ما نصيحتكم لمن يحل السحر بسحر مثله لحل المشاكل الزوجية ؟.
أولاً :
حل السحر عن المسحور إن كان على الوجه المباح فإنه من باب الدواء
والمعالجة وهو من أفضل الأعمال لمن ابتغى بذلك وجه الله خاصة إذا كان في هذا حل
المشاكل الزوجية والأسرية .
فإن حل السحر عن المسحور له حالتان :
الأولى : أن يكون حل السحر بسحر مثله ، حيث يتقرب الساحر والمريض
إلى الجن والشياطين لحل هذا السحر ، وهذا محرم ، ومنكر عظيم ، وهو من عمل الشيطان ،
كما في مسند الإمام أحمد ( 3/294 ) وسنن أبي داود (3868) عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما قال : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
النُّشْرَةِ فَقَالَ : ( هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) صححه الألباني في
صحيح أبي داود ( 3868 ) .
والنشرة هي حل السحر عن المسحور ، والمراد بها في هذا الحديث :
النشرة التي كانوا يستعملونها في الجاهلية ، وهي حل السحر بالسحر أو باستخدام
الشياطين .
انظر : " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ ابن عثيمين رحمه
الله .
وجه الدلالة من الحديث على حرمتها : أنه صلى الله عليه وسلم
جعلها من عمل الشيطان ، وما كان من عمل الشيطان فهو محرم ؛ فإن الشيطان يأمر بالسوء
والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون .
الثانية : أن يكون حل السحر بالرقية والتعوذات الشرعية ،
والأدوية والدعوات المباحة ، فهذا جائز وعمل فاضل ، يؤجر عليه الإنسان ، مع مراعاة
آداب العلاج والرقية . راجع السؤال رقم (
12918) .
ثانياً :
أما النصيحة لمن يستخدم السحر لحل السحر ، أن يتقي الله في نفسه
، وأن يبادر إلى التوبة من هذا العمل الخطير على دينه وإسلامه ، قبل أن ينزل به ملك
الموت بغتة وهو لا يشعر ، وحينئذ لا ينفع الندم ولا الرجوع ، فإن خطر السحر على
الدين عظيم وجسيم ، فقد أخبر الله تعالى في كتابه أنَّ تَعُلًّمَ السحرِ وتعليمه
كفر فقال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ
هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) البقرة/102 ، فجعل تعليم
السحر وتعلمه من الكفر بالله تعالى ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ )
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : ( الشِّرْكُ بِاللَّهِ ،
وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ،
وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ،
وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ ) .
والموبقات : المهلكات التي تهلك صاحبها وتلقي به في النار ،
فليحذر هذا الساحر غضب الله وبطشه ، فإن بطشه أليم شديد ، وليحذر من حبائل الشيطان
وخطواته وتزينه لهذا العمل ، وإيهامه بأن فيه مصلحة للمسلمين ، وحلا لمشاكلهم ، حتى
يجلسه على مقاعد الجحيم ، ويهوي به في جهنم وبئس المصير ، فالحذر الحذر فإن الأمر
جد خطير ، إنها سعادة أبدية أو شقاء أبدي نعوذ بالله من الخذلان ودرك الشقاء .
ثالثاً :
النصيحة للمريض المبتلى بالسحر أن يتحلى بالصبر ، واحتساب الأجر
من الله جل وعلا ، وليعلم أن في ذلك امتحانا له لرفع لدرجاته عند الله إذا صبر
واحتسب ، فقد روى الترمذي (2396) وابن ماجه (4031) من حديث أنس بن مالك رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ
الْبَلاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ
الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) . حسنه الألباني في صحيح الترمذي
( 2396 ) .
وعليه أن يعتمد على الله وحده ، ويتوكل عليه في الأمور كلها ، مع
أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة في العلاج ، وأن يعظم الرغبة إلى الله
سبحانه ويلح عليه بالدعاء وقت الأسحار ، وأدبار الصلوات ، فإنه سبحانه كاشف الضر ،
مغيث اللهفات ، رحيم بعباده المؤمنين ، يجيب دعوة المضطرين ( أَمَّنْ يُجِيبُ
الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62
، وليحذر كل الحذر من طرق أبواب السحرة والكهنة والعرافين ، فإنهم الداء الحقيقي
والهلاك المبين ، ففي صحيح مسلم (2230) عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) وفي مسند الإمام أحمد (9252) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَالْحَسَنِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ
كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) صححه الشيخ الألباني في صحيح
الجامع ( 5939) ، فليحذر المسلم من سؤالهم أو تصديقهم ، طاعة لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وحفاظاً على دينه وعقيدته ، وحذراً من غضب الله عليه
، وابتعاداً عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عيها خسر الدنيا والآخرة وذلك هو
الخسران المبين .
وللاستزادة عن هذه المسألة وطرق علاج السحر الشرعية تراجع
الأسئلة رقم: (11290) و(12918)
و(48967) .
وانظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد
الله بن باز رحمه الله (3/280) و(8/144) .
