الصداع headache: مقدمة
الصداع هو ظاهرة بشرية شاملة تقريباً. فقد تبين إحصائياً انه من غير الطبيعي الا يعاني الفرد من الصداع بين الحين والآخر.
ومن جهة اخرى، هناك على ما يبدو مجموعة لامتناهية من الأسباب والأعراض لمختلف أشكال الصداع.
فعلى سبيل المثال، ثمة أشكال من الصداع تنجم عن مشكلة اساسية وخيمة مثل ورم
الدماغ أو التهاب السحايا أو استسقاء الرأس. وهناك أيضاً أشكال من الصداع
يجري تصنيفها بمثابة أشكال أولية، مثل صداع الشقيقة، من دون سبب ضمني
معروف.
وحتى تأثير نوع محدد من الصداع يمكن أن يختلف كثيراً بين فرد واخر. فعلى
ىسبيل المثال، قد يعاني بعض الأشخاص من نوبات عرضية لصداع الشقيقة لكنهم
يحافظون على إنتاجيتهم ويبقون قادرين على الاستمرار في حياتهم، وبالنسبة
إلى أفراد أخرين، قد تكون النوبات متواترة ووخيمة ومعيقة.
ونظرا للاختلاف الكبير في مشاكل الصداع، يصعب أحياناً على الاختصاصيين في
الرعاية الصحية، وكذلك على عامة الشعب، فهم الفوضى التي قد يعاني منها بعض
الأشخاص بسبب صداعهم.
مقدمة إلى الصداع
بعد إيصال الأولاد إلى المدرسة ومواجهة زحمة السير الصباحية، تصل إلى
المكتب لتجد أن صندوق رسائلك مليء وجدول مواعيدك محمّل بإفراط. لديك تقرير
يجب تقديمه في تمام العاشرة صباحا ولم تشرب قهوتك الصباحية بعد. ويأتي رنين
الهاتف وضوضاء المكتب ليزيدا من التوتر المتصاعد. لقد بدأ راسك يؤلمك لكنك
تستمر في متابعة مهامك. يستمر الألم دون كلل لبضع ساعات إلى أن تخمد
الزحمة الصباحية.
يصف هذا السيناريو الصداع التقليدي الناجم عموماً عن التوتر. لكن هذا
الوصف لا ينطبق على كل أشكال الصداع، فأحد الجوانب الأكثر لفتاً للنظر في
الصداع هو التنوع الكبير. فهناك تنوع في طبيعة الألم، وتواتر النوبات
وحدتها، ووجود لأعراض اخرى بحيث يصعب وصف تجربة كل شخص. غير ان الميزة
المشتركة هي وجع الرأس لدى الجميع.
في ما يأتي سيناريو لنوع مختلف من الصداع: تمر على المكتب لتصوير
الأوراق، لكن الكتاب الذي تستخدمه يستلزم إبقاء غطاء آلة التصوير مفتوحا
لكي تتسطح الصفحات. وترتكب خطأ النظر إلى الآلة أثناء تصوير الأوراق، فيومض
الضوء القوي في عي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*. هكذا، ينشأ صداع مؤلم بعد دقائق قليلة. تصبح رؤيتك
مرتجة وتشعر بالغثيان. تعود إلى المنزل وتسلتقي بهدوء في غرفة مظلمة. إنه
صداع يتكرر معك منذ سنوات.
ثمة نوع آخر من الصداع موصوف في هذا السيناريو: تتوجه إلى السرير في موعدك
الاعتيادي، لكنك تستيقظ قرابة الواحدة والنصف فجراً وأنت تعاني من صداع
مؤلم. تشعر أن الألم يمتد في جمجمتك ويتركز وراء عين واحدة. تبدأ هذه العين
بإفراز الدمع ويصبح المنخر في الجهة نفسها مسدوداً. تصبح عاجزا عن البقاء
مستلقيا، فتذرع الغرفة جيئة وذهابا وتنتظر حتى يخمد الألم، الأمر الذي
يستغرق عادة ساعة تقريبا. لكنك تعرف أن هذه النوبة تنذر ببداية جولة جديدة
من نوبات الصداع. فبعد مرور أشهر خالية من الألم نسبيا، تستمر نوبات صداع
مماثلة في إصابتك مرات عدة كل يوم على مدى أسابيع.
