هــــنــد صـــبـري : لا انــــافــس الا نــفـســي!
رغم السيناريوهات العديدة التي جاءتها، تمسكت برواية «فيرتيجو» ولم تستطع
مقاومتها، وبذلت جهداً كبيراً في تصويرها، وخاضت بها المنافسة الرمضانية
الشرسة، ونجحت كعادتها في جذب الأنظار وتقديم
دراما
تشويقية غير تقليدية. أما القلق الذي انتابها على مسلسلها فتراه قلقاً
طبيعياً، يخفف منه اقتناعها بأنها وأفراد فريق العمل بذلوا الجهد المطلوب.
النجمة هند صبري تكشف لنا أسرار خبطتها الدرامية الأخيرة «فيرتيجو»، وشائعة
ليلى علوي التي أدهشتها، وسبب حرصها على وجود صوت حسين الجسمي معها،
والمنافسة، والنجوم الذين تحرص على متابعتهم رغم استمرارها في تصوير
مسلسلها حتى الأيام الأخيرة من رمضان. كما تتكلم عن مهمتها في مهرجان «تروب
فيست» والرحلة التي كانت تتمنى القيام بها كسفيرة ومنعتها الظروف الأمنية،
وإجازتها مع ابنتها عاليا.
- ما شعورك وأنت تخوضين حالياً الاختبار الدرامي الثالث في مشوارك الفني؟
أعتقد أن التجربة الثالثة أصعب من الثانية، كما كانت التجربة الثانية أصعب
من الأولى، ويعود هذا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الفنان، خاصة مع
الرصيد الجماهيري الإيجابي الذي صنعته الأعمال السابقة. لذلك التجربة قد
تكون مخيفة في الحقيقة، خاصة في ظل وجود أكثر من 60 مسلسلاً تلفزيونياً
يجري عرضها، وفي بطولتها نجوم معروفون لهم جماهيرية كبيرة. لذلك الشعور
بالقلق يكون طبيعياً في هذه الحالة، لكن ما يبعث بداخلي الطمأنينة، هو أننا
قمنا بما علينا كفريق عمل، سواء كممثلين أو طاقم إخراج بقيادة عثمان أبو
لبن، أو صلاح يعقوب مدير التصوير، والسيناريست محمد ناير كاتب المسلسل،
وحسين الجسمي الذي غنى تيتر العمل. فكلنا اجتمعنا على أن نقدم للمشاهد فكرة
جديدة وعملاً شيقاً، كما أن فكرة العمل مأخوذة عن رواية «فيرتيجو»، وهو ما
يزيد من حجم المسؤولية، لأن الرواية حققت نجاحاً كبيراً وقرأها عدد كبير
من الناس، وهذا يشير إلى أنه، رضينا أم لم نرض، ستكون هناك مقارنة بين
العمل والرواية الأصلية.
- وما نوع المقارنة التي يمكن أن تحدث؟
المقارنة ستأتي من الخيال الذي رسمه كل من قرأ الرواية، لأننا هنا حولنا
رواية مكتوبة بحرفية عالية وبطريقة سينمائية ومصورة إلى عمل درامي، ومن
المعروف أن كل قارئ يرسم في خياله واقعاً للروايات التي يقرأها، وهنا تأتي
المقارنة، لأنك تقدم لمن قرأ الرواية صورة قد تكون مختلفة عما تخيله أثناء
القراءة، وفي الحقيقة المقارنة الأصعب ستكون بين ما كتبه كاتب الرواية أحمد
مراد، وبين ما كتبه السيناريست محمد ناير، لذا أعتبر أن العمل تحدٍ
للجميع.
- هل تعتقدين أن خروج أكثر من عشرين عملاً من سباق الدراما الرمضاني لأسباب مختلفة قد يزيد فرص نجاح الأعمال المعروضة الأخرى؟
لا أنظر إلى خروج عدد من المسلسلات من هذه الزاوية، لأنني على يقين أنه لا
يوجد أحد يأخذ مكان آخر أو يؤثر على نجاحه، حتى إذا وصل عدد المسلسلات
المعروضة إلى 100 مسلسل، لأن العمل الجيد سيشاهده الجمهور، إلا أن هذا لا
ينفي وقوع ظلم بالفعل على بعض الأعمال التي لم تأخذ حقها في الدعاية، أو في
تكرار عدد عرضها، لكن الحمد لله، نحن لم نواجه مثل هذه المشكلات، خاصة أن
المسلسل يعرض على قنوات «دبي» و»دريم» و»art»، وهذا تسويق جيد بالطبع، إلا
أنني أعتقد أيضاً أن فرص نجاح أي مسلسل، لا تزيد أو تقل حسب عدد مرات
العرض، أو حسب طريقة تسويقها في عدد من القنوات، لكنها تزيد أو تقل حسب ما
يتم تقديمه، طبقاً لجودة العمل وفكرته وأداء الفنانين الذين شاركوا فيه،
لأننا في النهاية نقدم منتجاً ومن الطبيعي أن يكون منتجاً جيداً حتى ينال
رضا الجمهور.
- هل حاولت بالفعل إقناع ليلى علوي بالظهور كضيف شرف في المسلسل؟
(أجابت بدهشة محتدة): في الحقيقة لا أعرف مصدر هذا الخبر غير الصحيح، وسر
هذه الشائعة، إلا أنني لا أنكر بالطبع أنه لو ظهرت ليلى علوي في أحداث
المسلسل لكان ذلك شرفاً كبيراً لي ولكل طاقم العمل، خاصة أنني أحبها وأكن
لها احتراماً كبيراً وتجمع بيننا صداقة، وأعترف هنا أنني كنت سأفكر في ليلى
مباشرة في حال وجود أحد أدوار الشرف بالعمل التي تليق باسمها وتاريخها
الفني، إلا أن المسلسل لا يوجد به من الأساس أدوار شرف، لذا أنا مندهشة
بشدة في الحقيقة، من ظهور شائعة ليس لها أي أساس أو مصدر أو حتى فكرة
مثلاً، حتى تخرج مثل هذه الأخبار المغلوطة.
