صورة أرشيفية
تمكن باحثون أمريكيون من التوصل لعلاج جديد لنوع من سرطان الثدى
يعرف بسرطان الثدى ثلاثى السلبية، يعتمد على تخليص جسم المرضى من النحاس،
مما يساعد على وقف انتشار المرض لأعضاء الجسم الأخرى.
ففى الدراسة التى نشرت مؤخراً بجريدة Annals of Oncology، وجد الباحثون
بكلية طب Weill Cornell الأمريكية أن علاج تخليص الجسم من النحاس نجح فى
وقاية الأعضاء من تلقى الخلايا السرطانية المهاجرة من موطنها الأصلى
بالثدى، مما يعنى إطالة العمر الافتراضى للمرضى بهذا النوع من سرطان الثدى
الذى يصعب علاجه.
ويذكر أن متوسط العمر الافتراضى لمرضى سرطان الثدى ثلاثى السلبية لا يتعدى
تسعة أشهر. إلا أن هذه الدراسة اكتشفت أن المرضى الذين يواجهون مخاطر عالية
لمعاودة انتشار المرض وتلقوا علاج تخليص الجسم من النحاس بالعقار الذى
يعرف بـ(tetrathiomolybdate TM)، قد زاد العمر الافتراضى من ثلاثة إلى خمس
سنوات ونصف، كما انخفض لديهم فرص انتكاس المرض.
وقد بدأت التجارب السريرية عام 2007 وتضمنت 60 مريضا، 50% منهم يعانون من
سرطان الثدى ثلاثى السلبية. إلا أن تقرير هذه الدراسة تناول 40 حالة فقط من
هؤلاء الأشخاص.
وقد وجد الباحثون أن اثنين من 11 مريضا، كان لديهم تاريخ إصابة بسرطان
الثدى ثلاثى السلبية، قد أصيبوا بانتكاسة المرض خلال العشرة أشهر الأولى
عند علاجهم بعقار tetrathiomolybdate كما ساعد العقار الجديد على مساعدة
أربعة أشخاص من أفراد العينة على العيش بدون سرطان لثلاث إلى خمس سنوات
ونصف.
وتقول كاتبة الدراسة د. ليندا فاهديت، مديرة برنامج بحوث سرطان الثدى: "إن
نتائج هذه الدراسة واعدة جداً، وتعد تقدماً كبيراً فى جهود البحث عن علاج
يساعد السيدات الأكثر عرضة لانتكاسة المرض. وقد تبين أن هذا العقار المضاد
للنحاس يمنع الأورام التى لها قابلية للانتشار فى حالة كمون وذلك بالتأثير
على البيئة الدقيقة للأورام، خاصة خلايا النخاع العظمى والتى تلعب دوراً
أساسياً فى انتشار الأورام".
وتضيف: "لمعرفة فوائد عقار tetrathiomolybdate يجب مقارنته بالعلاجات الأخرى".
يذكر أن دراسة سابقة قد كشفت عن تأثير مادة النحاس فى انتشار الأورام السرطانية.
وقد حدد الباحثون الدور الهام الذى تلعبه خلايا نخاع العظم، خاصة تلك التى
تعرف ب HPCs فى عملية انتشار الأورام. وقد أوضحت الدراسات أن هذه الخلايا
تعمل على تجهيز مواقع معينة فى أعضاء الجسم لتلقى وتغذية الخلايا السرطانية
المهاجرة، كما أنها تستدعى خلايا أخرى تعرف ب EPCs لتغذية تلك الخلايا
السرطانية.
وقد تبين أنه قبل معاودة انتشار السرطان ترتفع مستويات خلايا HPCs وEPCs
بنسبة عالية بجسم المريض. من هنا فإن استهداف هذه الخلايا باستنفاذ النحاس
يفيد فى السيطرة على بيئة الأورام، بما يمنع انتقالها لأعضاء أخرى بالجسم.