جاء تأسيس مدينة تيزنيت سنة 1882م عقب حركات
السلطان المولى الحسن الأول بمناطق سوس. وقد كان الغرض من ذلك درء أي توغل
للأوروبيين انطلاقا من المحيط الأطلسي وكبح نفوذ زاوية تازروالت بإليغ.
كان لإختيار موقع تيزنيت عدة دواعي أهمها قربها من السواحل الأطلسية (15
كلم) وتواجدها على الطريق التجاري المتجه من كلميم إلى الصويرة، هذا
بالإضافة إلى عدم الحاجة إلى استقطاب سكان جدد لإعمارها إذ كان الموقع
مأهولا من قبل أهالي أزاغار تيزنيت.
هكذا تم توحيد القرى الصغيرة بواسطة سور بعلو8 أمتار وبطول بلغ 7
كيلومترات. هذا السور الذي استغرق بناؤه سنتين بني على شاكلة أسوار المدن
العتيقة المغربية. إذ يدعمه 56 برجا وتتخلله خمسة أبواب هي باب آكلو وباب
الخميس وباب تاركاو وباب المعذر وباب أولاد جرار.
يطغى على هذه الأبواب طابع الهندسة المعمارية العلوية. كما أن هناك تشابها
ملحوظا بينها وبين أبواب مدينة الصويرة. بالنسبة لداخل المدينة فقد قسم
هذا المجال إلى أحياء تحمل أسماء العائلات الأصلية وهي إدآوكفا وآيت محمد
وإد زكري وإد صلحا. شيدت البيوت والمنازل وفق الطراز المغربي الأندلسي
المعروف بالرياض. بتيزنيت يوجد أيضا قصر لممثل السلطان يعرف بإسم القصر
الخليفي وكذا ساحة كبيرة تعرف بساحة المشور حيث كانت تقام المراسيم
وهي مدينة هادئة وجميلة وهي من المدن الأمازيغية بالمغرب
موقعها من الخريطة جنوب المغرب وتبعد عن أكادير ب 92كيلوميتر
هده الصورة مأخودة من خارج سور المدينة
هده الصورة تمثلل احدى أبواب السور
هده عين وتسمى عين الزرقاء
هده صورة لمسبح المدينة
صورة الجامع ويسمى جامع السُنة
وهده الصور لأبواب المدينة
هده صورة مسجد ويسمى الجامع الكبير
هده الصورة لإحدى فنادق المدينة
هده صورة لنواحي المدينة
صورة لجبل من البحر
وطبعا الى جانب المعالم هناك أشياء أخرى مشهورة بها المدينة كالنعناع الدي نضيفه للشاي , وأيضا معروفة بصناعة الفضة كمجوهرات ......
صورة لإحدى الحلي كرمز وهده بالضبط مشهورة بها المدينة و تسمى تازرزيت باللغة الأمازيغية
كرنفال إمعشار
من أشهر الفرق الفلكلورية المنظمة للكرنفال
فرقة آيت محمد تنشط في الجزء الغربي لشارع عبد الرحمان
فرقة المكان ساحة مدينة تزنيت
أيام من 9 إلى 15 محرم
إضلحا تنشط بالجهة الشرقية للمدينة
و
هو احتفال تقليدي متوارث أبا عن جد يقيمه الأمازيغ المغاربة خاصة أمازيغ
الجنوب و تعود بعض طقوسه إلى العهد القديم أي ما قبل دخول العرب إلى شمال
إفريقيا و ما تزال راسخة إلى اليوم خاصة في قرى الأطلس الصغير و الأطلس
الكبير و منطقة سوس و الجنوب المغربي و يرجع المتخصصين في الثقافة
الأمازغية أصول الكرنفال إلى فترة انتشار اليهودية بشمال إفريقيا و الأدلة
على ذالك كثيرة منها غالبية المسرحيات أو الأشكال المسرحية ما قبل
الاحتفال التي يتم تشخيصها خلال الموسم تضم شخصيات بأسماء عبرية مثل
(الحزّان*) و (تودايت*) كما أن بعض الأهازيج المتداولة و الخاصة بالعاشور تتحدث عن حياة اليهود أيام كانوا يتعايشون مع الأمازيغ بالجنوب المغربي و اليهود اشتهروا بتقديسهم ليوم عاشوراء
بصيامه لأنه يوم صالح نجا الله فيه نبي بني إسرائيل من عدوهم فصامه النبي
