لكل من يريد التوبة من الذنوب اقرأ هذا المقال
5 دقائق فقط من وقتك واركب معنا ولا تترك نفسك تغرق في المعاصي
" من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله هي الجنة "
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب،
هنا فى امواج البحر موجه تعلوها موجه ... موجه تجر موجه وتصد موجه
تأملت حالها وانا واقفه امامها فكيف بمن بداخلها
نعم للاسف يعيش بيننا اناس بين الامواج موجه تعلوها موجه يكاد ان يغرق
ولكنه هذه المره لن يغرق فى موج البحر ولكنه سيغرق فى موج الفتن والشهوات والشبهات
واليوم صار منا الكثير غارق منهم من يقوام الاعصار ومنهم من غرق بالفعل فمن ينقذهم ؟؟؟
مهلا يا نفسى
فالموج لن يتركك انتى الاخرى
فأنا غريقه مثلهم
غريقه فى موج الشهوات ... موج الذنوب والمعاصى
غريقه ولا اشعر
غريقه فمن ينقذنى ؟؟؟
غرقت فى موجة الحب .... تعلوها موجة الاختلاط
ولم اسلم من موجة الغناء ..... ولم تتركنى موجة الكذب والنفاق
موجة التبرج صاحبتنى ... وموجة الشيطان رافقتنى
وانا فى وسط الامواج تذكرت قول نبى الله يونس " لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين "
فلا اله الا الله اين المخرج والسبيل
لا اله الا الله اين المفر والدليل
لا اله الا الله هل لى من رجوع الى بر الامان ؟؟؟
هل لى من خشوع وخضوع للرحمن ؟؟؟
هل لى من خروج من بحر الشهوات وامواج الفتن الى شواطئ الرحمات ؟؟؟
اوشكت ان تنغلق امامى ابواب الامل
فما تركت من ذنب الا وفعلته
ماتركت من خطيئه الا ودخلت فيها
شهوه الا وانغمست فيها
فأنا عاصيه اعيش فى بيئه المعاصى لن يقبلنى الله ولن يتوب عليا مهما فعلت
اعيش فى هم وضيق غريقه فى امواج الفتن
هل الى خروج من سبيل ؟؟؟
هل الى وصول لبر الامان ؟؟؟
قال الله تعالى (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ))
وقال الله تعالى(( وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً
اخوتاه لا يخفى علينا ان هذا حال الكثير منا الا من رحم ربى
حال اغلب المسلمين
وعليه فليكن شعارنا هذه المره " يا بنى اركب معنا "
" يا مسلمين اركبوا معنا "
هيا بنا لنبحر الى بر الامان .. لنخرج من امواج الشبهات الى شوطئ الرحمات
شواطئ ولكنها ليست كشواطئنا اليوم التى لا تخلو من الفجور والمعاصى
هذه شواطئ مختلفه .. شواطئ رحمات من وصل اليها وجد السعاده والحياه الطيبه
انها شواطي الباكين .. شواطي التائيبن .. شواطي العائدين .. المنيبين .. النادمين .. فلااله الاالله .. مااجمل تلك الشواطي .. والذ تلك اللحظات التي يخرج فيها العبد من امواج الشهوات .. الى شواطئ الطاعات ..
مااجمل بكاء المذنبين .. وآنين العابدين .. ودموع التائيبن .. كيف والله يفرح بتوبتهم .. ويغفر زلتهم .. ويجبر كسرهم ..
أولاً: المعصية سبب لكل شقاء وبلاء: إي ورب الكعبة! فما الذي أخرج الأبوين الكريمين من الجنة، من دار اللذة والسرور والنعيم إلى دار الأحزان والمصائب والآلام؟!
وما الذي أخرج إبليس وطرده من رحمة الله عز وجل؟!
وما الذي أغرق فرعون وجنوده؟!
وما الذي دمر قوم عاد؟!
وما الذي دمر قوم ثمود؟!
وما الذي دمر قوم لوط؟!
وما الذي دمر قوم صالح؟ !
وما الذي دمر قوم شعيب؟!
وما الذي دمر وخسف بقارون الأرض؟!
وما الذي شتت بني إسرائيل في الأرض والتيه والضلال أربعين سنة، وجعل منهم القردة والخنازير؟!
وما الذي أذل العالم كله اليوم، فحرم من الأمن والأمان، على الرغم من كثرة وسائله الأمنية، بل وعلى الرغم من كثرة الاختراعات التي شاء الله جل وعلا أن تحول هي ذاتها إلى وسائل للرعب وللموت واستعباد الجنس البشري؟!
