الإهداء :
إلى صريع القوافي الشاعر محمد أبو القاسم خمار
***
مدخــل
...
خانني الشعر يا صريع القوافي
و رمى بي إلى السنين العجاف
..
لم يدع لي من الكلام قليلا
يطفئ الشوق في جحيم الفيافي
..
لا تلمني أبا لؤيّ فإني
لم أجد غير غصتي و اعترافي
***
أنت أول من قال
حين اعترانا الذهول
أنت أول من جعل الحزن يرحل
يجنح نحو الأفول
أنت لخصت كل أسانا
اختزلت منانا
أعدت الربيع
إلى واجهات الحقول
أنت حين تألمت
لم نلتفت لجراحك
لم نستمع لصراخك
حين انحنيت لنجتاز
ما كان يشغلنا
غير خط الوصول
كنت تنزف
لما وضعت على جرحنا إصبعك
لم نقل لك شكرا
و لم نر وجهك
لم نكتشف أدمعك
كنت يا سيدي
مثل أي رسول
تمضغ الشوك
من أجل أن تستمر الحياة
و من أجل أن تتساوى
لدينا الفصول
نستجير بشعرك
من مبهم القول
من سيئ القول
من عبث الشعراء
نستعيذ به
من شرور السياسة
من سفه الزعماء
أنت أدمنت حب الجزائر
من قبل أن يستفيق الزمان
و من قبل أن يزرع العجب
في رحم اللقطاء
حين لقنتهم حبها
وضعوك على الرف
و استفردوا بالمناصب
و استأثروا بالمكاسب
ما التفتوا للوراء
ويح أمتنا من بغاث قريش
و من خسّّة الطلقاء
يا صريع القوافي
و يا أبسط البسطاء
قد يطول الحديث
و محنتنا قد تطول
غير أنك يا سيدي
سوف تبقي بأوطاننا
آخر الشعراء الفحول