موسى عليه السلام و سار سنة عند اليهود و يختلف الباحثون حول مرجعية
الاحتفالات العامة بعاشوراء المغرب
خاصة كرنفال إمعشار فمنهم من يقول أنها شيعية و منهم من يقول يهودية
طقوس الاحتفال
تبتدئ
أفعاليات الكرنفال بعد صلاة العشاء حيث يخرج الشباب في موكبهم يغنون و
يرقصون يرتدون ملابس تنكرية ذات تصميم غريبة و يقومون بتسويد وجوههم
بالسواد و يضعون على وجوهم أقنعة و لحى مصنوعة من جلد الخروف أو الماعز و
هناك من يفضل ارتداء ملابس رثة بالية ويلتقي الجمع في الساحة و ينتظمون في
صف دائري و يوقدون النار
يبدأ رئيس الجوقة بإنشاد أغنية أمازغية على شكل موال:
يلاه أن منكار yallah an mnaggar
هيا نجتمع
أوداي أمسلم أمازيغ أعراب oday amslm amazigh a3rab
يهودي مسلم أمازغي عربي
كولواخ ان آنمون غيد kolwakh an anmon ghid
نلتقي كلنا هنا
آنيني أوال نخ anini awal nkh
لنقول كلمتنا
باش آديسان ايس كولواخ يان آنكا bash adissan is kolwakh yan anga
ليشهد الجميع أننا كلنا سواسية
حين
يعطي المنشد اشارة لبدأ الحفل الذي يعتمد على آلات موسيقية بدائية تختلف
من منطقة لمنطقة غالبا ما تكون عبارة عن بنادر (دفوف) أو كما يسمى
بالأمازغية تالونت tallont المعدة من جلد الماعز و يضاف إليها الطبل و
المزامير و الناقوس دون نسيان ضربات الأخشاب و الأقدام على الأرض لتدخل
هذه الفوضى الموسيقية في انسجام مع الأغاني التراثية و لا يقتصر الأمر على
الأمازيغ فقط بل يشمل حتى العرب و الأندلسيين و الإفريقيين إلا أن
الأمازيغ حافظوا على جل التفاصيل في شكلها الأول البدائي المتوارثة أبا عن
جد و من بين العادات المنتشرة في عاشوراء
يجتمع الشباب و الصبية و يوقدون النار و تحديدا سبعة أكوام على خط مستقيم
المسافة الفاصلة بينهم تقريبا ثلاثة متر و يتناوبون على قفزها على شكل قفز
الحواجز مرددين أشعار و شعارات خاصة بالنار
***
مرجعيات تاريخية
*************
حسب بعض المؤرخين الباحثين
العادات التي تتخلل عاشوراء
تعتبر بقايا من المذهب الشيعي المنتشر بالمغرب خلال القرن 11ميلادي و بهذا
امتزجت الطقوس الشيعية و الطقوس الإسلامية و الطقوس اليهودية و الطقوس
الأمازغية عبر مراحل الزمن يمتزج فيها الحزن بالفرح و يكون مناسبة لانتقاد
الوضع الداخلي للأهالي في شكل ساخر بتجسيد مظاهر الحرث و الحصاد في لوحات
مسرحية تحاكي فصول السنة
****
و من خلال شكل الملابس التنكرية و الأقنعة و الإنشاد و شكل الرقصات فإنها تحيلنا
على
الكم الهائل من الثرات الأمازغي المتنوع الموغل في القدم و الدليل على
ذالك هو شيوع هذه العادة داخل المجتمع الأمازغي على صعيد المغرب ولو أن
هناك اختلافات في وقت ارتدائها بين عاشوراء و عيد الأضحى
****
وتسويد الوجه هو تقليد شيعي قديم يعبر عن الحزن العميق لذكرى مقتل الإمام الحسين
و هي ذكرى مقدسة عند المسلمين المغاربة لأن آل البيت جزء لا يتجزأ من الهوية المغربية
و تعود إلى عهد دخول المولى إدريس مؤسس المملكة
****
و عن شعائر النار هناك اختلاف في المرجعيات البعض يقول أنها طقس ديني قديم
يعود
إلى العصر الأول البدائي أي حين كان الأمازيغ يعبدون النار و يمجدونها
مستمدين أدلتهم من الأشعار و الشعارات التي يرددونها و الطقوس الخاصة