الحمد لله
أولاً :
حل السحر عن المسحور إن كان على الوجه المباح فإنه من باب الدواء
والمعالجة وهو من أفضل الأعمال لمن ابتغى بذلك وجه الله خاصة إذا كان في هذا حل
المشاكل الزوجية والأسرية .
فإن حل السحر عن المسحور له حالتان :
الأولى : أن يكون حل السحر بسحر مثله ، حيث يتقرب الساحر والمريض
إلى الجن والشياطين لحل هذا السحر ، وهذا محرم ، ومنكر عظيم ، وهو من عمل الشيطان ،
كما في مسند الإمام أحمد ( 3/294 ) وسنن أبي داود (3868) عن جابر بن عبد الله رضي
الله عنهما قال : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ
النُّشْرَةِ فَقَالَ : ( هُوَ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) صححه الألباني في
صحيح أبي داود ( 3868 ) .
والنشرة هي حل السحر عن المسحور ، والمراد بها في هذا الحديث :
النشرة التي كانوا يستعملونها في الجاهلية ، وهي حل السحر بالسحر أو باستخدام
الشياطين .
انظر : " القول المفيد على كتاب التوحيد " للشيخ ابن عثيمين رحمه
الله .
وجه الدلالة من الحديث على حرمتها : أنه صلى الله عليه وسلم
جعلها من عمل الشيطان ، وما كان من عمل الشيطان فهو محرم ؛ فإن الشيطان يأمر بالسوء
والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون .
الثانية : أن يكون حل السحر بالرقية والتعوذات الشرعية ،
والأدوية والدعوات المباحة ، فهذا جائز وعمل فاضل ، يؤجر عليه الإنسان ، مع مراعاة
آداب العلاج والرقية . راجع السؤال رقم (
12918) .
ثانياً :
أما النصيحة لمن يستخدم السحر لحل السحر ، أن يتقي الله في نفسه
، وأن يبادر إلى التوبة من هذا العمل الخطير على دينه وإسلامه ، قبل أن ينزل به ملك
الموت بغتة وهو لا يشعر ، وحينئذ لا ينفع الندم ولا الرجوع ، فإن خطر السحر على
الدين عظيم وجسيم ، فقد أخبر الله تعالى في كتابه أنَّ تَعُلًّمَ السحرِ وتعليمه
كفر فقال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ
سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا
يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ
هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا
نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ ) البقرة/102 ، فجعل تعليم
السحر وتعلمه من الكفر بالله تعالى ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ )
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : ( الشِّرْكُ بِاللَّهِ ،
وَالسِّحْرُ ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ،
وَأَكْلُ الرِّبَا ، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ،
وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاتِ ) .
والموبقات : المهلكات التي تهلك صاحبها وتلقي به في النار ،
فليحذر هذا الساحر غضب الله وبطشه ، فإن بطشه أليم شديد ، وليحذر من حبائل الشيطان
وخطواته وتزينه لهذا العمل ، وإيهامه بأن فيه مصلحة للمسلمين ، وحلا لمشاكلهم ، حتى
يجلسه على مقاعد الجحيم ، ويهوي به في جهنم وبئس المصير ، فالحذر الحذر فإن الأمر
جد خطير ، إنها سعادة أبدية أو شقاء أبدي نعوذ بالله من الخذلان ودرك الشقاء .
ثالثاً :
النصيحة للمريض المبتلى بالسحر أن يتحلى بالصبر ، واحتساب الأجر
من الله جل وعلا ، وليعلم أن في ذلك امتحانا له لرفع لدرجاته عند الله إذا صبر
واحتسب ، فقد روى الترمذي (2396) وابن ماجه (4031) من حديث أنس بن مالك رضي الله
عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ
الْبَلاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ
الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ ) . حسنه الألباني في صحيح الترمذي
( 2396 ) .
وعليه أن يعتمد على الله وحده ، ويتوكل عليه في الأمور كلها ، مع
أخذه بالأسباب الشرعية والحسية المباحة في العلاج ، وأن يعظم الرغبة إلى الله
سبحانه ويلح عليه بالدعاء وقت الأسحار ، وأدبار الصلوات ، فإنه سبحانه كاشف الضر ،
مغيث اللهفات ، رحيم بعباده المؤمنين ، يجيب دعوة المضطرين ( أَمَّنْ يُجِيبُ
الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ
أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62
، وليحذر كل الحذر من طرق أبواب السحرة والكهنة والعرافين ، فإنهم الداء الحقيقي
والهلاك المبين ، ففي صحيح مسلم (2230) عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) وفي مسند الإمام أحمد (9252) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
وَالْحَسَنِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ
كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ) صححه الشيخ الألباني في صحيح
الجامع ( 5939) ، فليحذر المسلم من سؤالهم أو تصديقهم ، طاعة لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم ، وحفاظاً على دينه وعقيدته ، وحذراً من غضب الله عليه
، وابتعاداً عن أسباب الشرك والكفر التي من مات عيها خسر الدنيا والآخرة وذلك هو
الخسران المبين .
وللاستزادة عن هذه المسألة وطرق علاج السحر الشرعية تراجع
الأسئلة رقم: (11290) و(12918)
و(48967) .
وانظر : مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد
الله بن باز رحمه الله (3/280) و(8/144) .