هل صحيح بأن الغارق في البحر يقبض روحه الله تعالى ، وتسقط جميع ديونه بذلك ؟
الحمد لله
ميتة الغرق شهادة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الشُّهَدَاءُ
خَمْسَةٌ : الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِيقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ،
وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
رواه البخاري (2829) ومسلم ( 1914)
فيرجى لمن مات غريقا في سفر طاعة أن يكتب الله سبحانه وتعالى له أجر الشهادة .
لكن ، ليعلم ـ أولا ـ أن هؤلاء الشهداء ليسوا على مرتبة واحدة في الأجر .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء ، ويدل عليه ما روى أحمد وابن
حبان في صحيحه من حديث جابر ، والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن جحش ،
وابن ماجه من حديث عمرو بن عتبة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سئل أي الجهاد
أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه . وروى الحسن بن علي الجلواني في ( كتاب
المعرفة ) له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال : " كل موتة يموت بها المسلم فهو
شهيد غير أن الشهادة تتفاضل " انتهى.
"فتح الباري" (6/44)
وليس من أجر الشهادة العفو عن حقوق العباد ، فهذه لا تسقط إلا بعفو أصحابها ، وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهيد المعركة : ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ
ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ) رواه مسلم (1886) .
فإذا كان الشهيد حقا ، في الدنيا والآخرة ، لا يغفر له الدين ، فمن باب أولى ألا
يغفر لشهيد الغرق ديونه ، وهو أقل درجة من الشهيد في سبيل الله، وفي هذا تحذير شديد
من خطورة أمر الدين على المسلم في الآخرة .
وانظر جواب السؤال رقم : (3095)
، (36830)
وأما أن الله تعالى هو الذي يقبض روحه ، فهذا لا أصل له ، بل هو باطل مخالف لما دل
عليه الكتاب والسنة من أن ملك الموت ، وأعوانه من الملائكة ، هم الموكلون بقبض
أرواح العباد .
قال الله تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) السجدة /11
وقال تعالى : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا
يُفَرِّطُونَ ) الأنعام /61
قال ابن عباس وغيره : " لملك الموت أعوان من الملائكة ، يخرجون الروح من الجسد ،
فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم " اهـ تفسير ابن كثير (3/267) .
ولفظ الآية عام ( إذا جاء أحدكم ) ، لم يصح شيء في خروج أحد من عمومه ، بل أدلة
الكتاب والسنة موافقة له ، غير مخالفة .
والأحاديث في قبض الملك الموت أرواح العباد كثيرة معروفة .
والله أعلم .
الحمد لله
ميتة الغرق شهادة ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الشُّهَدَاءُ
خَمْسَةٌ : الْمَطْعُونُ ، وَالْمَبْطُونُ ، وَالْغَرِيقُ ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ ،
وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
رواه البخاري (2829) ومسلم ( 1914)
فيرجى لمن مات غريقا في سفر طاعة أن يكتب الله سبحانه وتعالى له أجر الشهادة .
لكن ، ليعلم ـ أولا ـ أن هؤلاء الشهداء ليسوا على مرتبة واحدة في الأجر .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" والذي يظهر أن المذكورين ليسوا في المرتبة سواء ، ويدل عليه ما روى أحمد وابن
حبان في صحيحه من حديث جابر ، والدارمي وأحمد والطحاوي من حديث عبد الله بن جحش ،
وابن ماجه من حديث عمرو بن عتبة : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، سئل أي الجهاد
أفضل ؟ قال : من عقر جواده وأهريق دمه . وروى الحسن بن علي الجلواني في ( كتاب
المعرفة ) له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال : " كل موتة يموت بها المسلم فهو
شهيد غير أن الشهادة تتفاضل " انتهى.
"فتح الباري" (6/44)
وليس من أجر الشهادة العفو عن حقوق العباد ، فهذه لا تسقط إلا بعفو أصحابها ، وقد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهيد المعركة : ( يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ
ذَنْبٍ إِلَّا الدَّيْنَ ) رواه مسلم (1886) .
فإذا كان الشهيد حقا ، في الدنيا والآخرة ، لا يغفر له الدين ، فمن باب أولى ألا
يغفر لشهيد الغرق ديونه ، وهو أقل درجة من الشهيد في سبيل الله، وفي هذا تحذير شديد
من خطورة أمر الدين على المسلم في الآخرة .
وانظر جواب السؤال رقم : (3095)
، (36830)
وأما أن الله تعالى هو الذي يقبض روحه ، فهذا لا أصل له ، بل هو باطل مخالف لما دل
عليه الكتاب والسنة من أن ملك الموت ، وأعوانه من الملائكة ، هم الموكلون بقبض
أرواح العباد .
قال الله تعالى : (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ
ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) السجدة /11
وقال تعالى : ( وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا
يُفَرِّطُونَ ) الأنعام /61
قال ابن عباس وغيره : " لملك الموت أعوان من الملائكة ، يخرجون الروح من الجسد ،
فيقبضها ملك الموت إذا انتهت إلى الحلقوم " اهـ تفسير ابن كثير (3/267) .
ولفظ الآية عام ( إذا جاء أحدكم ) ، لم يصح شيء في خروج أحد من عمومه ، بل أدلة
الكتاب والسنة موافقة له ، غير مخالفة .
والأحاديث في قبض الملك الموت أرواح العباد كثيرة معروفة .
والله أعلم .