بإشعالها و البعض الآخر يقول أنها عادة يهودية أدخلوها اليهود إلى المغرب
خلال استقرارهم بالجنوب المغربي
و عن قفز النار فالمشاع أن كل من تمكن
من قفزها يترك فيها ذنوبه كما يعتقد أنها تخلصهم من تعاستهم و سوء الحظ
كما أن هناك اعتقاد سائد أن كل من يحترق بنار عاشوراء لن يشفى من علته الا في نفس الفترة من العام القادم
إذا ما استثنينا تقاليد امعشارن و رش المارة في الشوارع بالماء في يوم عاشوراء
ولجوء بعض النساء إلى ممارسة طقوس السحر والشعوذة
وميل بعض الفرق الصوفية القليلة إلى التماهي بطقوس عاشوراء المشرقية
وخاصة لدى فرقتي حمادشة وعيساوة المشهورتين في منطقة مكناس خاصة
فإن الاحتفال بيوم عاشوراء لدى معظم المغاربة يبقى حدثا دينيا عاديا في هذه الأيام.
ولا يكاد يتميز إلا ببعض طقوس الأكل وطقوس لعب الأطفال.
فليوم عاشوراء لدى المغاربة كما كل مناسبة دينية طقوس أكل خاصة
وتتمثل بالكسكس العيشوري الذي يعد ببقايا لحم عيد الأضحى المقدد
وتقديم أطباق الفواكه اليابسة المنوعة الممتزجة بحبات حلوى (القريشلات) مع الشاي المنسم بالنعناع وببعض الأعشاب البرية الطرية.
وأجمل ما في عاشوراء المغربية طقوس الأطفال في احتفالهم باللعب.
ويمثل تاريخ احتفال الأطفال بهذه باللعب العيشورية تاريخا لتطور هذه الألعاب في حد ذاتها
حسب ما تتيحة الإمكانيات الذاتية في كل جهة مغربية وفي كل قرية أو مدينة.
فقد كانت أجيال الأطفال الماضية تصنع لعبها بيدها وكانت مواسم عاشوراء فرصة للتجريب والاختراع في فن صناعة اللعب
فالفتيات
يتبارين في صنع الدمى من القصب وبقايا الأقمشة والخيوط أما الفتيان فكانوا
يتبارون في صنع العجلات والعربات من نفايات الأسلاك وخرذوات البلاستيك
والقصدير.
ولعل ما يميز عاشوراء المغربية أنها تحولت إلى احتفال طفولي بامتياز بعيدا عن ا المذهبية والطائفية في كثير من جهات العالم الإسلامي
في هذا اليوم ففي هذا اليوم تعبر الطفولة المغربية عن حسها الإبداعي في شكل أداء جماعي في الساحات الفسيحة وعند نواصي الشوارع.
رغم ما يقد يشوب تلك الألعاب أحيانا من عنف وخاصة عند ليلة عاشوراء التي تسمى لدى الأطفال ب( الشعالة) التي توقد فيها النيران المتوهجة العظيمة.
أما اليوم فقد بدأ النمط العصري يلقي بثقله على تلك الطقوس العيشورية القديمة
وبدأت يغيب ذلك الحس الإبداعي عند الأطفال الجدد في إعداد لعبهم
بعدما صارت تأتي إليهم جاهزة تبهر الأنظار بألوانها وأحجامها وتقنياتها العالية ولكن عليها علامة تجارية مسجلة صينية أو تايوانية…
————
شواهد
يعلق الأستاذ رضوان بن شقرون عضو رابطة علماء المغرب
أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء على الأصول الشرعية للاحتفال قائلاً:
إن أول مظهر يتميز به الاحتفال بعاشوراء بالمغرب هو الفرحة والابتهاج بالمناسبة
ومرد ذلك إلى السند الشرعي المستمد من رواية وصول الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة
وملاحظته أن اليهود يصومون يوم عاشوراء وتساؤله عن ذلك
وقوله *صلى الله عليه وسلم بعد أن علم أن يهود يثرب إنما كانوا يصومون احتفاء بنجاة موسى عليه السلام من المطاردة الفرعونية
:
"نحن أحق بموسى ولئن حييت إلى قابل لأصومن عاشوراء وتاسوعاء".