تصف كل هذه السيناريوهات أشكالاً مختلفة للحالة نفسها، أي الصداع. ويصف
كل سيناريو نوعا مختلفا من ألم الرأس، ينشأ في ظروف مختلفة ويفضي إلى تأثير
مختلف في قدرتك على العمل في الحياة اليومية. ومع كل الأنواع المختلفة،
يبقى السؤال ما هو الصداع تماما؟
تعريف الصداع
يمكن لكلمة صداع أن تصف كل نوع تقريبا من الألم الذي نشعر به في الرأس. وقد
يكون الألم في أي جزء من الرأس، وليس فقط في مساحة الصدغين والجبين التي
يربطها الأشخاص عموما بالصداع، وإنما أيضا في الجهة الخلفية للرأس وفي أسفل
الوجه. ثمة كلمة أخرى لوصف الصداع هي ألم الرأس.
الصداع هو مشكلة طبية، تماما مثل مرض القلب وارتفاع ضغط الدم. وقد يكون
الألم حادا أو كليلا، مستمرا أو متقطعا، موجعا أو مبرحا. وقد يدوم لبضع
ثوان أو دقائق أو ساعات أو أيام. وقد تعاني من الألم في جانب واحد من رأسك
أو في كلا الجانبين. وقد تعاني من نوبة صداع فيها خصائص لأكثر من نوع واحد
من الصداع أو قد تعاني من أنواع مختلفة من الصداع في الوقت نفسه. وفي بعض
الأحيان، يصعب ببساطة وصف أعراضك أو تحديد متى بدأ الألم.
لماذا يحدث الصداع؟
لا يملك العلماء بعد كل الأجوبة، رغم أن الفهم الطبي للصداع وخيارات
المعالجة المتوافرة تتحسن وتتوسع باستمرار. ومن المنطقي الاعتقاد بأن
الصداع ينجم عن تفاعلات بين دماغك، وأعصابك، وأوعيتك الدموية. لكن هذه
التفاعلات معقدة جداً.
تنشأ بعض أنواع الصداع لأسباب جليّة، مثل تلقي ضربة على الرأس. لكن الصداع
يبدأ في أغلب الأحيان من دون إصابة جلية أو مصدر واضح للألم.
لماذا يصاب بعض الأشخاص بالصداع على نحو أكثر تواترا من الآخرين؟
قد تكون ببساطة عرضة للصداع بسبب تكوينك الوراثي وكيميائية دماغك.
وفي حالة صداع الشقيقة، قد تكون المشكلة وراثية، فالأولاد الذين يعاني أهلهم من صداع الشقيقة هم أكثر عرضة لصداع الشقيقة.
وقد يكون أسلوب العيش عاملاً أيضا، فبعض أشكال الصداع ترتبط بالتوتر أو
الشعور بالإرهاق أو عدم الحصول على نوم كاف أو حذف وجبات طعام.
مرض مشترك
يعاني كل شخص تقريبا من الصداع في وقت ما. والواقع أن بعض أشكال الصداع
مؤلمة على نحو خفيف، فيما هناك أشكال أخرى مؤلمة بشدة. ومهما كان نوع
الصداع الذي يصيبك، تُفضّل على الأرجح لو أنك لم تشهده.
يحتل الصداع صدارة لائحة العشرين مرضاً الأكثر شيوعاً التي يعالجها أطباء
العائلة. فقد وجدت إحدى الدراسات أن 95 في المئة تقريبا من النساء و 91
في المئة من الرجال عانوا من صداع واحد على الأقل خلال فترة 12 شهراً.
وتمت معالجة معظم أشكال الصداع بواسطة الرعاية الذاتية، فيما قام 18في
المئة فقط من المشاركين الإناث و15 في المئة من المشاركين الذكور باستشارة
طبيب.
بالاضافة إلى ذلك، تبيّن أن عدد الأشخاص الذين يعانون من صداع مزمن أو
متواتر مذهل فعلا، فعدد الذين يعانون من صداع مزمن يتخطى بكثير العدد
الإجمالي للمصابين بداء السكر وداء الربو ومرض القلب الإكليلي. وبين هؤلاء
تبين أن أكثرمن النصف يعاني من الصداع المعروف بالشقيقة.
