السؤال :
ظهرت في بلدنا " الجزائر " وبالأخص جنوبه ، وغربه : طريقة صوفية ، أخذت بلب
العام والخاص , الكبير والصغير ، وبالأخص : رجال المال ، وكبراء القوم ،
تُدعى "الطريقة الهبرية" ، فلو تفضلت وأفدتنا بمعلومات عن هذه الطريقة حتى
نستطيع مجابهتها ، والتصدي لها , وجزاك الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
سبق
في الموقع غير مرة الكلام على الطرق الصوفية على سبيل العموم ، وبيان شيء من
أخطائها وضلالاتها .
وانظر أجوبة الأسئلة : (
20375 ) و (
118693 ) و (
132603 ) .
ثانياً :
"
الطريقة الهبرية " هي من الطرق الصوفية التي تفرعت عن " الطريقة الشاذلية " , وهذه
الطريقة الهبرية الشاذلية : تفرعت عن " الطريقة الدرقاوية الشاذلية " ، وتنسب إلى "
محمد الهبري العزاوي الزروالي " نسبة إلى " بني زروال " , وتأتي زاويته في الأهمية
بعد " الزاوية العلوية " الجزائرية ، و " الزاوية البوتشيشية " المغربية .
أما
أهم معتقدات الطائفة الشاذلية : فهي كما يلي :
1.
الاعتقاد بوحدة الوجود على النحو الذي يعتقد بها عموم الصوفية ، إذ نقل الشاذلية عن
شيخهم قوله : "مَن أطاع الله في كل شيء بهجرانه لكل شيء : أطاعه الله في كل شيء ،
بأن يتجلى له في كل شيء" .
2.
تأويل آيات القرآن تأويلاً باطنيّاً ، فتُصرف الآيات عن ظاهرها والمراد بها ، على
طريقة الفرق الباطنية التي ادّعت أن للإسلام والقرآن ظاهراً وباطناً .
يقول ابن عطاء الله السكندري : "لكل آية ظاهر وباطن" .
3.
الغلو في الشاذلي ، وشيوخهم الآخرين ، حتى أوصلوا بعضهم إلى مرتبة الربوبية .
انظر : "الطريقة الشاذلية" , "مجلة الراصد" , العدد الثاني والأربعين .
http://alrased.net/site/topics/view/512
وانظر للمزيد حول هذه الطريقة ، ومؤسسها : كتاب " أبو الحسن الشاذلي " للصوفي عبد
الحليم محمود ، وانظر في الردِّ عليه كتاب : " صوفيات شيخ الأزهر " للأستاذ عبد
الله السبت .
أما
عقائد هذه الفرقة الهبرية المتفرعة عن الشاذلية فكما يلي :
أ.
يزعم مقدَّم هذه الطريقة : "أن المجاهدة – بعزيمتها المعهودة - توقّفت عنده" ، وقد
كان مريدوه لا يأخذ الواحد منهم الاسم الأعظم حتى يمرّ بالخلوات التي تنقطع لها
العزائم والظهور ، فيخلو الواحد منهم سنوات في غار ، أو كوخ ، بعيداً عن الخلْق ،
حتى يصير الاسم الأعظم ممتزجا بكلّ ذرة من ذراته ! .
ب.
ويزعم أتباعه أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي يوصل إلى الله ، وعنه
يؤخذ الاسم الأعظم .
ت.
وكان الهبري يقول : "لا يدخل طريقتنا إلاّ من كان مكتوباً من السعداء في اللوح
المحفوظ ، أو شريفاً" .
ث.
ويزعم أصحاب الطريقة أن أتباع صاحب الاسم الأعظم مكتوبون عند الله في عداد الصحابة
رضوان الله عليهم .
ج.
وكان وارثه الشيخ الأكبر ! محي الطريق "محمد بلقايد" يلقّن الاسم الأعظم في أيام
معدودات ، بعد ما كان التقلين في سنين معهودات , وقد صرّح أنّه لا يلقن الاسم
الأعظم في الأرض إلا هو وابنه محمد عبد اللطيف التلقين الأتمّ ، الذي يوصل إلى الله
مباشرة ، ويجعل حامل الاسم من أصحاب الذات ، والاسم الأعظم .
