يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (أنا وكافل
اليتيم كهاتين) سألت في المسجد عن المحتاجين من الأيتام وعلمت أن هناك من
هم أشد فقراً وحاجةً من الأيتام : إنهم فقراء المسنين ، فمنهم الذين لا
يملكون قوت غدهم على الأكثر ، ومنهم الذي فقد صحته وربما نظره ، ولا عائل
لهم ، إنهم أيضا أيتام ولكن أيتام الأبناء والعائل ، وحزنت على حالهم
وأمنيتي جوار الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقلبي حزين لهؤلاء المساكين
(المسنين المنسيين ) خصوصاً وإن الأيتام يهتم بهم كثير من الناس ، ما العمل
جزاكم الله كل الخير؟
الحمد لله
كفالة المسنين وإزالة الضرر عنهم أحد فروض الكفاية ، فيجب أن يوفر لهم عيش كريم ،
وتجب لهم حقوق الإنسان كاملة موفرة ، ولا شك أن في القيام بذلك ابتغاء مرضاة الله
خيراً كثيراً ، فما تنفقه من مال في سبيل رعايتهم مكتوب مضاعف إن شاء الله ، قال
الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ
حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
البقرة/261.
ثم إن في عملك هذا تفريجا للكرب ، وتنفيساً للشدائد ، وعوناً للأخ المسلم ، وقد رغب
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيما ترغيب حين قال : (مَنْ نَفَّسَ عَنْ
مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ
كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ
عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ
فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم (4867)
.
ولا شك أن ثواب كفالة اليتيم عظيمة ، ولكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يقدم بصدقته من
هو أشد فقراً وحاجة ، وقد يكون اليتيم له مال ينفق منه ، أو له من ينفق عليه من
الأغنياء ، فيكون غيره الذي لا مال له ، ولا أحد ينفق عليه أولى بالصدقة عليه
ومعاونته ، ويكون أكثر ثواباً إن شاء الله من ثواب الإنفاق على اليتيم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – بعد ما ذكر أهل الزكاة الثمانية :
"فإن قيل : أيها أولى أن تصرف فيه الزكاة من هذه الأصناف الثمانية ؟
قلنا : إن الأولى من كانت الحاجة إليه أشد ، لأن كل هؤلاء استحقوا الوصف ، فمن كان
أشد إلحاحاً وحاجة فهو أولى ، والغالب أن الأشد هم الفقراء والمساكين ، لهذا بدأ
الله تعالى بهم فقال : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ)
التوبة/60 " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (18/339)
.
والله أعلم .
اليتيم كهاتين) سألت في المسجد عن المحتاجين من الأيتام وعلمت أن هناك من
هم أشد فقراً وحاجةً من الأيتام : إنهم فقراء المسنين ، فمنهم الذين لا
يملكون قوت غدهم على الأكثر ، ومنهم الذي فقد صحته وربما نظره ، ولا عائل
لهم ، إنهم أيضا أيتام ولكن أيتام الأبناء والعائل ، وحزنت على حالهم
وأمنيتي جوار الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقلبي حزين لهؤلاء المساكين
(المسنين المنسيين ) خصوصاً وإن الأيتام يهتم بهم كثير من الناس ، ما العمل
جزاكم الله كل الخير؟
الحمد لله
كفالة المسنين وإزالة الضرر عنهم أحد فروض الكفاية ، فيجب أن يوفر لهم عيش كريم ،
وتجب لهم حقوق الإنسان كاملة موفرة ، ولا شك أن في القيام بذلك ابتغاء مرضاة الله
خيراً كثيراً ، فما تنفقه من مال في سبيل رعايتهم مكتوب مضاعف إن شاء الله ، قال
الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ
حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
البقرة/261.
ثم إن في عملك هذا تفريجا للكرب ، وتنفيساً للشدائد ، وعوناً للأخ المسلم ، وقد رغب
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيما ترغيب حين قال : (مَنْ نَفَّسَ عَنْ
مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ
كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ
عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ
فِي عَوْنِ أَخِيهِ ) رواه مسلم (4867)
.
ولا شك أن ثواب كفالة اليتيم عظيمة ، ولكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يقدم بصدقته من
هو أشد فقراً وحاجة ، وقد يكون اليتيم له مال ينفق منه ، أو له من ينفق عليه من
الأغنياء ، فيكون غيره الذي لا مال له ، ولا أحد ينفق عليه أولى بالصدقة عليه
ومعاونته ، ويكون أكثر ثواباً إن شاء الله من ثواب الإنفاق على اليتيم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – بعد ما ذكر أهل الزكاة الثمانية :
"فإن قيل : أيها أولى أن تصرف فيه الزكاة من هذه الأصناف الثمانية ؟
قلنا : إن الأولى من كانت الحاجة إليه أشد ، لأن كل هؤلاء استحقوا الوصف ، فمن كان
أشد إلحاحاً وحاجة فهو أولى ، والغالب أن الأشد هم الفقراء والمساكين ، لهذا بدأ
الله تعالى بهم فقال : (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ)
التوبة/60 " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (18/339)
.
والله أعلم .