إذا أصيب الإنسان بالسحر واستعمل الرقية ، فهل
يمكن أن يحدث أنه أثناء قراءة القرآن يرى الشخص المصاب من قام بسحره وكيف
فعل هذا ؟ الناس تقول إن ما يراه الشخص المصاب أثناء الرؤية قد يكون
صحيحاً وقد يكون خطأ ، ويقولون بأن المصاب إذا اتهم شخصاً آخر فيجب عليه
أن يتوب لأنه اتهم شخصاً بريئاً ، فهل كلام هؤلاء الناس صحيح ؟.
الحمد لله
ما قاله لك الناس صحيح من أن رؤية المصاب لمن أصابه بعين أو سحر
قد لا يكون صحيحا ، ولا يجوز أن يُتهم البريء بأنه قام بسحرٍ لهذا المصاب ، وما
يراه المصاب أثناء الرقية لا يمكن أن يُجزم بأنه صحيح ، بل الأكثر والأغلب أنه
تخييل من الشيطان لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس ، فلا ينبغي الالتفات إليه ،
إلا أن عدم الاعتداد به شرعا لا يمنع الإنسان من أخذ حيطته وحذره ممن قد يخشى منهم
أذى من سحر أو عين أو غيره من دون أن يتضمن ذلك اتهاما لأحد بلا بينة شرعية أو
يترتب عليه عداء له .
وخطورة هذا الاتهام أنه قد يكون اتهاما بالكفر ، وليس فقط اتهاما
بإيقاع الضرر ، وذلك أن الساحر إما أن يكون كافراً ، وإما أن يكون مجرماً فاجراً ،
ويختلف حكمه لاختلاف طريقة قيامه بالسحر .
قال الشيخ ابن عثيمين – في شرح حديث " اجتنبوا السبع الموبقات :
الشرك بالله ، والسحر ، ... " :
قوله : " والسحر " ، أي : من الموبقات ، وظاهر كلام النبي صلى
الله عليه وسلم أنه لا فرق بين أن يكون ذلك بواسطة الشياطين أو بواسطة الأدوية
والعقاقير .
لأنه إن كان بواسطة الشياطين ، فالذي لا يأتي إلا بالإشراك بهم :
فهو داخل في الشرك بالله .
وإن كان دون ذلك : فهو أيضاً جرم عظيم ؛ لأن السحر من أعظم ما
يكون في الجناية على بني آدم ، فهو يفسد على المسحور أمر دينه ودنياه ، ويقلقه
فيصبح كالبهائم ، بل أسوأ من ذلك ؛ لأن البهيمة خلقت هكذا على طبيعتها ، أما الآدمي
: فإنه إذا صرف عن طبيعته وفطرته لحقه من الضيق والقلق ما لا يعلمه إلا رب العباد ،
ولهذا كان السحر يلي الشرك بالله - عز وجل - . " القول المفيد شرح كتاب
التوحيد " ( 2 / 287 ) .
يمكن أن يحدث أنه أثناء قراءة القرآن يرى الشخص المصاب من قام بسحره وكيف
فعل هذا ؟ الناس تقول إن ما يراه الشخص المصاب أثناء الرؤية قد يكون
صحيحاً وقد يكون خطأ ، ويقولون بأن المصاب إذا اتهم شخصاً آخر فيجب عليه
أن يتوب لأنه اتهم شخصاً بريئاً ، فهل كلام هؤلاء الناس صحيح ؟.
الحمد لله
ما قاله لك الناس صحيح من أن رؤية المصاب لمن أصابه بعين أو سحر
قد لا يكون صحيحا ، ولا يجوز أن يُتهم البريء بأنه قام بسحرٍ لهذا المصاب ، وما
يراه المصاب أثناء الرقية لا يمكن أن يُجزم بأنه صحيح ، بل الأكثر والأغلب أنه
تخييل من الشيطان لإيقاع العداوة والبغضاء بين الناس ، فلا ينبغي الالتفات إليه ،
إلا أن عدم الاعتداد به شرعا لا يمنع الإنسان من أخذ حيطته وحذره ممن قد يخشى منهم
أذى من سحر أو عين أو غيره من دون أن يتضمن ذلك اتهاما لأحد بلا بينة شرعية أو
يترتب عليه عداء له .
وخطورة هذا الاتهام أنه قد يكون اتهاما بالكفر ، وليس فقط اتهاما
بإيقاع الضرر ، وذلك أن الساحر إما أن يكون كافراً ، وإما أن يكون مجرماً فاجراً ،
ويختلف حكمه لاختلاف طريقة قيامه بالسحر .
قال الشيخ ابن عثيمين – في شرح حديث " اجتنبوا السبع الموبقات :
الشرك بالله ، والسحر ، ... " :
قوله : " والسحر " ، أي : من الموبقات ، وظاهر كلام النبي صلى
الله عليه وسلم أنه لا فرق بين أن يكون ذلك بواسطة الشياطين أو بواسطة الأدوية
والعقاقير .
لأنه إن كان بواسطة الشياطين ، فالذي لا يأتي إلا بالإشراك بهم :
فهو داخل في الشرك بالله .
وإن كان دون ذلك : فهو أيضاً جرم عظيم ؛ لأن السحر من أعظم ما
يكون في الجناية على بني آدم ، فهو يفسد على المسحور أمر دينه ودنياه ، ويقلقه
فيصبح كالبهائم ، بل أسوأ من ذلك ؛ لأن البهيمة خلقت هكذا على طبيعتها ، أما الآدمي
: فإنه إذا صرف عن طبيعته وفطرته لحقه من الضيق والقلق ما لا يعلمه إلا رب العباد ،
ولهذا كان السحر يلي الشرك بالله - عز وجل - . " القول المفيد شرح كتاب
التوحيد " ( 2 / 287 ) .