- قد يكون ما تردد عن ظهور ضيوف شرف في الحلقات الأخيرة من المسلسل هو السبب في تلك الشائعة؟
قد أدهشك عندما أقول لك إن هذه شائعة أيضاً، وكل ما تمت كتابته عن الحلقات
الأخيرة غير صحيح، لذلك لا أعلم من أين يستقي هؤلاء معلوماتهم أو أخبارهم؟
قد يكون هناك زملاء شاركوا بعدد مشاهد قليلة مثل أحمد فؤاد سليم وسلوى
خطاب ومي سليم، إلا أن أدوارهم كانت محورية جداً في سياق الأحداث، ولذلك لا
يجوز أن نطلق عليهم ضيوف شرف، وأود أن أستغل الفرصة لأوجه لهم الشكر
والتحية، لمشاركتهم في المسلسل ومجاملتهم لنا، خاصة أن كلهم نجوم أصحاب
قيمة كبيرة.
- هل تعتقدين أن مشاركة عدد من النجوم كضيوف شرف في مسلسلك السابق «عايزة أتجوز» سبب تلك الشائعة؟
بالطبع لا فهذا خلط للأوراق، لعدم وجود علاقة بين مسلسل متصل مثل
«فيرتيجو»، ومسلسل منفصل متصل مثل «عايزة أتجوز»، لأن الحالة الدرامية
مختلفة بمنتهى البساطة.
- هل كنت صاحبة اختيار حسين الجسمي لغناء تتر العمل؟
نحن نعمل كفريق، ولا يوجد من ينفرد بالقرار أثناء العمل، وأعتقد أن هذه
النقطة من أهم الإيجابيات التي نعمل بها، وكما تعرف بالطبع، فإن حسين
الجسمي هو من قام بغناء تتر أول أعمالي الدرامية في مسلسل «بعد الفراق»،
لذلك ومنذ تلك اللحظة، أحب أن يقترن صوته بصورة العمل الدرامي الذي أقدمه،
خاصة أنني معجبة بصوته وإحساسه في الغناء، وأرى أنه أفضل من يمكنه القيام
بذلك، لذلك كان القرار جماعياً من كل فريق العمل، ووقع اختيارنا على الجسمي
دون تردد، وفي الحقيقة حسين لم يبخل علينا، ولا على الأغنية، وكل تترات
المسلسلات التي غناها نجحت، فهو تميمة حظ جيدة، خاصة أنه يعلم معنى كلمة
تتر مسلسل سيستمر مع المشاهد لمدة 30 يوماً، وفي الحقيقة نحن محظوظون
لتعاونه معنا، وأغنية المسلسل اسمها «محدش مرتاح» وأعتبرها أغنية رائعة.
- هل تعلمين أن حسين الجسمي قال إن سبب موافقته على غناء تتر مسلسل «فيرتيجو» هو إعجابه بأعمالك؟
في الحقيقة هذه المرة الأولى التي أسمع خلالها هذا التعليق، وأود أن أشكره
على رأيه، فهو رجل محترم، وأعتقد أن هذا يدل على ما سبق وذكرته لك من وجود
إعجاب فني متبادل بيننا، كما أن هذا يشير إلى حبه للوجود بأغنية أو أكثر
في مصر خلال شهر رمضان، وأود أن أشكره مرة أخرى.
- هل تعمقت في مهنة التصوير واستخدام أدواتها أم أنك كنت تؤدين مشاهدك دون الالتفات الى تلك التفاصيل؟
أعتقد أنني كنت محظوظة في هذا المسلسل، لأن المخرج عثمان أبو لبن احترف
التصوير الفوتوغرافي لفترة في حياته، وهذا ساعدني كثيراً، لأنه علمني أشياء
كثيرة عن عالم التصوير، وعلاقة المصور بالكاميرا، وعلاقة الكاميرا بالعالم
الخارجي حولها، والطريقة التي يجب أن ينظر بها المصور داخل العدسة، أي
يمكنك أن تقول إنني أصبحت على دراية ببديهيات تك*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-* التصوير الفوتوغرافي،
وفي الحقيقة اكتشفت أن التصوير الفوتوغرافي عالم كبير جداً، مليء بالتفاصيل
غير الملاحظة، أضف إلى كل ذلك أن أحمد مراد كاتب الرواية هو في الأساس
مصور فوتوغرافي، لذلك كنت أتابعه باستمرار، وأشاهد طريقة تعامله مع
الكاميرا.
- وهل أحببت مهنة التصوير أم أنك تعاملت معها باعتبارها ضرورة لابد منها من أجل المسلسل؟
على العكس، أنا أعشق هذه المهنة منذ سنوات، وكنت أتمنى دائماً الحصول على
بعض الدروس فيها، ومن المستحيل أن تجد فناناً يعمل أمام الكاميرا ولا
يحبها، أو يتمنى تعلم التصوير، سواء تصوير سينمائي أو فوتوغرافي.
- تقدمين في كل أعمالك التلفزيونية عدداً من الوجوه الجديدة فما سبب حرصك على ذلك؟
لا لشيء سوى أنني أعتبر التلفزيون فرصة جيدة لتقديم عدد من الوجوه الشابة،
من أصحاب المواهب الفنية الحقيقية، في كل المجالات، خاصة أن التلفزيون
يساعد على الانتشار بشكل أسرع من السينما.