ولسوء الحظ، يمكن أن يعاني الأولاد وحتى الأطفال من الصداع تماما مثل
الكبار. فقد جرى تشخيص صداع الشقيقة عند أولاد في عمر الثلاثة أعوام.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أنه يعاني من صداع الشقيقة بين 7 و 18 في المئة من الأولاد، الصبيان والبنات على حد سواء.
والصداع هو الأكثر شيوعا في بداية سن البلوغ، لكنه يصبح أقل شيوعا بعد
خريف العمر. فعلى سبيل المثال، تبين أن صداع الشقيقة أكثر شيوعا عند
الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 25 و 55 عاماً، وهي المرحلة التي يكون
فيها معظمنا في أوج العمل. لهذا السبب، يكشف الصداع عن مثل هذا التأثير لدى
القوة العاملة.
تعاني النساء من الصداع، ولاسيما صداع الشقيقة، على نحو أكثر تواتراً من
الرجال. يعزى ذلك جزئيا إلى إمكانية تأثر صداع الشقيقة بالتغيرات في
مستويات الهرمونات، مثلما يحدث خلال دورة الطمث الشهرية عند المرأة أو خلال
حملها. لكن الرجال يصابون بصداع الشقيقة أيضاً، ولا تعاني كل النساء من
صداع الشقيقة خلال دورة الطمث. فمعظم النساء اللواتي يصبن بصداع الشقيقة
يعانين من هذا الألم طوال الشهر، وحتى في الأوقات التي لا تتقلب فيها
الهرمونات كثيرا.
ولحسن الحظ، يعاني معظم الأشخاص من صداع خفيف أو غير متواتر ولا يحتاجون
إلى مراجعة الطبيب. فمسكنات الألم الشائعة والخطوات الوقائية البسيطة تساعد
على معالجة المشكلة. إلا أن الصداع يعتبر مشكلة خطيرة بالنسبة إلى بعض
الأشخاص. فهؤلاء الأشخاص يعانون من صداع قوي ومعيق لا يهدأ بمجرد تناول
الأدوية الشائعة، أو يعانون من صداع متواتر أو حتى يومي يلقي بعب ء ثقيل
على قدراتهم في العمل جسديا وعاعلفيا.
قد تكون زيارة الطبيب ضرورية في مثل هذه الظروف، وقد يصف لك الطبيب المزيد
من مسكنات الألم الفعالة مع أدوية أخرى لمعالجة صداعك. بالإضافة إلى ذلك،
قد يوصيك الطبيب بتعديلات بسيطة في أسلوب العيش للوقاية من الصداع.
خرافات عن الصداع
تكثر المفاهيم الخاطئة بشأن الصداع. فعلى سبيل المثال، يميل العديد من الأشخاص إلى الاعتقاد بأن كل أنواع الصداع هي نفسها.
وثمة اعتقاد بأن المستويات المرتفعة للتوتر تسبب دوما الصداع. لا شك في أن
هذا الربط صحيح بالنسبة إلى بعض الأشخاص، لكنه في المقابل غير صحيح
بالنسبة إلى البعض الآخر. من هنا ينشأ اللغط. فالتوتر قد يولد صداعا عند
شخص عرضة لصداع الشقيقة.
من جهة أخرى، يحتمل ألا يسبب التوتر صداعا عند شخص غير معرض للإصابة بالصداع.
والمؤسف أن الإعلان يثبت المفاهيم الخاطئة بشأن الصداع في مجتمع اليوم.
ففي العديد من الإعلانات، مثلا، يتم وصف علاجات الصداع على أنها عقاقير
سحرية تقضي على ألم الرأس الموجع خلال دقائق. لكن في الواقع، لا يمكن
القضاء على كل أشكال الصداع بمجرد تناول حبة دواء. فالأدوية هي مجرد جزء،
وان كانت جزءا أساسيا، من معظم برامج المعالجة. وفي أغلب الأحيان، تبرز
الحاجة إلى علاجات فعالة غير مشتملة على العقاقير بالتزامن مع العقاقير.
والواقع أن الأحباب والأصدقاء والزملاء ليسوا الوحيدين الذين يسيئون غالبا
إدراك التأثير الذي قد يتركه الصداع عند شخص ما. ففي أغلب الأحيان، ينتهي
الأشخاص أنفسهم المصابون بالصداع بالاعتقاد أنهم المسؤولون عن المشكلة. لكن
هذا الاعتقاد الخاطئ قد يمنع بعض الأشخاص من طلب المساعدة لمعالجة صداعهم.
