لا تزال رؤوس المنافقين تطل بين الحين والحين ،
كلما سنحت لهم الفرصة ، من أجل الطعن في شيء من ثوابت الأمة ، أو التشكيك
في مسلماتها ، وسلخ المجتمع من هويته الإسلامية ، فما واجبنا نحو هؤلاء ،
وكيف نصون الأمة عن شرهم ؟.
لا ريب أن هذه البلية لا تزال الأمة تعاني منها في كل حين وحين ،
ولا سيما حينما تحل المحن والنكبات بالأمة ، ويأمن هؤلاء المنافقون من أخذهم
بالعقوبة إن هم طعنوا في أصول هذا الدين ، وأطلعوا رؤوس فتنتهم .
ولا شك أن ضرر هؤلاء أعظم من ضرر الكفار المعلنين بكفرهم ، كما
قال الله تعالى في أمثالهم : ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ
أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) المنافقون/4 .
ولأجل ذلك جاء الشرع بجهادهم ، والحث على الغلظة عليهم .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شأن النصيرية ، وفيهم
من يظهر الكفر والإلحاد وفيهم من يظهر محبة آل البيت نفاقاً :
( لا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات
وأكبر الواجبات ، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ؛
فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين ، والصديق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين
قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب ؛ فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين ،
وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه ، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من
زيادة إظهار الدين ؛ وحفظ رأس المال مقدم على الربح .
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك ، بل ضرر هؤلاء
من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ، وضررهم في الدين على كثير
من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب ، ويجب على كل مسلم أن يقوم
في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب ؛ فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم ،
بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على
بقائهم في الجند والمستخدمين ، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله
به ورسوله ، ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله ، فإن هذا من
أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى ، وقد قال
الله تعالى لنبيه
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) التوبة/73 ،
وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين . والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب
الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، فإن المقصود بالقصد
الأول هو هدايتهم ، كما قال الله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ ) آل عمران/110 .
قال أبو هريرة : كنتم خير الناس للناس ، تأتون بهم في القيود
والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام [ البخاري 4557 بنحوه ] .
فالمقصود بالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هداية العباد
لمصالح المعاش والمعاد ، بحسب الإمكان فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة ، ومن
لم يهتد كف الله ضرره عن غيره ) .
[ مجموع الفتاوى 35/159-160] .
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
( الواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يصوب نحو الإسلام
بما يناسبه ، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم
عليه بالأدلة النظرية العقلية ، إضافة إلى الأدلة الشرعية ، حتى يتبين بطلان ما هم
عليه .
والذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدافعوا ،
بل أن يُهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام ، ويبين أن أفضل طريقة لتقويم
الاقتصاد على وجه عادل هي طريقة الإسلام ، والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة ، يجب
أن يقاوموا بما يناسب تلك الأسلحة ، ولهذا قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ ) التوبة/73 .
ومن المعلوم أن جهاد المنافقين ليس كجهاد الكفار ، لأن جهاد
المنافقين يكون بالعلم والبيان ، وجهاد الكفار يكون بالسيف والسهام ) .
[ فتاوى علماء البلد الحرام ص 1733 ].
كلما سنحت لهم الفرصة ، من أجل الطعن في شيء من ثوابت الأمة ، أو التشكيك
في مسلماتها ، وسلخ المجتمع من هويته الإسلامية ، فما واجبنا نحو هؤلاء ،
وكيف نصون الأمة عن شرهم ؟.
الحمد لله
لا ريب أن هذه البلية لا تزال الأمة تعاني منها في كل حين وحين ،
ولا سيما حينما تحل المحن والنكبات بالأمة ، ويأمن هؤلاء المنافقون من أخذهم
بالعقوبة إن هم طعنوا في أصول هذا الدين ، وأطلعوا رؤوس فتنتهم .
ولا شك أن ضرر هؤلاء أعظم من ضرر الكفار المعلنين بكفرهم ، كما
قال الله تعالى في أمثالهم : ( هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ
أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) المنافقون/4 .
ولأجل ذلك جاء الشرع بجهادهم ، والحث على الغلظة عليهم .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شأن النصيرية ، وفيهم
من يظهر الكفر والإلحاد وفيهم من يظهر محبة آل البيت نفاقاً :
( لا ريب أن جهاد هؤلاء وإقامة الحدود عليهم من أعظم الطاعات
وأكبر الواجبات ، وهو أفضل من جهاد من لا يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ؛
فإن جهاد هؤلاء من جنس جهاد المرتدين ، والصديق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين
قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب ؛ فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فتح من بلاد المسلمين ،
وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه ، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من
زيادة إظهار الدين ؛ وحفظ رأس المال مقدم على الربح .
وأيضا فضرر هؤلاء على المسلمين أعظم من ضرر أولئك ، بل ضرر هؤلاء
من جنس ضرر من يقاتل المسلمين من المشركين وأهل الكتاب ، وضررهم في الدين على كثير
من الناس أشد من ضرر المحاربين من المشركين وأهل الكتاب ، ويجب على كل مسلم أن يقوم
في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب ؛ فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم ،
بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم ، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على
بقائهم في الجند والمستخدمين ، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله
به ورسوله ، ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به ورسوله ، فإن هذا من
أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى ، وقد قال
الله تعالى لنبيه
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) التوبة/73 ،
وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين . والمعاون على كف شرهم وهدايتهم بحسب
الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، فإن المقصود بالقصد
الأول هو هدايتهم ، كما قال الله تعالى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ ) آل عمران/110 .
قال أبو هريرة : كنتم خير الناس للناس ، تأتون بهم في القيود
والسلاسل حتى تدخلوهم الإسلام [ البخاري 4557 بنحوه ] .
فالمقصود بالجهاد والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هداية العباد
لمصالح المعاش والمعاد ، بحسب الإمكان فمن هداه الله سعد في الدنيا والآخرة ، ومن
لم يهتد كف الله ضرره عن غيره ) .
[ مجموع الفتاوى 35/159-160] .
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى :
( الواجب على الأمة الإسلامية أن تقابل كل سلاح يصوب نحو الإسلام
بما يناسبه ، فالذين يحاربون الإسلام بالأفكار والأقوال يجب أن يبين بطلان ما هم
عليه بالأدلة النظرية العقلية ، إضافة إلى الأدلة الشرعية ، حتى يتبين بطلان ما هم
عليه .
والذين يحاربون الإسلام من الناحية الاقتصادية يجب أن يدافعوا ،
بل أن يُهاجموا إذا أمكن بمثل ما يحاربون به الإسلام ، ويبين أن أفضل طريقة لتقويم
الاقتصاد على وجه عادل هي طريقة الإسلام ، والذين يحاربون الإسلام بالأسلحة ، يجب
أن يقاوموا بما يناسب تلك الأسلحة ، ولهذا قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ
وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ
الْمَصِيرُ ) التوبة/73 .
ومن المعلوم أن جهاد المنافقين ليس كجهاد الكفار ، لأن جهاد
المنافقين يكون بالعلم والبيان ، وجهاد الكفار يكون بالسيف والسهام ) .
[ فتاوى علماء البلد الحرام ص 1733 ].