- هل ستكون تجربتك الدرامية القادمة مقتبسة من عمل أدبي أيضاً كما فعلت من قبل في مسلسلي «عايزة أتجوز» وحالياً «فيرتيجو»؟
أتمنى ذلك، فأنا على يقين من أن الأعمال الأدبية هي الأصل والمصدر لكثير
من الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية، إلا أن هذا لا يعني رفضي
للأعمال المكتوبة خصيصاً للتلفزيون، بل على العكس، فقد سبق قرار موافقتي
على تحويل الرواية إلى مسلسل، قراءة عدد من السيناريوهات، إلا أن الرواية
تملكتني بالفعل ولم أستطع إبعادها عن تفكيري، وأتمنى أن يكون المسلسل
عاملاً في تحفيز كل من لم يقرأ الرواية، ليبحث عنها ويقرأها، كما حدث مع
رواية «عايزة أتجوز». إلا أنني لا أخفيك سراً أنني أشعر بالفخر لكوني أول
ممثلة تستخدم النصوص الأدبية التي كتبها شباب من نفس جيلها وتحولها إلى
أعمال درامية، وقد يكون شغفي بالقراءة سبب ذلك، إلا أنه في حال وجود نص
درامي تلفزيوني جيد لن أتردد وسأنفذه فوراً.
- ألا ترين أن رواية مثل «فيرتيجو» قد تحمل معاني ورسائل غير مباشرة بالنسبة الى بعض المشاهدين؟
أنا أقدم العمل الذي يرضي ضميري كممثلة أولاً، لأنني ضد تقديم الأعمال
بشكل نمطي أو تقليدي، ولعلك تتذكر الجدل الذي أحدثه مسلسل «عايزة أتجوز» مع
بداية عرضه، لكن مع عرض الحلقات تفهَّم المشاهد طبيعة العمل، ولاقى
المسلسل استحساناً كبيراً في كل الأوساط الثقافية، ولا شك أن ذلك كان
تحدياً كبيراً، خاصة مع تنوع الأعمال في رمضان، وهو ما يفرض على الفنان
تقديم نوعية مختلفة، وعلى الجمهور التعمق فيما يشاهده للاستمتاع بالعمل،
خاصة أن الأعمال الرمضانية عادة ما تكون اجتماعية، باستثناء عمل أو اثنين
على الأكثر، إما أن يكونا عملين كوميديين أو عن الجاسوسية، وهو ما يجعلهما
بعيدين عن المقارنة ببقية الأعمال، لذا التنوع مطلوب حتى لا تتشابه
الأعمال، وفي النهاية الكل يجتهد.
- لكن المشاهد العربي بطبيعته لم يعتد على مثل هذه النوعية من الأعمال التشويقية؟
هذا ما أتحدث عنه، ويدل على أن العمل مختلف، لأن التشويق في «فيرتيجو»
تشويق عقلي وذهني، وليس تشويقاً أميركياً كما نطلق عليه، من خلال مطاردات
وإطلاق رصاص وما شابه، خاصة أن المطاردات في السينما والتلفزيون داخل
المنطقة العربية غير مرتبطة إلا بالممثلين الرجال فقط، وأعتقد أن طبيعتنا
تفرض ذلك بالفعل.
- هل يمكن أن نعتبر إقدام عدد من الفنانين على تقديم أعمال تشويقية بداية لفكر درامي جديد؟
بل نعتبره رغبة من جيل كامل في تقديم أعمال مختلفة عما قدمته الأجيال التي
سبقتنا، كما يمكن أن نعتبره أيضاً رغبة في مواكبة التطورات الجارية حولنا
في كل مكان في العالم، خاصة أن الأحداث أصبحت سريعة جداً، والتغير مطلوب
والتطور مطلوب أيضاً، سواء في النصوص الدرامية، أو في شكل تقديم العمل على
الشاشة، حتى أن الصورة والألوان أصبحت أحد أهم عوامل نجاح مسلسل من عدمه،
ونحن في «فيرتيجو» قمنا بما علينا، وأتمنى أن يشعر المشاهد بذلك، وسأكون
راضية جداً عند هذا الحد.
- سألناك في حوار سابق عن خوفك من
المنافسة مع عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وليلى
علوي ويسرا، فذكرت أنك لا تنافسين إلا شخصية علا التي قدمتِها في مسلسل
«عايزة أتجوز» لذا أريد أن أعرف ما الأعمال التي تابعتِها بجوار مسلسلك؟
للأسف الشديد لم أتابع أي عمل بالمعنى المتعارف عليه، لأنني مازلت مرتبطة
بتصوير بعض مشاهد المسلسل حتى الآن، وهو ما يجعلني في انشغال دائم سواء
بالتحضير أو بالتصوير، خاصة أن اليوم يعتبر قصيراً جداً، وبالمناسبة هذا
حال عدد كبير جداً من الزملاء الذين لا يزالون يصورون أعمالهم حتى الآن،
لكنني سأشاهد بالتأكيد أعمال يحيى الفخراني ويسرا وليلى علوي وكريم
عبدالعزيز وغادة عادل وغادة عبدالرازق وأحمد السقا، وكما قلت لك، رغم أن
المنافسة شرسة إلا أنني لا أنافس إلا نفسي، لأن لكل منا شخصيته وجمهوره
ومحبيه.
- بعد عرض مسلسل «فيرتيجو» تكونين قد أكملت ثلاثية درامية
منوعة ما بين مسلسل اجتماعي وآخر كوميدي وأخيراً تشويقي ما ملامح عملك
القادم؟
لا أعرف بالتأكيد، لكنني سأحاول مواصلة التنوع في الأفكار،
وليس في التصنيف الرئيسي فقط، لأنني أؤمن بضرورة التنوع بشكل عام، ويتضح
هذا كما ذكرت في أن مسلسل «بعد الفراق» كان عملاً اجتماعياً بحتاً، وبعد
نجاحه فضلت التغيير والإبحار بعيداً، رغم أن الأسهل كان في تقديم عمل
اجتماعي مشابه، إلا أنني قدمت موضوعاً كوميدياً مختلفاً لأديبة شابة هي
غادة عبدالعال، كاتبة رواية «عايزة أتجوز»، وبعد نجاحه فضلت تقديم عمل
مختلف وهو مسلسل «فيرتيجو».
