..بين الأمس واليوم ..
حيث كنت بالأمس
... حيث ذالك الهدوء والنسيم العليل .. الذي يداعب اوراق الشجر .. تلك
التي تحتضن قطرات الندى .. شرق الشمس أخترق الأفق .. أقتحم نافذة غرفتي
والجو أصبح أكثر دفئا مع أنجلاء الغيوم شيئا فشيئا .. تلك المنازل المتفرقة
تتصاعد منها الأدخنة وتبدأ في التلاشي .. مازال الهدوء يعم المكان ..
وطيور تحلق في السماء .. ترحل لتحمل معها الكثير من الذكريات .. فتحت نوافذ
المنازل تعلن فجرا جديد .. أصبح المكان أكثر ضوضاء .. صرخت من ذلك المنزل
البعيد .. وضحكات تقترب أسعدتني أشعه الشمس وضواحيها الذهبية .. بعثت في
نفسي الدفئ ذالك كان صباحي الهادئ كان ذلك في الأمس ..
اليوم أنا
في وسط مدينه شوارعها تملئها الزحام .. يعمها الصخب والضجة .. ليلها مشابه
لنهارها .. منازلها كثيرة وعيون تفتقد النوم بشده .. أحتاج إلى تلك الراحة
.. التي كنت عليها بالأمس .. أشتقت إلى فجري المميز .. وإلى ضباب يلتف
حولي .. أحتاج إلى ذالك النسيم العليل .. وإلى النظر إلى تلك الأفق البعيدة
.. أحب منظر الجبل حينما تحتضنه الغيوم .. شعورا مختلف وخليطا من
الأحاسيس الغريبه .. ملأ كياني الأختلاف .. واصبحت كالمدينه المشتته .. هذا كان يومي بالأمس ..و اليوم ... !!! .