السؤال:
تزوجت امرأة ولم أدخل بها ، وأثناء قدومهم لأول مرة إلى دارنا أصابني حادث
كسر في يدي ، وعند ذهابي للحجز للزفاف أصابني حادث سيارة !!
هل أستمر في الزواج ، خصوصا أني قد اكتشفت أني لا أحبها بعد رؤيتي لأمور لم
أكن أراها في بداية الخطبة ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا علاقة بين حصول هاتين الحادثتين لك وبين مشروع الزواج ، فهذا أمر وذاك أمر ،
والذي حدث يرجى أن يكون خيرا لك في الحقيقة ، فقد يكون كفارة لسيئاتك ، وقد يكون
رفعة لدرجاتك ، وقد يكون امتحانا لك ليرى الله : هل ترضى وتصبر وتحتسب ؟ أم تسخط
وتضجر ؟
وقد قال الله سبحانه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 216 .
وروى مسلم (2999) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ
كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ : إِنْ أَصَابَتْهُ
سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )
ثانيا :
إذا تصورت أن ما حصل لك في هذا التوقيت بالذات ، معناه أن هذه الزوجة لا تصلح ،
فهذا من التشاؤم المنهي عنه ، ويجب عليك أن لا تلتفت إلى شيء وقع في نفسك منه ،
وامض لأمرك ، وتوكل على الله .
راجع لمزيد الفائدة في هذا المبحث إجابة السؤال رقم (27192)
.
وقد روى أحمد (7005)
والطبراني في "المعجم الكبير" (38) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ
عَنْ حَاجَتِه فَقَدْ أَشْرَكَ ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (1065) .
وروى أحمد أيضا (1827) عَنِ
الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَبَرِحَ ظَبْيٌ ، فَمَالَ فِي شِقِّهِ فَاحْتَضَنْتُهُ
، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَطَيَّرْتَ ؟ قَالَ : ( إِنَّمَا الطِّيَرَةُ
مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ ) ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وهو في معنى الحديث
المتقدم.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه
الله :
فيه : أن التطير الذي يرد ويمنع الإنسان عن حاجته شرك .
وقوله : ( أو ردّك ) أي : عن حاجتك ، كأن تريد أن تسافر ، ولَمّا رأيت الثعلب أو
الغراب أو فلاناً الذي تكره ، قلت : هذا سفر ليس بحسن أو طيّب ، ورجعت عنه ، وهذا
هو التطيُّر ، وهو شرك ، والواجب عليك حينما حصل لك هذا الشيء وكرهته في نفسك ، أن
ترفضه متوكِّلاً على الله تعالى ، وأنْ تمضيَ في حاجتك " انتهى من "إعانة المستفيد"
(3 /18) .
ثالثا :
ما ذكرته من أنك صرت لا تحبها وخاصة بعد اكتشافك لأمور بدت منها لم تكن تراها من
قبل ؛ فإن كنت قد تغيرت تجاهها لسبب شرعي ، كأن تكون قد اطلعت على خلل في دينها ،
أو خلقها ، أو نحو ذلك ؛ فالواجب عليك نصحها وإرشادها وتعريفها أمر دينها ؛ لأنها
بالعقد صارت زوجة لك ، ولها من الحقوق أن تنصحها وترشدها وتأمرها وتنهاها ، فإن
استجابت فبها ونعمت ، وإن لم تستجب ، وآثرت معصية الله تعالى على طاعته ، ولم تلتفت
إلى نصحك وإرشادك : فهذه ليست زوجة صالحة .
وأما إذا كان نفورك منها
وإعراضك عنها ، من واقع الوهم تارة ، والتطير والتشاؤم منها لما حصل تارة ، أو كان
ذلك بسبب أمور تافهة ليست بذات شأن ، أو بسبب ما يحدث عادة من المشاكل والاختلافات
حول ميعاد الزفاف أو تجهيزاته ونحو ذلك : فننهاك عن مطاوعة نفسك ، وننصحك بالاحتراز
لدينك ، ونذكرك الله في زوجتك التي قد عقدت عليها ، فتصير مفارقتك إياها من أكبر
المصائب عليها ، والمعايب لها عند العامة من الناس .
فانظر في الأمر بروية وحكمة
، واستشر أهل العلم والصلاح ، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله ، واستخر الله ،
واستعن به ، وأحسن الظن به سبحانه ؛ فإنه عز وجل عند ظن عبده به .
وينظر جواب السؤال رقم (125848)
.
والله أعلم .