وما الذي حول العالم كله اليوم إلى غابة وحوش؟! فإننا نرى الإنسان اليوم يفعل بأخيه الإنسان ما تخجل الوحوش أن تفعله في عالم الغابات، وإننا نرى العالم كله اليوم قد حرم من الأمن والاستقرار وهدوء البال وراحة الضمير والاستقرار النفسي، ورأينا الكثير والكثير من أبناء العالم ينتحر بشكل جماعي!
وما الذي أذل أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأذل أمم الأرض وأخس وأحقر أمم الأرض؟!
والجواب على كل هذه الأسئلة في آية واحدة محكمة من كتاب الله عز وجل، أقرأ معي -أيها الكريم- قول الله سبحانه:
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى
جلس الرسول صلى الله عليه وسلم يوماَ في المسجد .. وأصحابه حوله .. جلس كالقمر وسط النجوم في ظلام الليل .. يُعلّمهم ..يُؤدبهم ..يزكيهم ..
اكتمل المجلس بكبار الصحابة ..وسادات الأنصار.. وبالأولياء .. والعلماء ..
وإذا بامرأة متحجبة تدخل باب المسجد .. فسكت عليه الصلاة والسلام، وسكت أصحابه .. وأقبلت رُويداً .. تمشي وجلاً وخشية .. رمت بكل مقاييس البشر وموازينهم .. تناست العار والفضيحة .. لم تخشى الناس .. أو عيون الناس .. وماذا يقول الناس .. أقبلت تطلب !!! الموت .... نعم تطلب الموت .. فالموت يهون إن كان معه المغفرة والصفح .. يهون إن كان بعده الرضا والقبول .. حتى وصلت إليه عليه الصلاة والسلام .. ثم وقفت أمامه .. وأخبرته أنها زنت !!! وقالت: (يا رسول الله أصبت حدًا فطهرني) ..
ماذا فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! ؟! ا، احمرّ وجهه حتى كاد يقطر دماً .. ثم حوّل وجهه إلى الميمنة .. وسكت كأنه لم يسمع شيئاً ..
حاول الرسول صلى الله عليه وسلم أن ترجع المرأة عن كلامها .. ولكنها امرأة مجيدة .. امرأة بارّة .. امرأة رسخ الإيمان في قلبها وفي جسمها .. حتى جرى في كل ذرة من ذرات هذا الجسد. .. فقالت واسمع ماذا قالت .. قالت : أُراك يا رسول الله تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك
فوا الله إني حبلى من الزنا ..!! فقال: ((اذهبي حتى تضعيه))
ويمر الشهر تلو الشهر .. والآلام تلد الآلام .. حملت طفلها تسعة أشهر.. ثم وضعته .. وفي أول يوم أتت به وقد لفَّته في خرقة .. وقالت: يا رسول الله .. طهرني من الزنا .. ها أنا ذا وضعته فطهرني يا رسول الله .. فنظر إلى طفلها .. وقلبه يتفطر عليه ألمًا وحزنًا .. لأنه كان يعيش الرحمة للعصاة ، والرحمة للطيور، والرحمة للحيوان .. قال بعض أهل العلم: بل هو صلى الله عليه وسلم رحمة حتى للكافر، قال الله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
من يُرضع الطفل إذا قتلها ؟!! من يقوم بشئونه إذا أقام عليها الحد ؟!! فقال: ارجعي وأرضعيه فإذا فَطَمْتيه فعودي إليّ .. فذهبت إلى بيت أهلها .. فأرضعت طفلها .. وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوًّا كرسوِّ الجبال ..
وتدور السنة تعقبها سنة .. وتأتي به في يده خبزة يأكلها .. يا رسول الله قد فطمته فطهرني .. عجبًا لها ولحالها .!! أي إيمانٍ هذا الذي تحمله .. ما هذا الإصرار والعزم .. ثلاث سنين تزيد أو تنقص .. والأيام تتعاقب .. والشهور تتوالى .. وفي كل لحظة لها مع الألم قصة .. وفي عالم المواجع رواية ..
ثم أتت بالطفل بعد أن فطمته، وفي يده كسرة خبز ..وذهبت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام قالت: طهرني يا رسول الله .. فأخذ – صلى الله عليه وسلم – طفلها وكأنه سلَّ قلبها من بين جنبيها .. لكنه أمْر الله .. العدالة السماوية .. الحق الذي تستقيم به الحياة ..
قال عليه الصلاة والسلام : " من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين ".
ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم .. فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد .. فسبها على مسمع من النبي , فقال عليه الصلاة والسلام : مهلا يا خالد " والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه " .. وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وسلم – " أمر بها فَرُجمت، ثم صلّى عليها، فقال له عمر – رضي الله عنه -: تُصلي عليها يا نبي الله وقد زنت!! فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: لقد تابت توبة، لو قُسّمت بين سبعين من أهل المدينة لوسِعَتْهُم، وهل وجدتَ توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى" !!..
وهنا يأتي السؤال ؟؟
ماذا دفعتلك المرأه لذلك
لما اصرارها هذا ؟؟؟
إنه الخوف من الله .. إنها الخشية .. نعم أذنبت .. ولكنها قامت من ذنبها بقلبٍ يملأه الإيمان .. ونفسٍ لسعتها حرارة المعصية .. نعم أذنبت .. ولكن قام في قلبها مقام التعظيم لمن عصت .. إنها التوبة ياعبدالله ..نعم إنها التوبة ياعبدالله .. لنحرص على التوبة ..
فيا صاحب الذنب اقبل
يا صاحبة التبرج اقبلى
يا اسير الذنوب والمعاصر اقبل
اركب معنا ولا تخف
تب الى الله توبة نصوحا وسر معنا فى درب العفاف والنقاء درب الراحة والهناء
كم من أحبابنا وإخواننا اليوم يتمرغ في نعم الله، ويعيش في نعيم الله وهو مع ذلك مصر على معصية الله، لماذا؟
يقول: أنا لازلت شاباً! إن شاء الله تعالى إن كبر سني سأتوب إلى الله، ولن أترك المساجد أبداً! فنقول: إن الموت لا يترك صغيراً ولا كبيراً، والله لا يضمن أحد أن يعيش إلى الغد،
قال عبد الله بن عمر : (إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء). إن الموت هو الحق !
ذكر نفسك بهذه الحقيقة التي سماها الله في القرآن بالحق، قال سبحانه:
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ
والحق أنك تموت، والله حي لا يموت، والحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب،
والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران.
ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ
أي: ذلك ما كنت منه تهرب. تحيد إلى الطبيب إذا جاءك المرض خوفاً من الموت،
وتحيد إلى الطعام إذا أحسست بالجوع خوفاً من الموت،
وتحيد إلى الشراب إذا أحسست بالظمأ خوفاً من الموت،
ولكن ثم ماذا؟!
أيها القوي الفتي! يا أيها الحاكم! يا أيها الكبير! يا أيها الصغير! يا أيها الفقير! كل باك فسيبكى،
وكل ناع فسينعى،
وكل مدخور سيفنى،
وكل مذكور سينسى،
ليس غير الله يبقى،
من على فالله أعلى. انظر إليه: هو من هو؟! هو صاحب الجاه والسلطان، والأموال، والوزارة، والملك، نام على فراش الموت! الأطباء من حول رأسه، كل يبذل له الرقية، كل يبذل له العلاج، ولكنهم يريدون شيئاً، وملك الملوك قد أراد شيئاً آخر،
كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ
. انظر إليه لقد اصفر وجهه، وشحب لونه، وبردت أطرافه، وتجعد جلده، وبدأ يحس بزمهرير قارس يزحف إلى يديه وقدميه، يحاول جاهداً أن يحرك شفتيه بكلمة التوحيد، فيحس أن الشفة كالجبل لا تريد أن تتزحزح إلا لمن يسر الله له النطق بلا إله إلا الله، فينظر في لحظة صحوه بين السكرات والكربات، ينظر إلى أهله، وإلى الأطباء من فوق رأسه، وإلى إخوانه، وإلى أحبابه، ويقول بلسان الحال، بل وبلسان المقال: يا أحبابي! يا إخواني! لا تتركوني وحدي، ولا تفردوني في لحدي، افدوني بأعماركم، أنا صاحب الجاه، أنا صاحب السلطان، أنا الذي بنيت لكم القصور، أنا الذي عمرت لكم الدور، أنا الذي نميت التجارة، فمن منكم يزيد في عمري ساعة أو ساعتين؟ وهنا يعلو صوت الحق:
فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ * وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ
سبحانك يا من أذللت بالموت رقاب الجبابرة! سبحانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة! سبحانك يا من نقلت بالموت الأكاسرة والأكابرة والأباطرة من القصور إلى القبور! ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود! ومن ملاعبة النساء والجواري والغلمان إلى مقاساة الهوان والديدان! ومن التنعم بألوان الطعام والشراب إلى التمرغ في ألوان الوحل والتراب! ......
