لازلتُ باق ٍ
رغم ما آل َإليه جسدي الممزق بهوس الحراب للدم
رغم ما آلت إليه روحي المتألمة ِ من صوت الرصاص
وبين تقاويم تأريخي الماضي وبين غدي ألآتي
أتذكر أجراساً صغيرة وخِرَزَا ً ملونة
كانت معلقة ً تتأرجح ُ في مَهدي الخشبي
حيث ُ تأرجح الحلم بين إغفاءة ٍ و إغفاءة
أتذكر ُ جلبابي المقلم الذي كان يعانق ُ كرتي المهلهلة ساعة لهوي
كانت أزقة ُ بلدتي تأبى أن يأتي الليل كي لا نغادرها
وتُغادر ُ ابتسامات طفولتنا وصبانا سمعها
كانت الفوانيس المعلقة ِ على جدران منازلها المهمومة
تقهقه ُ كلما تمرغ َ أحدنا بتراب أزقتها
أتذكر ُ صبية ً كنت ُ أعبث ُ بخصلات شعرها
وكان خجلي يحول ُ بيني وبين تقبيلها
فكنت ُ أرسم ُ بنعومة أناملي صورة ً لشفتي َ على خديها
كنا نلهو أنا وهي على ضفاف ألأمسيات
كنا نُعَتق الهوى
لنرتشفه ُ في عرشنا المقدس الموعود لنا
صولة للطفولة ..صولة للحب ..صولة للأرض
صولة للحزن ِ.. ووو
ليصبح حرف الواو رابِطُ صولاتي
وتصبح ُ ذاكرتي خشبة مسرح ٍ
تُعرَض عليها سيرتي
كلما لامس حزن ٌ أو فرح ٌ شغاف القلب ِ
لازلت ُ أتذكر كل شيء
رغم شحوب الحياة ورغم رحيل الماضي
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولا زال َ شاهدا قبري أبي وأخي يتشحان بأكاليل زهوري
رغم ما أنهال َ عليهما من غبار أخبار ِ هذا الزمان ِ
ورغم حكايات ألألم ِ الملقاة ِ فوقهما صباح أيام ِ ألآحاد ِ
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت أمي وتنورها الطيني العائد من زمن ٍ مضى
يطعمان ِ أحشائي بخبزهما ألأسمر
رغم َ ما أصاب َ يدي أمي من تجعدات
ورغم َ ما أصاب َتنورها الطيني من تشققات
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازال َ طفلي ذو العام الواحد
يحبو نحو أمه ِ
ليقبل وجنتيها
فيأخذني الشوق أنا لتقبيلهما
فأقبلهما وكأني أُقَبِِلُ وجنتي بلدتي
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت أبنتي ذي العشرين ربيعا ً
تظفر ُ جدائلها
تُداعب ُ أحلامها البريئة في المرآة
رغم تشوه الرؤيا
ورغم ذبول أطياف تلك ألأحلام
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازلت ُ أُصلي تحت قباب الكنائس المضاءة ِ بالشموع
لازلت ُ أُرتل ُ تراتيلي في ظلال الصلبان المعتقة
بصلوات القديسين و ألآباء ِ
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت صور طيور السنونو التي غادرت بلدتي تُلاطف ُ كفي
رغم رحيل تلك الطيور حيث غربة الثلج ِ
وحيث ُ فتور دفء الشمس في كبد السماء ِ
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت صباحاتي ترسم شروق ألأفق الهادئ
لازالت مساءاتي تكتب ُ أُغنيات حلمي القادم
ولازالت كلماتي تملأ فضاء المكان ِ
رغم أنين قلمي وشيخوخة أوراقي
أنا هنا .. لازلت ُ باق ٍ
ولازلتُ أجمع ُ يا بلدتي من التأريخ حكاياتك ُ
أكتب ُ على جلدي ..بعد أن شاخت أوراقي
أشعارا ً تزين ُ صفحات أسفارك ِ
أحيا بين حلمي القادم وحقيقة يومي الفاني
لكني حقا ًأنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
