السؤال :
قرأت في تفسير سورة " يس " في كتاب تفسير ابن كثير ( النسخة الإنجليزية )
أن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما قرآ الآية : ( والشمس تجري لا مستقر
لها ) ، فهل هذه القراءة صحيحة ؟ وهل هناك اختلافات أخرى في آيات القرآن ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
هذه
القراءة ينقلها بعض المفسرين في كتبهم ، ولم نقف عليها مسندة إلا عند أبي عبيد
القاسم بن سلام بسنده في " فضائل القرآن " (رقم/548) قال : حدثنا مروان بن معاوية ،
عن محمد بن أبي حسان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ : ( والشمس
تجري لا مستقر لها ) .
ومحمد بن أبي حسان هذا : لم نقف على ترجمة له ، إلا أن يكون هو محمد بن سعيد الشامي
المصلوب بالزندقة ، فقد كان يسمى أحيانا : محمد بن أبي حسان . كما في " ميزان
الاعتدال " (3/561)، فإن يكن هو فلا يخفى حكم هذا الإسناد بعد ذلك .
يقول القرطبي رحمه الله :
"
وقرأ ابن مسعود وابن عباس : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) أي : إنها تجري في الليل
والنهار لا وقوف لها ولا قرار ، إلى أن يكورها الله يوم القيامة .
وقد
احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس .
قال
أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ؛ لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن
ابن عباس ، وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس : ( والشمس تجري لمستقر لها ) فهذان
السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع يبطلان ما روي بالسند الضعيف
مما يخالف مذهب الجماعة ، وما اتفقت عليه الأمة .
قلت
: والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله ، فما أجرأه على كتاب الله ، قاتله الله
" انتهى.
"
الجامع لأحكام القرآن " (15/28-29)
ثانيا :
إن
صحت هذه القراءة وأمثالها من القراءات الواردة عن بعض الصحابة الكرام رضوان الله
عليهم ، فإنها تحتمل أحوالا ثلاثة :
الأول :
أن
تكون من القراءات القرآنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم
تنقل لنا نقلا متواترا ، ولم تبلغنا إلا من طريق آحاد الصحابة ، وآحاد الرواة ،
فهذه لها أحكامها وخصائصها التي بينها العلماء في مطولات الكتب ، ومعلوم أنه ليس في
ذلك أي طعن على القرآن الكريم ، فأحرف القرآن الكثيرة التي نزل عليها ، وأوجه
القراءات التي يقرأ بها لا يلزم أن تنقل إلينا تامة كاملة ، بل يكفي أن تنقل الأمة
إحدى هذه الأوجه – وهو ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم في مصحف عثمان الإمام
– لتحقيق الوعد بالحفظ الذي تكفل الله به للقرآن الكريم ، وإلا فمن المعلوم أن
كثيرا من الأحرف لم تنقل إلينا ، بل أمر عثمان رضي الله عنه بحرق كل ما خالف المصحف
الإمام الذي أجمع عليه الصحابة ، وما ذلك إلا لأن حفظ القرآن الكريم يتحقق ببقاء
أحد هذه الأحرف التي نزل عليها ، وهو ما تم بالفعل .
الثاني :
أن
تكون من القراءات التفسيرية التي وردت عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فقد
كان بعض الصحابة يدخل الكلمة والكلمتين بين آيات القرآن الكريم في مصحفه وقراءته
لغرض التفسير والتوضيح ، وليس لدعوى النقل والإسناد ، وهذا ما يسميه العلماء بـ "
القراءات التفسيرية للقرآن الكريم " .
الثالث :
أن
تكون من القراءات المنسوخة ، وهي قراءات كثيرة ، ولكن هذا الصحابي المعين لم يعلم
بوقوع النسخ لهذه القراءة ، فاستمر على تلاوتها ونقلها في مصحفه الخاص ، ولكن
المصحف الإمام الذي أجمع عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لا يشتمل على شيء من
القراءات المنسوخة .
ينظر : " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " ، عبد الله الجديع (ص/162-168) .
والله أعلم .
