كم هي الفترة الزمنية بالسنين ما بين خلق آدم عليه السلام وخلق محمد صلى الله عليه وسلم؟.
الحمد لله
لم يأتِ في الشريعة تحديدٌ لفترة ما بين آدم
ومحمد عليهما الصلاة السلام ، بل ولا يعرف مقدار ما عاش آدم عليه السلام .
لكن جاءت بعض الأحاديث والآثار متفرقة يمكن بعد
جمعها الوصول إلى تقدير زمنٍ لكن ليس للفترة بأكملها ، وهذه الأحاديث والآثار منها
ما هو صحيح ومنها ما هو مختلف فيه ، وتبقى بعض الفترات لم ترد في تحديدها آثار ،
فمما ورد فيه أدلة صحيحة :
1.
قوله تعالى في مدة لبث
نوح عليه السلام في دعوة قومه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .
2.
المدة بين عيسى ونبينا
محمد عليهما الصلاة والسلام : روى البخاري (3732 ) عن سلمان الفارسي قال : فترة بين
عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة .
و مما وردت فيه أحاديث مختلف في صحتها :
3.
المدة بين آدم ونوح
عليهما الصلاة والسلام :عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم
؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون
) رواه ابن حبان في " صحيحه " (
14 / 69 ) والحاكم (2/262) وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير
في " البداية والنهاية " ( 1 / 94 ) : هذا على شرط مسلم ولم يخرجه .
4.
المدة بين نوح
وإبراهيم عليهما السلام : ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق ...
قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون ) رواه الحاكم في " المستدرك "
( 2 / 288 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في " المعجم
الكبير " ( 8 / 118 ) ، وورد كلام في تضعيف بعض رواة الحديث ، وصححه الألباني
بشواهده.
ومما وردت فيه بعض الآثار :
5.
المدة
بين موسى وعيسى عليهما السلام :قال القرطبي :
واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد
في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما
السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني
إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم
خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة ." تفسير القرطبي " ( 6 / 121 )
. قال ابن حجر : وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله
عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدة النصارى من ذلك ستمائة ." فتح الباري
" ( 4 / 449 ) .
وبالنظر إلى ما سبق من الآية والأحاديث
والآثار والأقوال فإن ما كان منها صحيحا أُخذ به في تحديد الفترة المعينة .
أما الجزم بتحديد إجمالي الفترة بين آدم ومحمد
عليهما الصلاة والسلام فإنه إضافة إلى ما سبق يتوقف على أمور منها :
·
اختلاف العلماء في
تحديد القرن هل هو مائة عام أم هو الجيل ، فإن كان الصحيح أنه الجيل فإن الثابت من
أعمار أهل تلك الفترة هو جزء من عمر نوح وهو الذي قضاه في دعوته ، ولا نعلم كم كان
معدَّل أعمار بقية أهل تلك الأجيال .
·
عدم ورود ما يحدد المدة
بين إبراهيم وموسى عليهما السلام بالسنوات .
ويبقى أن الجزم في هذه الأمور والبحث فيها ليست
مما تعبدنا الله به ولا ينبني عليها عمل ، ويكفينا في ذلك قوله تعالى : ( وَعَاداً
وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً )
الفرقان/38 ، وعلى المرء أن يحرص على الاقتداء بهؤلاء الأنبياء و
السير على طريقهم إذ هو المقصود الأعظم من ذكرهم وذكر سيرهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ
هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 .
والله أعلم.
الحمد لله
لم يأتِ في الشريعة تحديدٌ لفترة ما بين آدم
ومحمد عليهما الصلاة السلام ، بل ولا يعرف مقدار ما عاش آدم عليه السلام .
لكن جاءت بعض الأحاديث والآثار متفرقة يمكن بعد
جمعها الوصول إلى تقدير زمنٍ لكن ليس للفترة بأكملها ، وهذه الأحاديث والآثار منها
ما هو صحيح ومنها ما هو مختلف فيه ، وتبقى بعض الفترات لم ترد في تحديدها آثار ،
فمما ورد فيه أدلة صحيحة :
1.
قوله تعالى في مدة لبث
نوح عليه السلام في دعوة قومه : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .
2.
المدة بين عيسى ونبينا
محمد عليهما الصلاة والسلام : روى البخاري (3732 ) عن سلمان الفارسي قال : فترة بين
عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة .
و مما وردت فيه أحاديث مختلف في صحتها :
3.
المدة بين آدم ونوح
عليهما الصلاة والسلام :عن أبي أمامة أن رجلا قال : ( يا رسول الله أنبيٌّ كان آدم
؟ قال : نعم ، مكلَّم ، قال : فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال : عشرة قرون
) رواه ابن حبان في " صحيحه " (
14 / 69 ) والحاكم (2/262) وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي ، وقال ابن كثير
في " البداية والنهاية " ( 1 / 94 ) : هذا على شرط مسلم ولم يخرجه .
4.
المدة بين نوح
وإبراهيم عليهما السلام : ودليلها زيادة في حديث أبي أمامة رضي الله عنه السابق ...
قال : كم بين نوح وإبراهيم ؟ قال : عشر قرون ) رواه الحاكم في " المستدرك "
( 2 / 288 ) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، والطبراني في " المعجم
الكبير " ( 8 / 118 ) ، وورد كلام في تضعيف بعض رواة الحديث ، وصححه الألباني
بشواهده.
ومما وردت فيه بعض الآثار :
5.
المدة
بين موسى وعيسى عليهما السلام :قال القرطبي :
واختلف في قدر مدة تلك الفترة فذكر محمد بن سعد
في كتاب الطبقات عن ابن عباس قال كان بين موسى بن عمران وعيسى بن مريم عليهما
السلام ألف سنة وسبعمائة سنة ولم يكن بينهما فترة وأنه أرسل بينهما ألف نبي من بني
إسرائيل سوى من أرسل من غيرهم وكان بين ميلاد عيسى والنبي صلى الله عليه وسلم
خمسمائة سنة وتسع وتسعون سنة ." تفسير القرطبي " ( 6 / 121 )
. قال ابن حجر : وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله
عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة ومدة النصارى من ذلك ستمائة ." فتح الباري
" ( 4 / 449 ) .
وبالنظر إلى ما سبق من الآية والأحاديث
والآثار والأقوال فإن ما كان منها صحيحا أُخذ به في تحديد الفترة المعينة .
أما الجزم بتحديد إجمالي الفترة بين آدم ومحمد
عليهما الصلاة والسلام فإنه إضافة إلى ما سبق يتوقف على أمور منها :
·
اختلاف العلماء في
تحديد القرن هل هو مائة عام أم هو الجيل ، فإن كان الصحيح أنه الجيل فإن الثابت من
أعمار أهل تلك الفترة هو جزء من عمر نوح وهو الذي قضاه في دعوته ، ولا نعلم كم كان
معدَّل أعمار بقية أهل تلك الأجيال .
·
عدم ورود ما يحدد المدة
بين إبراهيم وموسى عليهما السلام بالسنوات .
ويبقى أن الجزم في هذه الأمور والبحث فيها ليست
مما تعبدنا الله به ولا ينبني عليها عمل ، ويكفينا في ذلك قوله تعالى : ( وَعَاداً
وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً )
الفرقان/38 ، وعلى المرء أن يحرص على الاقتداء بهؤلاء الأنبياء و
السير على طريقهم إذ هو المقصود الأعظم من ذكرهم وذكر سيرهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ
هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام/90 .
والله أعلم.