امرأة تقوم بقراءة الفنجان وقد وضعت عنوانها في إحدى المجلات الساقطة . أرجو توجيه نصيحة إليها .
السؤال فيه جانبان :
الأول : حكم هذا العمل
لا شك أن الكهانة والسحر والتنجيم من أعظم المنكرات ، ومن
الإفساد في الأرض وأذية المسلمين بغير حق .
واختلف العلماء رحمهم الله تعالى : هل يكفر الكاهن ويخرج من
الملة ، أم أنه كفر دون كفر ،
واستدل من قالوا بأنه يكفر بما رواه الإمام أحمد في مسنده ( 9171
) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدّقه بما يقول
فقد كفر بما أنزل على محمد ) . صححه الألباني في صحيح الجامع (5942)
.
ولأن هذا ادعاء لعلم الغيب ، ومن ادعى أنه يعلم الغيب فقد كفر ،
أن الله تعالى يقول : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *
إِلا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) الجن/25-26 . ويقول : (
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ )
النمل/65 .
الأمر الثاني : النصيحة لهذه المرأة التي تقوم بهذا العمل أن
تتركه وتبتعد عنه وتتوب إلى الله تعالى ، إذ هذا الفعل من الكبائر الموبقات ، وأن
تتقي الله في أذية المسلمين بهذا العمل الشنيع ، والله تعالى يقول : ( والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) الأحزاب :
58 .
فعليها أن تتوب من هذا العمل إلى الله تعالى قبل أن ينزل بها ملك
الموت بغتة ولات ساعة مندم ، وعليها أن تلجأ إلى ربها في جميع أمورها الذي بيده
النفع والضر ، وألا يستجريها الشيطان في حبائله حتى يوقعها في الجحيم والعياذ بالله
.
وفي عملها هذا فتنة لضعاف الدين من المسلمين ، والله تعالى يقول
: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب
الحريق ) البروج /10 .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" علم النجوم وما يسمى بالمطالع وقراءة الكفّ وقراءة الفنجان
ومعرفة الخط ، وما أشبه ذلك مما يدّعيه الكهنة والعرافون والسحرة كلها من علوم
الجاهلية التي حرّمها الله ورسوله ، ومن أعمالهم التي جاء الإسلام بإبطالها
والتحذير من فعلها أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها أو تصديقه فيما يخبر به
من ذلك ، لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به .
ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله ويستغفره ،
وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور مع أخذه بالأسباب الشرعية
والحسية المباحة وأن يدع هذه الأمور ويبتعد عنها ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم ،
طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظاً على دينه وعقيدته ، وحذراً من غضب
الله عليه ، وابتعاداً عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عليها خسر الدنيا والآخرة
" اهـ .
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ( 2 / 120 – 122 ) .
وينبغي الإشارة هنا إلى أن ما تأخذه هذه المرأة من كسب بهذا
العمل المحرّم الشنيع هو كسب محرم ، لما جاء في صحيح البخاري ( 2237 ) ومسلم ( 1567
) عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن .
والمراد بحلوان الكاهن : هو ما يعطاه على كهانته .
قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ( 10 / 490 ) : " قال
البغوي من أصحابنا والقاضي عياض : أجمع المسلمون على تحريم حلوان الكاهن ، لأنه عوض
عن محرّم ولأنه أكل المال بالباطل " .
الإسلام سؤال وجواب
الحمد لله
السؤال فيه جانبان :
الأول : حكم هذا العمل
لا شك أن الكهانة والسحر والتنجيم من أعظم المنكرات ، ومن
الإفساد في الأرض وأذية المسلمين بغير حق .
واختلف العلماء رحمهم الله تعالى : هل يكفر الكاهن ويخرج من
الملة ، أم أنه كفر دون كفر ،
واستدل من قالوا بأنه يكفر بما رواه الإمام أحمد في مسنده ( 9171
) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أتى كاهناً أو عرّافاً فصدّقه بما يقول
فقد كفر بما أنزل على محمد ) . صححه الألباني في صحيح الجامع (5942)
.
ولأن هذا ادعاء لعلم الغيب ، ومن ادعى أنه يعلم الغيب فقد كفر ،
أن الله تعالى يقول : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا *
إِلا مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) الجن/25-26 . ويقول : (
قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ )
النمل/65 .
الأمر الثاني : النصيحة لهذه المرأة التي تقوم بهذا العمل أن
تتركه وتبتعد عنه وتتوب إلى الله تعالى ، إذ هذا الفعل من الكبائر الموبقات ، وأن
تتقي الله في أذية المسلمين بهذا العمل الشنيع ، والله تعالى يقول : ( والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً ) الأحزاب :
58 .
فعليها أن تتوب من هذا العمل إلى الله تعالى قبل أن ينزل بها ملك
الموت بغتة ولات ساعة مندم ، وعليها أن تلجأ إلى ربها في جميع أمورها الذي بيده
النفع والضر ، وألا يستجريها الشيطان في حبائله حتى يوقعها في الجحيم والعياذ بالله
.
وفي عملها هذا فتنة لضعاف الدين من المسلمين ، والله تعالى يقول
: ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب
الحريق ) البروج /10 .
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
" علم النجوم وما يسمى بالمطالع وقراءة الكفّ وقراءة الفنجان
ومعرفة الخط ، وما أشبه ذلك مما يدّعيه الكهنة والعرافون والسحرة كلها من علوم
الجاهلية التي حرّمها الله ورسوله ، ومن أعمالهم التي جاء الإسلام بإبطالها
والتحذير من فعلها أو إتيان من يتعاطاها وسؤاله عن شيء منها أو تصديقه فيما يخبر به
من ذلك ، لأنه من علم الغيب الذي استأثر الله به .
ونصيحتي لكل من يتعلق بهذه الأمور أن يتوب إلى الله ويستغفره ،
وأن يعتمد على الله وحده ويتوكل عليه في كل الأمور مع أخذه بالأسباب الشرعية
والحسية المباحة وأن يدع هذه الأمور ويبتعد عنها ويحذر سؤال أهلها أو تصديقهم ،
طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظاً على دينه وعقيدته ، وحذراً من غضب
الله عليه ، وابتعاداً عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عليها خسر الدنيا والآخرة
" اهـ .
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ( 2 / 120 – 122 ) .
وينبغي الإشارة هنا إلى أن ما تأخذه هذه المرأة من كسب بهذا
العمل المحرّم الشنيع هو كسب محرم ، لما جاء في صحيح البخاري ( 2237 ) ومسلم ( 1567
) عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن
ثمن الكلب ومهر البغي وحلوان الكاهن .
والمراد بحلوان الكاهن : هو ما يعطاه على كهانته .
قال النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث ( 10 / 490 ) : " قال
البغوي من أصحابنا والقاضي عياض : أجمع المسلمون على تحريم حلوان الكاهن ، لأنه عوض
عن محرّم ولأنه أكل المال بالباطل " .
الإسلام سؤال وجواب