يا نائماً على فراش التقصير متى تفيق ؟
السلام عليكم ورحمة الله .
قال تعالى :
{ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *
وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ
إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ
مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ
الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ
فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ
يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ }
سورة الزمر { 11 - 16 }
وقال جلّ وعلا
{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ
رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ
أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
سورة الزّمر { 22 }
إن القلب إذا زاد نوره ينيب إلى الله، ويحب الطاعات، ويكره المعاصي، وبالإيمان بالله، وامتثال أوامره في كل حال يزداد نور القلب، وبالكفر والمعاصي يزيد ظلام القلب، فيحب المعاصي، ويكره الطاعات.
والذوق يولد الشوق :
فمن ذاق طعم الإيمان اشتاق إلى تكميل الإيمان والأعمال الصالحة، وتلذذ بعبادة الله،
وظهرت شعب الإيمان في حياته، وتعلقت روحه بحياة الملأ الأعلى، فأحبه الله،
وأحبه من في السماء، وجعل الله له القبول في الارض ولكل ضيق مخرجا.
وإذا عمل الإنسان الأعمال الصالحة، والقلب متوجه إلى الله، كانت هذه الأعمال سبباً لدخول الجنة ، وإذا عمل الإنسان الأعمال الصالحة، والقلب متوجه إلى غير الله، كانت هذه الإعمال سبباً لدخول النار.
وامتثال أوامر الله ورسوله في الظاهر فيها المشقة، ولكن هذه المشقة مثل القطرة، والراحة المخفية وراءها مثل البحر.واتباع
الشهوات، وترك أوامر الله ورسوله، في الظاهر فيها الراحة، ولكن هذه الراحة
مثل القطرة، والعذاب والمشقة المخفية وراءها كالبحر.
اعلم وفقك الله أن نور العلم، ونور الهداية، لا يحصلان إلا بالمجاهدة .
وأن قلوب العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء، فمن أقبل على الله أحبه الله، وأقبل بقلوب عباده إليه، ومن أعرض عنه أبغضه، وأعرض بقلوبهم عنه.
واعلم وفقك الله أن قيمة الإنسان بصفاته لا بذاته .
وبسبب ضعف الإيمان، وترك الدعوة إلى الله، صارت
الأمة تخاف من بطش الرؤساء والأمراء، ولا تخاف من بطش الله جل جلاله..
وتقدم جهد الدنيا على جهد الدين.. ومحبوبات النفس على محبوبات الرب.. وتؤثر
الشهوات على فعل الأوامر، وتطيع المخلوق وتعصي الخالق.
ومن المؤسف حقاً أننا نقف ضد مرتكب الجريمة في شأن المخلوق، ولا نقف ضد
مرتكب جريمة الكفر والشرك في شأن أحكم الحاكمين، فهلا ندعوه إلى الله،
ونعلمه الدين، ليرضى عنه رب العالمين، ويكرمه بالجنة دار المتقين.
إن جميع مشاكل العالم البشري تعود إلى عدم طاعة الله ورسوله..
فوا أسفاه.. على ضياع الأوقات، وبعثرة العمر، وبعثرة الفكر، وبعثرة الجهد في الشهوات والمخازي،
والقبائح والكبائر والفواحش، واتباع الشياطين.
واحسرتاه.. لقد ظلت هذه الأمة تعاني من الجروح الدامية ما تعاني، وكلما التأم جرح انفجر جرح آخر.
فهل يكفي أن تسكب العَبرات على مثل هذا الواقع الأليم؟.
فمتى تؤوب هذه الأمة المسكينة إلى ربها؟.
وماذا يبقى للأمة إذا تجردت من لباس الدين والأخلاق والحياء؟.
واليوم نظرة عابرة إلى العالم الإنساني كافية لإلقاء الرعب في القلوب لو كانت هناك قلوب،
فقد أسفر الصبح عن جيل راكع لشهواته لا لربه إلا ما رحم ربك، وكسرت أوامر الدين في كثير من البلاد.
فهل يُترك الناس بلا واعظ ولا مذكر، يتردون في بـحار الظلمات، ويسقطون في
أودية الغي والفساد والشهوات، وينحدرون في آبار الضلال والظلام والهلاك،
ويعيشون كالحيوانات والشياطين؟.
وهل لهذا الوباء الذي عمّ وطمّ من سبب؟.
