]، احفظ هذه الكلمات كما تحفظ اسمك، حتى تنجو من قضية الوساوس والهواجس في الإخلاص والرياء عقبات في طريق الأخفياء[
انتبه
لهذه العقبات، والعقبات في طريق الأخفياء – يا أخي وأختي المسلمة- كثيرة
جداً، فالحديث عن الرياء والعجب وغيرهما مما ينافي الإخلاص طويل جداً، ولكن
أسوق هنا عقبتين من هذه العقبات للاختصار:
العقبة الأولى.
هو ما ذكره أبو حامد الغزالي في كتابه الإحياء –رحمه الله تعالى – حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي قال:
(وأخفى
من ذلك أن يختفي العامل بطاعته بحيث لا يريد الاطلاع عليه ولا يسر بظهور
طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدؤوه بالسلام.
ويقابلوه بالبشاشة والتوقير.
وأن يثنوا عليه وأن ينشطوا في قضاء حوائجه.
وأن يسامحوه في البيع والشراء، وأن يوسعوا له في المكان.
فإن
قصر مقصر ثقل ذلك على قلبه، ووجد في ذلك استبعادا في نفسه كأنه يتقاضى
الاحترام والطاعة التي أخفاها، كأنه يريد ثمن هذا السر الذي بينه وبين الله
احترام الناس، وهو لم يظهر العمل، والعمل الخفي بينه ويبن ربه، ولكنه ( ما
دام أنه عمل ) نظر لنفسه.
فيريد أن يكسب هذه الأمور من الناس ، فإن قصر
الناس في هذه الأمور، إذا استبعد نفسه ونظر لحله ، ولو لم يكن قد سبق منه
تلك الطاعة لما كان يستبعد تقصير الناس في حقه).
إلى آخر كلامه .
هذه الصورة ، وصورة أخرى من العقبات في طريق الأخفياء.
وهي ما أشار إليها ابن رجب عندما قال – رحمه الله تعالى - :
(وهنا
نكتة دقيقة ، وهي الإنسان قد يذم نفسه بين الناس، يريد بذلك أن يرى الناس
أنه متواضع عند نفسه ، فيرتفع بذلك عندهم ، ويمدحونه به، وهذا من دقائق
أبواب الرياء ، وقد نبه عليه السلف الصالح، قال مطرف بن عبد الله بن
الشخير: (كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، وكأنك تريد بذمها زينتها ،
وذلك عند الله سفه).
ما المعيار في الإخلاص والرياء ؟
ما هو المعيار في الإخلاص ؟ والمعيار في الرياء ؟
ولا بد أن ننتبه لهذا الأمر ولعلكم تتساءلون ، إذا فالقضية حساسة والقضية تصيب النفس بالخواطر والهواجس.
وقد ينشغل الإنسان بملاحظة نفسه في هذا الباب.
إذا ما هو المعيار والميزان والضابط في أن أعرف أني مخلص أو غير مخلص؟
ذكر ذلك أهل العلم فبينوا:
أن الضابط في الإخلاص هو استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن.
أن تستوي أعمالك في ظاهرك وباطنك، هذا معيار الإخلاص.
وأن الضابط في الرياء أن يكون ظاهرك خير من باطنك.
أما الصدق والإخلاص أن يكون الباطن خير من الظاهر.
ليست القضية أن يستوي الظاهر والباطن، هذا هو الإخلاص، أما صدق الإخلاص، أن يكون الباطن أفضل من الظاهر، وهذا تنبيها هاما جدا.
لابد
أن ننتبه له عند الحديث أو الكلام عن الإخلاص أو الرياء كما ذكرت، لأنه
مسلك شائك، ولا ينبغي للإنسان أن يترك كثير من أعمال الخير بحجة الخوف من
الرياء.
أنتبه يا أخي! انتبهي أيتها الأخت المسلمة!
لا ينبغي لك ولا
ينبغي لكي، أن تترك كثير من الأعمال بحجة الخوف من الرياء، أو حتى أن تفتح
على نفسك باب الهواجس والوساوس، فيقع الإنسان فريسة لهذا الأمر.
فيدخل
الشيطان على القلب، فيصبح الإنسان دائما في وسواس وهواجس حول هذا الباب،
ولذلك اسمع الإمام النووي رحمه الله وهو يقول كلاما جميلا جدا حول هذا
الأمر المهم، في كتاب الأذكار، يقول في الصفحة الـ 8-9:
(الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعا، فإن اقتصر على إحداهما فالقلب أفضل.
ثم
لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوف من أن يضن به الرياء بل يذكر
بهما جميعا ويقصد به وجه الله تعالى، وقد قدمنا عن الفضيل رحمه الله:
أن ترك العمل لأجل الناس رياء).
