السلام عليكم روحمة الله وبركاته ...
إلى جوار حروفكم .. أحببت ان اطرح هذه القصة التي قد تطول قليلا .. أو ربما جزء منها .. عله يقترب من رفيع ذوقكم .. لكنني أود ان أنوه بأن الحب الذي ستجدونه في القصة ليس كأيامنا هذه .. وقد شارفا على الإرتباط .. أي أنه حب صادق وعفيف ...
بسم الله ...
وتسللت نسمات ربيعية من شَفَةِ النافذة المعلقة على الحائط ، تلك النافذة التي لطالما سهرت وتلك الصغيرة التي لم تتجاوز العشرين عاما تحادثها عن الامها وامالها ، وكأنها صندوق ذكرى او بيت أحزان ٍ أو بحرُ احلام.
مرَّت تلك النسمات على عجل ، وكأنها كانت تريد إلقاء التحية على تلك الجميلة الملقاة على سريرها تعتصر الوسادة وتبكي ، مرَّت وكأنما تريد انتزاع تلك الفاتنة ذات الشعر الأسود من هذيانها ، لكنها لم تكن بتلك القوة ، فبعثرت بعض أوراق كانت على المكتب الصغير ثم فرَّت مسرعة .
إلتفتت لتلك الأوراق المتناثرة أرضاَ ، لكنها سرعان أن عادت تبكي وتقول في بعض هذيان : يا ترى ماذا حصل له ، أسبوع كامل هذا ، لا اتصال ولا خبر ! هل نسيني أم؟! لا لايمكن أن أتصور أن يكون مكروه ما أَلَمَّ بُه .
تعود مرَّة أخرى لهاتفها تبحث بين الأسماء عن اسمه ، ثم تضغط بأصابع مرتجفة على زر الإتصال ، رنّة، تتلوها رَنَّةٌ وأخرى ، يرتفع صوت بكائها وترمي بهاتفها على السرير ، وتجلس منطوية على الأرض كقطة تائهة دون مأوى ، وإذا بصوت ايصدر من الهاتف ... الووو ...
فجأة .. بين ثلاث حروف .. تولد ابتسامة لم تشعر بلذتها إلا الان ...
نعم هذا صوته الذي لطالما داعب نسيج روحها وروى بحيرة قلبها ...
أمسكت الهاتف على عَجَل وكانها أرادت ان تقول له .. يا حبيبي لقد افتقدتك ، لو أنك تعلم كم عذبتني بهذا الغياب طويل الأمد .. لكنها صرخت .. أسبوع كامل يا هذا ولم تتصل بي ، أسبوع كامل !! ماذا حصل ؟ لماذا كان هاتفك مغلقاً طوال الوقت ، هيا أخبرني ولا تخفي عني أي شيئ !
لكنَّ أسألتها تتحطمت بين غلاظة صمته الطويل، لكنها تقطع سكوته قائلة ، إسمع ، غداً ... غدا سيكون لقائنا في متنزه المدينة ستخبرني حينها بكل شيئ ، في تمام الساعة ال12 ظهراً ، لا تتاخر ، فأنا حتى لا أدري كيف سأقضي هذا الوقت كله منتظرة تلك الساعة ...
سأقول لك شيئا : صوتك هو دواء روحي المريضة بحبك ، المتيمة بك ...
حسناً قل لي احبك قبل أن أنهي مكالمتي فأمي تناديني .
لكن الصمت يسيطر من جديد فتقول .. مابالك يا احمد ؟ لماذا لا ترد علي!
لا تتعب قلبي اكثر من هذا ...
لكنه يقطع كلامها الذي يلهب القلوب الباردة بصوته : إسمعي أمل .. انا لن اتي غداً ...
_لن تأتي ؟ لماذا ما بالك !!
_ عزيزتي .. هناك امر لا تعرفينه
_ لا اعرفه .. كيف ذلك .. وأنا ظلك كما قلت سابقا ..!!
_ حسنا اسمعي : أتذكرين تلك الفتاة ذات الشعر الأسود التي رأيتني يوماً معها (مرام) !!