الصداع هو ظاهرة بشرية شاملة تقريباً. فقد تبين إحصائياً انه من غير الطبيعي الا يعاني الفرد من الصداع بين الحين والآخر.
ومن جهة اخرى، هناك على ما يبدو مجموعة لامتناهية من الأسباب والأعراض لمختلف أشكال الصداع.
فعلى سبيل المثال، ثمة أشكال من الصداع تنجم عن مشكلة اساسية وخيمة مثل ورم
الدماغ أو التهاب السحايا أو استسقاء الرأس. وهناك أيضاً أشكال من الصداع
يجري تصنيفها بمثابة أشكال أولية، مثل صداع الشقيقة، من دون سبب ضمني
معروف.
وحتى تأثير نوع محدد من الصداع يمكن أن يختلف كثيراً بين فرد واخر. فعلى
ىسبيل المثال، قد يعاني بعض الأشخاص من نوبات عرضية لصداع الشقيقة لكنهم
يحافظون على إنتاجيتهم ويبقون قادرين على الاستمرار في حياتهم، وبالنسبة
إلى أفراد أخرين، قد تكون النوبات متواترة ووخيمة ومعيقة.
ونظرا للاختلاف الكبير في مشاكل الصداع، يصعب أحياناً على الاختصاصيين في
الرعاية الصحية، وكذلك على عامة الشعب، فهم الفوضى التي قد يعاني منها بعض
الأشخاص بسبب صداعهم.
مقدمة إلى الصداع
بعد إيصال الأولاد إلى المدرسة ومواجهة زحمة السير الصباحية، تصل إلى
المكتب لتجد أن صندوق رسائلك مليء وجدول مواعيدك محمّل بإفراط. لديك تقرير
يجب تقديمه في تمام العاشرة صباحا ولم تشرب قهوتك الصباحية بعد. ويأتي رنين
الهاتف وضوضاء المكتب ليزيدا من التوتر المتصاعد. لقد بدأ راسك يؤلمك لكنك
تستمر في متابعة مهامك. يستمر الألم دون كلل لبضع ساعات إلى أن تخمد
الزحمة الصباحية.
يصف هذا السيناريو الصداع التقليدي الناجم عموماً عن التوتر. لكن هذا
الوصف لا ينطبق على كل أشكال الصداع، فأحد الجوانب الأكثر لفتاً للنظر في
الصداع هو التنوع الكبير. فهناك تنوع في طبيعة الألم، وتواتر النوبات
وحدتها، ووجود لأعراض اخرى بحيث يصعب وصف تجربة كل شخص. غير ان الميزة
المشتركة هي وجع الرأس لدى الجميع.
في ما يأتي سيناريو لنوع مختلف من الصداع: تمر على المكتب لتصوير
الأوراق، لكن الكتاب الذي تستخدمه يستلزم إبقاء غطاء آلة التصوير مفتوحا
لكي تتسطح الصفحات. وترتكب خطأ النظر إلى الآلة أثناء تصوير الأوراق، فيومض
الضوء القوي في عي*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-*. هكذا، ينشأ صداع مؤلم بعد دقائق قليلة. تصبح رؤيتك
مرتجة وتشعر بالغثيان. تعود إلى المنزل وتسلتقي بهدوء في غرفة مظلمة. إنه
صداع يتكرر معك منذ سنوات.
ثمة نوع آخر من الصداع موصوف في هذا السيناريو: تتوجه إلى السرير في موعدك
الاعتيادي، لكنك تستيقظ قرابة الواحدة والنصف فجراً وأنت تعاني من صداع
مؤلم. تشعر أن الألم يمتد في جمجمتك ويتركز وراء عين واحدة. تبدأ هذه العين
بإفراز الدمع ويصبح المنخر في الجهة نفسها مسدوداً. تصبح عاجزا عن البقاء
مستلقيا، فتذرع الغرفة جيئة وذهابا وتنتظر حتى يخمد الألم، الأمر الذي
يستغرق عادة ساعة تقريبا. لكنك تعرف أن هذه النوبة تنذر ببداية جولة جديدة
من نوبات الصداع. فبعد مرور أشهر خالية من الألم نسبيا، تستمر نوبات صداع
مماثلة في إصابتك مرات عدة كل يوم على مدى أسابيع.
