اعيش في الغرب، لكن كوني أتيت من شبه القارة
الهندية، فإنه يصعب علي الوصول إلى أشخاص من أهل العلم ممن يمكنهم
المساعدة في شفاء من يصاب بتأثيرات السحر. فهل على المرء أن يحاول التعرف
ما إذا كان قد عُمل له/لها عمل بسبب الغيرة أو الكراهية أو غير ذلك؟ وما
هي الأشياء التي يمكن عملها للتخلص من تأثيرات السحر؟
قرأت حديثا ورد فيه أن ماء زمزم هو لما شرب له، وأنه شفاء من جميع
الأمراض . فهل في النصين ما يدل على أن استخدام زمزم يشفي من السحر؟
وهل يمكن استخدام أي نوع من أنواع الرقية ؟ إذا كان الجواب بنعم،
فكيف يمكن للمرء أن يباشر ذلك ؟ العوام في الثقافة التي جئت منها عادة ما
يذهبون إلى أناس يقال لهم "بيرز" أو أناس يظن فيهم أنهم أتقياء ومتدينون
كي يأخذوا منهم تمائم توضع حول الأعناق لتخلصهم من تأثيرات السحر، فهل يعد
هذا نوع من الشرك؟ لقد قرأت كثيرا أن أمثال هؤلاء هم من الصوفية، فهل يجوز
الذهاب إلى أمثالهم؟.
الحمد لله
جزاك الله خيرا على حرصك على سلامة عقيدتك ،
وسعيك للوصول إلى الحق بدليله ونسأل الله أن يثبتنا على السنة حتى نلقاه .
ـ ثم اعلم وفقك الله أن المسلم ينبغي عليه أن
يبتعد عن الوساوس والأوهام فإنها سبب لضيق الصدر ، ونكد العيش ، فلا يصح أن يعزو
الإنسان كل شيء يصيبه إلى السحر أو العين ، أما إذا لحظ الإنسان تغيرا ليس طبيعيا
أو أمرا غير معتاد ، وشك في كونه سحرا أو عينا ، وأراد أن يتأكد من ذلك ، أو تحقق
منه وأراد العلاج ، فإن الطريق الشرعي : هو الرقية الشرعية المعتمِدة على الكتاب
والسنة والأدعية الصحيحة المفهومة سواء رقى المرء نفسه وهذا الأحسن ، أو ذهب إلى من
يرقيه بشرط أن يكون الراقي من أهل الصلاح والاستقامة واتباع السنة ـ هذا هو الطريق
الصحيح لعلاج العين والسحرـ مع ملازمة دعاء لله ، وطلب الشفاء والعافية منه سبحانه
فهو الذي قدر البلاء ، وهو الذي بيده أن يرفعه .
ـ وأما بالنسبة لماء زمزم فإنه ماء مبارك وقد
ورد في فضله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (2473)
: " ..إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ .. " . وفي رواية أبي داود
الطيالسي بإسناد صحيح : " إنها طعام طعم وشفاء سقم " .
وفي حديث آخر حسنه جماعة من العلماء منهم الإمام
ابن عيينة و الألباني وابن القيم وغيرهم بكثرة طرقه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " ماء زمزم لما شرب له " . أخرجه أحمد
( 3 / 357 ، 372 ) وراجع أقوال العلماء فيه في الإرواء ( 4 / 320 ، وما بعدها )
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله : " وقد جربت
أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت
بإذن الله ، وشاهدتُ من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف شهر أو أكثر ولا
يجد جوعا . " زاد المعاد (3 / 129 )
.
فهي لاشك سبب عظيم من أسباب الشفاء من السحر
وغيره من الأمراض بإذن الله ، إذا شربها الشخص مصدقا بكلام الرسول صلى الله عليه
وسلم ، وأراد الله له الشفاء بها ، فإن الله قد يعطل بعض الأسباب عن مسبباتها
لحكمة ، كما لو شرب المريض الدواء المجرّب فلم يبرأ ، فليس ذلك عيباّ في الدواء ،
وإنما هو قدر الله الذي لم يكتب النفع في هذا الدواء، لحكمة يعلمها سبحانه .
ـ وأما ما يتعلق بأنواع الرقية ،فقد ذكر العلماء
أن الرقية حتى تكون صحيحة مقبولة شرعا لابد لها من ثلاثة شروط إجمالا :
الأول : أن لا يعتقد الراقي أو المرقي أن الرقية
تنفع بنفسها، فهذا شرك بالله ؛ بل يعتقد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله .
الثاني : أن لاتكون الرقية مشتملة على مخالفة
شرعية كدعاء غير الله أو الاستغاثة بالجن والشياطين ، وما أشبه ذلك ، فتكون شركا
والعياذ بالله .
الثالث : أن تكون مفهومة معلومة فإن كانت مشتملة
على طلاسم وشعوذة ، فإنها لاتجوز .( انظر
القول المفيد للشيخ ابن عثيمين 1 / 184 ) .
فإذا سلمت الرقية من هذه المخالفات صحت بأي شكل
كانت ، فلو قرأ على المريض مع النفث أو بدون نفث
، أو قرأ على ماء وشربه المريض ، أو زيت
وادّهن به المريض ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا جائز وهو نافع بإذن الله وفضله .
ـ وأما الناس الذين ذكرتهم باسم "بيرز" فلا
يُدرى من هم ولا ما حقيقتهم وحيث أن البركة من الله يجعلها فيمن يشاء من خلقه فلا
يجوز إتباعها لأشخاص بمجرد الإدعاء ، وكثيراً ما أدى مثل هذا إلى الغلو الموقع في
الشرك .
والمقياس الذي يتم اختيار الراقي بناء عليه ؛ هو
اتباعه للسنة وبعده عن البدعة ، وأن يكون واضحا في كلامه وتصرفاته وطلباته فلا يطلب
أشياء غريبة ولا يتمتم بعبارات غير مفهومة أو يستعمل البخور أو يسأل عن اسم الأم أو
قطعة من الملابس أو يداوي بالمحرمات كالدم وغير ذلك من أفعال المشعوذين وما قد يثير
الريبة حوله .
ـ وأما بالنسبة للتمائم فعليك مراجعة سؤال رقم (
10543 ) من هذا الموقع .
ـ وأما بالنسبة للصوفية الذين يستخدمون أساليب
الشعوذة وما شابه ذلك فلا يجوز الذهاب إليهم بحال من الأحوال . وللاستزادة عن
الصوفية راجع سؤال رقم (4983 ) من هذا الموقع .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .
الهندية، فإنه يصعب علي الوصول إلى أشخاص من أهل العلم ممن يمكنهم
المساعدة في شفاء من يصاب بتأثيرات السحر. فهل على المرء أن يحاول التعرف
ما إذا كان قد عُمل له/لها عمل بسبب الغيرة أو الكراهية أو غير ذلك؟ وما
هي الأشياء التي يمكن عملها للتخلص من تأثيرات السحر؟
قرأت حديثا ورد فيه أن ماء زمزم هو لما شرب له، وأنه شفاء من جميع
الأمراض . فهل في النصين ما يدل على أن استخدام زمزم يشفي من السحر؟
وهل يمكن استخدام أي نوع من أنواع الرقية ؟ إذا كان الجواب بنعم،
فكيف يمكن للمرء أن يباشر ذلك ؟ العوام في الثقافة التي جئت منها عادة ما
يذهبون إلى أناس يقال لهم "بيرز" أو أناس يظن فيهم أنهم أتقياء ومتدينون
كي يأخذوا منهم تمائم توضع حول الأعناق لتخلصهم من تأثيرات السحر، فهل يعد
هذا نوع من الشرك؟ لقد قرأت كثيرا أن أمثال هؤلاء هم من الصوفية، فهل يجوز
الذهاب إلى أمثالهم؟.
الحمد لله
جزاك الله خيرا على حرصك على سلامة عقيدتك ،
وسعيك للوصول إلى الحق بدليله ونسأل الله أن يثبتنا على السنة حتى نلقاه .
ـ ثم اعلم وفقك الله أن المسلم ينبغي عليه أن
يبتعد عن الوساوس والأوهام فإنها سبب لضيق الصدر ، ونكد العيش ، فلا يصح أن يعزو
الإنسان كل شيء يصيبه إلى السحر أو العين ، أما إذا لحظ الإنسان تغيرا ليس طبيعيا
أو أمرا غير معتاد ، وشك في كونه سحرا أو عينا ، وأراد أن يتأكد من ذلك ، أو تحقق
منه وأراد العلاج ، فإن الطريق الشرعي : هو الرقية الشرعية المعتمِدة على الكتاب
والسنة والأدعية الصحيحة المفهومة سواء رقى المرء نفسه وهذا الأحسن ، أو ذهب إلى من
يرقيه بشرط أن يكون الراقي من أهل الصلاح والاستقامة واتباع السنة ـ هذا هو الطريق
الصحيح لعلاج العين والسحرـ مع ملازمة دعاء لله ، وطلب الشفاء والعافية منه سبحانه
فهو الذي قدر البلاء ، وهو الذي بيده أن يرفعه .
