أنا امرأة مسلمة أعيش في أوروبا وأسكن منزلا منذ
سنة لاحظت قبل أشهر اختفاء بعض الأشياء من المنزل ولم أهتم في البداية لكن
عندما عاد شيء اختفى من مدة بحثت عنه كثيرا والغريب أن أجده في نفس المكان
الذي داومت على البحث عنه فيه لمدة 3 أشهر هنا أصبت بالهول وبدأت أتذكر كل
الأشياء السابقة وبدأ الشك والخوف يدخل إلى قلبي هل هذا البيت فيه شيء مثل
الشياطين أم ماذا ؟ رغم أنني محافظة على الصلاة وتلاوة ورد يومي ولله
الحمد ربما كنت مقصرة في الأذكار اليومية لكني الآن ولله الحمد محافظة على
جميع الأذكار ومازلت أشعر بالخوف على نفسي وأسرتي هل أترك هذا المنزل أم
لا ؟ رغم أني لم أعد أطيق العيش به ونفسيتي تعبانه جدا أرجو مساعدتي .
الحمد لله
أولا :
أحسنت في مواظبتك على الصلاة وورد التلاوة اليومي ، فهما من خير الأعمال ، ومن
أسباب الحفظ والوقاية من المهالك والمضار ، نسأل الله لك الحفظ والعافية والمعافاة
في الدين والدنيا.
ثانيا :
إذا كنت متأكدة من اختفاء بعض الأشياء من منزلك ، وأن أحداً ممن يسكن معك لم يأخذها
لغرض ما ، وتكرر ذلك ، فلا يبعد أن يكون هذا من فعل الجن ، فإن فيهم الصالح والطالح
، وفيهم من يسرق لنفسه أو لغيره ، لكن علاج ذلك سهل والحمد لله ، فإنك إذا وضعت
الأشياء وذكرت اسم الله عليها ، ودخلت المنزل وسميت الله ، وأغلقت الباب وسميت الله
، لم يكن للجن سبيل إلى دخول منزلك أو أخذ شيء من متاعك .
فقد روى مسلم (2018) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ
بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ
: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ
عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ . وَإِذَا لَمْ
يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ : أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ
).
وروى مسلم (2012) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ،
وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا
يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ
يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ
اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ) .
ورواه البخاري (3280) بلفظ : ( َأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ،
وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ
اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ تَعْرُضُ
عَلَيْهِ شَيْئًا ).
وعليه ، فإذا أغلقت الباب وسميت الله ، ووضعت متاعك في صندوق مثلا وسميت الله ،
فإنه يكون محفوظا بإذن الله ؛ لأن الشيطان لا يفتح بابا ولا يكشف إناءً .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد حديث أبي هريرة وكلامه مع الجني الذي كان
يسرق من تمر الصدقة : " وَأَنَّ الْجِنّ يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَام الْإِنْس ,
وَأَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامِ الْإِنْس , وَأَنَّهُمْ يَسْرِقُونَ
وَيَخْدَعُونَ , وَفِيهِ فَضْل آيَة الْكُرْسِيّ وَفَضْل آخَر سُورَة الْبَقَرَة ,
وَأَنَّ الْجِنّ يُصِيبُونَ مِنْ الطَّعَام الَّذِي لَا يُذْكَر اِسْم اللَّه
عَلَيْهِ " انتهى مختصرا
.
وإذا قدّر أنك أخذت بهذه الوسائل ، ثم لم تجدي راحة في البقاء في المنزل ، فالأفضل
أن تبحثي عن منزل آخر ، فقد روى أبو داود (3924) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله
عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِيرٌ
فِيهَا عَدَدُنَا وَكَثِيرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا ، فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ
أُخْرَى ، فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا ، وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ذَرُوهَا ذَمِيمَةً )
وحسنه الألباني في صحيح أبي داود
. أي اتركوها مذمومة .
وينظر جواب السؤال رقم (27192)
.
والله أعلم .
سنة لاحظت قبل أشهر اختفاء بعض الأشياء من المنزل ولم أهتم في البداية لكن
عندما عاد شيء اختفى من مدة بحثت عنه كثيرا والغريب أن أجده في نفس المكان
الذي داومت على البحث عنه فيه لمدة 3 أشهر هنا أصبت بالهول وبدأت أتذكر كل
الأشياء السابقة وبدأ الشك والخوف يدخل إلى قلبي هل هذا البيت فيه شيء مثل
الشياطين أم ماذا ؟ رغم أنني محافظة على الصلاة وتلاوة ورد يومي ولله
الحمد ربما كنت مقصرة في الأذكار اليومية لكني الآن ولله الحمد محافظة على
جميع الأذكار ومازلت أشعر بالخوف على نفسي وأسرتي هل أترك هذا المنزل أم
لا ؟ رغم أني لم أعد أطيق العيش به ونفسيتي تعبانه جدا أرجو مساعدتي .
الحمد لله
أولا :
أحسنت في مواظبتك على الصلاة وورد التلاوة اليومي ، فهما من خير الأعمال ، ومن
أسباب الحفظ والوقاية من المهالك والمضار ، نسأل الله لك الحفظ والعافية والمعافاة
في الدين والدنيا.
ثانيا :
إذا كنت متأكدة من اختفاء بعض الأشياء من منزلك ، وأن أحداً ممن يسكن معك لم يأخذها
لغرض ما ، وتكرر ذلك ، فلا يبعد أن يكون هذا من فعل الجن ، فإن فيهم الصالح والطالح
، وفيهم من يسرق لنفسه أو لغيره ، لكن علاج ذلك سهل والحمد لله ، فإنك إذا وضعت
الأشياء وذكرت اسم الله عليها ، ودخلت المنزل وسميت الله ، وأغلقت الباب وسميت الله
، لم يكن للجن سبيل إلى دخول منزلك أو أخذ شيء من متاعك .
فقد روى مسلم (2018) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ
بَيْتَهُ فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ
: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ ، وَإِذَا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرْ اللَّهَ
عِنْدَ دُخُولِهِ قَالَ الشَّيْطَانُ : أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ . وَإِذَا لَمْ
يَذْكُرْ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ قَالَ : أَدْرَكْتُمْ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ
).
وروى مسلم (2012) عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : (غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ،
وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا
يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ
يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ
اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ) .
ورواه البخاري (3280) بلفظ : ( َأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ،
وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ
اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَلَوْ تَعْرُضُ
عَلَيْهِ شَيْئًا ).
وعليه ، فإذا أغلقت الباب وسميت الله ، ووضعت متاعك في صندوق مثلا وسميت الله ،
فإنه يكون محفوظا بإذن الله ؛ لأن الشيطان لا يفتح بابا ولا يكشف إناءً .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد حديث أبي هريرة وكلامه مع الجني الذي كان
يسرق من تمر الصدقة : " وَأَنَّ الْجِنّ يَأْكُلُونَ مِنْ طَعَام الْإِنْس ,
وَأَنَّهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامِ الْإِنْس , وَأَنَّهُمْ يَسْرِقُونَ
وَيَخْدَعُونَ , وَفِيهِ فَضْل آيَة الْكُرْسِيّ وَفَضْل آخَر سُورَة الْبَقَرَة ,
وَأَنَّ الْجِنّ يُصِيبُونَ مِنْ الطَّعَام الَّذِي لَا يُذْكَر اِسْم اللَّه
عَلَيْهِ " انتهى مختصرا
.
وإذا قدّر أنك أخذت بهذه الوسائل ، ثم لم تجدي راحة في البقاء في المنزل ، فالأفضل
أن تبحثي عن منزل آخر ، فقد روى أبو داود (3924) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله
عنه قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا كُنَّا فِي دَارٍ كَثِيرٌ
فِيهَا عَدَدُنَا وَكَثِيرٌ فِيهَا أَمْوَالُنَا ، فَتَحَوَّلْنَا إِلَى دَارٍ
أُخْرَى ، فَقَلَّ فِيهَا عَدَدُنَا ، وَقَلَّتْ فِيهَا أَمْوَالُنَا فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ذَرُوهَا ذَمِيمَةً )
وحسنه الألباني في صحيح أبي داود
. أي اتركوها مذمومة .
وينظر جواب السؤال رقم (27192)
.
والله أعلم .