شادية فى المستشفى.. هو عنوان الخبر الذى أصاب الكثير من المصريين والعرب
بحالة شديدة ورغبة فى البكاء، وتصاعدت دعواتهم إلى السماء طلبا للشفاء لها،
حيث لم يتوقع جمهورها أن تظهر فجأة أخبار نجمتهم المفضلة، ولكن من غرفة
العناية المركزة التى غادرتها مؤخرا ولكنها مازالت تتلقى العلاج فى
المستشفى وتتحسن حالتها تدريجيا بشكل كبير.
ودفعت تلك الحالة من الحزن الشديد الذى أصاب العديد من النجوم بالوسط
الفنى والجمهور إلى طرح تساؤل حول سبب ذلك، فهناك الكثير من النجوم يدخلون
المستشفى لكنهم لا يخلقون تلك الحالة من القلق عليهم، ولكن مع تتبع مشوار
الفنانة فى السينما التى عشقتها، نعلم أن ذلك لم يأت من فراغ، حيث نجحت
النجمة المعتزلة فى أن تحجز لنفسها مكانا خاصا وسط النجوم، لتصبح نموذجا
للفتاة المصرية بكل اختلافاتها سواء الشقية أو الفقيرة أو الرومانسية
والحالمة وأيضا المتحررة وكذلك المغلوبة على أمرها.
كانت بوابة دخول شادية إلى عالم السينما بسلاحين هما الذكاء والوجه البرىء
تزينه ملامح الشقاوة، حيث استخدمت السلاح الأول مع والدها أحمد شاكر الذى
كان يرفض دخولها عالم الفن كما فعل مع شقيقتها عفاف، لكنها استغلت وجود
المطرب التركى الشهير «منير نور الدين» مع عائلتها، وأقنعت جدتها بأن تطلب
على الملأ أن تغنى لهم، ولبت الجدة طلب الحفيدة حيث كانت تحبها بشدة، وفعلا
غنت شادية أو «فاطمة» – اسمها حيئنذ قبل احترافها الفن - وأعجب المطرب
التركى بصوتها وأقنع والدها بضرورة أن يساعدها لكى تشق طريقها إلى عالم
الفن والغناء.
كان وجهها البرىء سلاحها الثانى الذى استخدمته فى السينما حيث اجتذبت تلك
الملامح المخرج الراحل أحمد بدرخان فى الاختبارات التى كان يقيمها للوجوه
الجديدة فى نهاية عام 1946، ومع مطلع العام التالى وقفت للمرة الأولى أمام
الكاميرا فى فيلم «أزهار وأشواك» بطولة مديحة يسرى ويحيى شاهين، سيناريو
وإخراج محمد عبدالجواد وقصة صالح سعودي، وشاركت فى الفيلم أيضا النجمة هند
رستم، حيث كانت السينما تبحث حينئذ عن وجوه جديدة ورغم عدم نجاحه سينمائيا
إلا أنه كان فاتحة خير على النجمات الشباب المشاركات فى بطولته.
ثم التقطتها أعين المخرج حلمى رفلة الذى كان يعرفها منذ أن كانت تشارك فى
اختبارات بدرخان لتشارك محمد فوزى بطولة فيلم «العقل فى إجازة»، وأجادت
تجسيد دور الفتاة الشقية ليجد المخرجون ضالتهم وتشارك فى العديد من الأفلام
السينمائية بدور الفتاة الدلوعة الصغيرة ومنها: «حمامة السلام» و«عدل
السماء» و«الروح والجسد» و«نادية» و«كلام الناس» و«صاحبة الملاليم» و«ليلة
العيد» و«البطل» و«ساعة لقلبك» وغيرها من الأفلام.
ولكن المخرج عاطف سالم رأى فى شادية أنها فنانة موهوبة أكثر من وجه جميل
يتمتع بروح الشقاوة، ولم يفكر كثيرا فى الأمر حتى عرض عليها فيلم «ليلة من
عمرى» مع الفنان عماد حمدى، حيث جسدت فيه دور فتاة من الريف تقع فى حب
مهندس ويتورطان فى علاقة وتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد أن يترك القرية
ويسافر إلى أوروبا ويتعرف على فتاة جديدة ويرتبط بها، لتتمرد شادية على
أدوار الفتاة الشقية لتقدم أدوارا مختلفة كان أبرزها عام 1962 من خلال دور
«نور» فتاة الليل فى فيلم «اللص والكلاب» عن قصة الأديب المصرى العالمى
الراحل نجيب محفوظ، وأجادت رسم تفاصيل الشخصية لدرجة أذهلت جمهورها وكاتب
الرواية نفسه، إلا واحدا فقط هو المخرج كمال الشيخ، كان يثق فى قدرتها
الفنية.
