بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"> <tr> <td> </td></tr></table> | |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"> <tr> <td valign="top" width="7"><table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"> <tr bgcolor="#00458a"> <td height="200"> </td></tr> <tr> <td> </td></tr></table></td> <td width="7"> </td> <td valign="top"> لقد أشبعت المنظمات الصحية العالمية موضوع (طب الشيخوخة) بكثير من المتابعة والتنظيم حتى أصبحت ممارسته تلقائية في أوروبا وأمريكا، وخصصت له هيئات تتولى متابعته، وتنفيذه وتأمين كافة القوانين التي تضمن تطبيقه بأفضل وأسهل الطرق. مما لاشك فيه أن الإنسان يمر بمراحل تطورية معروفة من الطفولة إلى الكهولة ثم إلى الشيخوخة وهذا التطور يرافقه تغيرات جسدية درست مفصّلاً على مدى السنين ولعل اللقاحات الخاصة بكثير من الأمراض الإنتانية هي الأهم وأول ما عني به في مجالات الطب الوقائي وهنا سنخصّص الحديث عما ينبغي فعله عند بلوغ عمر ال50 عند الذكور والإناث على حد سواء. تغيّرات جسم الإنسان بتقدم العمر: إن قوة وحجم العضلات تتناقصان بشكل طبيعي مع تقدم العمر حيث يفقد الشخص حوالي 2-3كغ من كتلة العضلات, غير أنّ ممارسة النشاط الرياضي والحركة بشكل منتظم تساعد على الحفاظ على حجم وقوة العضلات . تتناقص الكثافة العظمية بتقدم العمر. ترتفع نسبة الكولسترول وLDL كولسترول.. قد يرتفع سكر الدم بسبب عدم إنتاج الأنسولين بشكل كافٍ مع تقدم السن. إن حس العطش قد يتناقص مع تقدم السن ممّا يعرض كبار السن لخطرالتجفاف. كما تتناقص قدرة الجسم على استعمال الأوكسجين المستنشق بشكل فعّال. إن نسبة استهلاك الجسم للطاقة تتناقص أيضاً بتقدّم العمر بحوالي 2% لكل عقد من العمر, وإن استمرار الفعالية والحركة تجعل الجسم يستهلك الطاقة بشكل أكبر على حساب شحوم الجسم مما يقي من البدانة. تزداد نسبة الشحوم بالجسم بشكل طبيعي مع تقدم العمر ويحل النسيج الشحمي محل العضلات. إن حاجة جسم الإنسان من الحريرات تتناقص بتقدّم السن بنسبة 25% لسببين أ- إن العمليات الأساسية في الجسم تستهلك الطاقة بنسبة أبطأ حيث يفقد معظم الكهول 2-3% من كتلة العضلات في جسمهم خلال كل عقد من عمرهم وإن الجسم يحتاج لطاقة أقل للحفاظ على النسيج الشحمي من الطاقة اللازمة للحفاظ على النسيج العضلي. ب- كما أن معظم الكهول يحتاجون لكمية أقل من الحريرات لأن حياتهم تصبح أقل حركة وفعالية. لذلك أوصت الهيئات الصحية العالمية حرصاً على الوقاية بإجراء ما يلي: 1- الفحص الطبّي الدوري: تعدّ زيارة الطبيب الدورية كل سنتين من الأمور المهمة جداً عند بلوغ سن ال50 ليس في حالة المرض فحسب وإنما لأسباب وقائية (درهم وقاية خير من قنطار علاج) 2- الفحوص المخبرية والشعاعية: لطاخة عنق الرحم وتجرى عند النساء من عمر18 سنة إلى 65 سنة كل 2-3 سنوات بقصد الكشف المبكّر عن سرطان عنق الرحم. فحص