حــلا
الـتـرك : أحب أغنيات نانسي عجرم وهيفاء الموجّهة من الأم إلى الطفل،
بينما تعتمد أغنياتي على حالة أعيشها ويعيشها أبناء جيلي. كما أشعر بأن
الطفل يصدّق غنائي أكثر من غنائهما، لأني الأقرب إلى عمره.
طفلة موهوبة أسرت العالم العربي بحضورها وصوتها واندفاعها. ليست الموهبة
الوحيدة التي شهدها الوسط الفنّي، لكنّها انطلقت في الوقت المناسب، في فترة
افتقر فيها الوسط إلى موهبة صادقة تحاكي واقع الطفل.
تملك شخصيّة
قويّة تفاجئ كل من يلتقيها. تعبّر عن رأيها بكل ثقة، تمشي، تحكي، تنظر،
كما لو أنه مضى على دخولها المجال الفنّي عقود...
إنّها الطفلة الفنانة حلا الترك التي غنّت ورقصت وانتفضت، «طفشت» لأنّها «زهقانة».
- حدّثينا عن كليب «زهقانة».
قصدتُ لبنان لتصوير الكليب برفقة جدتي وشقيقي الصغير. أعجبتني قصّة الكليب
لأنها واقعية وما من طفل إلاّ يمرّ في حالة مشابهة من الملل، الأمر الذي
يدفعه إلى إقامة «تظاهرة» كي يلفت أنظار والديه ويفهمهما أنّه ملّ من
ملازمة المنزل. شعرتُ بالراحة أثناء التصوير وكانت الأجواء مميّزة، فقد
أتاح لي المخرج زيّاد برازي الفرصة كي أضيف لمستي الخاصة الى الكليب،
باقتراحي تعديل بعض المشاهد والمواقف.
- لاحظنا انسجاماً تاماً بينك وبين المخرج، هل هذا سرّ نجاح التعاون بينكما؟
أحبّ زيّاد كثيراً، لا يمكنني البوح لك بما أملك من مشاعر تجاهه... لقد
أخرج لي كليباتي الثلاثة «بابا نزل معاشه» و»بنّيتي الحبّوبة» والكليب الذي
نصوّره اليوم لأغنية «زهقانة». كما أخرج لي إعلاناً. أنا أعتبره بمثابة
والد لي، وهو من يرشدني ويعلّمني ويدفعني إلى التعبير كما يحتاج المشهد.
- من نفّذ الأغنية؟
ألحان الأغنية لـ «عمّي» عصام كمال، الذي يدير أعمالي ويهتّم بي، أحبّه
كثيراً لكنّه صارم معي إلى حدٍّ ما، وأخاف في بعض الأحيان من تعابير وجهه
القاسية...
- هل تحبّين مشاعل؟
أحبّها.
- علمنا أنّك متفوّقة في دراستك المدرسية، أخبرينا عن مدرستك.
أتابع دراستي وأتحضّر لدخول الصفّ الخامس ابتدائي، بعدما نلت معدّل 96/100.
- هل سيسرقك الفن من الدراسة؟
أحبّ الغناء لكنّي أفضّل الدراسة أكثر وأرغب في البقاء في بلدي، وأرفض أن
أسافر كثيراً. ما زلت صغيرة وأحتاج إلى النوم في ساعات معّينة، كما تتعبني
كثرة الأعمال الفنيّة.
- إلى أي مدى تستمتعين بفنّك؟
أنا راضية عن هذا الفن، لكنّي لا أحب أن أكون فنانة فقط.
- ماذا تحبّين أن تكوني؟
أحب أن أصبح طبيبة أسنان.
- شاركتِ في حلقة من برنامج «تاراتاتا» إلى جانب أحلام ومشاعل، كيف كان وقع هذه الحلقة على حلا؟
كانت حلقة جيّدة، كنت متحمّسة جداً بلقائي أحلام ومشاعل والغناء معهما،
فقد عاملتاني بلطف، لكنّي لم أكن في قمّة سعادتي! توقّعت أن أستمتع في
الحلقة أكثر، وحالت بعض الأسباب دون ذلك.
- ما الذي منعكِ من الاستمتاع بالحلقة؟
«ما يصير أقول شو زعّلني».