ولم تغن شادية فى العمل كعادتها، وحرص المخرج على إظهار موهبتها التمثيلية،
وقدمت النجمة دور الفتاة الغانية دون ابتذال أو إثارة للغرائز، كما ظهرت
شادية على أفيش الفيلم بشكل مميز وتصدر اسمها فوق أسماء شكرى سرحان وكمال
الشناوى.
ويبدو أن نجاحها فى الفيلم وشعورها بأنها قدمت شيئا مختلفا، جعلها تتحمس
لتقديم فيلم ثان مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ أيضا بعنوان "زقاق المدق"
للمخرج حسن الإمام، حيث جسدت دور الفتاة المتمردة "حميدة"، لتشبع شادية
عشقها للتمثيل من خلال العديد من الأفلام التى كشفت عن موهبة حقيقية تتمتع
بها النجمة المعتزلة منها "شىء من الخوف" مع الفنان الراحل محمود مرسى.
وكانت المفاجأة التى أذهلت شادية نفسها عندما عرض عليها المخرج فطين
عبدالوهاب 1969 تجسيد دور فتاة عانس فى فيلم "نص ساعة جواز"، حيث ضحكت
شادية عندما قرأت السيناريو، لكن المخرج أوضح لها أنه سيكسر صورة الفتاة
العانس الدميمة التى كانت طاغية على الأفلام السينمائية حينئذ، ووافقت
شادية على الفيلم المأخوذ عن قصة "زهرة الصبار"، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا
لدى الجمهور، لتواصل النجمة أفلامها الناجحة واحدا تلو الآخر، حتى جسدت دور
الأم المغلوبة على أمرها فى فيلمها الأخير "لا تسألنى من أنا"، وأعلنت
بعده اعتزال السينما، راغبة فى أن تحافظ على صورتها لدى الجمهور وتتفرغ
للعبادة.
بحالة شديدة ورغبة فى البكاء، وتصاعدت دعواتهم إلى السماء طلبا للشفاء لها،
حيث لم يتوقع جمهورها أن تظهر فجأة أخبار نجمتهم المفضلة، ولكن من غرفة
العناية المركزة التى غادرتها مؤخرا ولكنها مازالت تتلقى العلاج فى
المستشفى وتتحسن حالتها تدريجيا بشكل كبير.
ودفعت تلك الحالة من الحزن الشديد الذى أصاب العديد من النجوم بالوسط
الفنى والجمهور إلى طرح تساؤل حول سبب ذلك، فهناك الكثير من النجوم يدخلون
المستشفى لكنهم لا يخلقون تلك الحالة من القلق عليهم، ولكن مع تتبع مشوار
الفنانة فى السينما التى عشقتها، نعلم أن ذلك لم يأت من فراغ، حيث نجحت
النجمة المعتزلة فى أن تحجز لنفسها مكانا خاصا وسط النجوم، لتصبح نموذجا
للفتاة المصرية بكل اختلافاتها سواء الشقية أو الفقيرة أو الرومانسية
والحالمة وأيضا المتحررة وكذلك المغلوبة على أمرها.
كانت بوابة دخول شادية إلى عالم السينما بسلاحين هما الذكاء والوجه البرىء
تزينه ملامح الشقاوة، حيث استخدمت السلاح الأول مع والدها أحمد شاكر الذى
كان يرفض دخولها عالم الفن كما فعل مع شقيقتها عفاف، لكنها استغلت وجود
المطرب التركى الشهير «منير نور الدين» مع عائلتها، وأقنعت جدتها بأن تطلب
على الملأ أن تغنى لهم، ولبت الجدة طلب الحفيدة حيث كانت تحبها بشدة، وفعلا
غنت شادية أو «فاطمة» – اسمها حيئنذ قبل احترافها الفن - وأعجب المطرب
التركى بصوتها وأقنع والدها بضرورة أن يساعدها لكى تشق طريقها إلى عالم
الفن والغناء.