شحوم الدم وخاصة الكولسترول بدءاً من عمر 35 سنة وعلاجه إن كان مرتفعاً لعلاقته المثبتة بأمراض القلب والأوعية. صورة الثديMammography عند النســــــاء وتجرى كل ســــــــــــــنتين عند بلوغ المرأة ســـــــن 45-50. عيار مستوى PSA الخاص بالبروستات عند الرجال بعد عمر ال50 للكشف المبكّر عن سرطان البروستات ويوصى بإجرائه سنوياً. فحص سنوي للدم الخفي في البراز عند بلوغ سن ال 50 (في حال عدم الرغبة بإجراء تنظير الكولون الوقائي كل 7-10 سنوات). 3- اللقاحات: يوصى باللقاحات التالية: آ- لقاح الكزاز والدفتيريا ويُعطى كل 10 سنوات لكافة الأعمار. ب- لقاح الانفلونزا ويُعطى سنوياً بعد عمرال65 سنة للمرضى المزمنين بالسكري وأمراض الرئة. ج- لقاح ذات الرئة يُعطى مرة واحدة بعد سن ال65 سنة. 5- الوقاية الدوائية: لقد ثبت أن إعطاء المريض جرعة من الأسبرين 81 مغ يومياً يفيد في إنقاص حدوث احتشاء العضلة القلبية عند الأشخاص ذوي الخطورة العالية لأمراض القلب والأوعية. 6- اللياقة البدنية والفعالية المستمرة: إن البدانة من الأوبئة الواسعة الانتشار حالياً، وهي من عوامل الخطورة في زيادة أمراض القلب والضغط الشرياني والسكري وغيرها، ويعتبر الخمول وقلة الحركة سبباً في ازدياد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض؛ لذلك ينصح باتباع تمارين رياضية أو المشي لمدة 30دقيقة على الأقل 3أيام بالأسبوع وهذا ما يكفل تخفيف خطر أمراض القلب، الضغط الشرياني، السكري, ترقق العظام والجلطات الدماغية؛ ويجب استشارة الطبيب بما يتعلق بتمارين أكثر شدة وإجهاداً على القلب خاصة بعد عمرال50. 7- الوقاية من السرطانات: سرطان الرئة: بتجنب التدخين بأي مرحلة من العمر. والإقلاع عنه ولو في سن متأخرة. سرطان الجلد: بالتخفيف من التعرض لأشعة الشمس الحارقة بارتداء الملابس وواقيات الشمس. سرطان عنق الرحم: بإجراء لطاخة دورية لعنق الرحم. سرطان الثدي: بإجراء الفحص من قبل المرأة لثدييها شهرياً عقب الدورة الشهرية، و في كل سنة من قبل الطبيب بعد سن ال40؛ وينصح بإجراء تصوير الثدي كل سنتين بعد سن ال45-50. سرطان الكولون: ينصح بإجراء تنظير كولون وقائي بعمرال50 سنة عند الرجال والنساء للكشف المبكر عن السرطان واستئصال البوليبات إن وجدت، ويمكن الاستعاضة عنه بإجراء فحص البراز للدم الخفي مع تنظير المستقيم فقط كل 5 سنوات، وهناك بعض التوصيات بإجراء صورة ظليلة للكولون كل 5 -10سنوات ولكن هذا الفحص قلّت نسبة استخدامه لقلّة دقته مقارنة بتنظير الكولون. غذاؤك بعد الخمسين تبلغ الحاجة اليومية لمعظم الكهول حوالي 1600-1800 حريرة تتوزع على الشكل التالي: (مثال) الحبوب: 6 حصص )الحصة هي كمية من الغذاء ذات سعرة حرارية معينة مثل نصف كأس بازلاء يعادل 60 كالوري) الخضار:6حصص الفواكه:3حصص الحليب ومشتقاته: حصّتان اللحم والبقول: حصّتان. وهكذا وبشكل عام ينصح الكهول بخفض نسبة الدسم المشبعة مثل السمن والشحوم