سفري بعيد وزادي لن يبلغني
وقوتي ضعفت والموت يطلبني
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها الله يعلمها في السر والعلني
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين الله تنظرني ما أحلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
كأنني بين تلك الأهل منطرحاً على الفراش وأيديهم تقلبني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني ولم أر الطب اليوم ينفعني واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون كأنني وحولي من ينوح ومن يبكي علي وينعاني ويندبني
وقام من كان احب الناس في عجل نحو المغسل يأتيني يغسلني فجاءني رجل منهم فجردني من الثياب وأعراني وأفردني وأودعوني على الألواح منطرحاً وصار فوقي خرير الماء ينظفني وأسكب الماء من فوقي وغسلني غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن وحملوني على الأكتاف أربعة من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني صلوا علي صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني
وأنزلوني إلى قبري على مهل وقدموا واحداً منهم يلحدني فكشف الثوب عن وجهي لينظرني فأسكب الدمع من عينيه أغرقني
وقال هلوا عليه الترب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن بالمنن وأخرجوني من الدنيا فوا أسفاه على رحيل بلا زاد يبلغني
يا نفس كفي عن العصيان واغتنمي حسن الثواب من الرحمن بالمنن
وقال آخر: يا نفس قد أزف الرحيل وأظلك الخطب الجليل فتأهبي يا نفس لا يلعب بك الأمل الطويل فلتنزلن بمنزل ينسى الخليل به الخليل وليركبن عليك فيه من الثرى ثقل ثقيل قرن الفناء بنا جميعاً فما يبقى العزيز ولا الذليل
بــــــــــــــــــــــــــــــــاب التوبه مفتوح
قال
الإمام ابن القيم رحمه الله:
لا تسأم من الوقوف على الباب ولو طردت .. ولا تقطع الاعتذار ولو رددت .. فإن فتح الباب للمقبولين .. فادخل دخول المتطفلين
إذا وقفت بباب الله مرة وثانية وعاشرة .. فلا تمل ولا تيأس ..
فكم من سائل يلح فى حاجته على عبد مثله .. فكيف بالخالق وهو أكرم الأكرمين ؟!
اعتذر واعترف بذنبك كل مرة .. وبادر بالتوبة .. عساها ان تكون آخر مرة ..
فإن فتح الباب للمقبولين .. فزاحم هؤلاء المقبولين بتطفلك واهجم على الباب وتشبث به بكامل قدرتك ..
وارفع كفك .. واسأل بأعلى صوتك ..
ربي .. أنا المسكين الفقير المحتاج .. وقفت على بابك وطردت بذنوبى .. واعتذرت لجنابك وعزمت على ألا أعود لمعصيتك وسرعان ما رجعت لذلاتى ..
ربي .. أنا المسكين .. جئت ببضاعة مزجاة وكيلى لا قيمة له وزادى ضعيف .. فتصدق عليّ ولا ترد سائل يلوذ بجلالك ويحتمى بحماك ..
هيا يا من رق قلبك، وخشعت جوارحك، ودمعت عينك، تب إلى الله، وعاهد ربك من الآن على التوبة، على ترك المعاصي، على ترك الذنوب، على السير على طريق الحبيب المحبوب محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الدنيا -والله- مهما طالت فهي قصيرة، ومهما عظمت فهي حقيرة. هيا تب إلى الله، واعلم بأن الله -وهو الغني عن العالمين- سيفرح بتوبتك، سيفرح بأوبتك، سيفرح بعودتك، اسمع لربك وهو ينادي عليك:
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
. واسمع إلى الله وهو ينادي عليك في الحديث القدسي الذي رواه مسلم والترمذي واللفظ للترمذي من حديث أنس :
(يا بن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة).
والله ما من يوم يمر، وما من ليلة تمر، إلا وربك يتنزل إلى السماء الدنيا تنزلاً يليق بكماله وجلاله كما في صحيح مسلم من حديث أبي موسى الأشعري : (يتنزل ربك ويقول: أنا الملك، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر).
فعد إليه، ليجدك ربك ساجداً بين يديه، متضرعاً متذللاً على أعتابه، لتناجيه ولترفع إليه أكف الضراعة، فإن الله عز وجل يفرح بأوبتك، ويفرح بتوبتك، وهو الغني عن العالمين، لا تنفعه الطاعة، ولا تضره المعصية، (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها) وذلك في يوم القيامة، فتب إلى الله. ......
إلغاء إعجابي · · المشاركة · منذ 4 دقائق