تاج مقرنص وقاعدة مربعة، بينما ترتكز الباقي على أكتاف، ويؤدي باب معقود إلى صالة الصلاة التي يبلغ مسطحها حوالي 100 متر، ويتوسط المحراب منتصف حائطها القبلي، وهو معقود بعقد مدبب مزخرف، ويكتنف فتحة المحراب عمودان من الرخام الأبيض لهما تاج مقرنص وقاعدة مربعة، وفي كل من ركني رواق المدخل الشمالي الشرقي والشمالي الغربي مئذنتان جميلتان تتكونان من جسم سفلي مربع بارتفاع سقف المسجد يعلوه جسم أسطواني ينتهي بشرفة، وفوقها جسم أسطواني آخر ينتهي بمخروط، وقد نظمت في جسم المئذنة فتحات مستطيلة لإنارة السلم، وقد بني المسجد بالحجارة البازلتية وغطيت جدرانه الداخلية بورقة (بياض) ونحتت الحوائط الخارجية بطريقة أعطت المبنى طابعاً قوياً تميز بالاتزان الكامل والمحورية والتماثل.
مسجد الإجابة
بنى هذا المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو معاوية بن مالك بن عوف الأوسيون، وسمي باسمهم مسجد بني معاوية ثم تغير اسمه إلى مسجد الإجابة لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فيه ركعتين ثم سأل الله أموراً معينة، ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا، وقال: (سألت ربي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسنة، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)، والسنة بفتح السين هي القحط، ويقع المسجد شمالي البقيع وفي الجهة الشمالية الشرقية من المسجد النبوي، وجدد في عهد عمر بن عبدالعزيز وبني بالحجر المنحوت، وفي القرن التاسع رممت حيطانه، وفي سنة 1925م تهدمت بعض أجزائه فرممت، وضمن برنامج رعاية المساجد أعيد تنظيم مسجد الإجابة فبني بالخرسانة المسلحة ووضعت المئذنة في الركن الشمالي الغربي منه وألحق بالجهة الشمالية منه مواضئ مناسبة.
مسجد القبلتين
ينسب هذا المسجد لبني حرام من بني سلمة، وتذكر بعض المصادر أن بني سواد بن غنم بن كعب هم الذين أقاموه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقع المسجد في الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق رابية مرتفعة قليلاً، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي، وسمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نزلت آية تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة، وقد جدد بناء المسجد في عهد عمر بن عبد العزيز، وضمن مشروع تطوير المدينة تولت مجموعة بن لادن السعودية مشروع تجديده وتوسعته فأزالت الرابية وأقامت مكانها مبنى جديداً واسعاً يتألف من طابقين، الطابق الأرضي ويشمل أماكن الوضوء والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن، أما الطابق العلوي ففيه المصلى ومساحته 1190 متراً مربعاً، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار، ويعد مسجد القبلتين واحداً من معالم المدينة المنورة المتميزة، حيث تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون ويؤمه الزوار للصلاة فيه.
أبواب المدينة
باب المجيدي: من أبواب السور الداخلي، يقع شمال المسجد النبوي الشريف ويؤدي إلى بئر حاء وما حولها من الصدقات، وقد تم فتح هذا الباب أيام توسعة السلطان عبد الحميد الثاني للمسجد النبوي الشريف عام 1267هـ، حيث كانت العربات الحاملة للأحجار والأساطين تدخل من الباب الشامي وتمر داخل المدينة بشارع الساحة إلى باب الرحمة ومنه إلى باب الضيافة، فكان يحصل في المرور من تلك الطريق للبيوت زلزلة شديدة فخشي الناس وشكوا من ذلك فتم فتح هذا الباب وصارت العربات تدخل منه.
باب المصري: يعرف قديماً بباب المصلى وباب سويقة، وهو من أبواب السور الأول، ويقع في الجهة الغربية للمسجد النبوي جانحاً إلى الجنوب قليلاً على بعد 320م تقريباً من باب السلام قرب المصلى، وبني هذا الباب مع بناء السور الأول زمن إسحاق بن محمد الجعدي عام 263هـ، وهو الباب الرئيسي لدخول الحجاج وخروجهم يكتنفه برجان كبيران ومركز للشرطة، وكان هذا الباب يغلق هو والباب الصغير وقت آذان الجمعة حتى تنفصل المناخة عن المدينة فتقام فيها جمعة مستقلة.