_ نعم أتذكرها .. وقد قلت لي بأنها زميلتك في العمل ، وقد كنتما في مهمة خاصة ..
_ نعم قلت لك ذلك .. لكنها لم تكن الحقيقة ...
_ ماذا كذبت !!
_ اسمعيني .. لم تكن زميلتي .. ولم نكن في مهمة خاصة .. أنا وهي .. نحن كنا مخطوبان ...
_ مخطوبان .. كيف يا احمد !! وقد وعدتني يوماً بأن أحداً لن يجلس في قلبك من نساء العالم غيري !! لماذا كذبت
*وتبدأ نوبة من البكاء لم تعهد مثلها أبداً لم تنته إلا بصوته المستنكر
_ أنا لم أكذب ...
_لم تكذب !! وقد جلست تلك المحروسة في قلبك .. وقريبا في بيتك !!! لماذا فعلت هذا ، ماذا فعلت لك لكي تفعل بي هذا ؟ هل أجرمت عندما احببتك د الجنون ؟ فصار الجنون صديقا احادثه عنك؟!
_ صدقيني يا صغيرتي .. كنت مجبرا
_ مجبراً !!مجبرا على ماذا ! على أن ...
_ لكنه يصرخ .. استمعي لي يا امل ولا تقاطعيني رجاءاً ، يكفيني ما انا به ... تلك الفتاة هي ابنة خالتي ، وقد أستشهد والدها منذ ستة أشهر .. وامها لم تفق منذ تلك الحادث .. وهي بالعناية المركزة .. وقد تفقد حياتها بين لحظة واخرى .. لذلك أخذ عمي بالارد يطالب بأن تترك القدس .. وتترك ذاك البيت الذي عاشر القدس في كل الأزمنة .. يريد أن يبيع بيت اجدادنا .. وانت تعلمين يا صغيرتي بأن القدس لا ينقصها مزيد من التهويد .. لذلك اجبرتني امي على ان اخطبها .. وقبل خمسة أيام .. كان زفافنا ...
.
.
.
.
( إن نالت حروفي القبول ... سأضع لكم جزءا اخر )
تحياتي ...
إلى جوار حروفكم .. أحببت ان اطرح هذه القصة التي قد تطول قليلا .. أو ربما جزء منها .. عله يقترب من رفيع ذوقكم .. لكنني أود ان أنوه بأن الحب الذي ستجدونه في القصة ليس كأيامنا هذه .. وقد شارفا على الإرتباط .. أي أنه حب صادق وعفيف ...
بسم الله ...
وتسللت نسمات ربيعية من شَفَةِ النافذة المعلقة على الحائط ، تلك النافذة التي لطالما سهرت وتلك الصغيرة التي لم تتجاوز العشرين عاما تحادثها عن الامها وامالها ، وكأنها صندوق ذكرى او بيت أحزان ٍ أو بحرُ احلام.
مرَّت تلك النسمات على عجل ، وكأنها كانت تريد إلقاء التحية على تلك الجميلة الملقاة على سريرها تعتصر الوسادة وتبكي ، مرَّت وكأنما تريد انتزاع تلك الفاتنة ذات الشعر الأسود من هذيانها ، لكنها لم تكن بتلك القوة ، فبعثرت بعض أوراق كانت على المكتب الصغير ثم فرَّت مسرعة .
إلتفتت لتلك الأوراق المتناثرة أرضاَ ، لكنها سرعان أن عادت تبكي وتقول في بعض هذيان : يا ترى ماذا حصل له ، أسبوع كامل هذا ، لا اتصال ولا خبر ! هل نسيني أم؟! لا لايمكن أن أتصور أن يكون مكروه ما أَلَمَّ بُه .
تعود مرَّة أخرى لهاتفها تبحث بين الأسماء عن اسمه ، ثم تضغط بأصابع مرتجفة على زر الإتصال ، رنّة، تتلوها رَنَّةٌ وأخرى ، يرتفع صوت بكائها وترمي بهاتفها على السرير ، وتجلس منطوية على الأرض كقطة تائهة دون مأوى ، وإذا بصوت ايصدر من الهاتف ... الووو ...
