أنا وأنت ، وهي وهو ، ونحن وهم
عالم ورق ، تبدأ حياتنا مع الورق من يوم أن تدخل أول نسمة هواء في رئتنا يوم مولدنا ، وتستمر معنا حتى يوم وفاتنا .
يوم مولدنا تبدأ أول ورقة في الظهور فيها تسجل ساعة ودقيقة ويوم قدومنا للدنيا ، ولا نعتبر فيها من الموجودين إلا إذا تضخم ملف هذا الوجود ، وتستكمل إجراءاته ، فشهادة الميلاد لا تكفيها بل لابد أن يتبعها ورق آخر لكي ندون في سجل المواليد ، وهذا يقوم على خطوات مليئة بالورق في عالم الورق .
تستمر رحلتي ورحلتك مع الورق فيوم أن نحتفل بأننا أصبحنا في سن التعلم ، تسبق خطوتنا للمؤسسة التعليمية التي ستحضننا كومة ورق يحفل بها ملف تسجيلنا في مرحلة التعليم الأولى وتتبعها أرتال من الورق تقضيها عملية الانتقال من مرحلة تعليمية لأخرى .
اليوم فرح وسر ذويك وأهلي بأننا أصبحنا شباباً وتجاوزنا مرحلة الطفولة ، ولكن لا يُعترف بهذا الانتقال من طور لطور إلا بكوم من الورق نقدمه للجهات المختصة لننال البطاقة الوطنية " بطاقة الأحوال " ، وإلا وبدونها فنحن لا نزال خارج طور الشباب ، فما أعجبك يا عالم الورق .
أهلك وأهلي مسرورون بأننا قادرين على تكوين أسرة جديدة ، فهم يستعدون لعقد قراني وقرانك ، وهذا موقوف إلا بإذن من ورق ، فهل رأيت أدهى من هذا لن تكون أسرتك يا صديقي بدون الورق ... !
يقولون إنك لغرض ما ستغادر موطنك لأرض من بلاد الله الواسعة لتكتسب ، أو تتعالج ، أو تسوح في فضاء الأرض ، أو .... .
قف إنك لن تستطيع أن تقوم بأي من هذا إلا بعد المرور بعالم الورق .
الأهل حزنى ، والدمع مسفوح على الوجنات فقد أزفت ساحة رحيلنا عن دنيانا الفانية ، ولكن لن يضمني قبري ، ولن ترتاح في ثراك إلا بشهادة وفاة ورحلة جديدة ولكنها أخيرة مع الورق .
أشفق عليك وعلى نفسي من رحلة الورق
ليتني وليتك يا صاحبي تقف معاناتنا عند هذا الحد من السفر مع عالم الورق ، فالرحلة مليئة بالمعاناة في كل لحظة مع عالمنا الورقي ولنرى بعض هذه المعاناة .
1- لو فقدت أحد وثائقك ستضطر لتعيش أزمة مع إجراءات عالم الورق فلا يمكنك الحصول عليها إلا بعد مراجعة وتأكد مما تدعيه من خلال أرشيف عالم الورق ، ستجد فيه موظفاً مدفوناً بالحياة بين أكوام الورق ، لا بد له أن يبحث عن إبرة في كومة قش ليقول نعم أو لا وما عليك إلا الانتظار وهو قد يطول أو يقصر بحسب ما تمليه الصدف أو بقدر ما تتدخل في الوساطة لإنجازه ، عجبت لك يا عالم الورق .
2- كم من الجهد تبذل لاستخراج الورق ، وكم الوقت تخسر في الحصول على الورق ، وكم من موظف يعمل في التحقق من الورق ، ومن من مالك ومال الدولة يُصرف على هذا الورق .
3- الكارثة الحقيقة ستحل بك لو فقد هذا الورق لظروف طبيعية كزلزال أصاب أرشيف الورق ، أو قصف جوي محا مستودع الورق ، مسكين يا هذا ستكون مجهول الهوية والأرض والمكان ، وقد يُطلب منك مغادرة وطنك لأنك لا تملك الورق .
هذا جزء من معاناتي ومعاناتك مع الورق .
كيف الخلاص من عالم الورق ... ؟
تقول لي : ليس أمامنا طريقاً إلا طريق الورق ، وإلا كيف نوثق معاملاتنا بدون مسار الورق ، وأقول لك : لما لا نقتدي بالغرب من خلال حكومة إلكترونية بدون ورق ، أم أن عشقنا للورق فاق بحثنا للتطور في إجراءاتنا يا حبيب الورق .
وصدقني لا أستغرب حبك للورق فأنا مثلك عاشق للورق ، وأخشى أن يؤثر عشقي وعشقك للورق على أي تطور الكتروني فلا يقودنا خارج عالم الورق بل نكون كما يحدث في كل منتدياتنا أرشيفا مطوراً بدون ورق ولكن بهدف يشبه هدف الورق وإلا فما معنى أن نسخر الأرشفة الإلكترونية لموضوعات مكررة كأننا نحبذ إثقال سيرفرها بما لا قيمة له ولا ثمن ، ولو أقتصر دورها على نقل الموضوعات التي مضى عليها دورة زمنية مجددة لكان أجدى ولكنها فلسفة غريبة ساقها لنا عالم الورق .
عالم ورق ، تبدأ حياتنا مع الورق من يوم أن تدخل أول نسمة هواء في رئتنا يوم مولدنا ، وتستمر معنا حتى يوم وفاتنا .
يوم مولدنا تبدأ أول ورقة في الظهور فيها تسجل ساعة ودقيقة ويوم قدومنا للدنيا ، ولا نعتبر فيها من الموجودين إلا إذا تضخم ملف هذا الوجود ، وتستكمل إجراءاته ، فشهادة الميلاد لا تكفيها بل لابد أن يتبعها ورق آخر لكي ندون في سجل المواليد ، وهذا يقوم على خطوات مليئة بالورق في عالم الورق .
تستمر رحلتي ورحلتك مع الورق فيوم أن نحتفل بأننا أصبحنا في سن التعلم ، تسبق خطوتنا للمؤسسة التعليمية التي ستحضننا كومة ورق يحفل بها ملف تسجيلنا في مرحلة التعليم الأولى وتتبعها أرتال من الورق تقضيها عملية الانتقال من مرحلة تعليمية لأخرى .
اليوم فرح وسر ذويك وأهلي بأننا أصبحنا شباباً وتجاوزنا مرحلة الطفولة ، ولكن لا يُعترف بهذا الانتقال من طور لطور إلا بكوم من الورق نقدمه للجهات المختصة لننال البطاقة الوطنية " بطاقة الأحوال " ، وإلا وبدونها فنحن لا نزال خارج طور الشباب ، فما أعجبك يا عالم الورق .
أهلك وأهلي مسرورون بأننا قادرين على تكوين أسرة جديدة ، فهم يستعدون لعقد قراني وقرانك ، وهذا موقوف إلا بإذن من ورق ، فهل رأيت أدهى من هذا لن تكون أسرتك يا صديقي بدون الورق ... !
يقولون إنك لغرض ما ستغادر موطنك لأرض من بلاد الله الواسعة لتكتسب ، أو تتعالج ، أو تسوح في فضاء الأرض ، أو .... .
قف إنك لن تستطيع أن تقوم بأي من هذا إلا بعد المرور بعالم الورق .
الأهل حزنى ، والدمع مسفوح على الوجنات فقد أزفت ساحة رحيلنا عن دنيانا الفانية ، ولكن لن يضمني قبري ، ولن ترتاح في ثراك إلا بشهادة وفاة ورحلة جديدة ولكنها أخيرة مع الورق .
أشفق عليك وعلى نفسي من رحلة الورق
ليتني وليتك يا صاحبي تقف معاناتنا عند هذا الحد من السفر مع عالم الورق ، فالرحلة مليئة بالمعاناة في كل لحظة مع عالمنا الورقي ولنرى بعض هذه المعاناة .
1- لو فقدت أحد وثائقك ستضطر لتعيش أزمة مع إجراءات عالم الورق فلا يمكنك الحصول عليها إلا بعد مراجعة وتأكد مما تدعيه من خلال أرشيف عالم الورق ، ستجد فيه موظفاً مدفوناً بالحياة بين أكوام الورق ، لا بد له أن يبحث عن إبرة في كومة قش ليقول نعم أو لا وما عليك إلا الانتظار وهو قد يطول أو يقصر بحسب ما تمليه الصدف أو بقدر ما تتدخل في الوساطة لإنجازه ، عجبت لك يا عالم الورق .
2- كم من الجهد تبذل لاستخراج الورق ، وكم الوقت تخسر في الحصول على الورق ، وكم من موظف يعمل في التحقق من الورق ، ومن من مالك ومال الدولة يُصرف على هذا الورق .
3- الكارثة الحقيقة ستحل بك لو فقد هذا الورق لظروف طبيعية كزلزال أصاب أرشيف الورق ، أو قصف جوي محا مستودع الورق ، مسكين يا هذا ستكون مجهول الهوية والأرض والمكان ، وقد يُطلب منك مغادرة وطنك لأنك لا تملك الورق .
هذا جزء من معاناتي ومعاناتك مع الورق .
كيف الخلاص من عالم الورق ... ؟
تقول لي : ليس أمامنا طريقاً إلا طريق الورق ، وإلا كيف نوثق معاملاتنا بدون مسار الورق ، وأقول لك : لما لا نقتدي بالغرب من خلال حكومة إلكترونية بدون ورق ، أم أن عشقنا للورق فاق بحثنا للتطور في إجراءاتنا يا حبيب الورق .
وصدقني لا أستغرب حبك للورق فأنا مثلك عاشق للورق ، وأخشى أن يؤثر عشقي وعشقك للورق على أي تطور الكتروني فلا يقودنا خارج عالم الورق بل نكون كما يحدث في كل منتدياتنا أرشيفا مطوراً بدون ورق ولكن بهدف يشبه هدف الورق وإلا فما معنى أن نسخر الأرشفة الإلكترونية لموضوعات مكررة كأننا نحبذ إثقال سيرفرها بما لا قيمة له ولا ثمن ، ولو أقتصر دورها على نقل الموضوعات التي مضى عليها دورة زمنية مجددة لكان أجدى ولكنها فلسفة غريبة ساقها لنا عالم الورق .