قرأت في تفسير سورة " يس " في كتاب تفسير ابن كثير ( النسخة الإنجليزية )
أن ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما قرآ الآية : ( والشمس تجري لا مستقر
لها ) ، فهل هذه القراءة صحيحة ؟ وهل هناك اختلافات أخرى في آيات القرآن ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
هذه
القراءة ينقلها بعض المفسرين في كتبهم ، ولم نقف عليها مسندة إلا عند أبي عبيد
القاسم بن سلام بسنده في " فضائل القرآن " (رقم/548) قال : حدثنا مروان بن معاوية ،
عن محمد بن أبي حسان ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ : ( والشمس
تجري لا مستقر لها ) .
ومحمد بن أبي حسان هذا : لم نقف على ترجمة له ، إلا أن يكون هو محمد بن سعيد الشامي
المصلوب بالزندقة ، فقد كان يسمى أحيانا : محمد بن أبي حسان . كما في " ميزان
الاعتدال " (3/561)، فإن يكن هو فلا يخفى حكم هذا الإسناد بعد ذلك .
يقول القرطبي رحمه الله :
"
وقرأ ابن مسعود وابن عباس : ( والشمس تجري لا مستقر لها ) أي : إنها تجري في الليل
والنهار لا وقوف لها ولا قرار ، إلى أن يكورها الله يوم القيامة .
وقد
احتج من خالف المصحف فقال : أنا أقرأ بقراءة ابن مسعود وابن عباس .
قال
أبو بكر الأنباري : وهذا باطل مردود على من نقله ؛ لأن أبا عمرو روى عن مجاهد عن
ابن عباس ، وابن كثير روى عن مجاهد عن ابن عباس : ( والشمس تجري لمستقر لها ) فهذان
السندان عن ابن عباس اللذان يشهد بصحتهما الإجماع يبطلان ما روي بالسند الضعيف
مما يخالف مذهب الجماعة ، وما اتفقت عليه الأمة .
قلت
: والأحاديث الثابتة التي ذكرناها ترد قوله ، فما أجرأه على كتاب الله ، قاتله الله
" انتهى.
"
الجامع لأحكام القرآن " (15/28-29)
ثانيا :
إن
صحت هذه القراءة وأمثالها من القراءات الواردة عن بعض الصحابة الكرام رضوان الله
عليهم ، فإنها تحتمل أحوالا ثلاثة :
الأول :
أن
تكون من القراءات القرآنية التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنها لم
تنقل لنا نقلا متواترا ، ولم تبلغنا إلا من طريق آحاد الصحابة ، وآحاد الرواة ،
فهذه لها أحكامها وخصائصها التي بينها العلماء في مطولات الكتب ، ومعلوم أنه ليس في
ذلك أي طعن على القرآن الكريم ، فأحرف القرآن الكثيرة التي نزل عليها ، وأوجه
القراءات التي يقرأ بها لا يلزم أن تنقل إلينا تامة كاملة ، بل يكفي أن تنقل الأمة
إحدى هذه الأوجه – وهو ما أجمع عليه الصحابة رضوان الله عليهم في مصحف عثمان الإمام
– لتحقيق الوعد بالحفظ الذي تكفل الله به للقرآن الكريم ، وإلا فمن المعلوم أن
كثيرا من الأحرف لم تنقل إلينا ، بل أمر عثمان رضي الله عنه بحرق كل ما خالف المصحف
الإمام الذي أجمع عليه الصحابة ، وما ذلك إلا لأن حفظ القرآن الكريم يتحقق ببقاء
أحد هذه الأحرف التي نزل عليها ، وهو ما تم بالفعل .
الثاني :
أن
تكون من القراءات التفسيرية التي وردت عن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ، فقد
كان بعض الصحابة يدخل الكلمة والكلمتين بين آيات القرآن الكريم في مصحفه وقراءته
لغرض التفسير والتوضيح ، وليس لدعوى النقل والإسناد ، وهذا ما يسميه العلماء بـ "
القراءات التفسيرية للقرآن الكريم " .
الثالث :
أن
تكون من القراءات المنسوخة ، وهي قراءات كثيرة ، ولكن هذا الصحابي المعين لم يعلم
بوقوع النسخ لهذه القراءة ، فاستمر على تلاوتها ونقلها في مصحفه الخاص ، ولكن
المصحف الإمام الذي أجمع عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لا يشتمل على شيء من
القراءات المنسوخة .
ينظر : " المقدمات الأساسية في علوم القرآن " ، عبد الله الجديع (ص/162-168) .
والله أعلم .