كان وجهها البرىء سلاحها الثانى الذى استخدمته فى السينما حيث اجتذبت تلك
الملامح المخرج الراحل أحمد بدرخان فى الاختبارات التى كان يقيمها للوجوه
الجديدة فى نهاية عام 1946، ومع مطلع العام التالى وقفت للمرة الأولى أمام
الكاميرا فى فيلم «أزهار وأشواك» بطولة مديحة يسرى ويحيى شاهين، سيناريو
وإخراج محمد عبدالجواد وقصة صالح سعودي، وشاركت فى الفيلم أيضا النجمة هند
رستم، حيث كانت السينما تبحث حينئذ عن وجوه جديدة ورغم عدم نجاحه سينمائيا
إلا أنه كان فاتحة خير على النجمات الشباب المشاركات فى بطولته.
ثم التقطتها أعين المخرج حلمى رفلة الذى كان يعرفها منذ أن كانت تشارك فى
اختبارات بدرخان لتشارك محمد فوزى بطولة فيلم «العقل فى إجازة»، وأجادت
تجسيد دور الفتاة الشقية ليجد المخرجون ضالتهم وتشارك فى العديد من الأفلام
السينمائية بدور الفتاة الدلوعة الصغيرة ومنها: «حمامة السلام» و«عدل
السماء» و«الروح والجسد» و«نادية» و«كلام الناس» و«صاحبة الملاليم» و«ليلة
العيد» و«البطل» و«ساعة لقلبك» وغيرها من الأفلام.
ولكن المخرج عاطف سالم رأى فى شادية أنها فنانة موهوبة أكثر من وجه جميل
يتمتع بروح الشقاوة، ولم يفكر كثيرا فى الأمر حتى عرض عليها فيلم «ليلة من
عمرى» مع الفنان عماد حمدى، حيث جسدت فيه دور فتاة من الريف تقع فى حب
مهندس ويتورطان فى علاقة وتنقلب حياتها رأسا على عقب بعد أن يترك القرية
ويسافر إلى أوروبا ويتعرف على فتاة جديدة ويرتبط بها، لتتمرد شادية على
أدوار الفتاة الشقية لتقدم أدوارا مختلفة كان أبرزها عام 1962 من خلال دور
«نور» فتاة الليل فى فيلم «اللص والكلاب» عن قصة الأديب المصرى العالمى
الراحل نجيب محفوظ، وأجادت رسم تفاصيل الشخصية لدرجة أذهلت جمهورها وكاتب
الرواية نفسه، إلا واحدا فقط هو المخرج كمال الشيخ، كان يثق فى قدرتها
الفنية.
ولم تغن شادية فى العمل كعادتها، وحرص المخرج على إظهار موهبتها التمثيلية،
وقدمت النجمة دور الفتاة الغانية دون ابتذال أو إثارة للغرائز، كما ظهرت
شادية على أفيش الفيلم بشكل مميز وتصدر اسمها فوق أسماء شكرى سرحان وكمال
الشناوى.
ويبدو أن نجاحها فى الفيلم وشعورها بأنها قدمت شيئا مختلفا، جعلها تتحمس
لتقديم فيلم ثان مأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ أيضا بعنوان "زقاق المدق"
للمخرج حسن الإمام، حيث جسدت دور الفتاة المتمردة "حميدة"، لتشبع شادية
عشقها للتمثيل من خلال العديد من الأفلام التى كشفت عن موهبة حقيقية تتمتع
بها النجمة المعتزلة منها "شىء من الخوف" مع الفنان الراحل محمود مرسى.
وكانت المفاجأة التى أذهلت شادية نفسها عندما عرض عليها المخرج فطين
عبدالوهاب 1969 تجسيد دور فتاة عانس فى فيلم "نص ساعة جواز"، حيث ضحكت
شادية عندما قرأت السيناريو، لكن المخرج أوضح لها أنه سيكسر صورة الفتاة
العانس الدميمة التى كانت طاغية على الأفلام السينمائية حينئذ، ووافقت
شادية على الفيلم المأخوذ عن قصة "زهرة الصبار"، ولاقى الفيلم نجاحا كبيرا
لدى الجمهور، لتواصل النجمة أفلامها الناجحة واحدا تلو الآخر، حتى جسدت دور
الأم المغلوبة على أمرها فى فيلمها الأخير "لا تسألنى من أنا"، وأعلنت
بعده اعتزال السينما، راغبة فى أن تحافظ على صورتها لدى الجمهور وتتفرغ
للعبادة.