- غنّيتِ لأحلام أغنية «حبّني أو حبّ غيري» في ظهورك الأول في برنامج Arabs Got Talent، هل أحلام هي فنانتك المفضّلة؟
أحبّ أحلام لكنّها ليست فنانتي المفضّلة. الفنان المفضّل لديّ هو شاب اسمه
راكان، أحبّه ويحبّني وقد غنّيت له في إحدى المرّات أغنيته «هذا حالك يا
عنيد» و»امبسط وقعد يصيح».
- من تحبّين أيضاً من الفنانات والفنانين؟
أحبّ منى أمرشا ومشاعل.
- أخبرينا عن مشاركتك المسرحية الأولى؟
خضت تجربتي التمثيلية الأولى قبل أيام في مسرح الطفل، فقد شاركت في مسرحية
«بنيتي الحبّوبة» الموجهة إلى الأطفال في الكويت. أنجز الشاعر الخليفة
أغنية «بنيتي الحبوبة» التي تضمّنتها المسرحية وغنّيتها، ولحّنها عصام
كمال، وكانت من إنتاج الفنان فيصل دشتي. وقد شاركني بطولة المسرحية فرقة
ضمّت عبدالله الطليحي وجاسم ويوسف وآخرين.
- ما هي أحبّ أغنياتك إلى قلبك؟
«زهقانة طفشانة» هي أغنيتي المفضّلة.
- غنّيتِ أغنية مقدمة مسلسل «واي فاي»، هل أنتِ راضية عن مشاركتك هذه؟
كانت مشاركة جميلة أضافت إلى مسيرتي بالتأكيد لكنّها كانت مشاركة
«خفيّة»... أزعجني الأمر وحزنت لأنّي لم أظهر في المسلسل واقتصرت مشاركتي
على الغناء، فقد أخفوني ولم تظهر صورتي حتّى أثناء غنائي.
- هل طلبتِ منهم أن يمنحوك دوراً في المسلسل؟
أخبرتهم عن رغبتي في التمثيل ولكنهم رفضوا!
- أخبرينا عن صديقاتك.
لديّ ثلاث صديقات هنّ مَنها وهي هنديّة، ومريم أنصاري صديقتي
الباكستانيّة، وصديقتي المقرّبة ماريا وهي إيطاليّة، وشهرتي سبب حبّها لي
وتقرّبها منّي.
- هل يحزنك أن صديقاتك يتقرّبن منك فقط لشهرتك؟
عادي.
- كيف تمضين أوقاتك مع صديقاتك؟
قبل أيام أمضيت نهاري برفقة صديقتي وكنّا نخطّط للسفر في رحلة سياحية إلى
نيويورك وباريس مع والدتينا، لكننا ألغينا المشروع لأنّ أمي رفضت.
- هل بدأتِ بتذوّق طعم الشهرة؟
يتبعني المعجبون أينما مشيت، ويطلبون منّي التوقيع لهم على «أوتوغراف»
وأخذ الصور معي، عندها أرتبك وأحتار أين أذهب يميناً أم يساراً!
- هل تخجلين؟
لا أخجل، لكنّ بعض المعجبين يطلبون رقم هاتفي، ولا يمكنني إعطاؤهم إياه.
- هل لديك معجبون في المدرسة؟
لا يحبونني في المدرسة، يغارون منّي ويكتبون على حائط المدرسة كلاماً سيّئاً عنّي!
- كيف هي علاقتك بمدرّسيكِ؟
جميع المدرّسين يحبونني كثيراً لأني تلميذة مجتهدة إضافة إلى كوني موهوبة، فقد نجحت في خوض تجربة الغناء ولم أقصّر في دروسي.
- هل يمكن أن تتركي دراستك وتتفرّغي للغناء؟
أريد أن أرتاح من الفن... سأتوقّف عن الغناء وأهتم بدراستي.
- كيف تصفين لنا تجربتك في برنامج Arabs Got Talent؟
حزنت كثيراً لدى مشاركتي في البرنامج، فقد أزعجني عمرو أديب عندما ضغط
«الزر الأحمر» الـ Buzzer لدى غنائي في أول ظهور. أمّا نجوى فقد أحبّتني
منذ البداية، وغنّيت لها في ظهوري التالي موّال «حرام نار الهوى»، لكنّي لم
أكن راضية عن أدائي، فقد كان صوتي متعباً. ورغم جديّة علي جابر، أحبّبته.