باب البرابيخ: من أبواب السور الثاني، يقع في الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف مقابل الزقاق الأول من أزقة البرابيخ الثلاثة، وهو من الأبواب البسيطة التي لا ترتبط بأبراج أو قلاع، فهو عقد بسيط من الحجر يرتكز على دعامتين حجريتين أيضاً، بني مع بناء السور الخارجي الذي بناه أهل المدينة بعد عام 1220هـ، وسمي بالبرابيخ وهي وحدات من الفخار أسطوانية الشكل مفرغة من الداخل تثبت الواحدة خلف الأخرى من خلال وجود شفة بارزة وأخرى سالبة ثم تلحم بالطين أو النورة وتستعمل كأنابيب لصرف المياه في مخارج الدبول أو دورات المياه.
باب البقيع أو باب الجمعة: من أبواب السور الداخلي، يقع شرقي المسجد النبوي الشريف على بعد 215 متراً تقريباً من باب جبريل، ومنه يخرج إلى بقيع الغرقد وبقيع العمات، وقد بني هذا الباب مع بناء السور الأول زمن إسحاق بن محمد الجعدي عام 263هـ.
باب الحمام: من أبواب السور الداخلي، يقع في الجهة الجنوبية للمسجد النبوي الشريف بالقرب من حمام طيبة وبها سمي، ويؤدي إلى شارع الجنائز والأحوشة والبساتين التي حوله، ولعل فتحه قد تم خلال الفترة ما بين 1331 و1334هـ، ويعد من الأبواب الفرعية للسور.
باب الشامي: ويعرف قديماً بالباب الكبير، وهو من أبواب السور الأول، يقع في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف بمحاذاة القلعة من جهة الغرب، ويؤدي إلى طريق الجرف وسيدنا حمزة، وتم بناء هذا الباب مع بناء السور الأول زمن إسحاق بن محمد الجعدي عام 263هـ.
باب الصغير: من أبواب السور الأول، يقع في الجهة الغربية الشمالية للمسجد النبوي الشريف ملاصقاً للقلعة من الجنوب وبقربه السجن العام، وسمي بالصغير لقربه من باب الشامي المسمى بالكبير، وتم بناؤه مع بناء السور الأول عام 263هـ.
باب العوالي: يعرف قديماً بباب النخيل لأنه يؤدي إلى مزارع النخيل الكثيرة في تلك المنطقة، وهو من أبواب السور الثاني، يقع في الجهة الشرقية للمسجد النبوي الشريف جانحاً إلى الجنوب قليلاً ملاصقاً لسور البقيع من الجنوب، يؤدي إلى منطقة العوالي وما جاورها من مزارع النخيل، بني بالحجر غير المنحوت بارتفاع أربعة أمتار تقريباً وعرض يتراوح ما بين 3.5-4 أمتار.
باب العنبرية: من أبواب السور الثاني، يقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف بالقرب من مسجد العنبرية ويؤدي إلى الحرة ووادي العقيق، وهو مدخل جميع القادمين من البحر عبر ميناء جدة وينبع وما حولها، وسمي بالعنبرية إما لكثرة نخل العنبر في تلك المنطقة، وإما لرجل اسمه عنبر له دور كبير في زمانه وإما نسبة لعطر العنبر حيث تشبه أحجارها السوداء لونه الأسود، بني مع بناء السور الثاني الذي بناه أهل المدينة بعد عام 1220هـ.
باب القاسمية: من أبواب السور الداخلي، يقع في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، ويؤدي من الشونة إلى المناخة وما حولها، وفتح في أواخر عهد العثمانيين، وهو من الأبواب الفرعية.
باب الكومة: من أبواب السور الثاني، يقع في الجهة الشمالية الغربية للمسجد النبوي الشريف ملاصقاً لسور القلعة من الجهة الغربية، وسمي بالكومة نسبة لأحد الشيوخ المغاربة، وقد تم بناؤه مع بناء السور الثاني بعد عام 1220هـ.
باب بصرى: من أبواب السور الداخلي، يقع في الجهة الشمالية للمسجد النبوي الشريف جانحاً إلى الغرب قليلاً، ويؤدي إلى شارع السحيمي ومحلة باب المجيدي، وقد تم فتحه في أواخر عهد العثمانيين، وهو من الأبواب الفرعية.
باب قباء (السد): ويعرف بباب السد أيضاً لأنه يؤدي إليه عبر طريق قربان المتفرع من طريق قباء، وهو من أبواب السور الثاني، يقع في الجهة الجنوبية للمسجد النبوي الشريف جانحاً إلى الغرب قليلاً بالقرب من وادي أبي جيدة، ويؤدي إلى منطقة قباء وقربان وما جاورها، وهو من الأبواب الهامة الدائمة الحركة خاصة لأصحاب المزارع والبساتين في تلك المنطقة.
وقد أزيلت هذه الأسوار ضمن المشروع الذي بدأ حوالي عام 1370هـ