الحيوانية المصدر والكولسترول في طعامهم، وتخفيف نسبة الدسم بحيث لا تتجاوز30% من إجمالي الحريرات اليومية؛ حيث أن كل1 غ من الدسم يعطي ضعف كمية الحريرات التي يعطيها 1غ من البروتين أوالنشويات. البروتين مشكلة عند البعض: إن تناول حصتين من البروتين أو ما يعادل 150 غم يومياً يعتبر كافياً... ولكن المشكلة أن اللحم أو الدجاج قد يكون قاسياً وصعب المضغ والبلع مما يجعل الشيخ يتوقف عن تناوله كما قد توجد مشكلة مالية في الحصول على السمك والدجاج واللحوم. الكالسيوم ضروري أيضاً إن الحاجة اليومية من الكلس بالنسبة للرجال والنساء فوق سن ال50 تبلغ حوالي 1200 مغ.. ويعتبر الحليب واللبن والجينة أفضل مصادرالكلس حيث أن كأساً كبير من الحليب يحوي 300 مغ من الكلس وبالتالي فإن تناول حصتين أو ثلاثة من الحليب ومشتقاته تؤمن كمية كافية من الكلس التي يجب أن تؤخذ مع فيتامين- د -على أن يؤخذ بين وجبات الطعام حيث يؤثر الكلس سلباً على امتصاص الحديد من الطعام. فيتامين- د: يحتاج الإنسان كي يحصل على كمية كافية من فيتامين- د لأن يتعرّض لأشعّة الشمس المباشرة لمدة 20-30 دقيقة على الوجه واليدين مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً؛ ومع تقدّم السن لايستطيع الجسم صنع فيتامين- د - من أشعة الشمس بسهولة, كما أن تعرّض الكهول لأشعة الشمس يقل بسبب بقائهم في المنزل معظم الوقت. إن تناول الحليب بشكل كاف يزوّد الجسم بكمية كافية من فيتامين د. ويجب عدم أخذ كميات زائدة من فيتامين د ( بشكل حبوب ) حيث تؤدي الجرعات الزائدة منه إلى أذية كلوية وحدوث نزف ووهن في العضلات والعظام. الحديد وفيتامين C : إن فيتامين C يساعد الجسم على امتصاص الحديد ولتجنب عوز الحديد يفضّل: اختيار المصادر الغنية بالحديد، كالبقول والحبوب غير المقشّرة واللحم والبيض والكبد.. الإكثار من الفواكه الغنية بفيتامين C كالحمضيات والبطيخ. إضافة اللحم أو الدجاج أوالسمك إلى وجبة الحبوب. ربما ظن البعض أن هذه الإجراءات و التوصيات قاسية نوعاً ما، أو أنها مبالغ فيها ولا تتناسب مع مجتمعنا. الجواب على ذلك من الناحية العلمية غير متوفر حالياً لغياب الدراسات الإحصائية في بلادنا و لكن ازدياد نسبة بعض الأمراض في بلادنا وتغيّر عاداتنا الغذائية لما يشبه الغذاء الغربي يدعنا نفكر ملياً في البدء بتطبيق هذه التوصيات خاصةً قليلة الكلفة منها، والتي ترقى بالصحة العامة في جميع الأعمار. ومن الضروري البدء بعمليات التوعية الصحية وتنمية فكر الطب الوقائي في مجتمعنا بدءاً من المراحل الأولى من العمر من خلال إدخال مفاهيم الطب الوقائي والصحة العامة في المناهج التعليمية ووسائل الإعلام المختلفة. شكر خاص للدكتورة مها معتوق (اختصاصية صحة عامة و تغذية) على المساعدة في إعداد القسم الخاص بالغذاء في هذه المقالة. حائز على شهادة البورد الأمريكي في الأمراض الهضمية والداخلية. استشاري أمراض الهضم- مستشفى الأسد الجامعي بدمشق |