- وهل ستكررين التجربة مع فريق العمل نفسه؟
لا أحبذ تغيير فريق ناجح، والحمد لله هناك روح تعاون تسود فريق العمل ككل، وهذا بالطبع يساعد الجميع على التجويد في العمل والأداء.
- بعيداً عن المسلسل، تشاركين هذا العام في مهرجان «تروب فيست» للأفلام
القصيرة في دورته الثانية فهل لك أن تحدثينا عن هذه المشاركة؟
أعتبر
هذا المهرجان من المهرجانات القيمة جداً، وفرصة جيدة لاكتشاف وجوه جديدة من
الهواة، تثري الحقل الفني بأفكار ودماء جديدة، خاصة أن المهرجان لا يتطلب
أكثر من وجود فيلم تم تصويره عن طريق كاميرا موبايل أو أي وسيلة تكنولوجية
غير مكلفة، ولا تزيد مدته على سبع دقائق على الأكثر، وهو ما يساعد جيلاً
كاملاً من الموهوبين على الظهور إلى النور لشق طريقهم في الحياة، وتلقيهم
دعماً مالياً كاملاً في حال تقديم أفكار جيدة، وأتولى في هذا المهرجان مهمة
«مديرة مشاركة» لاختيار الأفلام المرشحة للمشاركة في الدورة الثانية، التي
ستقام خلال منتصف شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل، وسأقوم خلال الفترة
القادمة مع جون بولسون؛ مدير المهرجان؛ بمشاهدة الأفلام المرشحة للعرض في
المهرجان من بين ما تم تقديمه، وأنا سعيدة جداً باشتراكي في هذا المهرجان.
- وهل اشترطت بالفعل على إدارة المهرجان ألا تطول فترة مشاركتك فيه؟
المهرجان سيستمر يومين فقط، وأنا مرتبطة بالتزامات فنية وغير فنية أخرى،
لذا لن تسنح لي الفرصة بالمكوث في أبو ظبي لأكثر من ذلك، لكنني لم أشترط
بمعنى الاشتراط، وإنما تأكدت من جدول الأعمال لا أكثر.
- هل
تعتقدين أن مثل هذه المهرجانات ستساعد على اكتشاف مواهب جديدة بالفعل مع
انتشارها خاصة بعد قيام إسعاد يونس بتدشين مهرجان سينما موبايل منذ أيام؟
أعتقد أنها مهرجانات تواكب العصر، خاصة أن كاميرات التليفونات المحمولة
أصبحت عالية الدقة والتقنية جداً هذه الأيام، وهناك بعض التطبيقات على هذه
الهواتف تساعد على عمليات المونتاج حتى تصل إلى وجود فيلم كامل أياً كانت
مدته، له بداية ومنتصف ونهاية، وهذه ظاهرة موجودة في العالم أجمع،
ومواكبتنا لها ضرورة وليس اختياراً، حتى لا تكون لعبة السينما منحصرة في
نخبة معينة فقط، بل تكون اللعبة ديموقراطية وتسمح للموهوب بالظهور على
السطح حتى يتلقى الدعم المطلوب لاستكمال مشواره.
- هل تأثرت مساهماتك الخيرية كسفيرة في برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة بسبب انشغالاتك الفنية؟
أعترف بذلك، وهناك نقطتان تحديداً تسببتا في ذلك، أولاً ارتباطي بالعمل في
المسلسل، ثانياً، الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن العربي، وهو ما
أثَّر كثيراً على بعض الأفكار التي كنا ننوي تنفيذها، فمثلاً كنا نفكر في
الذهاب إلى سوريا وإلى اليمن، بل يمكن أن تقول إننا نحارب حتى نذهب إلى
اليمن تحديداً؛ بسبب المأساة الغذائية الموجودة هناك، إلا أن طلباتنا
تُقابل بالرفض للأسف، وعادة ما تكون الإجابة على طلبنا هي الرفض لعدم وجود
تأمين جيد لنا، لذلك القرار لم يكن بيدي، والتصوير لم يمنعني كما قد يعتقد
البعض، حتى أنني كنت على استعداد لوقف التصوير، والذهاب إلى اليمن.
- إذن لماذا يوافقون على جولات الفنانين الأميركيين في كل بقاع العالم ويقدمون لهم التسهيلات اللازمة ويرفضون ذك للفنانين العرب؟
توجهت بنفس هذا السؤال إلى المكتب الإقليمي للأمم المتحدة، خاصة بعد جولة
أنجيلينا جولي الأخيرة، إلا أنهم أكدوا لي أنها لم تذهب إلى سورية، وأن
الصور المنتشرة مؤخراً تم التقاطها في العراق، إلا أن البعض اعتقد خطأ أنها
في سورية بعد الترويج لها بذهابها إلى سورية، وهناك نقطة أخرى، هي للأسف
أن المواطن الأميركي لا يستطيع أحد أن يمسه بسوء، لذلك لا يستطيع أحد أن
يضر أنجيلينا جولي، لأنها أميركية ولأنها معروفة عالمياً، فلها احترامها،
لكن للأسف المواطن العربي حتى لو كان معروفاً، فلا تأمين له، ولا حساب له،
وفي الحقيقة هذه نقطة تغضبني كثيراً، لوجود تفاوت في المعاملة في خدمة
الإنسانية.
- بعيداً عن كل ما سبق متى تسافرين مع ابنتك عاليا إلى تونس؟
بمجرد انتهائي من تصوير المسلسل وبعض الالتزامات الأخرى، وسأمضي عيد الفطر
هناك في تونس بإذن الله، لأنني لم أذهب إلى هناك منذ فترة، كما أريد أن
تمكث عاليا هناك فترة
رغم السيناريوهات العديدة التي جاءتها، تمسكت برواية «فيرتيجو» ولم تستطع
مقاومتها، وبذلت جهداً كبيراً في تصويرها، وخاضت بها المنافسة الرمضانية
الشرسة، ونجحت كعادتها في جذب الأنظار وتقديم
دراما
تشويقية غير تقليدية. أما القلق الذي انتابها على مسلسلها فتراه قلقاً
طبيعياً، يخفف منه اقتناعها بأنها وأفراد فريق العمل بذلوا الجهد المطلوب.
النجمة هند صبري تكشف لنا أسرار خبطتها الدرامية الأخيرة «فيرتيجو»، وشائعة
ليلى علوي التي أدهشتها، وسبب حرصها على وجود صوت حسين الجسمي معها،
والمنافسة، والنجوم الذين تحرص على متابعتهم رغم استمرارها في تصوير
مسلسلها حتى الأيام الأخيرة من رمضان. كما تتكلم عن مهمتها في مهرجان «تروب
فيست» والرحلة التي كانت تتمنى القيام بها كسفيرة ومنعتها الظروف الأمنية،
وإجازتها مع ابنتها عاليا.
- ما شعورك وأنت تخوضين حالياً الاختبار الدرامي الثالث في مشوارك الفني؟
أعتقد أن التجربة الثالثة أصعب من الثانية، كما كانت التجربة الثانية أصعب
من الأولى، ويعود هذا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الفنان، خاصة مع
الرصيد الجماهيري الإيجابي الذي صنعته الأعمال السابقة. لذلك التجربة قد
تكون مخيفة في الحقيقة، خاصة في ظل وجود أكثر من 60 مسلسلاً تلفزيونياً
يجري عرضها، وفي بطولتها نجوم معروفون لهم جماهيرية كبيرة. لذلك الشعور
بالقلق يكون طبيعياً في هذه الحالة، لكن ما يبعث بداخلي الطمأنينة، هو أننا
قمنا بما علينا كفريق عمل، سواء كممثلين أو طاقم إخراج بقيادة عثمان أبو
لبن، أو صلاح يعقوب مدير التصوير، والسيناريست محمد ناير كاتب المسلسل،
وحسين الجسمي الذي غنى تيتر العمل. فكلنا اجتمعنا على أن نقدم للمشاهد فكرة
جديدة وعملاً شيقاً، كما أن فكرة العمل مأخوذة عن رواية «فيرتيجو»، وهو ما
يزيد من حجم المسؤولية، لأن الرواية حققت نجاحاً كبيراً وقرأها عدد كبير
من الناس، وهذا يشير إلى أنه، رضينا أم لم نرض، ستكون هناك مقارنة بين
العمل والرواية الأصلية.
- وما نوع المقارنة التي يمكن أن تحدث؟
المقارنة ستأتي من الخيال الذي رسمه كل من قرأ الرواية، لأننا هنا حولنا
رواية مكتوبة بحرفية عالية وبطريقة سينمائية ومصورة إلى عمل درامي، ومن
المعروف أن كل قارئ يرسم في خياله واقعاً للروايات التي يقرأها، وهنا تأتي
المقارنة، لأنك تقدم لمن قرأ الرواية صورة قد تكون مختلفة عما تخيله أثناء
القراءة، وفي الحقيقة المقارنة الأصعب ستكون بين ما كتبه كاتب الرواية أحمد
مراد، وبين ما كتبه السيناريست محمد ناير، لذا أعتبر أن العمل تحدٍ
للجميع.
- هل تعتقدين أن خروج أكثر من عشرين عملاً من سباق الدراما الرمضاني لأسباب مختلفة قد يزيد فرص نجاح الأعمال المعروضة الأخرى؟
لا أنظر إلى خروج عدد من المسلسلات من هذه الزاوية، لأنني على يقين أنه لا
يوجد أحد يأخذ مكان آخر أو يؤثر على نجاحه، حتى إذا وصل عدد المسلسلات
المعروضة إلى 100 مسلسل، لأن العمل الجيد سيشاهده الجمهور، إلا أن هذا لا
ينفي وقوع ظلم بالفعل على بعض الأعمال التي لم تأخذ حقها في الدعاية، أو في
تكرار عدد عرضها، لكن الحمد لله، نحن لم نواجه مثل هذه المشكلات، خاصة أن
المسلسل يعرض على قنوات «دبي» و»دريم» و»art»، وهذا تسويق جيد بالطبع، إلا
أنني أعتقد أيضاً أن فرص نجاح أي مسلسل، لا تزيد أو تقل حسب عدد مرات
العرض، أو حسب طريقة تسويقها في عدد من القنوات، لكنها تزيد أو تقل حسب ما
يتم تقديمه، طبقاً لجودة العمل وفكرته وأداء الفنانين الذين شاركوا فيه،
لأننا في النهاية نقدم منتجاً ومن الطبيعي أن يكون منتجاً جيداً حتى ينال
رضا الجمهور.
- هل حاولت بالفعل إقناع ليلى علوي بالظهور كضيف شرف في المسلسل؟
(أجابت بدهشة محتدة): في الحقيقة لا أعرف مصدر هذا الخبر غير الصحيح، وسر
هذه الشائعة، إلا أنني لا أنكر بالطبع أنه لو ظهرت ليلى علوي في أحداث
المسلسل لكان ذلك شرفاً كبيراً لي ولكل طاقم العمل، خاصة أنني أحبها وأكن
لها احتراماً كبيراً وتجمع بيننا صداقة، وأعترف هنا أنني كنت سأفكر في ليلى
مباشرة في حال وجود أحد أدوار الشرف بالعمل التي تليق باسمها وتاريخها
الفني، إلا أن المسلسل لا يوجد به من الأساس أدوار شرف، لذا أنا مندهشة
بشدة في الحقيقة، من ظهور شائعة ليس لها أي أساس أو مصدر أو حتى فكرة
مثلاً، حتى تخرج مثل هذه الأخبار المغلوطة.
