تطعيم طفل
أوضح الدكتور حامد الخياط أستاذ طب الأطفال بكلية طب جامعة عين
شمس، أن الالتهاب الرئوى هو أكثر سبب للوفاة فى الأطفال دون سن الخامسة،
مشيرا إلى أن التطعيم له أهمية كبيرة فى تلك الحالات، نظراً لأنه أصبح
متوفراً، و يتم عن طريقه حماية الأطفال من الإصابة بالالتهاب الرئوى،
والتهاب الأذن الوسطى، والحمى الشوكية، وكذلك الحماية من التسمم الدموى،
مشيرا إلى أن كل هذه الأمراض لها خطورة على حياة الطفل، وقد تترك مضاعفات
خطيرة، مثل الشلل الدماغى، وفقدان البصر، أو السمع، وقد تؤدى إلى الصرع.
وأكد د.حامد أنه يجب التنويه على أن الآثار الجانبية للتطعيم لا تختلف، ولا تزيد على الآثار الجانبية لأى تطعيم ﺁخر يأخذه الطفل.
وأشار د.حامد إلى أن هذا اللقاح الجديد هو أحدث تطعيم لمحاربة الأمراض
الرئوية، والذى يقلل من حدوث الأمراض التى تحدث نتيجة الإصابة بـ13 نمطا من
بكتيريا "ستريبتوكوكس نيومونيى أو المكورات الرئوية"، و التى تسبب أنواعا
كثيرة من الأمراض القاتلة، مثل الالتهاب السحائى "التهاب الأغشية المحيطة
بالمخ والنخاع الشوكى"، بالإضافة إلى مرض الالتهاب الرئوى والتهاب الأذن
"عدوى الأذن الوسطى".
ومن جانبه، بين دكتور شريف عبد العال استشارى الأطفال وأمين عام الجمعية
المصرية لطب الأطفال، أن هذا اللقاح هو الوحيد الذى يعطى مناعة من الإصابة
ببكتيريا المكورات الرئوية، ذو النمط المصلى “19 A” والذى يعد من أكثر
الأنماط المصلية شراسة فى إصابة الأطفال بأمراض المكورات الرئوية، و لهذا
فإن هذا اللقاح هو خطوة هامة للأمام فى الحرب ضد الالتهاب الرئوى والأمراض
الرئوية الأخرى، لحماية أطفالنا من الإصابة بهذه الأمراض، خاصة أن معدلات
المرض التى يسببها هذا النمط المصلى آخذة فى الازدياد حول العالم.
وأشار د.شريف إلى أن العلاج بالمضادات الحيوية يعد أحد الخيارات المتاحة
للتعامل مع هذا المرض، لكن ارتفاع معدل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية
يضعنا أمام خيار آخر لا بديل عنه، وهو زيادة الاهتمام والتركيز على الوقاية
كأولوية قصوى، و من هنا تأتى أهمية هذا اللقاح الجديد، فالحماية قد توفر
الكثير من الأعباء الاقتصادية والاجتماعية إذا ما تم التعامل معها من
منطلق"الوقاية خير من العلاج".
وأكد الدكتور شريف أن منظمة الصحة العالمية أوصت باستخدام هذا اللقاح
المضاد لـ13 نمطا مصليا من أنماط بكتيريا المكورات الرئوية للوقاية من
الأمراض، التى تسببها هذه البكتيريا، وذلك بداية من عام 2000 بعد تجربة
الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول غير الأوروبية عندما أقرت استخدام
تطعيم يغطى 7 أنماط مصلية فقط، وأدى ذلك إلى انخفاض الأمراض التى تسببها
بكتيريا المكورات الرئوية بين كل الأعمار، حتى لكبار السن، والذين لم يتم
تطعيمهم مسبقا، وظلت هذه النسبة منخفضة حتى عام 2007، ثم ظهرت أنماط جديدة
من البكتيريا منذ سنوات، مما أدى إلى احتياج وجود تطعيم حديث يغطى 13 نمطا
مصليا من هذه البكتيريا، بعد أن كان التطعيم السابق يغطى 7 أنماط مصلية
فقط.
وأشارد.شريف إلى أن هذا اللقاح الجديد يُعطى للطفل على أربعة جرعات أساسية،
أولها عند بلوغ الطفل عمر شهرين، و4 شهور، و6 شهور، أما الجرعة الرابعة
مابين 12 و15 شهرا، وإذا مر موعد تطعيم الطفل، فهناك ما يسمى بجرعة
تعويضية من التطعيم، عن طريق جدول يتم وضعه من قبل الأطباء المتخصصين طبقا
لعمر الطفل.