السلآم عليكم
سأعود بكم قليلاً إلى أرشيفي و أنتقي لكم أحد قصائدي عن فلسطين، أتمنى أن تروقكم.
يا مجلس الأمن اتخذتك قاضيا .. ورفعت صوتي بالشكاية عاليا
ارجوا العدالة ان تبث في قضيتي .. و بأن ترى الرأي السديد بحاليا
ماذا تريد بني إنك قاصرٌ .. هلا تكلف بالقضية واليا
فامورنا جد و ليست لعبة .. حتى يناقشها صبياً لاهيا
لا سيدي إن الشكاية تخصني .. والصبر أصبح يستحيل بقلبيا
فالغم فيه تتابعت صدماته .. إذ عوضت أحزانه أفراحيا
أما الولي فلا ولي كما ترى .. فأبي قضى و الموت نادى أميا
و توالت الأحداث تحصد جمعنا .. حتى مضى في لحظة أعماميا
و شكوت ضرّي للجميع فلم أجد .. أذنا ولا قلبا لقولي صاغيا
قل يا بني لنسمع ماذا جرى .. من ذا تجرأ فاستحالك باكيا
أنا من بني حيفا أتيت إليكموا .. أشكوا لكم و النوم غادر عينيا
انا من فلسطين التي ما أغضمت .. و الكل أمسى في رباها صاحيا
أنا من بني عرق العراق أتدركوا .. أن العدا قد قتلوا أجداديا
أنا صامد ضد الغزاة و إن طغوا .. حتى و إن دكّ العدا بغداديا
أنا في سجل الدهر وصمةُ عاركم .. شتيلا فيهما برهانيا
و سرا يقول من ذا يداري جرحها .. و مصيرها و القلب ينزف داميا
و جنيننا بحنين تبكي أمهُ .. ماذا جنيت لتخرجوا أمعائيا
و اليوم في أرض سوريا مجازرٌ .. توحي بأن الظلم أصبح عاديا
و الحال يشهداننا في غابـة .. العدل في أرجائها بك لاغيا
استغفر الله العظيم لقولتي .. فنظام وحش الغابة بساحيا
الوحش في غاباتهم لا يجمعوا ..أمراً على طير تألم شاكيا
أنا ما سمعت بغابة هجم النمور .. بها على ضبي تخلق قاصيا
و لإن جرت سنن الإلاه بغابة .. فلأجل قوت الوحش يغدو عاتيا
و لإن طغى حوت البحار بقاعها .. هو عندما يقتات يغدو حانيا
لكن وحش الإنس ليس بشابع .. سيما إذا كان الطريدة إنسيا
فمكش أنيابه يرجوا دماً .. غول تراه من التحضر خالياً
و مجردٌ من جنس إنسانٍ ترى .. في عينيه وحشاً يزمجر ضارياً
و الكل تحت قيادة لحضارةٍ .. في كنفها أعجاز نخلٍ خاوياً
ربانها لجوامس وحشيةٍ .. ما انفك بالأمس القريبة راعياً
و اليوم قادَ جوامساً انسية .. ما ركزت في قصفها العشوائيا
قصفت حضارات الزمان بأسرها .. لما أطاحت رمزها بغداديا
يا معشر العرب انظروا في أمركم .. و دعوا شقاقا أو كلاماً لاغيا
فالسيل قد بلغ الزبا هل تنكروا .. أن العدا قد قتلوا أحبابيا
فعدوكم في الشرق ليس بِمُغْمِضٍ .. و عدوكم في الغرب يهتف صاحياً
أين اختفى عمر الغيور لدينه .. ماذا أضاع بربكم عُثمانيا
صديقنا أين اختفت آثاره .. أين الذي ورث الحسام الغاليا
و اين الوليد المرتجى من لي بهِ .. من لي بعقبة فاتحا لا غازيا
و هل العدَا تنسى طوارق طارقٍ .. و بسالة النسر المحلق عاليا
غدا بقلة جنده في جندهم .. يخطوا على رأس الأسنة حافيا
و يحقق النصر العجيب لقائدٍ .. متشبع بعقيدة اسلاميا
و صلاحنا من لي بشدة بأسهِ .. فأقبل اليمنى و اخضعُ جاتيا
لم لا و قد خضعت له أفذادهم .. فهوى الصليب و غارت النصرانيا
يا سادتي عقمت نساءُ زماننا .. و تعقدت أصلابنا المتواهيا
أن تاتنا بشبيههم أو ندّهم .. بمخلص للأمة الإسلاميا
يا قوم ماذا همني من جمعكُم .. إن لم يكن في جمعكم إنقاذيا
ماذا جنينا بانفاق لسانِكم .. إن كان في القلب التقلب طاغيا
ما ريحنا من وحدة في صفكُم .. و الصدر من حقدٍ تغيظ قاسيا
يا رب جمِّع شمل أمة محمدٍ .. فلسان حاله رب لمَّ شتاتيا
و ازح عن العين الغشاوة كي نرى .. ما بيتوه لأمتي أعدائيا
و نرى الحقيقة كلها و نقيضها .. و النصر يثني ثم يقبل آتيا
و يذوق أعداءُ الإلاهِ هزيمةً .. تُروي الغليل و يشتفى به حاليا