بالإضافة إلى الضلالات والخرافات الأخرى التي تشترك فيها عامة الطرق الصوفية .
وقد
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما
حكم الشريعة الإسلامية في الطريقتين اللتين توجدان في بلدنا الجزائر ولهما اسم "
الهبريين " نسبة إلى شيخهم الكبير وهو الشيخ الهبري ، وكما نعرف أن شيخهم المحبوب
الحضرة ، ويعتقدون أنهم في الطريق الصحيح ، وكل المسلمين الآخرين في ضلال ، فهل هذه
الطريقة صحيحة ؟ .
فأجابوا :
"الطريقة السليمة الصحيحة : هي التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،
فمن اقتفى أثره في ذلك : فهو على الصراط المستقيم ، وأما الطرق التي حدَثت بعد ذلك
: فيُعرض كل عمل منها على الشريعة الإسلامية ، فما وافقها : أُخذ به ، وما خالفها :
رُدَّ ؛ لقول الله جل وعلا : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
وننصحك بكثرة تلاوة القرآن ، وقراءة تفسيره ، وخاصة "تفسير ابن جرير" ، و "ابن
كثير" رحمهما الله ، وكذلك قراءة السنَّة وشرحها ، وخاصة الصحيحين "صحيح البخاري" ،
و "صحيح مسلم" ، والسنن الأربعة ... إلى غير ذلك من كتب الحديث الشريف ، مثل :
"منتقى الأخبار" ، و "بلوغ المرام" ، و "رياض الصالحين" ، و "زاد المعاد في هدي خير
العباد" للعلامة ابن القيم رحمه الله .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/364 ، 365) .
ثالثاً:
وننبه هنا إلى أن الغرب الكافر صار يتبنى نشر العقائد الصوفية في العالَم العربي ،
والإسلامي ؛ لما يعلمه عنها من تأثيرها المخدِّر على عقول أتباعها ، وتعلقهم
بالأوثان ، والقبور ، والأوهام ، والخيالات ، فينصرفون عن معرفة توحيد خالقهم ، وعن
تحقيق الولاء والبراء في حياتهم .
قال
الأستاذ عبد الوهاب المسيري رحمه الله :
"ومما له دلالته : أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام يشجع الحركات الصوفية ، ومن
أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب : مؤلفات "محيي الدين بن عربي" ، وأشعار "جلال
الدين الرومي".
وقد
أوصت لجنة " الكونغرس " الخاصة بالحريات الدينية : بأن تقوم الدول العربية بتشجيع
الحركات الصوفية ؛ فالزهد في الدنيا ، والانصراف عنها ، وعن عالم السياسة : يضعف -
ولا شك - صلابة مقاومة الاستعمار الغربي ، ومِن ثَمَّ فعداء الغرب للإسلام ليس عداء
في المطلق ، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم ، ولأي شكل من أشكال المقاومة ، تتصدى
لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية" انتهى .
من
مقاله " الإسلام والغرب " .
فالغرب الذي يحارب الإسلام ، يحارب بالأخص أهل السنة والجماعة ، لعلمه أن هؤلاء هم
الذين يقفون في وجه أطماعه الاستعمارية ، وفي الوقت ذاته : يشجع الطرق والحركات
الصوفية ، لعلمه أنها لا تتعارض مع مصالحه ، بل تخدم مصالحه .
وللرد على التصوف ، وعقائده المنحرفة : فننصح بقراءة الكتب التالية :
1.
"هذه هي الصوفيَّة" للشيخ عبد الرحمن الوكيل .
2.
"الفكر الصوفي في ضوء الكتاب السنة" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق .
3.
"الكشف عن حقيقة الصوفية" للشيخ عبد الرؤوف القاسم .
4.
"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ محمد أحمد لوح .