ـ وأما بالنسبة لماء زمزم فإنه ماء مبارك وقد
ورد في فضله أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (2473)
: " ..إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ .. " . وفي رواية أبي داود
الطيالسي بإسناد صحيح : " إنها طعام طعم وشفاء سقم " .
وفي حديث آخر حسنه جماعة من العلماء منهم الإمام
ابن عيينة و الألباني وابن القيم وغيرهم بكثرة طرقه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : " ماء زمزم لما شرب له " . أخرجه أحمد
( 3 / 357 ، 372 ) وراجع أقوال العلماء فيه في الإرواء ( 4 / 320 ، وما بعدها )
قال الحافظ ابن القيم رحمه الله : " وقد جربت
أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورا عجيبة ، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت
بإذن الله ، وشاهدتُ من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبا من نصف شهر أو أكثر ولا
يجد جوعا . " زاد المعاد (3 / 129 )
.
فهي لاشك سبب عظيم من أسباب الشفاء من السحر
وغيره من الأمراض بإذن الله ، إذا شربها الشخص مصدقا بكلام الرسول صلى الله عليه
وسلم ، وأراد الله له الشفاء بها ، فإن الله قد يعطل بعض الأسباب عن مسبباتها
لحكمة ، كما لو شرب المريض الدواء المجرّب فلم يبرأ ، فليس ذلك عيباّ في الدواء ،
وإنما هو قدر الله الذي لم يكتب النفع في هذا الدواء، لحكمة يعلمها سبحانه .
ـ وأما ما يتعلق بأنواع الرقية ،فقد ذكر العلماء
أن الرقية حتى تكون صحيحة مقبولة شرعا لابد لها من ثلاثة شروط إجمالا :
الأول : أن لا يعتقد الراقي أو المرقي أن الرقية
تنفع بنفسها، فهذا شرك بالله ؛ بل يعتقد أنها سبب لا تنفع إلا بإذن الله .
الثاني : أن لاتكون الرقية مشتملة على مخالفة
شرعية كدعاء غير الله أو الاستغاثة بالجن والشياطين ، وما أشبه ذلك ، فتكون شركا
والعياذ بالله .
الثالث : أن تكون مفهومة معلومة فإن كانت مشتملة
على طلاسم وشعوذة ، فإنها لاتجوز .( انظر
القول المفيد للشيخ ابن عثيمين 1 / 184 ) .
فإذا سلمت الرقية من هذه المخالفات صحت بأي شكل
كانت ، فلو قرأ على المريض مع النفث أو بدون نفث
، أو قرأ على ماء وشربه المريض ، أو زيت
وادّهن به المريض ، أو ما أشبه ذلك ، فهذا جائز وهو نافع بإذن الله وفضله .
ـ وأما الناس الذين ذكرتهم باسم "بيرز" فلا
يُدرى من هم ولا ما حقيقتهم وحيث أن البركة من الله يجعلها فيمن يشاء من خلقه فلا
يجوز إتباعها لأشخاص بمجرد الإدعاء ، وكثيراً ما أدى مثل هذا إلى الغلو الموقع في
الشرك .
والمقياس الذي يتم اختيار الراقي بناء عليه ؛ هو
اتباعه للسنة وبعده عن البدعة ، وأن يكون واضحا في كلامه وتصرفاته وطلباته فلا يطلب
أشياء غريبة ولا يتمتم بعبارات غير مفهومة أو يستعمل البخور أو يسأل عن اسم الأم أو
قطعة من الملابس أو يداوي بالمحرمات كالدم وغير ذلك من أفعال المشعوذين وما قد يثير
الريبة حوله .
ـ وأما بالنسبة للتمائم فعليك مراجعة سؤال رقم (
10543 ) من هذا الموقع .
ـ وأما بالنسبة للصوفية الذين يستخدمون أساليب
الشعوذة وما شابه ذلك فلا يجوز الذهاب إليهم بحال من الأحوال . وللاستزادة عن
الصوفية راجع سؤال رقم (4983 ) من هذا الموقع .
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد .