تستحضرني في هذه اللحظات المصيرية التي تسبق صفر الانطلاق نحو اللاعودة عن قرار ' فلسطين الدولة 194'، صورتان:
الأولى، صورة لصاحب الكوفية الذي أبى أن يغادر هذه الحياة قبل أن يَحْفِر َعلى الشمس موقف التحدي بصموده أمام كل الإغراءات والحصار والمؤامرات، وحَمَتْهُ قطرات من عرق طاهر، تدافعت على جباه وجوه سمراء، أضاءت كال*** في لحظات القهر والعزلة والضبابية العربية والعالمية، والتي استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام في محاولات إنزال الفارس عن فرسه، فكانت الصورة الاشرف، والوسام الأسمى، على صدر كل من قال أنا فلسطيني.
لقد جسد هذا القائد العظيم كل نسمة هواء تسربت له من بين المتاريس، حروفا لرسالة عميقة عمق جذور الزيتون، وقوية بعنان سرو أحراش حيفا وجنين، وعذبة بنكهة برتقال غزة، ورسالة ستبقى بقاء اللغة العربية، مفادها بأن شعب الجبارين يستحدث لكل حكاية روح ومعنى، ولكل موقف رجال ونماذج تعجز فيها كل النظريات والفرضيات، وتمنح العالم صيغا جديدة لمفهوم الحق والبقاء في نفس الوقت.
عندما صمد الشهيد الحي، وقال'لا' من البلد التي تدعي صنع الحقوق، إلى مقاطعة العزة والكرامة، لم يكن يبالي بضعف الجسد ومهانة الحياة، بل تحمل مسؤولياته كقائد يدرك انه يصنع المستقبل بصموده ويحطم نظرية هذا العدو الحاقد الذي يخشى على رغيف الخبز خشيته من ظلام الليل ومفاجئاته.. اليوم نستحضرك يا أبا عمار.
والثانية، هو موقف مشابه لقائد أراد أن يضيف للشمس نورا لن يغيب عن هذه الأرض، بان هناك شعبا يحتضن حقه وحلمه، وانه يتوجه للأمم المتحدة بقلب المؤمن الذي حاصرته الدبابات في المقاطعة الأبية، ومن هنا كانت الصورة الثانية التي استوقفتني كثيرا عندما أسفرت إحدى النقاشات الكثيرة التي تغص بها الساحة الفلسطينية هذه الأيام، عندما لخص احد الوطنيين القادة ووصف الحالة التي نعيشها بأنه استحقاق لشخص الرئيس الذي يحظى باحترام ومصداقية عالمية، تجعل الأمور لا يمكن تصورها إن غادرنا هذا الرئيس بعد فترة وتخلى عن منصبه، وبعبارة أدق أننا قد نحتاج لأكثر من عقدين حتى نستعيد ثقة العالم بنا، حقيقة أن هذه الكلمات جعلتني انظر لما يجري بصورة مختلفة تماما، وبأفق أكثر شمولية، وأكثر عمقا، وان ما يقوم به سيادة الرئيس أبو مازن يخرج من الدائرة الضيقة التي حاول البعض وضعنا بها من تبعات القرار والمعاناة التي قد تنعكس على الحياة اليومية وعلى المواطن العادي، وهي أمور مهمة، لكنها تتحول إلى معان من الصمود والمقاومة حين ندرك مرحلة ما بعد غد.
لم أكن اربط هذا التغيير النوعي لنظرة العالم لنا بهذه المصداقية العالمية لشخص الرئيس، وربما لا أُلَاْم كثيرا على ذلك، لأن خفافيش الليل التي تعشعش في بعض غرف المقاطعة، قد منعتنا من'إدراك الحقائق وجعلت هذا الشعب يستقي نظرياته من أحداث ضبابية يغلفها الشك دائما والرفض غالبا.
سيدي الرئيس.. الصامد الان ليس أمام غطرسة قلة من أعداء الإنسانية، بل الصامد الآن أمام مسؤولية أين سآخذ شعبي غدا، نقول لك إننا خلفك، وأمام خفافيش الليل، وإننا نراك تلامس جبهة صاحب الكوفية وتطمئنه على هذا الوطن، وانك مسنود بقلة من القابضين على الجمر، وغير أبهِ بما قد تحمله رياح غد من عقوبات ومهاترات عالمية ستدفن في مهدها لحظة وقوفك أمام العالم لتتحدى الظلم وتتحدى الخوف الذي جهدوا أن يغلفوا به أجواء عروبتنا.
لقد انتصرت الثورات العربية بإزاحة رؤساء الظلم، لكنك اليوم تحارب معنى الظلم للعالم اجمع، لتصنع النموذج الفلسطيني للحرية، ويتحول هذا النموذج كصاحب الكوفية نموذجاً للأحرار، ستتغير الأمور بعد غد، لانك ستقف على نقطة إقلاع اللاعودة، فنحن معك لتقول للعالم كله هذا هو الفلسطيني الذي صنعته التحديات، وصاغ فكرة من عمق الديانات والقيم، وجسدت شخصيته التواصل الانفتاح مع الحضارات والشعوب الصادقة بمعاييرها وقيمها لان البقاء دائما للحق وللشعوب.
الأولى، صورة لصاحب الكوفية الذي أبى أن يغادر هذه الحياة قبل أن يَحْفِر َعلى الشمس موقف التحدي بصموده أمام كل الإغراءات والحصار والمؤامرات، وحَمَتْهُ قطرات من عرق طاهر، تدافعت على جباه وجوه سمراء، أضاءت كال*** في لحظات القهر والعزلة والضبابية العربية والعالمية، والتي استمرت لأكثر من ثلاثة أعوام في محاولات إنزال الفارس عن فرسه، فكانت الصورة الاشرف، والوسام الأسمى، على صدر كل من قال أنا فلسطيني.
لقد جسد هذا القائد العظيم كل نسمة هواء تسربت له من بين المتاريس، حروفا لرسالة عميقة عمق جذور الزيتون، وقوية بعنان سرو أحراش حيفا وجنين، وعذبة بنكهة برتقال غزة، ورسالة ستبقى بقاء اللغة العربية، مفادها بأن شعب الجبارين يستحدث لكل حكاية روح ومعنى، ولكل موقف رجال ونماذج تعجز فيها كل النظريات والفرضيات، وتمنح العالم صيغا جديدة لمفهوم الحق والبقاء في نفس الوقت.
عندما صمد الشهيد الحي، وقال'لا' من البلد التي تدعي صنع الحقوق، إلى مقاطعة العزة والكرامة، لم يكن يبالي بضعف الجسد ومهانة الحياة، بل تحمل مسؤولياته كقائد يدرك انه يصنع المستقبل بصموده ويحطم نظرية هذا العدو الحاقد الذي يخشى على رغيف الخبز خشيته من ظلام الليل ومفاجئاته.. اليوم نستحضرك يا أبا عمار.
والثانية، هو موقف مشابه لقائد أراد أن يضيف للشمس نورا لن يغيب عن هذه الأرض، بان هناك شعبا يحتضن حقه وحلمه، وانه يتوجه للأمم المتحدة بقلب المؤمن الذي حاصرته الدبابات في المقاطعة الأبية، ومن هنا كانت الصورة الثانية التي استوقفتني كثيرا عندما أسفرت إحدى النقاشات الكثيرة التي تغص بها الساحة الفلسطينية هذه الأيام، عندما لخص احد الوطنيين القادة ووصف الحالة التي نعيشها بأنه استحقاق لشخص الرئيس الذي يحظى باحترام ومصداقية عالمية، تجعل الأمور لا يمكن تصورها إن غادرنا هذا الرئيس بعد فترة وتخلى عن منصبه، وبعبارة أدق أننا قد نحتاج لأكثر من عقدين حتى نستعيد ثقة العالم بنا، حقيقة أن هذه الكلمات جعلتني انظر لما يجري بصورة مختلفة تماما، وبأفق أكثر شمولية، وأكثر عمقا، وان ما يقوم به سيادة الرئيس أبو مازن يخرج من الدائرة الضيقة التي حاول البعض وضعنا بها من تبعات القرار والمعاناة التي قد تنعكس على الحياة اليومية وعلى المواطن العادي، وهي أمور مهمة، لكنها تتحول إلى معان من الصمود والمقاومة حين ندرك مرحلة ما بعد غد.
لم أكن اربط هذا التغيير النوعي لنظرة العالم لنا بهذه المصداقية العالمية لشخص الرئيس، وربما لا أُلَاْم كثيرا على ذلك، لأن خفافيش الليل التي تعشعش في بعض غرف المقاطعة، قد منعتنا من'إدراك الحقائق وجعلت هذا الشعب يستقي نظرياته من أحداث ضبابية يغلفها الشك دائما والرفض غالبا.
سيدي الرئيس.. الصامد الان ليس أمام غطرسة قلة من أعداء الإنسانية، بل الصامد الآن أمام مسؤولية أين سآخذ شعبي غدا، نقول لك إننا خلفك، وأمام خفافيش الليل، وإننا نراك تلامس جبهة صاحب الكوفية وتطمئنه على هذا الوطن، وانك مسنود بقلة من القابضين على الجمر، وغير أبهِ بما قد تحمله رياح غد من عقوبات ومهاترات عالمية ستدفن في مهدها لحظة وقوفك أمام العالم لتتحدى الظلم وتتحدى الخوف الذي جهدوا أن يغلفوا به أجواء عروبتنا.
لقد انتصرت الثورات العربية بإزاحة رؤساء الظلم، لكنك اليوم تحارب معنى الظلم للعالم اجمع، لتصنع النموذج الفلسطيني للحرية، ويتحول هذا النموذج كصاحب الكوفية نموذجاً للأحرار، ستتغير الأمور بعد غد، لانك ستقف على نقطة إقلاع اللاعودة، فنحن معك لتقول للعالم كله هذا هو الفلسطيني الذي صنعته التحديات، وصاغ فكرة من عمق الديانات والقيم، وجسدت شخصيته التواصل الانفتاح مع الحضارات والشعوب الصادقة بمعاييرها وقيمها لان البقاء دائما للحق وللشعوب.