والله أعلم
ظهرت في بلدنا " الجزائر " وبالأخص جنوبه ، وغربه : طريقة صوفية ، أخذت بلب
العام والخاص , الكبير والصغير ، وبالأخص : رجال المال ، وكبراء القوم ،
تُدعى "الطريقة الهبرية" ، فلو تفضلت وأفدتنا بمعلومات عن هذه الطريقة حتى
نستطيع مجابهتها ، والتصدي لها , وجزاك الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أولاً :
سبق
في الموقع غير مرة الكلام على الطرق الصوفية على سبيل العموم ، وبيان شيء من
أخطائها وضلالاتها .
وانظر أجوبة الأسئلة : (
20375 ) و (
118693 ) و (
132603 ) .
ثانياً :
"
الطريقة الهبرية " هي من الطرق الصوفية التي تفرعت عن " الطريقة الشاذلية " , وهذه
الطريقة الهبرية الشاذلية : تفرعت عن " الطريقة الدرقاوية الشاذلية " ، وتنسب إلى "
محمد الهبري العزاوي الزروالي " نسبة إلى " بني زروال " , وتأتي زاويته في الأهمية
بعد " الزاوية العلوية " الجزائرية ، و " الزاوية البوتشيشية " المغربية .
أما
أهم معتقدات الطائفة الشاذلية : فهي كما يلي :
1.
الاعتقاد بوحدة الوجود على النحو الذي يعتقد بها عموم الصوفية ، إذ نقل الشاذلية عن
شيخهم قوله : "مَن أطاع الله في كل شيء بهجرانه لكل شيء : أطاعه الله في كل شيء ،
بأن يتجلى له في كل شيء" .
2.
تأويل آيات القرآن تأويلاً باطنيّاً ، فتُصرف الآيات عن ظاهرها والمراد بها ، على
طريقة الفرق الباطنية التي ادّعت أن للإسلام والقرآن ظاهراً وباطناً .
يقول ابن عطاء الله السكندري : "لكل آية ظاهر وباطن" .
3.
الغلو في الشاذلي ، وشيوخهم الآخرين ، حتى أوصلوا بعضهم إلى مرتبة الربوبية .
انظر : "الطريقة الشاذلية" , "مجلة الراصد" , العدد الثاني والأربعين .
http://alrased.net/site/topics/view/512
وانظر للمزيد حول هذه الطريقة ، ومؤسسها : كتاب " أبو الحسن الشاذلي " للصوفي عبد
الحليم محمود ، وانظر في الردِّ عليه كتاب : " صوفيات شيخ الأزهر " للأستاذ عبد
الله السبت .
أما
عقائد هذه الفرقة الهبرية المتفرعة عن الشاذلية فكما يلي :
أ.
يزعم مقدَّم هذه الطريقة : "أن المجاهدة – بعزيمتها المعهودة - توقّفت عنده" ، وقد
كان مريدوه لا يأخذ الواحد منهم الاسم الأعظم حتى يمرّ بالخلوات التي تنقطع لها
العزائم والظهور ، فيخلو الواحد منهم سنوات في غار ، أو كوخ ، بعيداً عن الخلْق ،
حتى يصير الاسم الأعظم ممتزجا بكلّ ذرة من ذراته ! .
ب.
ويزعم أتباعه أنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الذي يوصل إلى الله ، وعنه
يؤخذ الاسم الأعظم .
ت.
وكان الهبري يقول : "لا يدخل طريقتنا إلاّ من كان مكتوباً من السعداء في اللوح
المحفوظ ، أو شريفاً" .
ث.
ويزعم أصحاب الطريقة أن أتباع صاحب الاسم الأعظم مكتوبون عند الله في عداد الصحابة
رضوان الله عليهم .
ج.
وكان وارثه الشيخ الأكبر ! محي الطريق "محمد بلقايد" يلقّن الاسم الأعظم في أيام
معدودات ، بعد ما كان التقلين في سنين معهودات , وقد صرّح أنّه لا يلقن الاسم
الأعظم في الأرض إلا هو وابنه محمد عبد اللطيف التلقين الأتمّ ، الذي يوصل إلى الله
مباشرة ، ويجعل حامل الاسم من أصحاب الذات ، والاسم الأعظم .