اسمع
لهذه الكلمات واحفظها جيدا، احفظ هذه الكلمات كما تحفظ اسمك، حتى تنجو من
قضية الوساوس والهواجس في الإخلاص والرياء، يقول الفضيل رحمه الله: ( ولو
فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس ، والاحتراس من ظنونهم الباطلة لأنسد
عليه أكثر أبواب الخير، وضيع على نفسه شيئا عظيما من مهمات الدين وليس هذه
طريقة العارفين).
انتهى كلامه رحمه الله تعالى وهو كلام نفيس جدا .
واسمع لكلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى عندما يقول:
(ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى ، أو قيام الليل، أو غير ذلك.
فإنه
يصليه حيث كان، ولا ينبغي له أن يضع ورده المشروع لأجل كونه يسن الناس،
إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله ، مع اجتهاده في سلامته من الرياء
ومفسدات الإخلاص).
اسمع بعض الناس يدخل على بعض الناس من هذا الباب، فينهاه عن أمر لا يفعله أمام الناس، لماذا؟ يقول : خشيه الرياء.
يقول ابن تيمية –رحمه الله تعالى- عن ذلك:
(ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
الأول:
أن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوف من الرياء، بل يؤمر بها والإخلاص
فيها، فالفساد في ترك إظهار المشروع أعظم من الفساد في إظهاره رياء.
ثانيهما:
لأن الإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة، وقد قال رسول الله _صلى الله
عليه وآله وسلم- (إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أن أشق قلوبهم)..
الثالث:
إن تسويغ مثل هذا يقضي إلى أن أهل الشرك والفساد يمكرون على أهل الخير
والدين، إذا رأوا من يظهر أمر مشروعا قالوا : هذا مراء فيترك أهل الصدق
إظهار الأمور المشروعة حذرا من المزعوم، فتعطل الخير. هذه كلمات جميلة جدا
من ابن تيمية رحمه الله.
الرابع: إن مثل هذا يعني إنكار الناس عمل
مشروعا بحجة أنه رياء، يقول : إن مثل هذا من شعائر المنافقين ، وهو الطعن
على من يظهر الأعمال المشروعة، قال تعالى:
]الذين يلمزن المطوعين من
المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلاّ جهدهم فسيخرون منهم سخر الله
منهم ولهم عذاب أليم[. انتهى كلامه مختصر من الفتاوى .
انتبه
لهذه العقبات، والعقبات في طريق الأخفياء – يا أخي وأختي المسلمة- كثيرة
جداً، فالحديث عن الرياء والعجب وغيرهما مما ينافي الإخلاص طويل جداً، ولكن
أسوق هنا عقبتين من هذه العقبات للاختصار:
العقبة الأولى.
هو ما ذكره أبو حامد الغزالي في كتابه الإحياء –رحمه الله تعالى – حيث قال أثناء ذكره للرياء الخفي قال:
(وأخفى
من ذلك أن يختفي العامل بطاعته بحيث لا يريد الاطلاع عليه ولا يسر بظهور
طاعته، ولكنه مع ذلك إذا رأى الناس أحب أن يبدؤوه بالسلام.
ويقابلوه بالبشاشة والتوقير.
وأن يثنوا عليه وأن ينشطوا في قضاء حوائجه.
وأن يسامحوه في البيع والشراء، وأن يوسعوا له في المكان.
فإن
قصر مقصر ثقل ذلك على قلبه، ووجد في ذلك استبعادا في نفسه كأنه يتقاضى
الاحترام والطاعة التي أخفاها، كأنه يريد ثمن هذا السر الذي بينه وبين الله
احترام الناس، وهو لم يظهر العمل، والعمل الخفي بينه ويبن ربه، ولكنه ( ما
دام أنه عمل ) نظر لنفسه.
فيريد أن يكسب هذه الأمور من الناس ، فإن قصر
الناس في هذه الأمور، إذا استبعد نفسه ونظر لحله ، ولو لم يكن قد سبق منه
تلك الطاعة لما كان يستبعد تقصير الناس في حقه).
إلى آخر كلامه .
هذه الصورة ، وصورة أخرى من العقبات في طريق الأخفياء.
وهي ما أشار إليها ابن رجب عندما قال – رحمه الله تعالى - :
(وهنا
نكتة دقيقة ، وهي الإنسان قد يذم نفسه بين الناس، يريد بذلك أن يرى الناس
أنه متواضع عند نفسه ، فيرتفع بذلك عندهم ، ويمدحونه به، وهذا من دقائق
أبواب الرياء ، وقد نبه عليه السلف الصالح، قال مطرف بن عبد الله بن
الشخير: (كفى بالنفس إطراء أن تذمها على الملأ، وكأنك تريد بذمها زينتها ،
وذلك عند الله سفه).