وحيث إن المغاربة عرفوا منذ مجيء الأدارسة إلى المغرب بالتشبُّث بالسُّنة وحبهم المفرط للرسول -صلى الله عليه وسلم-
فقد ظلوا عبر تاريخهم يحتفلون بهذا اليوم لا سيما في بعض المدن العريقة كفاس ومكناس ومراكش
ويبدو احتفالهم هذا في نوع من البهجة والمرح حيث يوسع على أفراد الأسرة
ويتخذونها مناسبة للضرب على الدفوف والإنشاد والتزين بأجمل الثياب.
—————————————————–
يقول الدكتور عباس الجراري مستشار جلالة الملك
وهو من المفكرين المغاربة المتخصصين في الفكر الإسلامي وفي الثقافة المغربية
عن أصول طقوس الاحتفال:
"لقد شاعت في المغرب عادات ارتبطت بيوم عاشوراء
وهي عادات ترسخت في التقاليد الاجتماعية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي
منها ما ورد عن ابن عبد الله البكري وهو يصف مدينة أصيلة الواقعة في شمال المغرب في عصره -القرن الخامس هجري-
فقد قال عنها بأن الناس قد اتخذوا موضعها رباطا فانتابوه من جميع الأمصار
وكانت تقوم فيه سوق جامعة ثلاث مرات في السنة وهو وقت اجتماعهم
وذلك في شهر رمضان وفي عشر ذي الحجة وفي عاشوراء".
—————————————————–
وعند استقرائنا للعادات التي تم ذكرها أو سنأتي على ذكرها سنلاحظ
أنها امتزجت بين ما هو إسلامي وغير إسلامي
وعن أصل بعض المظاهر سنلاحظ
في بعض المدن المغربية أشكالا ومظاهر غريبة من الاحتفال، وهي تعكس الحزن والحسرة الذي يحاول البعض أن يستشعره في المناسبة
ولعل مرد ذلك إلى أثر التشيع الذي ارتبط فيه يوم عاشوراء بذكرى مقتل الحسين بن علي في كربلاء
فصارت المناسبة عندهم ذكرى ألم وحزن وربما بكاء وتحسرا
ومن الناس من يعرف أصلها ومنهم من يفعل ذلك تقليدا بلا وعي ولا إدراك
—————————————————–
ويؤكد العلامة عبد الله الجراري من العلماء المغاربة الأجلاء:
وكم من العوائد أُدخلت على المسلمين لا سيما في عاشر المحرم كلها حزن ونياحة
واتخاذ النيران وإشعالها كمعبود يُتقرب إليه
هي في الأصل عادة مجوسية ارتكبوها تدينا ثم تسرب شيء منها إلى الأمة الفارسية
ثم جاء الفاطميون زمن تضعضع الدولة العباسية واستعملوا هذه العادة
-عادة إيقاد النيران على ضفة الدجلة-
وكانوا أثناء الاستعمال يلقون فيها الحيوانات
غير أنهم فكروا فيما بعد فيما تقاسيه هذه الحيوانات من آلام الاحتراق
فعوضوا ما يلقون من الحيوانات بإلقاء صور صناعية
وعادات النيران وإشعالها انحدرت من الطوائف الشيعية المنتشرة في أطراف المغرب وفيما جاورها من السكان…
————————————–
من العادات التي تبعث على الدهشة والمقترنة بعاشوراء صب المياه
على المارة في الشوارع فيما بين الأطفال والمراهقين
ويسمونه (زمزم) أو ("تزمزيم)
فمرد
ذلك إلى بعض الطقوس اليهودية التي تسربت إلى بعض عناصر المجتمع المغربي
بحكم التساكن والتجاور الذي عرف بين اليهود المغاربة والمسلمين في المغرب
عبر التاريخ.