رغم ما آل َإليه جسدي الممزق بهوس الحراب للدم
رغم ما آلت إليه روحي المتألمة ِ من صوت الرصاص
وبين تقاويم تأريخي الماضي وبين غدي ألآتي
أتذكر أجراساً صغيرة وخِرَزَا ً ملونة
كانت معلقة ً تتأرجح ُ في مَهدي الخشبي
حيث ُ تأرجح الحلم بين إغفاءة ٍ و إغفاءة
أتذكر ُ جلبابي المقلم الذي كان يعانق ُ كرتي المهلهلة ساعة لهوي
كانت أزقة ُ بلدتي تأبى أن يأتي الليل كي لا نغادرها
وتُغادر ُ ابتسامات طفولتنا وصبانا سمعها
كانت الفوانيس المعلقة ِ على جدران منازلها المهمومة
تقهقه ُ كلما تمرغ َ أحدنا بتراب أزقتها
أتذكر ُ صبية ً كنت ُ أعبث ُ بخصلات شعرها
وكان خجلي يحول ُ بيني وبين تقبيلها
فكنت ُ أرسم ُ بنعومة أناملي صورة ً لشفتي َ على خديها
كنا نلهو أنا وهي على ضفاف ألأمسيات
كنا نُعَتق الهوى
لنرتشفه ُ في عرشنا المقدس الموعود لنا
صولة للطفولة ..صولة للحب ..صولة للأرض
صولة للحزن ِ.. ووو
ليصبح حرف الواو رابِطُ صولاتي
وتصبح ُ ذاكرتي خشبة مسرح ٍ
تُعرَض عليها سيرتي
كلما لامس حزن ٌ أو فرح ٌ شغاف القلب ِ
لازلت ُ أتذكر كل شيء
رغم شحوب الحياة ورغم رحيل الماضي
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولا زال َ شاهدا قبري أبي وأخي يتشحان بأكاليل زهوري
رغم ما أنهال َ عليهما من غبار أخبار ِ هذا الزمان ِ
ورغم حكايات ألألم ِ الملقاة ِ فوقهما صباح أيام ِ ألآحاد ِ
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت أمي وتنورها الطيني العائد من زمن ٍ مضى
يطعمان ِ أحشائي بخبزهما ألأسمر
رغم َ ما أصاب َ يدي أمي من تجعدات
ورغم َ ما أصاب َتنورها الطيني من تشققات
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازال َ طفلي ذو العام الواحد
يحبو نحو أمه ِ
ليقبل وجنتيها
فيأخذني الشوق أنا لتقبيلهما
فأقبلهما وكأني أُقَبِِلُ وجنتي بلدتي
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت أبنتي ذي العشرين ربيعا ً
تظفر ُ جدائلها
تُداعب ُ أحلامها البريئة في المرآة
رغم تشوه الرؤيا
ورغم ذبول أطياف تلك ألأحلام
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازلت ُ أُصلي تحت قباب الكنائس المضاءة ِ بالشموع
لازلت ُ أُرتل ُ تراتيلي في ظلال الصلبان المعتقة
بصلوات القديسين و ألآباء ِ
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت صور طيور السنونو التي غادرت بلدتي تُلاطف ُ كفي
رغم رحيل تلك الطيور حيث غربة الثلج ِ
وحيث ُ فتور دفء الشمس في كبد السماء ِ
أنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ
ولازالت صباحاتي ترسم شروق ألأفق الهادئ
لازالت مساءاتي تكتب ُ أُغنيات حلمي القادم
ولازالت كلماتي تملأ فضاء المكان ِ
رغم أنين قلمي وشيخوخة أوراقي
أنا هنا .. لازلت ُ باق ٍ
ولازلتُ أجمع ُ يا بلدتي من التأريخ حكاياتك ُ
أكتب ُ على جلدي ..بعد أن شاخت أوراقي
أشعارا ً تزين ُ صفحات أسفارك ِ
أحيا بين حلمي القادم وحقيقة يومي الفاني
لكني حقا ًأنا هنا ..لازلت ُ باق ٍ