وإذا عرفنا سببه فهل من علاج لهذا الجرح الذي انفجر؟.. وهذا الوباء الذي
انتشر؟.. وهذا القصر الذي انهدم؟.. وهذه القلعة التي تصدعت؟.. وهذه السفينة
التي أوشكت على الغرق..؟.
أما لهذا الجرح من طبيب..؟
أما لهذا القصر من مالك..؟
أما لهذا البيت من حراس..؟
ألا يستحي البشر من كفران النعم؟.. ألا يخافون من بطش الجبار..؟
أما لهم في سوق الدين من أرباح..؟
أنسوا أن الله خلقهم وكرمهم، وهداهم واشتراهم..؟
فما بالهم جفوا باب سيدهم ومالكهم، وتعلقوا بأذيال عدوهم..؟
ما أكثر الغافلين عن ذكر الله.. وما أكثر المعرضين عن
شرعه.. وما أكثر المخالفين لأمره.. وما أكثر من يستعملون نعمه في معصيته..
وما أكثر الراكعين لشهواتهم.. الساجدين لأهوائهم.. المتعرضين لسخط ربهم.
ولو كنا نملك أن نمسك بكل قلب غافل فنهزه هزاً عنيفاً حتى لا يتردى في
أودية الهلاك والخسران لفعلنا، ولو كنا نملك أن نفتح العيون المغمضة جفونها
عن طريق الحق حتى لا تسقط في الحفر لفعلنا.
ولكن القلوب بيد الله.. يقلبها كيف يشاء.. وهو العالم وحده بمن يصلح للكرامة.. ومن يصلح للإهانة..
قال جل ثنائه :
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ
اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا
أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ }
سورة الزمر { 41 }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كَانَ لَـهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ
تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أجُورِهِـمْ شيئاً، وَمَنْ دَعَا إلى
ضَلالَةٍ، كَانَ عَلَيْـهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِـمْ شيئاً»
أخرجه مسلم
فيا نائماً على فراش التقصير متى تفيق ؟
نسأل العفو الكريم العفو والعتق من النار لأمة محمد في شتى الأقطار والديار
قال تعالى :
{ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ *
وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ
إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ
مُخْلِصًا لَهُ دِينِي * فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ
الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ * لَهُمْ مِنْ
فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ
يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ }
سورة الزمر { 11 - 16 }
وقال جلّ وعلا
{ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ
رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ
أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }
سورة الزّمر { 22 }
إن القلب إذا زاد نوره ينيب إلى الله، ويحب الطاعات، ويكره المعاصي، وبالإيمان بالله، وامتثال أوامره في كل حال يزداد نور القلب، وبالكفر والمعاصي يزيد ظلام القلب، فيحب المعاصي، ويكره الطاعات.
والذوق يولد الشوق :
فمن ذاق طعم الإيمان اشتاق إلى تكميل الإيمان والأعمال الصالحة، وتلذذ بعبادة الله،
وظهرت شعب الإيمان في حياته، وتعلقت روحه بحياة الملأ الأعلى، فأحبه الله،
وأحبه من في السماء، وجعل الله له القبول في الارض ولكل ضيق مخرجا.
وإذا عمل الإنسان الأعمال الصالحة، والقلب متوجه إلى الله، كانت هذه الأعمال سبباً لدخول الجنة ، وإذا عمل الإنسان الأعمال الصالحة، والقلب متوجه إلى غير الله، كانت هذه الإعمال سبباً لدخول النار.
وامتثال أوامر الله ورسوله في الظاهر فيها المشقة، ولكن هذه المشقة مثل القطرة، والراحة المخفية وراءها مثل البحر.واتباع
الشهوات، وترك أوامر الله ورسوله، في الظاهر فيها الراحة، ولكن هذه الراحة
مثل القطرة، والعذاب والمشقة المخفية وراءها كالبحر.
اعلم وفقك الله أن نور العلم، ونور الهداية، لا يحصلان إلا بالمجاهدة .
وأن قلوب العباد بيد الله يقلبها كيف يشاء، فمن أقبل على الله أحبه الله، وأقبل بقلوب عباده إليه، ومن أعرض عنه أبغضه، وأعرض بقلوبهم عنه.
واعلم وفقك الله أن قيمة الإنسان بصفاته لا بذاته .