ولعل أبرز فترة وقع فيها التأثير المتبادَل بين اليهود والمسلمين بالمغرب هي الفترة المرينية
التي نستطيع القول بأنها الفترة التي انطلقت منها أصول اليهود حتى اتخذوا لهم أحياء -عرفت بالملاح- خاصة بهم
ملاصقة للقصور الملكية في عدد من المدن المغربية
وهذا الطابع للفترة المرينية امتد إلى البدع والضلالات
مما شجع كثيرا من الطرق والزوايا على مزيد من الانتشار
عاشوراء..
النساء أكثر حرية
——– قيام النساء والفتيات قبل هذا اليوم بتخضيب شعر رأسهن بالحناء
وكذا أيديهن وأرجلهن بها مع وضع شيء منها في أكف الأطفال وحتى بعض الرجال
ومن مُرددات النساء، وقد جمّلن شعرهن بالحناء وأطلقنه:
"عاشوري عاشوري.. عليك نطلق شعوري".
ويلاحظ في مناسبة عاشوراء بالمغرب أن النساء يتمتعن بحرية في هذه المناسبة
إذ لا يلبث الرجال أن يستعيدوا نفوذهم مع إطلالة عيد المولد النبوي الشريف على نحو
ما تعني هذه المقولة التي تتغنى بها النساء في عاشوراء:
هذا عاشور ما علينا الحكام أللا
عيد الميلود يتحكموا الرجال أللا…
——– التوسل بأساليب كثيرة في هذا اليوم لفك السحر أو رد العين والأرواح الشريرة
ومن ذلك ما كان معروفا في بعض المدن كمدينة الرباط من أخذ الأطفال إلى الصباغين لصبغ أطرافهم اليمنى بالسواد وشراء "جعبة الهند"
وهي وعاء حديدي صغير بقفل تحمله النساء اللائى يخشين العين أو فعل السحر.
——– استعمال البخور بقصد رد العين والأرواح الشريرة، وهو نوعان:
بخور مدني: يتمثل في الخزامى، والشَّبَّة، والحرمل، والجاوي، والفاسوخ.
بخور بدوي: كالداد والريحان وفسخ الحنش (جلده).
——– اتخاذ سوق أو أسواق خاصة لبيع لوازم عاشوراء من حناء وبخور وكحل وفواكه جافة ولعب للأطفال وآلات التطبيل
وغالبا ما يتم الاستعداد بدءًا من فاتح محرم
ويطلق عليها سوق "عاشور" مع شراء الفواكه الجافة
وهي: التمر والتين والزبيب والجوز واللوز.
——– اكتحال النساء واستياكهن في الغالب، وإن كان بعضهن يمتنعن عن ذلك أيام عاشوراء بدءا من فاتح محرم
ويتهيأن بأن يقمن بذلك قبل حلول الشهر، وهو امتناع يرتبط بمظهر الحزن.
——– فتح الكتاتيب القرآنية صباح يوم عاشوراء إلى وقت الضحى
لتحصل البركة طوال العام ثم تعطيلها بعد ذلك بقية اليوم
وقد تمتد العطلة أياما ثلاثة أو عشرة، ويُطلق على هذه العطلة لفظ "العواشر".
——– حث الأطفال على الصيام وشراء "الهدايا" لهم
منها ما يكون للذكور كالطبول وللإناث الدمى والطعارج (آلات إيقاعية تشبه الطبل، لكنها أصغر حجما).
——– اقتناء ملابس جديدة أو خياطتها تيمنا بهذا اليوم وفق ما هو شائع من أن الذي يخيط في عاشوراء يخيط طوال السنة.
——– إيقاد النار في الشواع والميادين العامة في ليلة عاشوراء، ويطلق عليها "شعالة" أو"شعايلة" أو "تشعالت" في اللهجة الأمازيغية
وبعد إيقاد النار يبدأ القفز عليها باعتبار أن ذلك يزيل الشر ويبعده
بل إن البعض يشعلون النار في أفنية منازلهم ويأخذون في الدوران حولها وهم يطبلون ويزمرون ويغنون.
وتجدر الإشارة إلى ما كان يقع في بعض المدن كمراكش حيث تلقى في النار بعض الدمى والصور
ومنها ما يمثل قاتل الحسين وكذا إلى ما يحدث في مناطق أخرى
لا سيما في الأطلس الصغير
إذ تتحلق النساء حول النار ويأخذن في البكاء والندب والنواح
وقبل أن تخمد النار يدفئن الماء عليها ليتوضأن به أو يغتسلن تبركا به وعلاجا.