بالإضافة إلى الضلالات والخرافات الأخرى التي تشترك فيها عامة الطرق الصوفية .
وقد
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما
حكم الشريعة الإسلامية في الطريقتين اللتين توجدان في بلدنا الجزائر ولهما اسم "
الهبريين " نسبة إلى شيخهم الكبير وهو الشيخ الهبري ، وكما نعرف أن شيخهم المحبوب
الحضرة ، ويعتقدون أنهم في الطريق الصحيح ، وكل المسلمين الآخرين في ضلال ، فهل هذه
الطريقة صحيحة ؟ .
فأجابوا :
"الطريقة السليمة الصحيحة : هي التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ،
فمن اقتفى أثره في ذلك : فهو على الصراط المستقيم ، وأما الطرق التي حدَثت بعد ذلك
: فيُعرض كل عمل منها على الشريعة الإسلامية ، فما وافقها : أُخذ به ، وما خالفها :
رُدَّ ؛ لقول الله جل وعلا : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ
وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) .
وننصحك بكثرة تلاوة القرآن ، وقراءة تفسيره ، وخاصة "تفسير ابن جرير" ، و "ابن
كثير" رحمهما الله ، وكذلك قراءة السنَّة وشرحها ، وخاصة الصحيحين "صحيح البخاري" ،
و "صحيح مسلم" ، والسنن الأربعة ... إلى غير ذلك من كتب الحديث الشريف ، مثل :
"منتقى الأخبار" ، و "بلوغ المرام" ، و "رياض الصالحين" ، و "زاد المعاد في هدي خير
العباد" للعلامة ابن القيم رحمه الله .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ،
الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (2/364 ، 365) .
ثالثاً:
وننبه هنا إلى أن الغرب الكافر صار يتبنى نشر العقائد الصوفية في العالَم العربي ،
والإسلامي ؛ لما يعلمه عنها من تأثيرها المخدِّر على عقول أتباعها ، وتعلقهم
بالأوثان ، والقبور ، والأوهام ، والخيالات ، فينصرفون عن معرفة توحيد خالقهم ، وعن
تحقيق الولاء والبراء في حياتهم .
قال
الأستاذ عبد الوهاب المسيري رحمه الله :
"ومما له دلالته : أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام يشجع الحركات الصوفية ، ومن
أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب : مؤلفات "محيي الدين بن عربي" ، وأشعار "جلال
الدين الرومي".
وقد
أوصت لجنة " الكونغرس " الخاصة بالحريات الدينية : بأن تقوم الدول العربية بتشجيع
الحركات الصوفية ؛ فالزهد في الدنيا ، والانصراف عنها ، وعن عالم السياسة : يضعف -
ولا شك - صلابة مقاومة الاستعمار الغربي ، ومِن ثَمَّ فعداء الغرب للإسلام ليس عداء
في المطلق ، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم ، ولأي شكل من أشكال المقاومة ، تتصدى
لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية" انتهى .
من
مقاله " الإسلام والغرب " .
فالغرب الذي يحارب الإسلام ، يحارب بالأخص أهل السنة والجماعة ، لعلمه أن هؤلاء هم
الذين يقفون في وجه أطماعه الاستعمارية ، وفي الوقت ذاته : يشجع الطرق والحركات
الصوفية ، لعلمه أنها لا تتعارض مع مصالحه ، بل تخدم مصالحه .
وللرد على التصوف ، وعقائده المنحرفة : فننصح بقراءة الكتب التالية :
1.
"هذه هي الصوفيَّة" للشيخ عبد الرحمن الوكيل .
2.
"الفكر الصوفي في ضوء الكتاب السنة" للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق .
3.
"الكشف عن حقيقة الصوفية" للشيخ عبد الرؤوف القاسم .
4.
"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي" للشيخ محمد أحمد لوح .
والله أعلم