و(تقول مازحة) «هل من أحد لا يحبّه؟».
أبادل كل انسان يحبّني الشعور، أما الذين يرفعون صوتهم في وجهي فأترك لهم المسرح وأمشي...
- هل تشعرين بالمنافسة مع الفنانات اللواتي يغنّين للأطفال كنانسي عجرم وهيفاء وسواهما؟
أحب أغنياتهما الموجّهة من الأم إلى الطفل، بينما تعتمد أغنياتي على حالة
أعيشها ويعيشها أبناء جيلي. كما أشعر بأن الطفل يصدّق غنائي أكثر من
غنائهما، لأني الأقرب إلى عمره.
سنوات من عمر حلا
حلا الطفلة البكر لوالديها، لديها شقيقان هما محمد وعبدالله. في سنّ
السادسة، شاركت في «المهرجان الإبداعي» الذي أقامته مدرستها، وغنّت «ألف
ليلة وليلة» لأم كلثوم ونالت عنها جائزة المهرجان وتفوّقت على كل مدارس
البحرين الخاصة والحكوميّة، مما دفع الصحف والمجلات البحرينيّة إلى الكتابة
عن موهبتها والإشادة بها متوقّعة لها مستقبلاً باهراً فنيّاً.
شاركت
في برنامج «ستار صغار» ونالت اللقب بعد حلولها في المرتبة الأولى بعدما
أسرت ألمع نجوم العربي الذين حلّوا ضيوفاً على البرنامج.
أدرك والدا
حلا حجم موهبتها، ورافقوها إلى مسرح Arabs Got Talent وهي في الثامنة من
عمرها. لفتت الحضور والجمهور وأعضاء اللجنة التحكيميّة في البرنامج المؤلفة
من العميد علي جابر والفنانة نجوى كرم والإعلامي عمرو أديب، بحضورها
وصوتها وشخصيّتها القويّة. تمكّنت من حجز مكانها في المرحلة النهائية من
البرنامج، وحلّت في المرتبة الثالثة في الموسم الأول من Arabs Got Talent
وكانت الانطلاقة الفعليّة لحلا.
تبّنتها شركة «بلاتينوم ريكوردز»
التابعة لمجموعةMBC ، وأصدرت لها باكورة أعمالها أغنية «بابا نزل معاشه»،
ثمّ غنّت مع الفنانة مشاعل دويتو «بنيّتي الحبّوبة» الذي أحدث ضجّة كبيرة
على موقع «يوتيوب» ونال مشاهدة تخطّت الملايين.
في رصيدها ثلاث أغنيات آخرها «زهقانة» التي كتبها ولحّنها عصام كمال، وصوّرتها تحت إشراف المخرج زياد برازي.
جدّة حلا: لا يقتنع الطفل إلاّ بغناء طفل مثله!
- كيف تقوّمين تجربة حفيدتك حلا الترك الفنيّة، وهل كنتِ من مؤيّدي دخولها المجال الفنّي؟
تنفرد حلا في فنّها وما من منافس لها، كونها الطفلة الوحيدة التي تقدّم
هذا النوع من الفن العالم العربي، الأمر الذي ساهم في بروزها. فكل أغنياتها
من واقع الطفل نفسه. أتوقّع لكليب «زهقانة» أن يحدث ضجّة لأنه يحاكي واقع
الطفل. ما تقدّمه حلا هو فن راقٍ وواقعي يخدم الطفل. انتشارها كان سريعاً
لأنها تحاكي مشاعر الطفل. والأهم أن المخرج زياد برازي يقدّم الأغنية
بأسلوب جميل وألوان زاهية.
الفضل في ما وصلت إليه حلا يعود إلى
شركة «بلاتينوم ريكوردز» وتحديداً عصام كمال الذي تعتبره بمثابة والد لها
لما يقدّمه من دعم واهتمام.
- هناك أكثر من فنانة تغنّي للطفل!