وبسبب ضعف الإيمان، وترك الدعوة إلى الله، صارت
الأمة تخاف من بطش الرؤساء والأمراء، ولا تخاف من بطش الله جل جلاله..
وتقدم جهد الدنيا على جهد الدين.. ومحبوبات النفس على محبوبات الرب.. وتؤثر
الشهوات على فعل الأوامر، وتطيع المخلوق وتعصي الخالق.
ومن المؤسف حقاً أننا نقف ضد مرتكب الجريمة في شأن المخلوق، ولا نقف ضد
مرتكب جريمة الكفر والشرك في شأن أحكم الحاكمين، فهلا ندعوه إلى الله،
ونعلمه الدين، ليرضى عنه رب العالمين، ويكرمه بالجنة دار المتقين.
إن جميع مشاكل العالم البشري تعود إلى عدم طاعة الله ورسوله..
فوا أسفاه.. على ضياع الأوقات، وبعثرة العمر، وبعثرة الفكر، وبعثرة الجهد في الشهوات والمخازي،
والقبائح والكبائر والفواحش، واتباع الشياطين.
واحسرتاه.. لقد ظلت هذه الأمة تعاني من الجروح الدامية ما تعاني، وكلما التأم جرح انفجر جرح آخر.
فهل يكفي أن تسكب العَبرات على مثل هذا الواقع الأليم؟.
فمتى تؤوب هذه الأمة المسكينة إلى ربها؟.
وماذا يبقى للأمة إذا تجردت من لباس الدين والأخلاق والحياء؟.
واليوم نظرة عابرة إلى العالم الإنساني كافية لإلقاء الرعب في القلوب لو كانت هناك قلوب،
فقد أسفر الصبح عن جيل راكع لشهواته لا لربه إلا ما رحم ربك، وكسرت أوامر الدين في كثير من البلاد.
فهل يُترك الناس بلا واعظ ولا مذكر، يتردون في بـحار الظلمات، ويسقطون في
أودية الغي والفساد والشهوات، وينحدرون في آبار الضلال والظلام والهلاك،
ويعيشون كالحيوانات والشياطين؟.
وهل لهذا الوباء الذي عمّ وطمّ من سبب؟.
وإذا عرفنا سببه فهل من علاج لهذا الجرح الذي انفجر؟.. وهذا الوباء الذي
انتشر؟.. وهذا القصر الذي انهدم؟.. وهذه القلعة التي تصدعت؟.. وهذه السفينة
التي أوشكت على الغرق..؟.
أما لهذا الجرح من طبيب..؟
أما لهذا القصر من مالك..؟
أما لهذا البيت من حراس..؟
ألا يستحي البشر من كفران النعم؟.. ألا يخافون من بطش الجبار..؟
أما لهم في سوق الدين من أرباح..؟
أنسوا أن الله خلقهم وكرمهم، وهداهم واشتراهم..؟
فما بالهم جفوا باب سيدهم ومالكهم، وتعلقوا بأذيال عدوهم..؟
ما أكثر الغافلين عن ذكر الله.. وما أكثر المعرضين عن
شرعه.. وما أكثر المخالفين لأمره.. وما أكثر من يستعملون نعمه في معصيته..
وما أكثر الراكعين لشهواتهم.. الساجدين لأهوائهم.. المتعرضين لسخط ربهم.
ولو كنا نملك أن نمسك بكل قلب غافل فنهزه هزاً عنيفاً حتى لا يتردى في
أودية الهلاك والخسران لفعلنا، ولو كنا نملك أن نفتح العيون المغمضة جفونها
عن طريق الحق حتى لا تسقط في الحفر لفعلنا.
ولكن القلوب بيد الله.. يقلبها كيف يشاء.. وهو العالم وحده بمن يصلح للكرامة.. ومن يصلح للإهانة..
قال جل ثنائه :
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ
اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا
أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ }
سورة الزمر { 41 }
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«مَنْ دَعَا إلى هُدًى، كَانَ لَـهُ مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أجُورِ مَنْ
تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أجُورِهِـمْ شيئاً، وَمَنْ دَعَا إلى
ضَلالَةٍ، كَانَ عَلَيْـهِ مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِـمْ شيئاً»
أخرجه مسلم
فيا نائماً على فراش التقصير متى تفيق ؟
نسأل العفو الكريم العفو والعتق من النار لأمة محمد في شتى الأقطار والديار