فجأة .. بين ثلاث حروف .. تولد ابتسامة لم تشعر بلذتها إلا الان ...
نعم هذا صوته الذي لطالما داعب نسيج روحها وروى بحيرة قلبها ...
أمسكت الهاتف على عَجَل وكانها أرادت ان تقول له .. يا حبيبي لقد افتقدتك ، لو أنك تعلم كم عذبتني بهذا الغياب طويل الأمد .. لكنها صرخت .. أسبوع كامل يا هذا ولم تتصل بي ، أسبوع كامل !! ماذا حصل ؟ لماذا كان هاتفك مغلقاً طوال الوقت ، هيا أخبرني ولا تخفي عني أي شيئ !
لكنَّ أسألتها تتحطمت بين غلاظة صمته الطويل، لكنها تقطع سكوته قائلة ، إسمع ، غداً ... غدا سيكون لقائنا في متنزه المدينة ستخبرني حينها بكل شيئ ، في تمام الساعة ال12 ظهراً ، لا تتاخر ، فأنا حتى لا أدري كيف سأقضي هذا الوقت كله منتظرة تلك الساعة ...
سأقول لك شيئا : صوتك هو دواء روحي المريضة بحبك ، المتيمة بك ...
حسناً قل لي احبك قبل أن أنهي مكالمتي فأمي تناديني .
لكن الصمت يسيطر من جديد فتقول .. مابالك يا احمد ؟ لماذا لا ترد علي!
لا تتعب قلبي اكثر من هذا ...
لكنه يقطع كلامها الذي يلهب القلوب الباردة بصوته : إسمعي أمل .. انا لن اتي غداً ...
_لن تأتي ؟ لماذا ما بالك !!
_ عزيزتي .. هناك امر لا تعرفينه
_ لا اعرفه .. كيف ذلك .. وأنا ظلك كما قلت سابقا ..!!
_ حسنا اسمعي : أتذكرين تلك الفتاة ذات الشعر الأسود التي رأيتني يوماً معها (مرام) !!
_ نعم أتذكرها .. وقد قلت لي بأنها زميلتك في العمل ، وقد كنتما في مهمة خاصة ..
_ نعم قلت لك ذلك .. لكنها لم تكن الحقيقة ...
_ ماذا كذبت !!
_ اسمعيني .. لم تكن زميلتي .. ولم نكن في مهمة خاصة .. أنا وهي .. نحن كنا مخطوبان ...
_ مخطوبان .. كيف يا احمد !! وقد وعدتني يوماً بأن أحداً لن يجلس في قلبك من نساء العالم غيري !! لماذا كذبت
*وتبدأ نوبة من البكاء لم تعهد مثلها أبداً لم تنته إلا بصوته المستنكر
_ أنا لم أكذب ...
_لم تكذب !! وقد جلست تلك المحروسة في قلبك .. وقريبا في بيتك !!! لماذا فعلت هذا ، ماذا فعلت لك لكي تفعل بي هذا ؟ هل أجرمت عندما احببتك د الجنون ؟ فصار الجنون صديقا احادثه عنك؟!
_ صدقيني يا صغيرتي .. كنت مجبرا
_ مجبراً !!مجبرا على ماذا ! على أن ...
_ لكنه يصرخ .. استمعي لي يا امل ولا تقاطعيني رجاءاً ، يكفيني ما انا به ... تلك الفتاة هي ابنة خالتي ، وقد أستشهد والدها منذ ستة أشهر .. وامها لم تفق منذ تلك الحادث .. وهي بالعناية المركزة .. وقد تفقد حياتها بين لحظة واخرى .. لذلك أخذ عمي بالارد يطالب بأن تترك القدس .. وتترك ذاك البيت الذي عاشر القدس في كل الأزمنة .. يريد أن يبيع بيت اجدادنا .. وانت تعلمين يا صغيرتي بأن القدس لا ينقصها مزيد من التهويد .. لذلك اجبرتني امي على ان اخطبها .. وقبل خمسة أيام .. كان زفافنا ...
.
.
.
.
( إن نالت حروفي القبول ... سأضع لكم جزءا اخر )
تحياتي ...