تصف كل هذه السيناريوهات أشكالاً مختلفة للحالة نفسها، أي الصداع. ويصف
كل سيناريو نوعا مختلفا من ألم الرأس، ينشأ في ظروف مختلفة ويفضي إلى تأثير
مختلف في قدرتك على العمل في الحياة اليومية. ومع كل الأنواع المختلفة،
يبقى السؤال ما هو الصداع تماما؟
تعريف الصداع
يمكن لكلمة صداع أن تصف كل نوع تقريبا من الألم الذي نشعر به في الرأس. وقد
يكون الألم في أي جزء من الرأس، وليس فقط في مساحة الصدغين والجبين التي
يربطها الأشخاص عموما بالصداع، وإنما أيضا في الجهة الخلفية للرأس وفي أسفل
الوجه. ثمة كلمة أخرى لوصف الصداع هي ألم الرأس.
الصداع هو مشكلة طبية، تماما مثل مرض القلب وارتفاع ضغط الدم. وقد يكون
الألم حادا أو كليلا، مستمرا أو متقطعا، موجعا أو مبرحا. وقد يدوم لبضع
ثوان أو دقائق أو ساعات أو أيام. وقد تعاني من الألم في جانب واحد من رأسك
أو في كلا الجانبين. وقد تعاني من نوبة صداع فيها خصائص لأكثر من نوع واحد
من الصداع أو قد تعاني من أنواع مختلفة من الصداع في الوقت نفسه. وفي بعض
الأحيان، يصعب ببساطة وصف أعراضك أو تحديد متى بدأ الألم.
لماذا يحدث الصداع؟
لا يملك العلماء بعد كل الأجوبة، رغم أن الفهم الطبي للصداع وخيارات
المعالجة المتوافرة تتحسن وتتوسع باستمرار. ومن المنطقي الاعتقاد بأن
الصداع ينجم عن تفاعلات بين دماغك، وأعصابك، وأوعيتك الدموية. لكن هذه
التفاعلات معقدة جداً.
تنشأ بعض أنواع الصداع لأسباب جليّة، مثل تلقي ضربة على الرأس. لكن الصداع
يبدأ في أغلب الأحيان من دون إصابة جلية أو مصدر واضح للألم.
لماذا يصاب بعض الأشخاص بالصداع على نحو أكثر تواترا من الآخرين؟
قد تكون ببساطة عرضة للصداع بسبب تكوينك الوراثي وكيميائية دماغك.
وفي حالة صداع الشقيقة، قد تكون المشكلة وراثية، فالأولاد الذين يعاني أهلهم من صداع الشقيقة هم أكثر عرضة لصداع الشقيقة.
وقد يكون أسلوب العيش عاملاً أيضا، فبعض أشكال الصداع ترتبط بالتوتر أو
الشعور بالإرهاق أو عدم الحصول على نوم كاف أو حذف وجبات طعام.
مرض مشترك
يعاني كل شخص تقريبا من الصداع في وقت ما. والواقع أن بعض أشكال الصداع
مؤلمة على نحو خفيف، فيما هناك أشكال أخرى مؤلمة بشدة. ومهما كان نوع
الصداع الذي يصيبك، تُفضّل على الأرجح لو أنك لم تشهده.
يحتل الصداع صدارة لائحة العشرين مرضاً الأكثر شيوعاً التي يعالجها أطباء
العائلة. فقد وجدت إحدى الدراسات أن 95 في المئة تقريبا من النساء و 91
في المئة من الرجال عانوا من صداع واحد على الأقل خلال فترة 12 شهراً.
وتمت معالجة معظم أشكال الصداع بواسطة الرعاية الذاتية، فيما قام 18في
المئة فقط من المشاركين الإناث و15 في المئة من المشاركين الذكور باستشارة
طبيب.
بالاضافة إلى ذلك، تبيّن أن عدد الأشخاص الذين يعانون من صداع مزمن أو
متواتر مذهل فعلا، فعدد الذين يعانون من صداع مزمن يتخطى بكثير العدد
الإجمالي للمصابين بداء السكر وداء الربو ومرض القلب الإكليلي. وبين هؤلاء
تبين أن أكثرمن النصف يعاني من الصداع المعروف بالشقيقة.
