ما ضاء لي نهار ولا دجا ليل مذ فارقتك ..إلا وجدت الشوق إليك قد خز كبدي ، والأسف عليك قد أسقط في يدي والنزاع نحوك قد خان جلدي ، فأنا بين حشا خافقة ودمعة مهراقة ونفس قد ذبلت بما تجاهد ، وجوانح قد أبلت بما تكابد ، وذكرت وأنا على فراش الارتماض ممنوع من لذة الإغماض قول بشار :
إذا هتف القمري نازعني الهوى : بشوق فلم أملك دموعي من الوجد
أبى الله إلا أن يفرق بيننا : وكنا كماء المزن شيب مع الشهد
لقد كان ما بيني زمان وبينها : كما كان بين المسك والعنبر الورد
فانتظم وصف ما كنا نتعاشر عليه ، ونجري في مودتنا إليه في شعره هذا ، وذكرت أيضاً ما رماني به الدهر من فرقة أعزائي من إخواني اللذين أنت أعزهم ، ويمتحنني بما نأى من أحبائي وخلصاني اللذين أنت أحبهم وأخلصهم ، ويجرعنيه من مرارة نأيهم وبعد لقائهم ، وسألت الله أن يقرن آيات سروري بالقرب منك ، ولين عيشي بسرعة أوبتك ، وقلت أبياتاً تقصر صفة وجدي وكنه ما يتضمنه قلبي وهي :
بخدي من قطر الدموع ندوب : وبالقلب مني مذ نأيت وجيب
ولي نفس حتى الدجى يصدع الحشا : ورجع حنين للفؤاد مذيب
ولي شاهد من ضر نفسي وسقمه : يخبر عني أنيني لكئيب
كأني لم أفجع بفرقة صاحب : ولا غاب عن عيني سواك حبيب
------------
( الجاحظ ، في رسالة وجهها لـ إبراهيم بن المدبر حين غاب عنه لثلاث أيام ! )
إذا هتف القمري نازعني الهوى : بشوق فلم أملك دموعي من الوجد
أبى الله إلا أن يفرق بيننا : وكنا كماء المزن شيب مع الشهد
لقد كان ما بيني زمان وبينها : كما كان بين المسك والعنبر الورد
فانتظم وصف ما كنا نتعاشر عليه ، ونجري في مودتنا إليه في شعره هذا ، وذكرت أيضاً ما رماني به الدهر من فرقة أعزائي من إخواني اللذين أنت أعزهم ، ويمتحنني بما نأى من أحبائي وخلصاني اللذين أنت أحبهم وأخلصهم ، ويجرعنيه من مرارة نأيهم وبعد لقائهم ، وسألت الله أن يقرن آيات سروري بالقرب منك ، ولين عيشي بسرعة أوبتك ، وقلت أبياتاً تقصر صفة وجدي وكنه ما يتضمنه قلبي وهي :
بخدي من قطر الدموع ندوب : وبالقلب مني مذ نأيت وجيب
ولي نفس حتى الدجى يصدع الحشا : ورجع حنين للفؤاد مذيب
ولي شاهد من ضر نفسي وسقمه : يخبر عني أنيني لكئيب
كأني لم أفجع بفرقة صاحب : ولا غاب عن عيني سواك حبيب
------------
( الجاحظ ، في رسالة وجهها لـ إبراهيم بن المدبر حين غاب عنه لثلاث أيام ! )