——– الإكثار من صب الماء على الأرض
وكان شائعا أن يلجأ حمالو الماء المعروفون بـ"الكرابة" إلى ملء قربهم
وإفراغها في الأرض مقابل ما يعطيه المارة والمتجولون.
——————————————
سألنا عن السر في هذه العادة المعروفة بـ"زمزم" فكان الرد:
"إن النساء في سنوات غابرة كن يقمن باكرا فيغتسلن بالماء البارد حتى يكون العام مليئا بالخير وبالحيوية والنشاط،
وفي حالة عدم استيقاظ الفتيات باكرا كانت تلجأ الأمهات إلى رشهن بالماء حتى يضطررن للاستيقاظ،
لكن سرعان ما تجاوزت هذه العادة البيوت المغربية لتخرج إلى أزقتها وشوارعها حيث يصب الماء على المارة".
——————————————
وعن الطعام، فالحلويات غالبا ما تُتناول بعد عشاء ليلة عاشوراء إثر طعام "الكسكس" الذي يفور على (الديالة)وهي مؤخرة الخروف وذنبه
ويحتفظ بها من أضحية العيد مملحة لهذا الغرض
وقد يكون معها شيء من القديد مع أمعاء الكبش المجفف التي يصنع منها ما يعرف "بالكرداس".
——————————————
وعن عادة شراء الفواكه اليابسة: اعتادت العديد من الأسر المغربية في عاشوراء شراء كميات لا بأس بها من الفواكه الجافة
وتقسيمها إلى حصص متساوية حسب عدد أفراد الأسرة؛ فتقدم لهم في هذه المناسبة
على أن الأم المغربية في عاشوراء تحرص كل الحرص على تذكر بناتها المتزوجات اللواتي تبعث لهن بنصيبهن من الفواكه إلى بيوتهن أو تحتفظ به لهن به عند زيارتهن لها.
—————————————–-
ومن عاداتنا أيضا في المغرب أن الشاب الخاطب عليه أن يتذكر خطيبته
ويهديها في هذه المناسبة بعض الحلي أو بعض الملابس التقليدية المصحوبة بالفواكه اليابسةالواقع أن عاشوراء في صيغتها المغربية تمثل مجالا لتأمل اثنوغرافي و انثربوليجي هائل و كبير
لأن عاشوراء احتفال شعبي شيعي و نعتبر الدولة السنية الوحيدة التي تحتفل به في كل العالم الاسلامي على ما أعتقد
مما يعزز تلك الخصوصية التاريخية و الحضارية و المجتمعية للمغرب و للمغاربة في كل اخريطة العرب المسلمين
و هي الخصوصية التي لها شجرة أنسابها سياسيا فكريا ابداعيا و اجتماعيا بل نضيف قليلا من شجرة الأنساب جغرافيا
ان ما منح للمغرب أن يكون مغربيا هو الكيمياء المميزة لتعانق و تكامل و تداخل فروع شجرة الأنساب هذه
ان ما أنتجه المغربي في علاقته بالمكان تبعا لما توفره الطبيعة قد جعل ينحت خصوية تاريخية وهبته لنا الجغرافية
فنحن أمة تقع في مفترق طرق الحضارات بفضل هبة البحر و المحيط و لقد أغنانا ذالك الاحتكاك بتلك الحضارات المتعاقبة
مثلما أن ما أنجزه المغربي من أسباب الحياة و من معاني الوجود من لغة و أدب و علوم و بناء و طبخ و فلاحة
في السهل و الجبل و الصحراء و البحر
قد
سمح بتوليفة حضارية لا مثيل لها في كل العالم العربي و الاسلامي مثلما أن
التعدد اللغوي قد أغنى بصيرتنا الثقافية و جعل لحمة أن يوكن الشخص مغربيا
ذات معنى وجودي خاص يتأسس على التعدد و على مكرمة التعايش و قبول الاختلاف
يكفي هنا أن نتأمل كيف أن هذا التعدد لم يفرز عندنا قط صراع اثنيات و عصبيات مذهبية وجودية اقصائية نكوصية أو انغلاقية
بدليل