- قد يكون ما تردد عن ظهور ضيوف شرف في الحلقات الأخيرة من المسلسل هو السبب في تلك الشائعة؟
قد أدهشك عندما أقول لك إن هذه شائعة أيضاً، وكل ما تمت كتابته عن الحلقات
الأخيرة غير صحيح، لذلك لا أعلم من أين يستقي هؤلاء معلوماتهم أو أخبارهم؟
قد يكون هناك زملاء شاركوا بعدد مشاهد قليلة مثل أحمد فؤاد سليم وسلوى
خطاب ومي سليم، إلا أن أدوارهم كانت محورية جداً في سياق الأحداث، ولذلك لا
يجوز أن نطلق عليهم ضيوف شرف، وأود أن أستغل الفرصة لأوجه لهم الشكر
والتحية، لمشاركتهم في المسلسل ومجاملتهم لنا، خاصة أن كلهم نجوم أصحاب
قيمة كبيرة.
- هل تعتقدين أن مشاركة عدد من النجوم كضيوف شرف في مسلسلك السابق «عايزة أتجوز» سبب تلك الشائعة؟
بالطبع لا فهذا خلط للأوراق، لعدم وجود علاقة بين مسلسل متصل مثل
«فيرتيجو»، ومسلسل منفصل متصل مثل «عايزة أتجوز»، لأن الحالة الدرامية
مختلفة بمنتهى البساطة.
- هل كنت صاحبة اختيار حسين الجسمي لغناء تتر العمل؟
نحن نعمل كفريق، ولا يوجد من ينفرد بالقرار أثناء العمل، وأعتقد أن هذه
النقطة من أهم الإيجابيات التي نعمل بها، وكما تعرف بالطبع، فإن حسين
الجسمي هو من قام بغناء تتر أول أعمالي الدرامية في مسلسل «بعد الفراق»،
لذلك ومنذ تلك اللحظة، أحب أن يقترن صوته بصورة العمل الدرامي الذي أقدمه،
خاصة أنني معجبة بصوته وإحساسه في الغناء، وأرى أنه أفضل من يمكنه القيام
بذلك، لذلك كان القرار جماعياً من كل فريق العمل، ووقع اختيارنا على الجسمي
دون تردد، وفي الحقيقة حسين لم يبخل علينا، ولا على الأغنية، وكل تترات
المسلسلات التي غناها نجحت، فهو تميمة حظ جيدة، خاصة أنه يعلم معنى كلمة
تتر مسلسل سيستمر مع المشاهد لمدة 30 يوماً، وفي الحقيقة نحن محظوظون
لتعاونه معنا، وأغنية المسلسل اسمها «محدش مرتاح» وأعتبرها أغنية رائعة.
- هل تعلمين أن حسين الجسمي قال إن سبب موافقته على غناء تتر مسلسل «فيرتيجو» هو إعجابه بأعمالك؟
في الحقيقة هذه المرة الأولى التي أسمع خلالها هذا التعليق، وأود أن أشكره
على رأيه، فهو رجل محترم، وأعتقد أن هذا يدل على ما سبق وذكرته لك من وجود
إعجاب فني متبادل بيننا، كما أن هذا يشير إلى حبه للوجود بأغنية أو أكثر
في مصر خلال شهر رمضان، وأود أن أشكره مرة أخرى.
- هل تعمقت في مهنة التصوير واستخدام أدواتها أم أنك كنت تؤدين مشاهدك دون الالتفات الى تلك التفاصيل؟
أعتقد أنني كنت محظوظة في هذا المسلسل، لأن المخرج عثمان أبو لبن احترف
التصوير الفوتوغرافي لفترة في حياته، وهذا ساعدني كثيراً، لأنه علمني أشياء
كثيرة عن عالم التصوير، وعلاقة المصور بالكاميرا، وعلاقة الكاميرا بالعالم
الخارجي حولها، والطريقة التي يجب أن ينظر بها المصور داخل العدسة، أي
يمكنك أن تقول إنني أصبحت على دراية ببديهيات تك*-تم الحذف. كلمة غير محترمة لا يسمح بها في هذا المنتدى-* التصوير الفوتوغرافي،
وفي الحقيقة اكتشفت أن التصوير الفوتوغرافي عالم كبير جداً، مليء بالتفاصيل
غير الملاحظة، أضف إلى كل ذلك أن أحمد مراد كاتب الرواية هو في الأساس
مصور فوتوغرافي، لذلك كنت أتابعه باستمرار، وأشاهد طريقة تعامله مع
الكاميرا.
- وهل أحببت مهنة التصوير أم أنك تعاملت معها باعتبارها ضرورة لابد منها من أجل المسلسل؟
على العكس، أنا أعشق هذه المهنة منذ سنوات، وكنت أتمنى دائماً الحصول على
بعض الدروس فيها، ومن المستحيل أن تجد فناناً يعمل أمام الكاميرا ولا
يحبها، أو يتمنى تعلم التصوير، سواء تصوير سينمائي أو فوتوغرافي.
- تقدمين في كل أعمالك التلفزيونية عدداً من الوجوه الجديدة فما سبب حرصك على ذلك؟
لا لشيء سوى أنني أعتبر التلفزيون فرصة جيدة لتقديم عدد من الوجوه الشابة،
من أصحاب المواهب الفنية الحقيقية، في كل المجالات، خاصة أن التلفزيون
يساعد على الانتشار بشكل أسرع من السينما.