الطفل يحتاج إلى طفل. إن لم يغنّ للطفل طفلٌ لا ينجح في إقناعه. كما أن الوسط يفتقر إلى فنان يغنّي واقع الطفل.
- ما هو سرّ نجاح حلا؟
سر نجاحها هو إدراكها لأي فئة عمرية تتوجّه بفنّها. وراء نجاح حلا جنود
أبرزهم عصام كمال الذي ينفّذ لها الأغنيات ويدير أعمالها وزياد برازي الذي
يخرج لها كليباتها.
هي تتمتّع بشخصّية قويّة جداً ولا تكفّ عن
الغناء والرقص والقفز... فقد ولدت موهبتها بولادتها. وأنا سعيدة لأنها لم
تحصر نفسها في الغناء، فقد شاركت في مسرحية تمثيلية أخيراً، وكل خطوة
مماثلة تعتبر إضافة كبرى إلى مشوار حلا الفنّي.
- ما هو المستقبل الذي تتمنّونه لحلا؟
لا نريدها أن تنخرط نهائياً في الفن، فالدراسة مهمة جداً بالنسبة إلينا،
ونحاول مع «بلاتينوم» التي تتجاوب معنا بشكل ممتاز ترتيب جدول عطلتها بحيث
تسجل الأعمال وتصورها في العطلة الصيفيّة أو في فترات الإجازة خلال العام
الدراسي، كي لا يؤثّر ذلك على دراستها.
المخرج زياد برازي: لن أكتفِ بالكليبات مع حلا وسنقدّم عملاً ضخماً قريباً!
«طفلة ذكيّة جداً، يسهل التعامل معها بخلاف بنات جيلها، لقد ولدت لكي تكون
فنانة، فنانة شاملة وليست مغنّية فحسب»... بهذه الكلمات وصف المخرج زياد
برازي الطفلة الموهوبة حلا الترك. وهو يخرج ثالث كليبات حلا «زهقانة»، بعد
إخراجه أغنية «بابا نزل معاشه» التي حلّت في المرتبة الثانية من حيث عدد
المشاهدين على موقع «يوتيوب»، فيما حلّ كليبها «بنيّتي الحبّوبة» في
المرتبة الأولى. إضافة إلى تصويرهما إعلاناً لحليب . وعن هذا التعاون قال
برازي: «أستمتع في العمل مع حلا لأنها متعاونة جداً وذكيّة إلى درجة أنّها
تضيف إلى المشاهد لمستها الخاصة، وتدرك تماماً كيف تعبّر بوجهها». وعن سرّ
الانسجام بينهما، قال: «ترتاح حلا الى التعاون معي، فقد أدركت بعد النتائج
التي حقّقناها معاً أنّي أظهرها بصورة ملائمة بموهبتها وفنّها وجمهورها،
فقد وجدت نفسها من خلال أعمالي. أمزح معها وأزعل منها وأعاقبها، وأعتبر
نفسي شقيقها الأكبر».
حدّثنا زياد عن كليب «زهقانة» الذي استغرق
تنفيذه شهراً كاملاً ما بين تحضير وتصوير ومونتاج، قائلاً: «قصّة الكليب
واقعية يمرّ بها كل طفل، تظهر فيه حلا وهي تعاني حالة ملل، تنتفض بعدها
أمام والديها لتلفت نظرهما وتفشل، مما يدفعها إلى اتخاذ قرار السفر برفقة
شقيقها بمفردهما، فتحزم أمتعتها وتترك المنزل وتطفش».
واعتبر
برازي أن تفرّد شركة «بلاتينوم ريكوردز» في الإنتاج لموهبة طفلة فتح سوقاً
جديدة لهذا النوع من المواهب، متوقّعاً أن تظهر مواهب مشابهة خلال وقت
قريب. ورأى أن الإدارة الصحيحة والموهبة الجيّدة، إضافة إلى الموسيقى
المناسبة التي يضعها عصام كمال، واللمسة الإخراجية التي يضعها بدوره، جعلت
من حلا فنانة لها مكانتها في الساحة الفنيّة.
وفي نهاية الحديث كشف نيته تنفيذ عمل ضخم مع حلا في المستقبل القريب، يحتمل أن يكون فيلماً أو مسلسلاً أو عملاً مسرحياً...