ولسوء الحظ، يمكن أن يعاني الأولاد وحتى الأطفال من الصداع تماما مثل
الكبار. فقد جرى تشخيص صداع الشقيقة عند أولاد في عمر الثلاثة أعوام.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أنه يعاني من صداع الشقيقة بين 7 و 18 في المئة من الأولاد، الصبيان والبنات على حد سواء.
والصداع هو الأكثر شيوعا في بداية سن البلوغ، لكنه يصبح أقل شيوعا بعد
خريف العمر. فعلى سبيل المثال، تبين أن صداع الشقيقة أكثر شيوعا عند
الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 25 و 55 عاماً، وهي المرحلة التي يكون
فيها معظمنا في أوج العمل. لهذا السبب، يكشف الصداع عن مثل هذا التأثير لدى
القوة العاملة.
تعاني النساء من الصداع، ولاسيما صداع الشقيقة، على نحو أكثر تواتراً من
الرجال. يعزى ذلك جزئيا إلى إمكانية تأثر صداع الشقيقة بالتغيرات في
مستويات الهرمونات، مثلما يحدث خلال دورة الطمث الشهرية عند المرأة أو خلال
حملها. لكن الرجال يصابون بصداع الشقيقة أيضاً، ولا تعاني كل النساء من
صداع الشقيقة خلال دورة الطمث. فمعظم النساء اللواتي يصبن بصداع الشقيقة
يعانين من هذا الألم طوال الشهر، وحتى في الأوقات التي لا تتقلب فيها
الهرمونات كثيرا.
ولحسن الحظ، يعاني معظم الأشخاص من صداع خفيف أو غير متواتر ولا يحتاجون
إلى مراجعة الطبيب. فمسكنات الألم الشائعة والخطوات الوقائية البسيطة تساعد
على معالجة المشكلة. إلا أن الصداع يعتبر مشكلة خطيرة بالنسبة إلى بعض
الأشخاص. فهؤلاء الأشخاص يعانون من صداع قوي ومعيق لا يهدأ بمجرد تناول
الأدوية الشائعة، أو يعانون من صداع متواتر أو حتى يومي يلقي بعب ء ثقيل
على قدراتهم في العمل جسديا وعاعلفيا.
قد تكون زيارة الطبيب ضرورية في مثل هذه الظروف، وقد يصف لك الطبيب المزيد
من مسكنات الألم الفعالة مع أدوية أخرى لمعالجة صداعك. بالإضافة إلى ذلك،
قد يوصيك الطبيب بتعديلات بسيطة في أسلوب العيش للوقاية من الصداع.
خرافات عن الصداع
تكثر المفاهيم الخاطئة بشأن الصداع. فعلى سبيل المثال، يميل العديد من الأشخاص إلى الاعتقاد بأن كل أنواع الصداع هي نفسها.
وثمة اعتقاد بأن المستويات المرتفعة للتوتر تسبب دوما الصداع. لا شك في أن
هذا الربط صحيح بالنسبة إلى بعض الأشخاص، لكنه في المقابل غير صحيح
بالنسبة إلى البعض الآخر. من هنا ينشأ اللغط. فالتوتر قد يولد صداعا عند
شخص عرضة لصداع الشقيقة.
من جهة أخرى، يحتمل ألا يسبب التوتر صداعا عند شخص غير معرض للإصابة بالصداع.
والمؤسف أن الإعلان يثبت المفاهيم الخاطئة بشأن الصداع في مجتمع اليوم.
ففي العديد من الإعلانات، مثلا، يتم وصف علاجات الصداع على أنها عقاقير
سحرية تقضي على ألم الرأس الموجع خلال دقائق. لكن في الواقع، لا يمكن
القضاء على كل أشكال الصداع بمجرد تناول حبة دواء. فالأدوية هي مجرد جزء،
وان كانت جزءا أساسيا، من معظم برامج المعالجة. وفي أغلب الأحيان، تبرز
الحاجة إلى علاجات فعالة غير مشتملة على العقاقير بالتزامن مع العقاقير.
والواقع أن الأحباب والأصدقاء والزملاء ليسوا الوحيدين الذين يسيئون غالبا
إدراك التأثير الذي قد يتركه الصداع عند شخص ما. ففي أغلب الأحيان، ينتهي
الأشخاص أنفسهم المصابون بالصداع بالاعتقاد أنهم المسؤولون عن المشكلة. لكن
هذا الاعتقاد الخاطئ قد يمنع بعض الأشخاص من طلب المساعدة لمعالجة صداعهم.