السؤال:
ما حكم هجر القرآن ، وكم من الوقت حتى يعتبر الفرد هاجرا للقرآن ؛ لأني سمعت أحد الإخوان يقول ثلاثة أيام ؟ جزاكم الله كل خير .
الجواب :
الحمد لله
قراءة القرآن من أفضل القربات عند الله عز وجل ، لما فيها من التقرب إليه سبحانه
بكلامه الذي أنزله هداية للبشرية إلى سعادة الدنيا والآخرة ، ولذلك وردت أدلة كثيرة
تحث على تلاوة القرآن الكريم ، وتبين الأجر العظيم الذي يناله القارئ والحافظ ، وفي
موقعنا الكثير من الفتاوى التي تقرر ذلك ، يمكن مراجعتها في قسم (
فضائل القرآن )
قال ابن رجب رحمه الله :
" ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل : كثرة تلاوة القرآن
وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم .
قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء
هو أحب إليه من كلامه .
وفي " الترمذي " عن أبي أمامة مرفوعا : ( ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه
) يعني القرآن – رواه الترمذي (2911) وقال : حديث غريب ، وضعفه الألباني -.
لا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ، فهو لذة قلوبهم ، وغاية مطلوبهم .
قال عثمان : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
وقال ابن مسعود : من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله .
قال بعض العارفين لمريد : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ، فقال : واغوثاه بالله ! مريد
لا يحفظ القرآن !! فبم يتنعم ؟! فبم يترنم ؟! فبم يناجي ربه عز وجل " انتهى من "
جامع العلوم والحكم " (ص/364) .
غير أن ذلك لا يعني وجوب تلاوة القرآن في كل وقت وحين
، ولا يلزم منه القول بأن مَن لم يقرأ مِن القرآن شيئا مدة معينة ، أنه مستحق للإثم
والعقوبة ، وذلك لسببين :
1- ليس في الكتاب والسنة ما يدل على أن قراءة القرآن الكريم فرض واجب على كل مسلم
في كل ثلاثة أيام أو في كل شهر ، وما ورد من بيان فضيلة الإكثار من التلاوة لا يدل
على الوجوب كما هو معلوم في علوم الدلالات في أصول الفقه .
2- ولم نجد في كلام أهل العلم من الفقهاء والمفسرين والمحدثين والشراح من ينص منهم
على فرضية تلاوة القرآن على كل مسلم ومسلمة ، وأنه من لم يفعل ذلك – خلال مدة محددة
– فقد ناله من الإثم نصيب ، وإنما نصوا على كراهة تفريط القارئ في شأن تلاوته وختمه
حتى يمر عليه أكثر من شهر ، أو أكثر من أربعين يوما ، وهو لم يختم القرآن .
التأخر في ختم القرآن .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن
يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون
به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له "
انتهى من " المغني " (1/459)، وانظر : " الموسوعة الفقهية " (33/58-59) .
وبعضهم صرح بأن التشديد في هذا الباب إنما هو في حق الحافظ للقرآن ، لأنه يخشى عليه
أن يضيع ما معه إذا فرط في تلاوته وختمه .
قال ابن عابدين رحمه الله :
" ينبغي لحافظ القرآن في كل أربعين يوما أن يختم مرة " انتهى من" الدر المختار "
(6/757) .
لكننا مع ذلك يقال: إن من غير اللائق بالمسلم - الذي أكرمه الله بهذا الدين العظيم
وأنزل إليه مكرمة إلهية فيها الهداية والنور - أن يخلي أيامه من التأمل فيه ،
والتفكر في معانيه ، وتلاوة آياته ، والمرور على حكمه ومواعظه ، ولا شك من لم يفعل
ذلك فهو المحروم .
وقد سبق الكلام على قريب من هذا السؤال في الجواب رقم : (140625)
والله أعلم .
ما حكم هجر القرآن ، وكم من الوقت حتى يعتبر الفرد هاجرا للقرآن ؛ لأني سمعت أحد الإخوان يقول ثلاثة أيام ؟ جزاكم الله كل خير .
الجواب :
الحمد لله
قراءة القرآن من أفضل القربات عند الله عز وجل ، لما فيها من التقرب إليه سبحانه
بكلامه الذي أنزله هداية للبشرية إلى سعادة الدنيا والآخرة ، ولذلك وردت أدلة كثيرة
تحث على تلاوة القرآن الكريم ، وتبين الأجر العظيم الذي يناله القارئ والحافظ ، وفي
موقعنا الكثير من الفتاوى التي تقرر ذلك ، يمكن مراجعتها في قسم (
فضائل القرآن )
قال ابن رجب رحمه الله :
" ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل : كثرة تلاوة القرآن
وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم .
قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء
هو أحب إليه من كلامه .
وفي " الترمذي " عن أبي أمامة مرفوعا : ( ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه
) يعني القرآن – رواه الترمذي (2911) وقال : حديث غريب ، وضعفه الألباني -.
لا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ، فهو لذة قلوبهم ، وغاية مطلوبهم .
قال عثمان : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
وقال ابن مسعود : من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله .
قال بعض العارفين لمريد : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ، فقال : واغوثاه بالله ! مريد
لا يحفظ القرآن !! فبم يتنعم ؟! فبم يترنم ؟! فبم يناجي ربه عز وجل " انتهى من "
جامع العلوم والحكم " (ص/364) .
غير أن ذلك لا يعني وجوب تلاوة القرآن في كل وقت وحين
، ولا يلزم منه القول بأن مَن لم يقرأ مِن القرآن شيئا مدة معينة ، أنه مستحق للإثم
والعقوبة ، وذلك لسببين :
1- ليس في الكتاب والسنة ما يدل على أن قراءة القرآن الكريم فرض واجب على كل مسلم
في كل ثلاثة أيام أو في كل شهر ، وما ورد من بيان فضيلة الإكثار من التلاوة لا يدل
على الوجوب كما هو معلوم في علوم الدلالات في أصول الفقه .
2- ولم نجد في كلام أهل العلم من الفقهاء والمفسرين والمحدثين والشراح من ينص منهم
على فرضية تلاوة القرآن على كل مسلم ومسلمة ، وأنه من لم يفعل ذلك – خلال مدة محددة
– فقد ناله من الإثم نصيب ، وإنما نصوا على كراهة تفريط القارئ في شأن تلاوته وختمه
حتى يمر عليه أكثر من شهر ، أو أكثر من أربعين يوما ، وهو لم يختم القرآن .
التأخر في ختم القرآن .
قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن
يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون
به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له "
انتهى من " المغني " (1/459)، وانظر : " الموسوعة الفقهية " (33/58-59) .
وبعضهم صرح بأن التشديد في هذا الباب إنما هو في حق الحافظ للقرآن ، لأنه يخشى عليه
أن يضيع ما معه إذا فرط في تلاوته وختمه .
قال ابن عابدين رحمه الله :
" ينبغي لحافظ القرآن في كل أربعين يوما أن يختم مرة " انتهى من" الدر المختار "
(6/757) .
لكننا مع ذلك يقال: إن من غير اللائق بالمسلم - الذي أكرمه الله بهذا الدين العظيم
وأنزل إليه مكرمة إلهية فيها الهداية والنور - أن يخلي أيامه من التأمل فيه ،
والتفكر في معانيه ، وتلاوة آياته ، والمرور على حكمه ومواعظه ، ولا شك من لم يفعل
ذلك فهو المحروم .
وقد سبق الكلام على قريب من هذا السؤال في الجواب رقم : (140625)
والله أعلم .