- هل ستكون تجربتك الدرامية القادمة مقتبسة من عمل أدبي أيضاً كما فعلت من قبل في مسلسلي «عايزة أتجوز» وحالياً «فيرتيجو»؟
أتمنى ذلك، فأنا على يقين من أن الأعمال الأدبية هي الأصل والمصدر لكثير
من الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية، إلا أن هذا لا يعني رفضي
للأعمال المكتوبة خصيصاً للتلفزيون، بل على العكس، فقد سبق قرار موافقتي
على تحويل الرواية إلى مسلسل، قراءة عدد من السيناريوهات، إلا أن الرواية
تملكتني بالفعل ولم أستطع إبعادها عن تفكيري، وأتمنى أن يكون المسلسل
عاملاً في تحفيز كل من لم يقرأ الرواية، ليبحث عنها ويقرأها، كما حدث مع
رواية «عايزة أتجوز». إلا أنني لا أخفيك سراً أنني أشعر بالفخر لكوني أول
ممثلة تستخدم النصوص الأدبية التي كتبها شباب من نفس جيلها وتحولها إلى
أعمال درامية، وقد يكون شغفي بالقراءة سبب ذلك، إلا أنه في حال وجود نص
درامي تلفزيوني جيد لن أتردد وسأنفذه فوراً.
- ألا ترين أن رواية مثل «فيرتيجو» قد تحمل معاني ورسائل غير مباشرة بالنسبة الى بعض المشاهدين؟
أنا أقدم العمل الذي يرضي ضميري كممثلة أولاً، لأنني ضد تقديم الأعمال
بشكل نمطي أو تقليدي، ولعلك تتذكر الجدل الذي أحدثه مسلسل «عايزة أتجوز» مع
بداية عرضه، لكن مع عرض الحلقات تفهَّم المشاهد طبيعة العمل، ولاقى
المسلسل استحساناً كبيراً في كل الأوساط الثقافية، ولا شك أن ذلك كان
تحدياً كبيراً، خاصة مع تنوع الأعمال في رمضان، وهو ما يفرض على الفنان
تقديم نوعية مختلفة، وعلى الجمهور التعمق فيما يشاهده للاستمتاع بالعمل،
خاصة أن الأعمال الرمضانية عادة ما تكون اجتماعية، باستثناء عمل أو اثنين
على الأكثر، إما أن يكونا عملين كوميديين أو عن الجاسوسية، وهو ما يجعلهما
بعيدين عن المقارنة ببقية الأعمال، لذا التنوع مطلوب حتى لا تتشابه
الأعمال، وفي النهاية الكل يجتهد.
- لكن المشاهد العربي بطبيعته لم يعتد على مثل هذه النوعية من الأعمال التشويقية؟
هذا ما أتحدث عنه، ويدل على أن العمل مختلف، لأن التشويق في «فيرتيجو»
تشويق عقلي وذهني، وليس تشويقاً أميركياً كما نطلق عليه، من خلال مطاردات
وإطلاق رصاص وما شابه، خاصة أن المطاردات في السينما والتلفزيون داخل
المنطقة العربية غير مرتبطة إلا بالممثلين الرجال فقط، وأعتقد أن طبيعتنا
تفرض ذلك بالفعل.
- هل يمكن أن نعتبر إقدام عدد من الفنانين على تقديم أعمال تشويقية بداية لفكر درامي جديد؟
بل نعتبره رغبة من جيل كامل في تقديم أعمال مختلفة عما قدمته الأجيال التي
سبقتنا، كما يمكن أن نعتبره أيضاً رغبة في مواكبة التطورات الجارية حولنا
في كل مكان في العالم، خاصة أن الأحداث أصبحت سريعة جداً، والتغير مطلوب
والتطور مطلوب أيضاً، سواء في النصوص الدرامية، أو في شكل تقديم العمل على
الشاشة، حتى أن الصورة والألوان أصبحت أحد أهم عوامل نجاح مسلسل من عدمه،
ونحن في «فيرتيجو» قمنا بما علينا، وأتمنى أن يشعر المشاهد بذلك، وسأكون
راضية جداً عند هذا الحد.
- سألناك في حوار سابق عن خوفك من
المنافسة مع عادل إمام ومحمود عبدالعزيز وأحمد السقا وكريم عبدالعزيز وليلى
علوي ويسرا، فذكرت أنك لا تنافسين إلا شخصية علا التي قدمتِها في مسلسل
«عايزة أتجوز» لذا أريد أن أعرف ما الأعمال التي تابعتِها بجوار مسلسلك؟
للأسف الشديد لم أتابع أي عمل بالمعنى المتعارف عليه، لأنني مازلت مرتبطة
بتصوير بعض مشاهد المسلسل حتى الآن، وهو ما يجعلني في انشغال دائم سواء
بالتحضير أو بالتصوير، خاصة أن اليوم يعتبر قصيراً جداً، وبالمناسبة هذا
حال عدد كبير جداً من الزملاء الذين لا يزالون يصورون أعمالهم حتى الآن،
لكنني سأشاهد بالتأكيد أعمال يحيى الفخراني ويسرا وليلى علوي وكريم
عبدالعزيز وغادة عادل وغادة عبدالرازق وأحمد السقا، وكما قلت لك، رغم أن
المنافسة شرسة إلا أنني لا أنافس إلا نفسي، لأن لكل منا شخصيته وجمهوره
ومحبيه.
- بعد عرض مسلسل «فيرتيجو» تكونين قد أكملت ثلاثية درامية
منوعة ما بين مسلسل اجتماعي وآخر كوميدي وأخيراً تشويقي ما ملامح عملك
القادم؟
لا أعرف بالتأكيد، لكنني سأحاول مواصلة التنوع في الأفكار،
وليس في التصنيف الرئيسي فقط، لأنني أؤمن بضرورة التنوع بشكل عام، ويتضح
هذا كما ذكرت في أن مسلسل «بعد الفراق» كان عملاً اجتماعياً بحتاً، وبعد
نجاحه فضلت التغيير والإبحار بعيداً، رغم أن الأسهل كان في تقديم عمل
اجتماعي مشابه، إلا أنني قدمت موضوعاً كوميدياً مختلفاً لأديبة شابة هي
غادة عبدالعال، كاتبة رواية «عايزة أتجوز»، وبعد نجاحه فضلت تقديم عمل
مختلف وهو مسلسل «فيرتيجو».