أن أقوى مؤسساتنا ( مؤسسة الزواج و مؤسسة الأسرة ) قد ظلت تبنى تأسيسا على
معطى واحد ىهو الانتماء لشط الانسان و الانتماء لأمة الاسلام
و هو ما
لم يقع في المشرق العربي مما قاد كل ذالك التطاحن الدموي الذي نموذج ما
يعيشه بلد التاريخ و الحضارة الشهيد العراق في يومنا هذا و أحد عناوينه
البارزة
لنعد لموضوعنا عاشوراء عنوان بارز للخصوصية المغربية
فهو الاحتفاء الديني الشعبي الذي تتداخل فيه مغربيا الكثير من العلامات و المعاني الثقافية و التاريخية
فهو
أولا تمجيد مغربي لحفدة رسول الله لأنهم مسلمون بالنسبة لنا في المغرب مثل
بهم و قتلوا شر قتلة في هجير السياسة بالعراق منذ أكثر من 1300 سنة
وحين نزور مقابر أمواتنا فاننا نزور رمزيا قبر الحسين أيضا مثلما يقول الشيعة
و حين نهرق الماء (نحن الوحيدين الذي يسميه ماء زمزم كناية و قداسة من ماء زمزم بمكة الكرمة)
فلأننا نطفئ ذالك العطش القاتل الذي كان سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب و أبناؤه الصغار
ضحية له قبل قتلهم و الفتك بهم فقد تركوا لعذاب عطش بلا ضفاف
و حين تمنعنا أمهاتنا و جداتنا من قص الشعر حتى تنطفئ الشعايلة (نار عاشوراء) فهو علامة حزن و حداد على الجريمة المرتكبة ضد أبناء فاطمة الزهراء بنت نبينا و رسولنا الكريم
لتبقى
النار طقسا شعبي شيعي يعتبر نوع من جلد الذات بسبب الوعي الشقي الذي أحدثه
عدم حماية سيدنا الحسين و آل البيت الشريف و الدفاع عنهم
في حروب السياسة الفتاكة تلك بالمشرق العربي مع أولى خطوات تأسيس الدولة الاسلامية
النار طقس مغربي اندس الى هذه الاحتفالية من جغرافية الطقوس الوثنية التي كانت سائدة بالمغرب قبل مجئ الاسلام
حين كان المغاربة يقدسون قوى الطبيعة من شمس و أقمار و ماء و نار
و هو الاضافة التي تجعل عاشوراء يوم احتفال بالمغرب بينما تكون يوم حزن بالمشرق العربي
هي مفارقات ثقافية اذن ………………….
فالمغرب البلد السني الوحيد الذي يحيي طقسا شيعيا و حين يحييه فانه يحييه كعيد لفرح الأطفال و الأمهات
(مثلما
تحييه الكثير من النساء كفجوة زمن لوضع فخاخ السحر و الشعوذة للايقاع
بحبيب فالت) فيما يحييه الاخوة الشيعة بالشرق كعيد للحزن و الندم
و هو احتفاء شعبي و ليس احتفاءا رسميا و لا أحد يستطيع وأده أو منعه في ذاكرة الناس
علما أن عاشوراء و عيد المولد النبوي يعتبران من أكثر الاحتفالات شعبية بالمغرب و التي هي ممنوعة و محرمة في باقي العالم الاسلامي خاصة دول الخليج
————-
ان تأمل هذه التركيبة الثقافية و الحضارية للمغاربة خلال مناسبة عاشوراء بعض من الجواب لادراك اخصوصية التركيبة الذهنية المغربية
ككينونة و معنى و وجود و كاستثناء حضاري في عالمنا العربي الاسلامي .
————-
و اليكم بعض الصور
--------
-----
هذا فيديو ملتقط لأمعشار في ساحة المشور بمدينة تيزنيت
و يمكنكم ان تشاهدو المزيد ما عليكم سوى ان تكتبو في يوتوب "امعشارن" أو "im3charn"
تحياتي للجميع
لقد تعبت على الموضوع
لا تبخلو علي بردودكم
عدل سابقا من قبل KiNg Of GaMe في الجمعة 1 يناير 2010 - 14:42 عدل 1 مرات