ديوان الشاعر : البحتري
أيّها الطّالبُ الطّويلُ عَنَاؤهُ، | تَرْتَجي شأوَ مَنْ يَفُوتُكَ شاؤهْ |
دونَ إدْرَاكِ أحْمَدَ بنِ سُلَيْمَا | نَ عُلُوٌّ، يُعْيي الرّجالَ ارْتِقاؤهْ |
مَا قَصَدْنَاهُ للتّفَضّلِ، إلاّ | أعْشَبَتْ أرْضُهُ، وصَابتْ سَماؤهْ |
حَسَنُ العَقلِ وَالرّوَاءِ، وكم دَلّ | على سُؤدَدِ الشّرِيفِ رُوَاؤهْ |
مَاءُ وَجْهٍ، إذا تَبَلّجَ أعْطَا | كَ أماناً مِنْ نَبوَةِ الدّهرِ مَاؤهْ |
يَتَجلى ضِيَاؤهُ، فيُجَلّي | ظُلمَةَ الحادثِ المُضِبّ ضِياؤهْ |
قَدْ وجَدْنَاهُ مُفضِلاً، فحَطَطنا | حيثُ لا يكذِبُ المُرَجّى رَجَاؤهْ |
وَهَزَزْنَاهُ للفَعَالِ، فأبْدَى، | جوْهرَ الصّارِمِ الحُسامِ، انتضَاؤهْ |
بأبي أنتَ، كَمْ تُرَامي بأمِري | خِلفةَ الدهرِ، صُبحُهُ وَمَساؤهْ |
وَإلَيْكَ، النّجَاحُ، فيما يُعَاني | آمِلٌ قدْ تَطاوَلَ استِبطاؤهْ |
قَد تَبَدّأتَ مُنْعِماً وكَرِيمُ الـ | ـقَوْمِ مَنْ يَسبِقُ السّؤالَ ابتداؤهْ |
فامضِ قُدْماً، فما يُرَادُ مِنَ السّيـ | ـفِ غَداةَ الهَيجَاءِ إلاّ مَضَاؤهْ |