دكتور جمال شعبان
كتبت أسماء عبد العزيز
يعتبر مرض ضيق الصمام الأورطى من الأمراض التى قد تصيب القلب مع
تقدم العمر ويؤدى إلى ضعف عضلة القلب وفشله أو إلى الوفاة المفاجئة وهذا ما
يوضحه دكتور جمال شعبان أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب قائلا العلاج
الجراحى يعتبر ناجحاً لمثل هذا المرض إذا تم تحويل المرضى فى وقت مبكر
للعملية.
ولكن بعض المرضى يتأخر تحويلهم للجراحة مما يؤدى إلى حدوث بعض المضاعفات
والتى بدورها تزيد من خطورة العملية الجراحية كما أن بعض المرضى يعانون من
أمراض أخرى مزمنة مثل الأمراض الصدرية وأمراض الجهاز العصبى وأمراض الكلى
وكل هذه العوامل تزيد خطورة العمليه لدى المريض عندما يخضع لعملية القلب
المفتوح لاستبدال الصمام الأورطى.
وفى السنوات الأخيرة تم تطوير تقنية جديدة بحيث يمكن تغيير الصمام عند طريق
القسطرة دون الحاجة للعملية الجراحية وبخطورة أقل عند هؤلاء المرضى.
أما عن كيفية إجراء العملية فيتم الكشف على المريض وتحديد مدى الخطورة من
عملية القلب المفتوح كما يتم عمل الأشعة الصوتية والمقطعية والقسطرة
التشخيصية لمعرفة مدى إمكانية عمل الإجراء عن طريق القسطرة . ويكون الإجراء
عن طريق القسطرة من الشريان الفخذى إذا كان المريض لا يعانى من تضييقات فى
الشرايين الطرفية الرئيسية فى الحوض أو الشريان الفخذى.
أما إذا كان يعانى من التضييقات فيتم الإجراء عن طريق فتحة صغيرة فى جدار
الصدر من الجهة اليسرى ثم عن طريق عضلة القلب مباشرة ويقوم بإجراء العملية
فريق طبى مكون من استشارى قلب، استشارى أمراض متخصصة فى القلب للقسطرة
التداخلية، طبيب قلب المناظير، استشارى تخدير ورعاية مركزة واستشارى موجات
صوتية.
وعندما يحدد الفريق الطبى المريض المناسب لهذا الإجراء يتم تخدير المريض
تخديراً كاملا أو تخديراً موضعياً حسب حالة المريض ثم يقوم طبيب المناظير
بتحديد حجم الصمام المناسب للمريض ومن ثم يقوم الطبيب المختص بالقسطرة
التداخلية بإدخال القساطر عن طريق الشريان الفخذى ومن ثم متابعتها بالأشعة
السينية وبالمنظار حتى تصل القلب ويتم توسيع الصمام بالبالون ومن ثم يتم
إدخال الصمام فوق بالون القسطرة ويكون الصمام مصنوعا على شكل دعامة معدنية
وبداخله أنسجة الصمام المصنوعة من الغشاء التامورى المأخوذ من قلوب الأبقار
وبعد ذلك يوضع الصمام على بالون ويدخل ثم ينفخ البالون، ويوضع الصمام مكان
الصمام السابق والتأكد من عمله بشكل صحيح عن طريق المنظار القلبى.
أما إذا كان الإجراء عن طريق الصدر فيقوم جراح القلب بعمل فتحة صغيرة من
الجانب الأيسر من الصدر يقوم استشارى القسطرة بإدخال القسطرة مباشرة إلى
القلب تحت مراقبة الأشعة الصوتية والمنظار وبعد ذلك تتم نفس الإجراءات حتى
وضع الصمام بمكانه الصحيح.
أما عن نتائج الإجراءات محليا وعالميا فهذه التقنية تعتبر حديثة وتحتاج إلى
كفاءة عالية من ناحية التجهيزات وكفاءة الطاقم الطبى . وفى المملكة هناك
ثلاثة مراكز تقوم بهذا الإجراء وأعلى نسبة من الحالات تم عملها بمركز
الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب ونتائج الإجراء ناجحة ومشجعة فى
أوربا وكندا وتم إدخال التقنية حديثاً لأمريكا وذلك بعد أن ثبت جدوى هذه
الإجراء، عن طريق الدراسات العلمية، وقد بينت الدراسات والتى أجريت على
مجموعتين من المرضى يعانون من ضيق شديد بالصمام الأورطى مجموعة تلقت العلاج
الطبى ومجموعة عمل لهم تغيير الصمام بالقسطرة وبعد سنة تبين أن تغيير
الصمام بالقسطرة يقلل نسبة الوفاة بمقدار 60%عن المرضى الذين تلقوا العلاج
الطبى فقط وبسبب النجاح العالمى لهذا الإجراء فإن أعداد المرضى الذين يعمل
لهم إجراء القسطرة فى ازدياد وذلك لارتفاع نسبة النجاح وانخفاض نسبة
الخطورة نتيجة للتطوير الذى حصل للصمام والأجهزة المستخدمة فى إدخاله عن
طريق الشرايين كما أن تمكن الفرق الطبية من هذا الإجراء زاد من نسبة
النجاح، ويتوقع أن يعمل هذا الإجراء لأعداد كبيرة من المرضى الأصغر سنا
ويعمل المركز الآن على إدخال تقنية جديدة فى إصلاح الصمام الميترالى
(التاجى) عن طريق القسطرة دون الحاجة لعملية القلب المفتوح.