تزوجت امرأة ولم أدخل بها ، وأثناء قدومهم لأول مرة إلى دارنا أصابني حادث
كسر في يدي ، وعند ذهابي للحجز للزفاف أصابني حادث سيارة !!
هل أستمر في الزواج ، خصوصا أني قد اكتشفت أني لا أحبها بعد رؤيتي لأمور لم
أكن أراها في بداية الخطبة ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
لا علاقة بين حصول هاتين الحادثتين لك وبين مشروع الزواج ، فهذا أمر وذاك أمر ،
والذي حدث يرجى أن يكون خيرا لك في الحقيقة ، فقد يكون كفارة لسيئاتك ، وقد يكون
رفعة لدرجاتك ، وقد يكون امتحانا لك ليرى الله : هل ترضى وتصبر وتحتسب ؟ أم تسخط
وتضجر ؟
وقد قال الله سبحانه : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة / 216 .
وروى مسلم (2999) عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ
كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ : إِنْ أَصَابَتْهُ
سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ
فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )
ثانيا :
إذا تصورت أن ما حصل لك في هذا التوقيت بالذات ، معناه أن هذه الزوجة لا تصلح ،
فهذا من التشاؤم المنهي عنه ، ويجب عليك أن لا تلتفت إلى شيء وقع في نفسك منه ،
وامض لأمرك ، وتوكل على الله .
راجع لمزيد الفائدة في هذا المبحث إجابة السؤال رقم (27192)
.
وقد روى أحمد (7005)
والطبراني في "المعجم الكبير" (38) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ
عَنْ حَاجَتِه فَقَدْ أَشْرَكَ ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (1065) .
وروى أحمد أيضا (1827) عَنِ
الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَبَرِحَ ظَبْيٌ ، فَمَالَ فِي شِقِّهِ فَاحْتَضَنْتُهُ
، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَطَيَّرْتَ ؟ قَالَ : ( إِنَّمَا الطِّيَرَةُ
مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ ) ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وهو في معنى الحديث
المتقدم.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه
الله :
فيه : أن التطير الذي يرد ويمنع الإنسان عن حاجته شرك .
وقوله : ( أو ردّك ) أي : عن حاجتك ، كأن تريد أن تسافر ، ولَمّا رأيت الثعلب أو
الغراب أو فلاناً الذي تكره ، قلت : هذا سفر ليس بحسن أو طيّب ، ورجعت عنه ، وهذا
هو التطيُّر ، وهو شرك ، والواجب عليك حينما حصل لك هذا الشيء وكرهته في نفسك ، أن
ترفضه متوكِّلاً على الله تعالى ، وأنْ تمضيَ في حاجتك " انتهى من "إعانة المستفيد"
(3 /18) .
ثالثا :
ما ذكرته من أنك صرت لا تحبها وخاصة بعد اكتشافك لأمور بدت منها لم تكن تراها من
قبل ؛ فإن كنت قد تغيرت تجاهها لسبب شرعي ، كأن تكون قد اطلعت على خلل في دينها ،
أو خلقها ، أو نحو ذلك ؛ فالواجب عليك نصحها وإرشادها وتعريفها أمر دينها ؛ لأنها
بالعقد صارت زوجة لك ، ولها من الحقوق أن تنصحها وترشدها وتأمرها وتنهاها ، فإن
استجابت فبها ونعمت ، وإن لم تستجب ، وآثرت معصية الله تعالى على طاعته ، ولم تلتفت
إلى نصحك وإرشادك : فهذه ليست زوجة صالحة .
وأما إذا كان نفورك منها
وإعراضك عنها ، من واقع الوهم تارة ، والتطير والتشاؤم منها لما حصل تارة ، أو كان
ذلك بسبب أمور تافهة ليست بذات شأن ، أو بسبب ما يحدث عادة من المشاكل والاختلافات
حول ميعاد الزفاف أو تجهيزاته ونحو ذلك : فننهاك عن مطاوعة نفسك ، وننصحك بالاحتراز
لدينك ، ونذكرك الله في زوجتك التي قد عقدت عليها ، فتصير مفارقتك إياها من أكبر
المصائب عليها ، والمعايب لها عند العامة من الناس .
فانظر في الأمر بروية وحكمة
، واستشر أهل العلم والصلاح ، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله ، واستخر الله ،
واستعن به ، وأحسن الظن به سبحانه ؛ فإنه عز وجل عند ظن عبده به .
وينظر جواب السؤال رقم (125848)
.
والله أعلم .