- وهل ستكررين التجربة مع فريق العمل نفسه؟
لا أحبذ تغيير فريق ناجح، والحمد لله هناك روح تعاون تسود فريق العمل ككل، وهذا بالطبع يساعد الجميع على التجويد في العمل والأداء.
- بعيداً عن المسلسل، تشاركين هذا العام في مهرجان «تروب فيست» للأفلام
القصيرة في دورته الثانية فهل لك أن تحدثينا عن هذه المشاركة؟
أعتبر
هذا المهرجان من المهرجانات القيمة جداً، وفرصة جيدة لاكتشاف وجوه جديدة من
الهواة، تثري الحقل الفني بأفكار ودماء جديدة، خاصة أن المهرجان لا يتطلب
أكثر من وجود فيلم تم تصويره عن طريق كاميرا موبايل أو أي وسيلة تكنولوجية
غير مكلفة، ولا تزيد مدته على سبع دقائق على الأكثر، وهو ما يساعد جيلاً
كاملاً من الموهوبين على الظهور إلى النور لشق طريقهم في الحياة، وتلقيهم
دعماً مالياً كاملاً في حال تقديم أفكار جيدة، وأتولى في هذا المهرجان مهمة
«مديرة مشاركة» لاختيار الأفلام المرشحة للمشاركة في الدورة الثانية، التي
ستقام خلال منتصف شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل، وسأقوم خلال الفترة
القادمة مع جون بولسون؛ مدير المهرجان؛ بمشاهدة الأفلام المرشحة للعرض في
المهرجان من بين ما تم تقديمه، وأنا سعيدة جداً باشتراكي في هذا المهرجان.
- وهل اشترطت بالفعل على إدارة المهرجان ألا تطول فترة مشاركتك فيه؟
المهرجان سيستمر يومين فقط، وأنا مرتبطة بالتزامات فنية وغير فنية أخرى،
لذا لن تسنح لي الفرصة بالمكوث في أبو ظبي لأكثر من ذلك، لكنني لم أشترط
بمعنى الاشتراط، وإنما تأكدت من جدول الأعمال لا أكثر.
- هل
تعتقدين أن مثل هذه المهرجانات ستساعد على اكتشاف مواهب جديدة بالفعل مع
انتشارها خاصة بعد قيام إسعاد يونس بتدشين مهرجان سينما موبايل منذ أيام؟
أعتقد أنها مهرجانات تواكب العصر، خاصة أن كاميرات التليفونات المحمولة
أصبحت عالية الدقة والتقنية جداً هذه الأيام، وهناك بعض التطبيقات على هذه
الهواتف تساعد على عمليات المونتاج حتى تصل إلى وجود فيلم كامل أياً كانت
مدته، له بداية ومنتصف ونهاية، وهذه ظاهرة موجودة في العالم أجمع،
ومواكبتنا لها ضرورة وليس اختياراً، حتى لا تكون لعبة السينما منحصرة في
نخبة معينة فقط، بل تكون اللعبة ديموقراطية وتسمح للموهوب بالظهور على
السطح حتى يتلقى الدعم المطلوب لاستكمال مشواره.
- هل تأثرت مساهماتك الخيرية كسفيرة في برنامج الغذاء العالمي في الأمم المتحدة بسبب انشغالاتك الفنية؟
أعترف بذلك، وهناك نقطتان تحديداً تسببتا في ذلك، أولاً ارتباطي بالعمل في
المسلسل، ثانياً، الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن العربي، وهو ما
أثَّر كثيراً على بعض الأفكار التي كنا ننوي تنفيذها، فمثلاً كنا نفكر في
الذهاب إلى سوريا وإلى اليمن، بل يمكن أن تقول إننا نحارب حتى نذهب إلى
اليمن تحديداً؛ بسبب المأساة الغذائية الموجودة هناك، إلا أن طلباتنا
تُقابل بالرفض للأسف، وعادة ما تكون الإجابة على طلبنا هي الرفض لعدم وجود
تأمين جيد لنا، لذلك القرار لم يكن بيدي، والتصوير لم يمنعني كما قد يعتقد
البعض، حتى أنني كنت على استعداد لوقف التصوير، والذهاب إلى اليمن.
- إذن لماذا يوافقون على جولات الفنانين الأميركيين في كل بقاع العالم ويقدمون لهم التسهيلات اللازمة ويرفضون ذك للفنانين العرب؟
توجهت بنفس هذا السؤال إلى المكتب الإقليمي للأمم المتحدة، خاصة بعد جولة
أنجيلينا جولي الأخيرة، إلا أنهم أكدوا لي أنها لم تذهب إلى سورية، وأن
الصور المنتشرة مؤخراً تم التقاطها في العراق، إلا أن البعض اعتقد خطأ أنها
في سورية بعد الترويج لها بذهابها إلى سورية، وهناك نقطة أخرى، هي للأسف
أن المواطن الأميركي لا يستطيع أحد أن يمسه بسوء، لذلك لا يستطيع أحد أن
يضر أنجيلينا جولي، لأنها أميركية ولأنها معروفة عالمياً، فلها احترامها،
لكن للأسف المواطن العربي حتى لو كان معروفاً، فلا تأمين له، ولا حساب له،
وفي الحقيقة هذه نقطة تغضبني كثيراً، لوجود تفاوت في المعاملة في خدمة
الإنسانية.
- بعيداً عن كل ما سبق متى تسافرين مع ابنتك عاليا إلى تونس؟
بمجرد انتهائي من تصوير المسلسل وبعض الالتزامات الأخرى، وسأمضي عيد الفطر
هناك في تونس بإذن الله، لأنني لم أذهب إلى هناك منذ فترة، كما أريد أن
تمكث عاليا هناك فترة