ما المعيار في الإخلاص والرياء ؟
ما هو المعيار في الإخلاص ؟ والمعيار في الرياء ؟
ولا بد أن ننتبه لهذا الأمر ولعلكم تتساءلون ، إذا فالقضية حساسة والقضية تصيب النفس بالخواطر والهواجس.
وقد ينشغل الإنسان بملاحظة نفسه في هذا الباب.
إذا ما هو المعيار والميزان والضابط في أن أعرف أني مخلص أو غير مخلص؟
ذكر ذلك أهل العلم فبينوا:
أن الضابط في الإخلاص هو استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن.
أن تستوي أعمالك في ظاهرك وباطنك، هذا معيار الإخلاص.
وأن الضابط في الرياء أن يكون ظاهرك خير من باطنك.
أما الصدق والإخلاص أن يكون الباطن خير من الظاهر.
ليست القضية أن يستوي الظاهر والباطن، هذا هو الإخلاص، أما صدق الإخلاص، أن يكون الباطن أفضل من الظاهر، وهذا تنبيها هاما جدا.
لابد
أن ننتبه له عند الحديث أو الكلام عن الإخلاص أو الرياء كما ذكرت، لأنه
مسلك شائك، ولا ينبغي للإنسان أن يترك كثير من أعمال الخير بحجة الخوف من
الرياء.
أنتبه يا أخي! انتبهي أيتها الأخت المسلمة!
لا ينبغي لك ولا
ينبغي لكي، أن تترك كثير من الأعمال بحجة الخوف من الرياء، أو حتى أن تفتح
على نفسك باب الهواجس والوساوس، فيقع الإنسان فريسة لهذا الأمر.
فيدخل
الشيطان على القلب، فيصبح الإنسان دائما في وسواس وهواجس حول هذا الباب،
ولذلك اسمع الإمام النووي رحمه الله وهو يقول كلاما جميلا جدا حول هذا
الأمر المهم، في كتاب الأذكار، يقول في الصفحة الـ 8-9:
(الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، والأفضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعا، فإن اقتصر على إحداهما فالقلب أفضل.
ثم
لا ينبغي أن يترك الذكر باللسان مع القلب خوف من أن يضن به الرياء بل يذكر
بهما جميعا ويقصد به وجه الله تعالى، وقد قدمنا عن الفضيل رحمه الله:
أن ترك العمل لأجل الناس رياء).
اسمع
لهذه الكلمات واحفظها جيدا، احفظ هذه الكلمات كما تحفظ اسمك، حتى تنجو من
قضية الوساوس والهواجس في الإخلاص والرياء، يقول الفضيل رحمه الله: ( ولو
فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس ، والاحتراس من ظنونهم الباطلة لأنسد
عليه أكثر أبواب الخير، وضيع على نفسه شيئا عظيما من مهمات الدين وليس هذه
طريقة العارفين).
انتهى كلامه رحمه الله تعالى وهو كلام نفيس جدا .
واسمع لكلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى عندما يقول:
(ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى ، أو قيام الليل، أو غير ذلك.
فإنه
يصليه حيث كان، ولا ينبغي له أن يضع ورده المشروع لأجل كونه يسن الناس،
إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله ، مع اجتهاده في سلامته من الرياء
ومفسدات الإخلاص).
اسمع بعض الناس يدخل على بعض الناس من هذا الباب، فينهاه عن أمر لا يفعله أمام الناس، لماذا؟ يقول : خشيه الرياء.
يقول ابن تيمية –رحمه الله تعالى- عن ذلك:
(ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
الأول:
أن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوف من الرياء، بل يؤمر بها والإخلاص
فيها، فالفساد في ترك إظهار المشروع أعظم من الفساد في إظهاره رياء.
ثانيهما:
لأن الإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة، وقد قال رسول الله _صلى الله
عليه وآله وسلم- (إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أن أشق قلوبهم)..
الثالث:
إن تسويغ مثل هذا يقضي إلى أن أهل الشرك والفساد يمكرون على أهل الخير
والدين، إذا رأوا من يظهر أمر مشروعا قالوا : هذا مراء فيترك أهل الصدق
إظهار الأمور المشروعة حذرا من المزعوم، فتعطل الخير. هذه كلمات جميلة جدا
من ابن تيمية رحمه الله.
الرابع: إن مثل هذا يعني إنكار الناس عمل
مشروعا بحجة أنه رياء، يقول : إن مثل هذا من شعائر المنافقين ، وهو الطعن
على من يظهر الأعمال المشروعة، قال تعالى:
]الذين يلمزن المطوعين من
المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلاّ جهدهم فسيخرون منهم سخر الله
منهم ولهم عذاب أليم[. انتهى كلامه مختصر من الفتاوى .