قوله تعالى { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر .. }
س - ما معنى قوله تعالى { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا ما اختلط بعظم ذلك جزئناهم ببغيهم وأنا لصادقون } ؟
ج- معنى هذه الآية أن الله يخبر بأنه حرم على الذين هادوا وهم اليهود حرم عليهم كل ذي ظفر من البهائم .. وذو الظفر قال أهل العلم هو الذي ليس فيه شق في يديه ولا في رجليه تكون يداه ورجلاه طبقة واحدة بمعنى أن يكون كخف البعير مثلا غير مشقوق لأن الأرجل في البهائم منها ما هو مشقوق كالماعز والغنم شحومهما إلا ما استثنى { إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم } فإنه حلال لهم .
وبين الله سبحانه وتعالى أن هذا التحريم إنما هو ببغي وعدوان وأنهم لما بغوا واعتدوا حرم عليهم بعض الطيبات كما قال تعالى في آية أخرى { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً } سورة النساء الآية 16 . وهو نوع من العقاب لهم في الدنيا قال تعالى { ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون } سورة الأنعام ، الآية 146 . الضمير هنا يعود إلى الله - عز وجل - وإنما جاء بصيغة الجمع للتعظيم وهو سبحانه وتعالى أصدق القائلين وأعدل الحاكمين ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن الإنسان بمعصيته لربه وبغيه قد يحرم بعض الطيبات إما شرعاً كما حصل لليهود وإما قدراً فإن الإنسان قد يصاب بآفات تمنعه من تناول الطيبات بسبب عدوانه وبغيه وكذلك أيضاً يبتليهم الله تعالى بالجدب والقحط وقلة الثمار بسبب المعاصي والذنوب فرزق الله -عز وجل - والطيبات التي أحلها للعباد إذا بغوا أو اعتدا فقد يحرمون منها إما شرعاً وإما شرعاً وإما كوناً وقدراً لكن إذا اتقى الناس التزموا ما أمر الله به ورسوله ، - صلى الله عليه وسلم -، وقاموا بطاعة ربهم فإن الله تعالى يقول { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } سورة الأعراف ، الآية 96 . نسأل الله تعالى أن يحقق للمسلمين الإيمان والتقوى .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *
س - ما معنى قوله تعالى { وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا ما اختلط بعظم ذلك جزئناهم ببغيهم وأنا لصادقون } ؟
ج- معنى هذه الآية أن الله يخبر بأنه حرم على الذين هادوا وهم اليهود حرم عليهم كل ذي ظفر من البهائم .. وذو الظفر قال أهل العلم هو الذي ليس فيه شق في يديه ولا في رجليه تكون يداه ورجلاه طبقة واحدة بمعنى أن يكون كخف البعير مثلا غير مشقوق لأن الأرجل في البهائم منها ما هو مشقوق كالماعز والغنم شحومهما إلا ما استثنى { إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم } فإنه حلال لهم .
وبين الله سبحانه وتعالى أن هذا التحريم إنما هو ببغي وعدوان وأنهم لما بغوا واعتدوا حرم عليهم بعض الطيبات كما قال تعالى في آية أخرى { فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيراً } سورة النساء الآية 16 . وهو نوع من العقاب لهم في الدنيا قال تعالى { ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون } سورة الأنعام ، الآية 146 . الضمير هنا يعود إلى الله - عز وجل - وإنما جاء بصيغة الجمع للتعظيم وهو سبحانه وتعالى أصدق القائلين وأعدل الحاكمين ويؤخذ من هذه الآية الكريمة أن الإنسان بمعصيته لربه وبغيه قد يحرم بعض الطيبات إما شرعاً كما حصل لليهود وإما قدراً فإن الإنسان قد يصاب بآفات تمنعه من تناول الطيبات بسبب عدوانه وبغيه وكذلك أيضاً يبتليهم الله تعالى بالجدب والقحط وقلة الثمار بسبب المعاصي والذنوب فرزق الله -عز وجل - والطيبات التي أحلها للعباد إذا بغوا أو اعتدا فقد يحرمون منها إما شرعاً وإما شرعاً وإما كوناً وقدراً لكن إذا اتقى الناس التزموا ما أمر الله به ورسوله ، - صلى الله عليه وسلم -، وقاموا بطاعة ربهم فإن الله تعالى يقول { ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض } سورة الأعراف ، الآية 96 . نسأل الله تعالى أن يحقق للمسلمين الإيمان والتقوى .
الشيخ ابن عثيمين
* * * *