معجزات سيدنا محمد (الجزء الثانى)
--------------------------------------------------------------------------------
المطلب الأول : الإسراء والمعراج :
من الآيات البينات والمعجزات الخارقات أسرى الله بنبيه من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى حيث جمع الله له الأنبياء فصلى بهم إماماً في المسجد
الأقصى قال تعالى : ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنهَّ هو السميع البصير﴾
(14).
والمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى عبر الوسائل التي كانت موجودة
والاتصالات والمواصلات شهراً كاملاً .ومن هناك عرج به r إلى السماوات
العلا .
وهناك رأى من آيات ربه الكبرى . رأى جبريل على صورته الحقيقية الذي خلقه
الله عليها صعد به إلى سدرة المنتهى وجاوز السبع الطباق وكلمه الرحمن
وقربه .
قال تعالى : ﴿أفتمارونه على ما يرى ولقد راءه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى
عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى قدر رأى من
آيات ربه الكبرى﴾ (15).
ورجع من ليلته وفراشه لازال دافئاً وفي الصباح أخبر قريش بذلك فاستعظمت
قريش دعوى رسول الله r وكذبت ذلك فأخبرهم الرسول بالمسجد الأقصى وما فيه
وكان ينظر إليه مع أنه دخل ليلاً ووصف لهم المسجد الحرام ثم أخبرهم بمكان
قافلتهم وما يتقدمها ومتى ستصل فلم يصدقه سوى أبوبكر ومجموعة من الصحابة
فهي معجزة عظيمة وكبيرة نورد ما ورد عنها في السنة عن رسول الله rحديث
الاسرى والمعراج .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله r قال : (أتيت بالبراق قال
فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال : فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء
قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت ، فجاءني جبريل عليه
السلام بإناءٍ من خمر وإناءٍ من لبن فأخترت اللبن. فقال للنبي جبريل صلى
الله عليه وسلم اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من
أنت قال جبريل قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه قال قد بعث إليه
ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من أنت ؟
قال جبريل. قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث
إليه ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا
صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من أنت ؟
قال : جبريل. قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه
ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن
فرحب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه
السلام قيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه
؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله
عزوجل ﴿ورفعناه مكاناً علياً﴾ ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح
جبريل قيل من هذا ؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه
قال قد بعثت إليه ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب
ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا
قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم قال وقد بعث إليه قال
قد بعث إليه ثم ذهب ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا
إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك ؟
قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا
فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور وإذا
هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدره المنتهى
وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله
ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله
إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى
الله عليه وسلم فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة قال ارجع
إلى ربك فاسألة التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل
وخبرتهم قال : فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف على أمتي فحط عنى خمساً
فرجعت إلى موسى فقلت حط عنى خمساً قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل .
قال : فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال
يا محمد أنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم
بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ومن هم بسيئة فلم
يعملها لم يكتب شيئاً فإن عملها كتبت سيئة واحدة .
قال فنـزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله r فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت
منه (16).
منقول
--------------------------------------------------------------------------------
المطلب الأول : الإسراء والمعراج :
من الآيات البينات والمعجزات الخارقات أسرى الله بنبيه من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى حيث جمع الله له الأنبياء فصلى بهم إماماً في المسجد
الأقصى قال تعالى : ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنهَّ هو السميع البصير﴾
(14).
والمسافة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى عبر الوسائل التي كانت موجودة
والاتصالات والمواصلات شهراً كاملاً .ومن هناك عرج به r إلى السماوات
العلا .
وهناك رأى من آيات ربه الكبرى . رأى جبريل على صورته الحقيقية الذي خلقه
الله عليها صعد به إلى سدرة المنتهى وجاوز السبع الطباق وكلمه الرحمن
وقربه .
قال تعالى : ﴿أفتمارونه على ما يرى ولقد راءه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى
عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى قدر رأى من
آيات ربه الكبرى﴾ (15).
ورجع من ليلته وفراشه لازال دافئاً وفي الصباح أخبر قريش بذلك فاستعظمت
قريش دعوى رسول الله r وكذبت ذلك فأخبرهم الرسول بالمسجد الأقصى وما فيه
وكان ينظر إليه مع أنه دخل ليلاً ووصف لهم المسجد الحرام ثم أخبرهم بمكان
قافلتهم وما يتقدمها ومتى ستصل فلم يصدقه سوى أبوبكر ومجموعة من الصحابة
فهي معجزة عظيمة وكبيرة نورد ما ورد عنها في السنة عن رسول الله rحديث
الاسرى والمعراج .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله r قال : (أتيت بالبراق قال
فركبته حتى أتيت بيت المقدس قال : فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء
قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت ، فجاءني جبريل عليه
السلام بإناءٍ من خمر وإناءٍ من لبن فأخترت اللبن. فقال للنبي جبريل صلى
الله عليه وسلم اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل من
أنت قال جبريل قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه قال قد بعث إليه
ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من أنت ؟
قال جبريل. قيل ومن معك ؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال : قد بعث
إليه ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا
صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير.
ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل : من أنت ؟
قال : جبريل. قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه ؟ قال قد بعث إليه
ففتح لنا فإذا أنا بيوسف صلى الله عليه وسلم إذا هو قد أعطي شطر الحسن
فرحب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل عليه
السلام قيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه
؟ قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا لي بخير قال الله
عزوجل ﴿ورفعناه مكاناً علياً﴾ ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح
جبريل قيل من هذا ؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل : وقد بعث إليه
قال قد بعثت إليه ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون صلى الله عليه وسلم فرحب
ودعا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا
قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد صلى الله عليه وسلم قال وقد بعث إليه قال
قد بعث إليه ثم ذهب ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب ودعا لي بخير ثم عرج بنا
إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل : من هذا قال جبريل قيل ومن معك ؟
قال محمد صلى الله عليه وسلم قيل وقد بعث إليه قال : قد بعث إليه ففتح لنا
فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسنداً ظهره إلى البيت المعمور وإذا
هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه ثم ذهب بي إلى سدره المنتهى
وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال قال فلما غشيها من أمر الله
ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها فأوحى الله
إليَّ ما أوحى ففرض عليَّ خمسين صلاةً في كل يوم وليلة فنزلت إلى موسى صلى
الله عليه وسلم فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة قال ارجع
إلى ربك فاسألة التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل
وخبرتهم قال : فرجعت إلى ربي فقلت : يا رب خفف على أمتي فحط عنى خمساً
فرجعت إلى موسى فقلت حط عنى خمساً قال : إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف فإن أمتك لا يطيقون ذلك فإني قد بلوت بني إسرائيل .
قال : فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال
يا محمد أنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم
بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشراً ومن هم بسيئة فلم
يعملها لم يكتب شيئاً فإن عملها كتبت سيئة واحدة .
قال فنـزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال ارجع إلى
ربك فاسأله التخفيف فقال رسول الله r فقلت قد رجعت إلى ربي حتى استحييت
منه (16).
منقول